يبدو أن عدوى التظاهر التي شجع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المواطنين في بعض الولايات الديموقراطية، إنتشرت في ولايات جمهورية مثل تكساس ونيوهامبشر وغيرها من الولايات الأمريكية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن المئات تظاهروا في أنحاء الولايات المتحدة، للمطالبة برفع إجراءات الإغلاق المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، والتي تخضع ما يقارب 1.3 مليون الأميركي لإجراءات عزل التي تقيد حركتهم وتفرض إغلاق الأنشطة التجارية باستثناء الضرورية منها. وتجمّع نحو 400 متظاهر، بعضهم سيرا على الأقدام وبعضهم من خلال السيارات، في كونكورد عاصمة ولاية نيوهامبشر لتوجيه رسالة مفادها أن تمديد إجراءات الحجر غير ضروري في ولاية سجلت عددا منخفضا نسبيا من الإصابات المؤكدة بـ (كوفيد-19) حسب فرانس برس. وضم الحشد محتجين مسلحين ومقنعين يرتدون بدلات شبيهة بالبدلات العسكرين، وآخرين يضعون قبعات تحمل شعارا مؤيدا لترامب، في غياب شبه كامل لالتزام المتظاهرين بإرشادات التباعد الإجتماعي. وتشارك المتظاهرون في كل من تكساس وأنابوليس أيضًا في كولومبوس (أوهايو) وسان دييغو (كاليفورنيا) وكذلك في ولايات إنديانا ونيفادا وويسكونسن، في رفع الأعلام المحلية والعلم الأمريكي، بالاضافة إلى رفع لافتات كتب على بعضها العيش بحرية أو الموت والفقر يقتل أيضا، في اشارة إلى أن الاغلاق يزيد من تفقير الشعب الامريكي . كما حمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها الأرقام تكذب في اشارة إلى أن أرقام الاصابات والوفيات جراء فيروس كورونا المعلن عنها غير صحيحة، وأكدوا على أن المسألة تتعلق بإجراءات لا تناسب الجميع، ويجب أن يتوقف الإغلاق عندما لا يكون له معنى، مع العلم أن الولايات المتحدة سجلت أعلى حصيلة للإصابات والوفيات في العالم، تخطت 734 ألف إصابة مؤكدة و38800 وفاة حتى مساء السبت. واستمد المتظاهرين تشجيعا من سلسلة تغريدات أصدرها الرئيس ودعا فيها إلى تحرير ميشيغن ومينيسوتا وفرجينيا، وهي ولايات يحكمها ديموقراطيون، وخلال مؤتمره الصحافي ليوم السبت، يُبرّر ترامب الاحتجاجات، قائلاً إنّ بعض الحكّام ذهبوا بعيدا جدا في إجراءات الحجر التي أدت إلى ارتفاع كبير في عدد العاطلين عن العمل في كل أنحاء البلاد وحرمان العديد من الناس من أيّ مصدر دخل، كما هنّأ ترامب حاكمي تكساس وفيرمونت الجمهوريَّين على السماح باستئناف بعض الأنشطة يوم الإثنين، مطالبًا في الوقت نفسه باتخاذ الإجراءات المناسبة المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي. في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بيو مؤخرا أن ثلثي الأميركيين أبدوا مخاوف من أن ترفع تدابير الحد من انتشار الفيروس في وقت مبكر وليس متأخرا ما قد يزيد من تفاقم الموضع بالولايات المتحدة الأميريكية. ويذكر أن أكبر تظاهرة احتجاج ضد قواعد الحجر المنزلي حتى الآن كانت في لانسينغ عاصمة ميشيغن، وشارك فيها قرابة 3 آلاف شخص. ورغم أنّ أعداد المتظاهرين قليلة بشكل عام، إلا أنّ مثل هذه تظاهرات قد تضاعف في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تأثّراً بالفيروس باجمالي عدد الاصابات 732197 منذ بدء الوباء.