حرصت اللجنة المنظمة لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، على منح النسخة الحالية من المعرض الدولي المقام في حديقة البدع، صبغة قطرية ذات هوية إسلامية عربية، ترتبط بالتراث القطري المتمدد بجذوره عبر التاريخ. وتعتبر «عنة إكسبو» الموجودة بالمنطقة الثقافية، والجناح القطري المستقر في قلب المنطقة الدولية بالمعرض، منطلق الفعاليات التراثية المرتبطة بالهوية القطرية، الهادفة إلى تعريف الأجيال الجديدة بحياة الأجداد، وتراثهم وبثقافتهم وحياتهم اليومية. وتقدم العنة ضمن فعاليات اليوم الوطنى، أنشطة يومية تعبر عن حياة الأجداد، وتقدم ما يشبه المحكي لهذه الحياة بمعالمها وطقوسها، ففي داخل أحد أجنحة هذه العنة، يجري التعريف بالتراث البحري للدولة المتعلق بصيد اللؤلؤ، عبر رحلات صيفية تمتد لما يقرب من ثمانية شهور كاملة، داخل البحر لصيد اللؤلؤ الذي كان يعتبر مصدراً للثروة والحياة في زمان ما قبل اكتشاف الغاز والبترول بالدولة. في داخل الجناح البحري بـ «عنة إكسبو» يقدم عبد الرحمن الحرمي، تعريفاً بأنواع السفن التي كانت تستخدم في رحلات الصيد والشحن والتنقل بين قطر ومحيطها الجغرافي، وكما يقوم الحرمي بمهام «القلاف» المرتبطة بصناعة وصيانة السفن المعطوبة المحتاجة إلى إصلاح. ويتصدر الجناح نماذج من أنواع هذه السفن، وأبرزها «البغلة « و» البوم « التي استعملت للنقل والسفر، وسفن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وأبرزها (الجالبوت، البوم، السنبوك، البقارة،البتيل)، بجانب سفن «الشوعي» و»الهوري» لصيد الأسماك. ويبرز الجناح وجود اختلافات بين كل سفينة وأخرى حسب طبيعة ومهمة كل واحدة منها سواء في الحجم والتصاميم والارتفاع والحمولة والسرعة أيضاً. وتعتبر «البوم» من أشهر المراكب الخليجية لنقل الركاب والبضائع كما توجد السفينة صغيرة الحجم وتعرف باسم «الشاشة» وتصنع من سعف النخيل وتربط أجزاءها وتستخدم لصيد السمك بالقرب من الشواطئ، فيما يقوم «الهوري»، وهو قارب صغير منحوت من جذوع الأشجار، ويستخدم في صيد الأسماك ونقل السلع إلى مسافات قصيرة. وتعبر» السنبوق «من أشهر السفن الخليجية التي تستخدم في الرحلات التجارية البعيدة المدى وتتراوح حمولتها بين 20، 150 طنا، كانت تستخدم في صيد اللؤلؤ تغيرت مهنتها حاليا إلى الشحن والنقل.

تزخر مكتبة قطر الوطنية بالعديد من الكنوز التاريخية، التي تعكس تطور الدولة من صيد اللؤلؤ إلى الدولة الحديثة، القائمة اليوم، بالإضافة إلى العديد من الكنوز التاريخية المهمة. في حوارها لـ الشرق، ترصد السيدة عائشة الأنصاري رئيس قسم المجموعات التراثية في مكتبة قطر الوطنية أبرز هذه الوثائق، والحديث عن مدى أهميتها، وتوعية المجتمع بقيمتها التاريخية، فضلاً عن مدى تفاعل المؤسسات والجهات المختلفة مع هذه المقتنيات، تدعيماً للوعي بين أفراد المجتمع. كما يعرج الحوار على ديوان المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، وثيقة الحويلة، والتي تعد من أقدم الوثائق المتعلقة بتاريخ قطر، كونها من أقدم عقود البيع في الدوحة، إلى غير ذلك من محاور طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: لدى قسم المجموعة التراثية كنوز هائلة من المقتنيات، فما الجهود المبذولة لتوعية المجتمع المحلي بأهميتها وعراقتها؟ ننظم العديد من المعارض والندوات والجلسات التي تتمحور حول هذه المقتنيات التراثية الفريدة. فعلى سبيل المثال، نظمنا بمناسبة كأس العالم معرض جوول! ضربة البداية لكرة القدم في قطر، وفيه سلطنا الضوء على مقتنيات المكتبة التراثية من الصور والمطبوعات والكتب المتعلقة بتاريخ كرة القدم في قطر، كما حرصنا على مشاركة المجتمع المحلي، وذلك من خلال تعاوننا مع أصحاب المقتنيات الرياضية بعرض مقتنياتهم الكروية الفريدة والمتنوعة، وذلك احتفاء بتاريخ وازدهار كرة القدم في قطر أثناء استضافة الدولة لأول بطولة لكأس العالم تقام في العالم العربي والشرق الأوسط. وشاركنا في مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية بمعرض سلط الضوء على المقتنيات المتعلقة بالخيول في المكتبة التراثية. ونظمنا معرض فن القلم الذي تضمن 18 لوحة فنية فريدة للخط العربي من مقتنيات المكتبة التراثية، كما نظمنا معرضا حول بدايات التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط، تضمن أقدم الصور التي التقطها رواد التصوير للمنطقة العربية، ومعرض ملصقات السينما العربية الذي تضمن مجموعة من الملصقات السينمائية (أفيشات الأفلام) المختارة من أرشيف السينما العربية في مكتبتنا التراثية. وذلك بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والندوات التي تنظمها المكتبة التراثية، منها تنظيم المكتبة التراثية لجلسة نقاشية في إطار فعاليات اليوم الرياضي للدولة بعنوان: مونديال قطر 2022 والثقافة القطرية: كرة القدم والفن والتوثيق الرياضي. كما شاركنا ببعض مقتنيات المكتبة التراثية في معرض المدار المقام ضمن فعاليات البينالي الأول للفنون الإسلامية 2023 من خلال إعارة 12 قطعة فريدة من المقتنيات التاريخية والفنية الإسلامية من مقتنيات مكتبتنا التراثية التي ترجع إلى الفترة من القرن السابع عشر حتى التاسع عشر الميلادي، ومنها مخطوطات قرآنية من الصين وأقاليم أخرى، ومزاول شمسية، واسطرلابات، وصور فوتوغرافية نادرة، وكتب تراثية. وثيقة الحويلة من بين مقتنيات المكتبة وثيقة الحويلة، والتي تُعد من أقدم الوثائق التاريخية القطرية، فما أهمية هذه الوثيقة ؟ تعود وثيقة الحويلة لعام 1194هجري/1780 ميلادي، وهي من أقدم الوثائق التاريخية المُتعلّقة بتاريخ قطر (حوالي 242 سنة)، وتشير هذه الوثيقة إلى عقد بيع لقطعة أرض في هذه المدينة، ويُذكر فيها (هلال بن محمد البداح) وهو من سكان مدينة الحويلة. وتعد هذه الوثيقة من أقدم عقود البيع في الدوحة في منطقة الحويلة ومذكور فيها معلومات عن البائع والمُشتري ووكلائهما المفوضين، ويُشير العقد لموقع قطعة الأرض وثمنها. معرض دائم ما أبرز الوثائق المماثلة التي تضمها المكتبة، وتلقي الضوء على جوانب من التاريخ القطري؟ لدينا في المعرض الدائم للمكتبة التراثية جناح أو قسم خاص يحتوي على المقتنيات التاريخية النادرة وهو جناح «قطر عبر الزمن» الذي يبرز التطورات التي شهدتها دولة قطر منذ فترة صيد اللؤلؤ في الماضي إلى الدولة الحديثة التي نراها اليوم. وتتنوع هذه المقتنيات والمصادر التاريخية النادرة، بين كتب وخرائط ووثائق ومراسلات وصور تمتد لمئات السنين وترصد المعلومات المهمة عن قطر التي سجلها المؤرخون والرحالة والقناصل الذين جاءوا إلى المنطقة أو مرّوا بها. ومن أبرز تلك المقتنيات ديوان المؤسس «رسالة في شعر النبط» الذي كتبه مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، وطبع في المطبعة المصطفوية في مومباي في عام 1325 هجرية /‏‏‏ 1907 ميلادية. فقد كان الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني محبًا للتعبير بالشعر النبطي عن الأحداث المهمة في حياته وتمتاز قصائده بالجزالة وقوة الحجة والحكمة، ويحتوي الديوان على قصائد المؤسس وبعض قصائد الشعراء المعاصرين له. ومن المقتنيات أيضًا مقال لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عن الثورة الجزائرية، وذلك لمجلة مدرسة قطر النموذجية في عام 1961. كما يزخر القسم بالعديد من المراسلات والسجلات الوثائقية التاريخية المهمة كتعيين أول قاضٍ في قطر وتقويم لمدينة الزبارة 1790 ميلادية. نفائس تاريخية وما أهم ما يحتضنه قسم «قطر عبر الزمن» لإبراز تاريخنا المحلي؟ يحتضن قسم «قطر عبر الزمن» العديد من كتب التاريخ والجغرافيا المهمة، منها كتاب للرحالة البريطاني ويليام بلجريف الذي سرد رحلته التي قام بها من وسط وشرق شبه الجزيرة العربية عامي 1863-1862، ووصف فيها الزبارة والبدع والوكرة. وإلى جانب ذلك تقتني المكتبة التراثية «خريطة بطليموس» التي طبعت عام 1478 ميلادية وهي من أقدم الخرائط المطبوعة التي ورد اسم قطر فيها باللغة اللاتينية. كما يتضمن القسم صورًا فوتوغرافية قديمة لقطر في فترة السبعينيات. ما أبرز البرامج والأنشطة التي يعتزم قسم المجموعة التراثية انجازها خلال الفترة المقبلة؟ ضمن سلسلة محاضراتنا حول وثائق المكتبة التراثية، أقمنا محاضرة بعنوان الوثائق الشرعية والمراسلات العامة والخاصة المحفوظة بالمكتبة التراثية: قراءة في المحتوى ومدخل لمنهجية الدراسة، وفيها يقدم د. معز الدريدي، أخصائي أرشيف أول، نماذج مختلفة من وثائق قانونية من الجزائر ودمشق ومصر ومكة من أحقاب زمنية مختلفة، بالإضافة إلى مراسلات متنوعة بين رحالة ومستكشفين لمناطق مختلفة في الشرق الأوسط، وجميعها من مقتنيات المكتبة التراثية. تفاعل مجتمعي وفي المقابل، ما مدى تفاعل مؤسسات المجتمع المختلفة للاستفادة من كنوز المكتبة التراثية، بما يدعم التكامل بين هذه المؤسسات تحقيقاً لرؤية قطر 2030؟ تحقيقًا لرؤية قطر 2030 الساعية إلى التنمية الثقافية والمجتمعية، أبرمنا العديد من اتفاقيات الشراكة مع المؤسسات التعليمية والحكومية والثقافية في قطر. وتهدف هذه الشراكات إلى تعزيز التعليم وتبادل المعرفة، ودعم البحوث والدراسات، وصقل المهارات، وتنظيم الفعاليات والمعارض المشتركة، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي. وفي إطار هذا التكامل الثقافي، كما ذكرنا آنفا، كان معرض جوول! ضربة البداية لكرة القدم في قطر ثمرة التعاون بين المجموعة التراثية وأصحاب المقتنيات والمجموعات الخاصة، كما أقمنا ندوة حول إرث المونديال والثقافة القطرية بالتعاون مع عدة مؤسسات وجهات قطرية، وشاركنا في تنظيم معرض ضمن فعاليات مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، بالإضافة إلى معرض أعمال الفنانة التشكيلية الجزائرية باية محيي الدين وكان بالتعاون مع المتحف العربي للفن الحديث.

نظمت مكتبة قطر الوطنية مساء اليوم ندوة بعنوان صيد اللؤلؤ في الخليج: رؤية تاريخية وقانونية وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، بهدف تسليط الضوء على ما تمتلكه المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية من تراث يختص بالتراث البحري القطري. وقدمت خلال الندوة السيدة مريم المطوع، رئيس إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية نبذة تاريخية عن صيد اللؤلؤ في الخليج، وسلطت الضوء على مجموعة المكتبة التراثية من المقتنيات التاريخية حول صيد اللؤلؤ كجزء مهم من تاريخ قطر والخليج والذي كان له تأثير ليس فقط على الحياة الاقتصادية، ولكن كان له أبعاد اجتماعية وتراثية فيما يتعلق بالفلكلور والموروث الشعبي. وتناولت تاريخ صيد اللؤلؤ من خلال كتابات عدد من الرحالة مثل جسبارو بالبي وبيدرو تيكسيرا اللذين زارا منطقة الخليج في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، مرورا بالرحالة الذين زاروا المنطقة في بدايات القرن العشرين مثل وليم بلجريف وبول هاريسون وغيرهما. كما استعرضت في كلمتها مواسم الغوص والمصطلحات الخاصة به من أسماء العاملين على ظهر السفينة أو الأدوات المستخدمة في الغوص، مستخدمة بعض الخرائط والمصادر الخاصة بالملاحة ومن أهمها خريطة السيد خليفة السبيعي التي تحتوي على أهم مصائد اللؤلؤ في الخليج. وتحدثت السيدة مريم المطوع عن الغوص كمهنة تجارية وما يتعلق بها، إلى جانب الأشكال الثقافية المصاحبة للغوص و خاصة الفن البحري وأهم أنواعه فن الفجري، وكيف أن هذا الفن كان بمثابة متنفس للبحارة في ظل تلك الظروف الصعبة على متن السفينة. وأوضحت السيدة مريم المطوع في تصريح لوكالة الأنباء القطرية / قنا/ أن المكتبة التراثية تمتلك رصيدا هائلا من التراث المكتوب عن الغوص، وأن من أهم أهدافها حفظ التاريخ والتراث القطري لذلك تعمل المكتبة التراثية على العديد من المشاريع التي تُعنى بحفظ التاريخ القطري سواء بجمع الكتب والوثائق والصور الخاصة بتاريخ قطر أو عن طريق التاريخ الشفوي والارشيف العائلي، مشيرة إلى أن هذه المصادر الموجودة في المكتبة التراثية تستخدم في حفظ التراث البحري القطري من الاندثار، حيث إن القاء الضوء على الممارسات الثقافية المصاحبة للغوص والتركيز على الفن البحري يعتبر حفظا لجانب كبير من الفلكلور والثقافة الشعبية للمجتمع القطري بشكل خاص والفلكلور الخليجي بشكل عام. ومن جهته استعرض الدكتور أليكساندر كايرو، أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، خلال الندوة القوانين التي حكمت تجارة اللؤلؤ، مع شرح دور الحكام والقضاة والسلطات البريطانية. وقال إن الجانب القانوني لتجارة اللؤلؤ لم ينل حظًا كافيًا من اهتمام الدراسات الأكاديمية والبحثية التي تناولت صيد اللؤلؤ في الخليج، موضحا تعدد الأطر القانونية التي ارتبطت بالتعاملات التجارية الخاصة باللؤلؤ وحل النزاعات الخاصة بقضايا الغوص على اللؤلؤ ما بين ( سالفة الغوص ) وهي لجنة كانت مشكلة للحكم في النزاعات داخل البحر، وحكم الفقهاء الذين اعتمدوا الأحكام الفقهية في المعاملات حكما أصيلا لحل النزاعات، أو القضاة الذين صاغوا الأحكام بالتوافق مع أحكام الشريعة، أو حتى المجالس العرفية التي شكلت جانبا مهما في الحل في تلك النزاعات وصولا الى الحسم أحيانا من الحكام، أو تطبيق الاتفاقيات والمعاهدات طبقا للأحكام البريطانية.

في تقرير خاص يحمل رائحة البحر وبريق اللؤلؤ وتاريخ الأجداد، فتحت الجزيرة باللغة الإنجليزية ملف الغوص على اللؤلؤ في قطر في الوقت الحالي. وذكر التقرير أن تجارة اللؤلؤ شكلت قبل قرن واحد فقط في قطر ثلاثة أرباع صادرات المنطقة، وكان الغوص مهنة شائعة للقطريين قبل اكتشاف النفط والغاز، مشيراً إلى خطورة هذه المهنة وما تتطلبه من شجاعة كبيرة ومهارة من صيادي اللؤلؤ. وانتقل التقرير بالقراء في رحلة إلى الماضي عبر رحلات الغوص الطويلة التي كانت تبعد صيادي اللؤلؤ عن منازلهم لشهور، يحبسون فيها أنفاسهم تحت الماء في كل مرة لمدة تصل إلى دقيقتين وفي عمق يصل لـ 18 متراً، في ظروف صعبة تسببت أحياناً في خسائر في الأرواح. وانتقالاً إلى الحاضر، قال المواطن محمد عبد الله السادة ، 36 عامًا ، إنه يحافظ على تقاليد الأجداد، معبراً عن حبه في الغوص لثلاث مرات على الأقل أسبوعياً بحثاً عن المحار في قاع البحر وأملاً في العثور على لؤلؤة الدانة، وهي أحد الآلئ الكبيرة ذات القيمة العالية وتستخدم في صناعة المجوهرات. وحول أهمية العثور على الدانة، قال السادة إنه في حال عثر شخص عليها فسيبقى اسمه مقروناً بها إلى الأبد وستذكره الأجيال القادمة. وذكر محمد – خلال مقابلته مع الجزيرة – أن مهنة الغوص على اللؤلؤة متوارثة، حيث عمل جده وعمه أيضاً في صيد اللؤلؤ، مشيراً إلى أن كل قطري تقريباً لديه قريب كان غواص لؤلؤ في الماضي. وأضاف غواص اللؤلؤ السادة أن مهنة صيد اللؤلؤ كانت شاقة جداً قديماً على عكس الوقت الحالي، إلا أن هنالك بعض المخاطر التي تحفها أيضاً حالياً. وسرد السادة تجربته الشخصية، إذ أغمى عليه ذات مرة أثناء محاولته صيد محارين من نوع بينكتادا ماكسيما، يزن كل منهما حوالي 2 كجم، ولحسن الحظ كان شريكه في الغوص معه في ذلك الوقت وأنقذه. وفي حادثة خطيرة أخرى، قال محمد أن قاربه غرق في إحدى رحلات البحث عن اللؤلؤ وبقيا في البحر لمدة ساعة قبل أن يجدهما قارب عابر. وفي مقابلة مع أحد غواصي اللؤلؤ القدماء، قال سعد إسماعيل الجاسم إنه كان غواصاً في الثامنة عشر من عمره، ويمتلك الآن متجراً في سوق واقف مليء بقلائد وحلي من اللؤلؤ من الصناعة القديمة.

اختتمت متاحف قطر برنامج العام الثقافي قطر-أمريكا 2021 بمعرض درر العجائب: حقبة رقمية، الذي أقامته في ساحة الفن المعاصر (لافان 541) بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية. ويسلط المعرض الضوء جانب مهم من التاريخ والثقافة القطرية في صيد اللؤلؤ. وذكرت متاحف قطر في بيان اليوم أن المعرض الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، في نيويورك شمل عرض مجموعة من الأعمال الجديدة لخمسة فنانين قطريين، وهم : محمد فرج السويدي، مريم الحميد، العنود البوعينين، مي المناعي،وسعيدة الخليف هم من خريجي برنامج الاقامة في مطافئ - مقر الفنانين . وينقل المعرض الزوار في رحلة عبر التاريخ عندما كانت قطر واحدة من أكبر منتجي اللؤلؤ، حيث أتيحت للجمهور الفرصة للتعرف على الدور المهم الذي قامت به اللآلئ الطبيعية في صياغة التاريخ الاقتصادي للمنطقة بالإضافة إلى تشكيل ثقافة الأمة وتقاليدها. وضمت الأعمال الفنية المعروضة لوحة فقاعات ولؤلؤ، من إبداع محمد فرج السويدي وهي تعرض الطريقة التي تطور بها اللؤلؤ عبر الزمن، والمخاطر التي تنطوي عليها مهنة الغوص. وعمل بعنوان الروايات الغنائية داخل أعماق البحار من إبداع مريم الحميد وهو عمل فني رقمي استخدم الترميز لإحياء الصور الأرشيفية من عصر الغوص لاصطياد اللؤلؤ، وهو مستوحى من قصيدة بقايا سفينة غوص للشاعر مبارك بن سيف آل ثاني . والعمل الثالث ذكرياتمن إبداع العنود البوعينين وفيه اختبر المشاهدون العناصر التي تتفاعل خارج سطح اللؤلؤ وفي القشرة الداخلية للمحار والبحر والقوارب الشراعية من خلال لقطات أرشيفية ومونتاج مع رسوم متحركة وفيديو، ويأتي العمل الفني رحلة إلى الماضي ، من إبداع مي المناعي وفيه نافذة متحركة في القرن التاسع عشر تعرض بصريا رحلة غواص اللؤلؤ، من الإقلاع على الشاطئ الى الغوص الكبير ، وآخر الأعمال لآلئ المطر من إبداع سعيدة الخليفي وهو مستوحى من الأسطورة القديمة القائلة إن اللآلئ تتشكل عندما يبتلع المحار قطرات المطر وذلك من خلال الفيديو والصوت والتصوير الفوتوغرافي واللقطات الأرشيفية. وقالت السيدة عائشة العطية مديرة إدارة الدبلوماسية الثقافية في متاحف قطر يسعدنا اختتام برنامج العام الثقافي قطر- أمريكا 2021 بهذا المعرض الفريد من نوعه، درر العجائب: حقبة رقمية ، ومن خلال الأعمال الفنية الرائعة التي أبدعها فنانون قطريون، يمكننا مشاركة هذا الجانب المهم من تراثنا وتاريخنا مع الجمهور الأمريكي. وقد سرد هذه القصص بطريقة مشوقة للزوار التعرف على تراث دولة قطر وتاريخها المذهل بطريقة مبتكرة من جانبه قال الدكتور بهاء أبوديه أمين الفن المعاصر في مطافئ - مقر الفنانين: يسرني كثيرا العمل مع الفنانين القطريين الشباب والناشئين وهم يكتشفون مواهبهم من خلال أعمالهم الفنية ويسهمون في تشكيل المشهد الفني المزدهر وإتاحة الأعمال الفنية التي أبدعها هؤلاء الفنانون وعرض جانب مهم من ثقافتنا وتراثنا إلى الجمهور الأمريكي من خلال هذا المعرض المبتكر الذي سلط الضوء على جانب مهم من تاريخ أمتنا، وهو صناعة اللؤلؤ. ومن جهتها قالت فاطمة الباكر، مديرة الدبلوماسية العامة في سفارة دولة قطر في الولايات المتحدة : مع اختتامنا لبرنامج العام الثقافي قطر-أمريكا 2021، كان التبادل الثقافي بين بلدينا خير دليل على عمق فهمنا لبعضنا البعض أثناء احتفالنا بالسمات الفنية والخصائص الثقافية المتميزة لكل دولة، مشيرة إلى أن تاريخ اللآلئ القطرية يرجع إلى آلاف السنين، وقد حظيت بالتقدير في جميع أنحاء العالم بفضل جمالها الرائع وجودتها . يشار إلى أن معرض درر العجائب: حقبة رقمية جاء ضمن وفي ختام فعاليات العام الثقافي قطر - أمريكا 2021 الذي قدم باقة كبيرة من المعارض والفعاليات في كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية على مدار العام. منها المعارض والأعمال الفنية من إبداع الفنانين القطريين والأمريكيين، وبعض الفعاليات الأخرى التي تعرض الأعمال الموسيقية والأفلام وعروض الأزياء وفنون الطهي في كلا البلدين. ويقام العام الثقافي قطر - أمريكا 2021، برعاية الخطوط الجوية القطرية، وشركة إكسون موبيل قطر وبالتعاون مع متاحف قطر، وسفارة قطر في الولايات المتحدة، وسفارة الولايات المتحدة في قطر، ووزارة الثقافة ، ووزارة الرياضة والشباب ، ومؤسسة قطر، وجهاز قطر للسياحة، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومكتبة قطر الوطنية، والحي الثقافي /كتارا/، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، والاتحاد القطري لكرة القدم. وقد طورت متاحف قطر مبادرة الأعوام الثقافية - وهي تبادل ثقافي دولي سنوي يهدف إلى تعميق التفاهم بين الدول وشعوبها ، وعلى الرغم من أن البرامج الرسمية لا تستغرق سوى عاما واحدا، فإن المبادرة غالبا ما تنشئ تعاونا على الأمد الطويل. وشملت الأعوام الثقافية السابقة: قطر مع عدد من البلدان وهي اليابان 2012، المملكة المتحدة 2013، البرازيل 2014، تركيا 2015، الصين 2016، ألمانيا 2017، روسيا 2018، الهند 2019، فرنسا 2020، ثم الولايات المتحدة العام الحالي 2021.

يقدم متحف قطر الوطني برامج تعليمية شاملة مصممة خصيصًا لتمكين المعلمين في قطر من تعزيز حضور المتحف الجديد في فصولهم الدراسية، وذلك مع العام الدراسي المقبل. وقد وضع المتحف في هذا الإطار خطط لتصميم وحدات دراسية حول قطر وتاريخها لتدريسها في المدارس الدولية، إلى جانب توفير فرص فريدة أمام المدارس الحكومية، في حين سيتم الاعتماد على مصادر إلكترونية لتوعية المعلمين قبل الزيارة مثل تزويدهم بأدلة إرشادية شاملة، والتواصل معهم عبر مكالمات الفيديو داخل الفصل الدراسي، فضلًا عن تخصيص أيام محددة لتعريفهم بالمتحف.. كما وسيوفر المتحف للمعلمين العديد من الجولات والبرامج التي تُقام داخل أروقة المتحف نفسه، ويشمل ذلك جولات تعريفية بالمتحف وحدائقه وأعمال الفن العام، هذا إلى جانب برامج أكثر عمقًا مثل التعرّف على النباتات القطرية الأصيلة وتاريخ اللؤلؤ واكتشاف النفط وتاريخ قطر المتشابك مع العالم. الاكتشاف والتعلم ويحتضن متحف قطر الوطني الذي تم افتتاحه في مارس الماضي، 6 ساحات تعليمية تلائم جميع الأعمار، وتسمح هذه الساحات للطلاب باستكشاف جميع المحتويات بداية من المقتنيات القديمة وحتى استكشاف الحياة على قوارب صيد اللؤلؤ من خلال تراكيب تفاعلية، كما يحرص متحف قطر الوطني على استضافة العديد من الفعاليات المدرسية المتنوعة بالتعاون مع موظفيه. هذا ويروي متحف قطر الوطني فصولَ قصة قطر وشعبها منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحالي، مانحًا قطر صوتًا للتعريف بتراثها الثريّ وثقافتها الغنية والتعبير عن طموحات شعبها المستقبلية النابضة بالحياة، من خلال ثلاثة أقسام وهي: البدايات، والحياة في قطر، وبناء الأمة، وتُعرَض محتويات هذه الأقسام في 11 قاعة عرض.