عقد الفرع النسائي لمركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع بالريان بروضة الإسراء المستقلة للبنات دورة تدريبية بالتعاون مع المدربة هذباء علي، تحت عنوان "صناعة طفل يقرأ" وذلك في إطار الإهتمام بالقراءة واللغة العربية ومواصلة لبرامج التدريب والتأهيل الوظيفي الذي يقدمه. حضر الدورة عدد كبير من المعلمات والأخصائيات وأولياء الأمور في مجموعة من المدارس التي تم دعوتها لحضور الدورة لتحقيق الفائدة الأشمل. وجاءت هذه الدورة ضمن برامج وورش عديدة نفذها نسائي قطر الخيرية بالريان، بالتعاون مع المدربة هذباء علي، فقد اختتم المركز خلال الفترة الماضية سلسلة تدريبية استمرت على مدار شهر كامل بواقع يوم واحد كل أسبوع تحت عنوان "الوصفة السحرية في بناء علاقة ايجابية مع الأبناء" والتي لاقت استحسان وشكر السيدات اللاتي حضرن التدريب لما لها من أثر إيجابي طيب في تغيير مناخ البيت والأسرة العام الى الأفضل. وحول محتوى دورة "صناعة طفل يقرأ" قالت الفاضلة منى البوعينين مديرة روضة الإسراء المستقلة للبنات أن هذه الأفكار والتوجهات الخاصة بتقديم دورات تدريبية نوعية لموظفات المدارس ورياض الأطفال تعد خطوة إيجابية وهامة ومفيدة لجمعية قطر الخيرية وللمدارس المستفيدة من مثل هذه البرامج، حيث أن لجمعية قطر الخيرية توجهها الديني الملتزم والذي يتماشى مع متطلبات المدارس المستقلة. وأضافت:" أننا كهيئة إدارية و تعليمية في المدارس ورياض الأطفال نشعر بالأمان من حيث محتوى المادة المقدمة في المحاضرات والدورات المقدمة من قبل قطر الخيرية سواء لأولياء الأمور أو الموظفات والطالبات فنحن نثق بأن المحتوى المقدم به من الأمانة في الطرح بما يتناسب مع تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا". وحول اهتمام قطر الخيرية متمثلة بمراكز تنمية المجتمع التابعة لها والأنشطة والبرامج المطروحة في مجال الحفاظ على اللغة العربية والتشجيع على القراءة، قالت البوعينين:"مثل هذه الفعاليات أصبحت ضرورة لابد أن تتوجه لها كافة الجمعيات والمؤسسات التعليمية في قطر، فبعد التطور الكبيرالذي تشهده الدولة في كافة الميادين وتزايد أعداد المدارس الأجنبية والرغبة في تعلم اللغات الأخرى، يأتي التشجيع على المطالعة عامة والقراءة باللغة العربية خاصة ليعمق التواصل مع لغة القرآن الكريم، وهذا الأمر هام جدا لجمعية قطر الخيرية كون التوجه العام الآن في قطر لإحياء اللغة العربية في كافة أجهزة الدولة. ومواكبة مراكز قطر الخيرية لهذه النقطة تجعل الجمعية محط أنظار الجهات الأخرى للتعاون معها في هذا الإطار". أهمية القراءة وعن المادة العلمية التي قدمتها المدربة هذباء علي، فقد هدفت إلى تعريف المنتسبات على أهمية القراءة وفوائدها التي تنعكس إيجابا على الطفل. كما أوضحت المراحل التي يمر بها الأطفال في تعلم القراءة، وبينت أن أولى هذه المراحل تبدأ أثناء فترة الحمل حيث يستمع الجنين إلى كلام الأشخاص من حوله، ينتقل بعدها إلى مرحلة لمس الصور بيده والانصات للكلمات من عمر الشهر حتى العام الأول، يتطور بعدها إلى الإشارة للصور وملاحظة الحروف وصولا إلى التمييز بين الحقيقي والخيال، انتهاء بمرحلة الفهم والاستيعاب عند بلوغه العام السادس". انتقلت المدربة إلى توضيح أهمية مواكبة الطرق الحديثة في الترغيب بالقراءة والابتعاد عن الروتين والطرق التقليدية، ويأتي هذا بناء على إيمان الأم بأهمية القراءة في بناء الأمم، ومواكبتها لكل ما هو جديد في عالم الإصدارات والقصص بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل. معرض للكتاب وعلى هامش دورة صناعة طفل قارئ نظمت إدارة روضة الإسراء المستقلة للبنات معرضا للكتاب لطالبات الروضة، ضم مجموعة مختارة من الكتب والقصص التي تتناسب مع هذه المرحلة العمرية شاركت الطالبات بزيارة المعرض وشراء القصص تحت إشراف معلمات الروضة.

نظم مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع فرع الريان نساء ورشة عمل مميزة تحت عنوان "صناعة طفل يقرأ"، وذلك بهدف تفعيل دور المركز في مجال الجانب الثقافي، وإيلاء عملية تعويد الطفل على المطالعة أهمية خاصة منذ نعومة الأظفار؛ نظرا لأهميتها المعرفية، ودورها في النمو اللغوي للطفل. بدأت المدربة هذباء علي الورشة بالتأكيد على أن القراءة هي أساس المجتمعات وتحضرها، مؤكدة أن الشعب الذي يقرأ هو شعب لا يفنى، وأن القراءة هي بوابة نجاة الشعوب وإنقاذهم من الهلاك الناتج عن الجهل، موضحة أن القراءة هي كنز الفقير ودواء العليل. وانتقلت بعد ذلك لتوضيح وضع القراءة في العالم العربي، مبينة كيف أن نسبة الوقت الذي يقضيه الفرد العربي في القراءة يعتبر قصيرا جدا مقارنة بالوقت الذي يقضيه الفرد في الدول الغربية. النمو اللغوي كما أشارت المدربة الى أن للقراءة دورا في بناء النمو اللغوي عند الأطفال وتهذيب السلوك والقدرة على حل المشكلات، مستطردة بقولها: "إن القراءة تنمي القدرات الفكرية لدى الأطفال وتكسبهم المهارات المتنوعة التي من شأنها أن تساعد في غرس القيم التي ترغب الأم بزرعها في نفوس الأبناء واكسابهم الخبرات الضرورية". وانتقلت المدربة إلى بيان المرحلة التي يجب أن تبدأ فيها الأم قراءة القصص لطفلها، وأوضحت أنه بإمكان الأم البدء بذلك منذ الحمل، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الجنين يتمكن من التفاعل مع المؤثرات الخارجية والاستماع للأصوات، وبناء على ذلك يستطيع في مرحلة ما بعد الولادة الاستماع إلى الأم أثناء القراءة. التوقيت المناسب وحول الاستعداد للقراءة بينت المدربة أن التوقيت المناسب للقراءة مع الطفل يرتبط ارتباطا مباشرا بمدى استعداده لذلك، مشيرة الى أن من أفضل الاوقات وقت ما قبل النوم، حيث يبني العقل المعلومات بناء على آخر ما سمعه قبل النوم، كما أكدت على ضرورة اختيار بيئة آمنة للطفل وأن تكون بعيدة عن الضجيج والضوضاء، و أن تتوافر اضاءة مناسبة ومكان يسهل فيه الاسترخاء كالأريكة أو السرير. استراتيجيات وخطط واختتمت المدربة ورشتها بوضع مجموعة من الآليات والاستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها الأم مع طفلها من حيث تشجيعه على أداء أكثر الأدوار التي استمتع بها في القصة، أو أن تقترح عليه كتابة قصتهم الخاصة بهم وتصميم صورها وشخصياتها. كما أنه من المهم جدا أن تلقي على سمعه عبارات المدح والثناء من حيث القدرة على الانصات أو التفاعل مع الأحداث، مضيفة بقولها أن الأم صانعة الأمم فبها تنتصر وبها تنكسر. الجدير بالذكر أن مجموعة من التدريبات العملية قد تخللت التدريب وشاركت بها المدربة الحضور وذلك لتوضيح استراتيجيات سرد القصة وتصميمها وأيضا لبيان أهمية التلاعب بالصوت ولغة الجسد. وقد أعربت المدربة هذباء علي عن بالغ سعادتها بتقديم الورش والدورات بالشراكة مع مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع فرع الريان- نساء، مشيدة بمستوى التحضير للورشة، مؤكدة رغبتها في مشاركة كافة المشاريع الاجتماعية التي ينفذها المركز مستقبلا. ربط بخير جليس ومن ناحيتها أفادت الاستاذة هند الرياشي، منسق عام المركز بأن مثل هذه الورش والفعاليات لا تقتصر فقط على المنتسبات لمركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع فرع الريان، ولكن تلاقي حضورا طيبا من سيدات المجتمع المحلي اللواتي يثنين بشكل دائم على انشطة المركز المهمة والتي تستهدف الامور التي من شأنها الارتقاء بالأسرة. وحول اختيار موضوع القراءة، صرحت الاستاذة ميسون علي المنسقة التربوية بأن جميع المؤسسات الثقافية والاجتماعية في الدولة باتت تخطط وتضع الاستراتيجيات التي تخاطب المجتمع عامة للتشجيع على العودة للقراءة، منوهة بأن الورشة قد أشارت إلى الأساليب والطرق التي تمكن الأمهات من الطرق الكفيلة بمشاركة الأبناء قراءة القصص وبناء القاعدة القوية لربطهم بالكتب وترغيبهم بها.