رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
"حسنه" يحذر من اغتيال روح الحضارة الإسلامية على يد أبنائها

أعرب المفكر عمر عبيد حسنه، عن قلقه وتخوفه مما يحدث على الساحة الإسلامية والدولية من محاولات للعبث بالقيم الكبرى، والتعسف في تطبيقها، وسوء استخدامها، والعبث بالتاريخ والتراث والرموز والحضارة، في سعي ماكر لإجهاضها من الداخل على يد أهلها، تحت شعار: "اقطعوا الشجرة بفرع منها"، وانعدام الثقة بها، وبقدرتها على العطاء، وتحويلها من حلٍ يلتقي الناس عليه إلى إشكالية يفر الناس منها، بدل أن يهربوا إليها. وقال في كتاب صدر له حديثاً عن المكتب الإسلامي في بيروت، بعنوان "قيم لتعارف الحضارات": إن القيم والمفاهيم الإسلامية الإنسانية تمر اليوم بأخطر مراحل التشويه؛ وإن الخطورة تكمن في أن التشويه الكبير يأتي هذه المرة على يد أهلها، ومن ذاتها، وليس من "الآخر"، حيث يشكل التشويه الآتي من الخارج، نوعاً صحياً من التحدي، الذي يستفز "الذات"، ويجمّع الطاقة، ويحرض الفاعلية، ويُبصِّر بمواطن الخلل، ويؤهل لإعادة البناء. وأشار إلى أن مثل هذه المحاولات الماكرة، على خطورتها وإيذائها "لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى" (آل عمران:111)، واستمراريتها، إلا أنها لا تؤثر كثيراً في السيرورة الحضارية لأمة الرسالة الخاتمة؛ وأن القيم الحضارية الإسلامية المستهدفة لم ولن ينطفئ نورها، وإذا غربت في مكان ظهرت في مكان آخر، حتى في أشد حالات المحنة، حالات الجنوح المؤدي للاستبدال، فهي لاتزال تلاقي فطرة الإنسان في جميع بقاع العالم، وتضاريسه الحضارية، وحيثما وُجد الإنسان.. فقد تغيب الدولة بمواصفاتها، لكن تبقى الأمة، وتبقى القيم، ويبقى المجتمع طالما بقي الإنسان. غلاف كتاب "قيم لتعارف الحضارات". وقال: إن كثيرة هي تلك القيم، في التاريخ الحضاري البشري، التي سادت ثم بادت، ومضت في أهلها سنة الله في الهلاك إلا القيم الحضـــارية الإســـلاميـة؛ لأنها أولاً هي قيم الفطـرة الموجـودة مع وجود الإنسان؛ ولأنها تمثل وحي الله الخاتم للإنسان، الذي تكفل الله بحفظه؛ ولأن من نعم الله ومواعيده لهذه الأمة، أن لا يسلط عليها عدوها تسليط استئصال وإبادة، وإنما هي عقوبات على معاصيها وتقصيرها في جنب الله، تدعو للمراجعة واسترداد الفاعلية ومعاودة النهوض، مما يحفظ لها خمائرها القادرة على معاودة النهوض والإصلاح والتفاعل الحضاري. ورأى أن إشكالية الحضارة المعاصرة اليوم في عدم ارتقائها بخصائص الإنسان، غير إنه لا يمكن مضاهاتها في إبداعها وسائل الإنسان.. لذلك دعا إلى أهمية أن يدرك أهل الحضارة الإسلامية موقعهم من مسيرة هذه الحضارة المعاصرة ودورهم في الارتقاء بخصائص الإنسان، والإيمان بأن التنوع سنةٌ إلهية، وضرورة حضارية، وسبيل للتعاون وتبادل المعارف والمنافع، وأن التعارف والتوجه صوب "الآخر"، وإلحاق الرحمة به، والتفاعل الحضاري من مقاصد الدين ووسائل الدعوة؛ وأن كرامة الإنسان، لا تتحقق إلا بالحرية وعدم الإكراه، فلا إكراه في الدين. قيم للتعارف.. في 3 محاور عرض الكتاب لموضوع رئيسي من خلال ثلاثة محاور بعناوين: "التفاعل روح الحضارات"، "تكامل الحضارات سنةٌ إلهية"، "قيم أخلاقية من مشكاة الحضارة الإسلامية"، جاءت كلها لتؤكد معنى أن الحضارة الإسلامية، حضارة الرحمة للعالمين، إنما جاءت ثمرة تعاون وتكامل وتعارف وتشارك وتفاعل بين قيم النبوة وواقع الناس، فكانت حصيلة لحضارة إنسانية تاريخية، تضمنت إرشاد النبوة لبناء الحضارة، ودورها في تغيير حياة الناس، ووسائلها في تحقيق التفاعل والتكامل بين الوحي الإلهي والعقل الإنساني، وإزالة الحواجز بين الأجناس والألوان والأقوام والشعوب والقبائل، ولجم الغرائز والشرور والطاقة السلبية، التي تنزع إلى الفساد في الأرض وسفك الدماء، واستخراج عطاء الفطرة، وتحريك الفاعلية الإيجابية. وفي هذا الإطار عقد الكاتب مقارنة بين حضارة الرحمة وحضارة القوة، وما ينتج عن كل منهما، مستشهداً بقصة إسلام الفيلسوف الفرنسي "روجيه جارودي"، رحمه الله، والنقلة الحضارية الجادة من سكرتير للحزب الشيوعي الفرنسي إلى رحاب الإسلام، بعد ويلات الحرب والاعتقال والحكم عليه بالإعدام. ما تعلّمه "جاردوي" من جندي جزائري أكثر من دراسة 10 سنوات في السوربون.وقال: إنها تشكل نافذة حضارية فيها الكثير من الدروس والعبر، وكافية الدلالة على دور القيم الحضارية في الإسلام في الأثر والتأثير والتفاعل الحضاري الإنساني، فقد تعرف جارودي على الإسلام لأول مرة من خلال موقف لجندي جزائري مسلم رفض تنفيذ أوامر القائد الفرنسي بإطلاق النار على جارودي، انطلاقاً من أن "شرف وأخلاق المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل"، وكان جارودي يقول: هذا الموقف المهم في حياتي، قد "علمني أكثر من دراسة عشر سنوات في السوربون". عمر عبيد حسنه صاحب كتاب "قيم لتعارف الحضارات". لذلك دعا "عمر حسنه" في كتابه إلى أهـميـة تـحـريـر النـظـر في المعيار الحضاري، وعدم اقتصاره على بعد حضاري واحد وجـانـب واحـد، مؤكداً أن المقيــاس الحضـــاري مقـياس مركب شامل متعدد الجوانب لا يقتصر فقط على امتلاك السلطة والقوة؛ مؤكداً أن الخصيصة الأبرز في تفاعل الحضارة الإسلامية مع غيرها أنـها تنــطلـق في هـــذا التفاعل من منهج واضح لكيفية التعامل، ومعيار دقيق لما يؤخذ وما يرد، ومواصفات لحسن الاختيار؛ ليكون هذا التفاعل سبيلاً للارتقاء والمعرفة بـ"الآخر"، محـل الدعـوة والبــلاغ المبين، ومن ثم مشـــاركة له في بناء الحضارة، والحيلولة دون السقوط الحضاري. وتناول الكتاب كذلك "الدور الحضاري لمجتمع الأقلية" والدور الكبير، تاريخياً، للوجود الإسلامي في مجتمع الأقليات، مؤكدًا أن الأقليات المسلمة تمثل الطلائع المتقدمة وجسور التواصل الحضاري لعالم المسلمين في مجتمعات غير المسلمين، فهي بذلك تتحمل مسؤولية كبرى لإعطاء الصورة الصحيحة، كما أن المسلمين في العالم مسؤولون عن دعم ومساندة هذه الطلائع المتقدمة، ورفدها بالإمكانات المادية والعلمية والثقافية.... إلخ، للارتقـاء بأدائــها، وتمكينــها مـن امــــتلاك القدرة على تقديـــــم الأنموذج المثير للاقتداء. وعرض الكاتب، من خلال معرفته الواسعة بمسلمي تايلاند، لماضي وحاضر ومستقبل المسلمين في هذه المنطقة الأسيوية، كأنموذج للأقلية المسلمة، بشكل عام، داعياً إلى ضرورة الاجتهاد في تقديم خارطة كاملة ومستوفية للمجتمع التايلاندي، بكل مكوناته، بعقائده وعاداته وتقاليده، بتاريخه وحاضره، لتكون محل دراسة ومعرفة "للذات" و"الآخر" ومن ثم الإبصار للمسالك الصحيحة للمسيرة، والتأكيد على أهمية الوجود الإسلامي، التاريخي والمستقبلي، في نهضة تايلاند وثقافتها، ومساهمة المسلمين التايلانديين في الحضارة والتاريخ التايلاندي، والدور المأمول، والإضافة الحضارية، التي يمكن أن يضطلع بها المسلمون في المجتمع، وفي مقدمتها التجسير بين الحضارة الإسلامية وعطائها الإنساني والثقافة البوذية. وبشكل عام، فإن هذا الكتاب يحمل كثيراً من الملامح الفكرية، التي تشكل جزءاً من مشروع الأستاذ عمر عبيد للتفكير والتدبر والدعوة لإعادة التقويم والمراجعة لمنظومتنا الفكرية وإدراك واقعنا، والنظر إليه من خلال قيمنا الحضارية، والتعامل مع قيمنا من خلال واقعنا. لبنة في المشروع الفكري النهضوي والجدير بالذكر أن هذا الإصدار، يعتبر لبنة جديدة تضاف إلى بنية المشروع النهضوي والمنهج الفكري، الذي ظل الأستاذ عمر يعمل عليه منذ نحو نصف قرن من الزمان، من خلال ما صدر من الكتب والرسائل وما جُمع في "الأعمال الفكرية الكاملة" وما نشر في المجلات والصحف اليومية، حتى بانت ملامحه وكمُلت معالمه وتبلورت خصائصه وآفاقه في المجالات الثقافية المتنوعة وبلغ مداه الساحات الفكرية جميعها، على مستوى العالم الإسلامي، والعوالم الأخرى. وتكاد تكون كتابات الأستاذ عمر كلها، تقريباً، انطلقت من مُسلّمة أن لكل عصر مشكلاته وحلوله، وأن صوابية الحل لمشكلات عصر معين، لا تعني بالضرورة صوابيتها لمعالجة مشكلات كل عصر، لذلك دعت الكتابات إلى فتح المجال أمام الاجتهاد الفكري بكل أدواته وآلياته، والدعوة إلى فتح باب الاجتهاد الفقهي؛ لأن تعطيل الاجتهاد تحت شتى الذرائع، أخرج الأمة من الواقع، وفسح المجال لتمدد «الآخر». ولعل مما ميَّز كتابات الأستاذ عمر أيضاً، تأكيدها على أهمية إعادة قراءة السيرة والتاريخ والتراث بأبجدية جديدة، في محاولة لأن تكون هذه القراءة في مستوى العصر والتعامل مع مشكلاته، والالتزام بالضوابط الشرعية، والتمييز بين نصوص الوحي في الكتاب والسنة المعصومة، واجتهادات البشر، التي يجري عليها الخطأ والصواب، والقابلية للنقد والنقض والإلغاء. كما اهتمت الكتابات بالتأكيد على أهمية التفريق بين السيرة النبوية الصحيحة كفترة معصومة، مسددة بالوحي، مؤيدة به والتي تعتبر مصدراً للتشريع العملي التطبيقي، وبين التاريخ كفعل بشري، لا يُعتمد مصدراً للتشريع، وإنما هو مصدر للعبرة والدرس.

2527

| 14 مايو 2015

رمضان 1435 alsharq
تنافس 16 بحثا على جائزة الشيخ علي بن عبد الله العالمية

ناقشت لجنة جائزة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية المحكَّمة في اجتماعها الأول لدورتها الحادية عشرة لموضوع «فقه التغيير وبناء الأمة الوسط» الموضوعات المستقبلية للجائزة ومعايير التحكيم والسبل الكفيلة للارتقاء بعمل الجائزة وأدائها. وأقد أقيم الاجتماع بدعوة من مدير إدارة البحوث رئيس اللجنة الشيخ عمر عبيد حسنه، وبحضور أعضاء اللجنة: الدكتور درويش العمادي، والدكتور صالح قادر الزنكي، والدكتور محمد أمزيان، والدكتور حسن يشو، والدكتور منعم عبد الرحيم مقرر اللجنة. ورحب الشيخ عمر عبيد حسنه رئيس اللجنة باسم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأعضاء، شاكراً لهم جهودهم وحسن مشاركتهم، وقدم تعريفاً موجزا بالجائزة، والمراحل التي مرت بها، وآلية عملها، مؤكداً دور الإدارة العامة للأوقاف في تحقيق رسالتها واستدامتها، وذلك باعتبارها الراعي الرسمي لهذه الجائزة في مراحلها كلها حتى مستوى الطباعة والترجمة والنشر. وأوضح أن الجائزة إنسانية وقفية عالمية تتمحور حول (الفكر الإسلامي والعلوم الشرعية)، وأن ما يميزها أنها محكّمة، لا تعطى إلا للبحوث الأصيلة التي لم تنشر من قبل، والتي أُعدت خصيصاً للجائزة. والجدير بالذكر أن عدد البحوث المشاركة بلغت ثلاثة وعشرين بحثاً، ارتقى منها للتحكيم الأولي ستة عشر بحثا، في حين لم تستوف سبعة بحوث شروط الجائزة. وقد ناقش أعضاء لجنة الجائزة خلال الاجتماع معايير التحكيم، والموضوعات المستقبلية والسبل الكفيلة للارتقاء بعمل الجائزة وأدائها. ويذكر أن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعمل على طرح موضوعات الجائزة، في مجال الدراسات والفكر الإسلامي، وتصميم محاورها، ووضع شروط ومعايير التحكيم، ودراسة تقارير المحكمين، والإشراف على لجان الجائزة للخلوص إلى تحديد الفائز، والقيام بأعباء طباعة وتوزيع الكتاب الفائز. علماً أن موضوعات الجائزة تطرح مرة كل سنتين، إسهاما في تشجيع البحث العلمي، والسعي إلى تكوين جيل من العلماء في ميادين العلوم الشرعية المتعـددة، ويشترط لنيلها أن تكون البحوث المقدمة قد أعدت خصيصا لها، وألا تكون جزءا من عمل منشور، أو إنتاج علمي حصل به صاحبه على درجة علمية. وتبلغ قيمة الجائزة 200 ألف ريال ، وموضوع الجائزة المطروحة للبحث حاليا: «الحكم الراشد إطعام من جوع وأمان من خوف».

1477

| 30 يونيو 2014