- استثمار مكافأة نهاية الخدمة للموظفين المقيمين واستقطاب الكفاءات الماهرة - تحديد أيام العمل والمناسبات والعطلات الرسمية في الدولة - اقتراح القواعد والمعايير...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
سمحت السلطات المصرية للكاتب الصحفي، فهمي هويدي، الذي انتقد عزل الجيش للرئيس الإسلامي، محمد مرسي، بمغادرة البلاد، اليوم الجمعة، بعد أن منعته من السفر قبل 3 أسابيع، بحسب ما أفاد مسؤولون في مطار القاهرة. وقال المسؤولون، إن هويدي غادر صباح الجمعة القاهرة، متوجها إلى الدار البيضاء إذ لم يكن اسمه مدرجا على قوائم الممنوعين من السفر. وقبل 3 أسابيع منعت سلطات المطار هويدي من السفر إلى إسبانيا من دون إعلان أي أسباب لهذا القرار. ويكتب فهمي هويدي مقالا يوميا في صحيفة الشروق المصرية المستقلة كما أنه معروف على نطاق واسع في العالم العربي. وأعربت المنظمات الحقوقية الدولية عن مخاوف من أن يتم التضييق على الحريات في مصر في ظل رئاسة عبد الفتاح السيسي الذي تولى مهامه رسميا الأحد الماضي يعد فوزه بأكثر من 96% من الأصوات.
317
| 13 يونيو 2014
قال الكاتب المصري البارز، فهمي هويدي، إنه "منع من السفر إلى مدريد، ظهر اليوم الجمعة، دون أي سبب قانوني". وأضاف هويدي: "تلقيت دعوة من منتدى الشرق لحضور مؤتمر دولي بعنوان (حوار دول العالم الثالث) الذي يستضيف كتابا ومفكرين من بلدان مختلفة، في العاصمة الإسبانية، مدريد، وكنت أنا ممثل الشرق الأوسط فيه؛ وفور توجهي للمطار لإنهاء إجراءات السفر فوجئت بوضعي على قائمة الممنوعين من السفر". وأضاف: "مُنعت من السفر دون وجود أي سبب قانوني يمنعني من مغادرة البلاد بدليل أنهم تركوني أعود إلى منزلي في سلام" . وكان مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، قال في وقت سابق اليوم، إن "هويدي منع من السفر بناء على طلب من إحدى الجهات السيادية (لم يحددها)". وعن مدى ارتباط منعه من السفر بتسجيله حلقات لقناة "الجزيرة مباشر مصر" القطرية ينتقد فيها السلطات الحالية، قال هويدي: "لا أرى أي مشكلة في تعاملي مع قناة الجزيرة من خلال تسجيل حلقات تعرض ضمن برنامج (على مسؤوليتي) لأن ما أطرحه في هذه الحلقات هو نفسه ما أطرحه في كتاباتي ومقالاتي من خلال صحيفة محلية؛ وبالتالي أنا لا انتقد في الخارج إلا ما استطيع أن انتقده بكل وضوح في الداخل أيضا". أما عن الانتقادات التي تحملها كتاباته، قال هويدي: "هذا لا يمثل جديدا.. فكثيرا ما كتبت مقالات على هذا النسق منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات مرورا بالثلاثة عقود التي حكم خلالها حسني مبارك مصر؛ ولكن الجديد هذه المرة هو أن يتم منعي من السفر وهو الموقف الذى لم أتعرض له على الإطلاق منذ أكثر من نصف قرن عملت خلالها في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة)".
259
| 23 مايو 2014
منعت سلطات مطار القاهرة الدولي، اليوم الجمعة، الكاتب الصحفي فهمي هويدي من السفر إلى العاصمة الإسبانية مدريد. وقالت مصادر أمنية داخل المطار إن هويدي تقدم للسفر على متن طائرة الخطوط المصرية المتجه إلى مدريد، وأثناء إنهاءه إجراءات سفره تبين أنه ممنوع من السفر بناء على طلب من إحدى الجهات الأمنية السيادية. وتابعت المصادر أنه على الفور تم منع هويدي من السفر، وتركه للعودة إلى منزله بدون اتخاذ إجراءات أخرى.
1357
| 23 مايو 2014
اعتبر الكاتب المصري فهمي هويدي أن المواطن العربي من المحيط للخليج لا يسعى لإسقاط الأنظمة لكن لديه جرأة ورغبة عارمة في الإصلاح، وأن الحديث عن وجود تنظيمات للإخوان في الخليج خرافات وأساطير وعفاريت تصنعها الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي وقع في أخطاء طبيعية لأن بدائله لم يكونوا أفضل منه. ورأى أن إمكانيات السودان تؤهله لأن يكون ذا وزن ثقيل في العالم العربي، موضحاً أن إيران أصبحت دولة كبرى في ظل الضعف العربي لكن بعض الخوف من نفوذها بالمنطقة مُبالغ فيه، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه إذا تخلّصت إسرائيل من الكيماوي في سوريا والنووي في إيران ستصبح تل أبيب في حالة من الاسترخاء الاستراتيجي الهائل، مشدداً في الوقت ذاته على أن استقواء العرب بالأمريكيين والفرنسيين لن يحقق للخليج والأمة العربية القوة الحقيقية الكامنة في الوحدة. وقال "هويدي" خلال استضافة جريدة "الشرق" له، إن الخليج لابد أن يفكر بطريقة أخرى لأنه يتحول الآن إلى "دول بوليسية صغيرة" وأصبح الحس الأمني في الخليج مبالغا فيه أكثر من اللازم وتم افتعال الكثير من المشكلات.. وإلى الندوة: • دعنا نبدأ ما يحدث في العالم العربي، وبالذات في مصر، لا يقتصر تأثيره على مصر وحدها بل علينا أيضاً في الخليج، لقد ازداد انقسامنا وغدَت الرؤية ضبابيةً أمامناً، وأصبحنا نخاف من الغد.. من خلال قراءتك للمشهد الحالي في الساحة العربية، هل تستشرف في المستقبل ما يدعو للتفاؤل؟ _ إنّ ما نُسمّيه نحن بـ"الربيع العربي" يُشكّلُ تحوّلاً تاريخياً في العالم العربي، لا يقتصر على بعض الأنظمة التي تغيّرت أو اهتزّت عروشُها أو رئاستها، ولكنّ هناك تغيراً مهماً في المواطن العربي لا يُركّز الكثيرون عليه، وهو أنّ المواطنَ العربي عنده الآن حالةٌ من الجرأة وفّرتها وسائل الاتصال الحديثة، فالكلّ يمتلك جريدةً الآن، إذ بإمكانه استخدام تويتر وغيره، إذاً توجد حالةٌ من الجرأة من ناحية، ورغبةٌ عارمةٌ في الإصلاح والتغيير في العالم العربي كلّه، حتى في الخليج يعبر الناس عن اشواقهم بوسائل متعددة. الشرق الأوسط الجديد وتكمُن أهميّة هذه النقطة في أنّ ما نُسميه بـ"الحراك" الموجود في العالم العربي يعكسُ تلك الرغبة في التغيير والتطلّع والاستقلال والتقدّم، وكأنّه يُحاول استعادة الوطن من الخرائط والهيمنة والتبعية التي فُرضت عليه في سايكس بيكو في عام 1916 بعد الحرب العالمية الأولى. ما أريد أنْ أقوله هو أنّ هناك تحولا مهما في منطقةٍ استراتيجيّةٍ جداً. الدول والمنظومات الغربية التي تُفكّر في شرق أوسط جديد مُلحق بها، فوجئت بشرق أوسط جديد، يفكّر الناس فيه بشكلٍ مختلف، ولديهم تطلّعاتٌ مُختلفة، ويرغبون في تحقيق الإصلاح. لا أظنّ أنّ الناس في المجتمعات الخليجية تتكلّم عن تغييرٍ للأنظمة، الناس تتكلّم عن إصلاحاتٍ داخليةٍ تسمح لهم بالمشاركة وتحميهم من الظلم الاجتماعي والسياسي. المهم هو أنّه عندما يحدث تغييرٌ في منطقةٍ بهذه الحيويّة والأهميّة في الاستراتيجيات العالمية فلابدّ من أنْ يلقى مُقاومةً ويواجهَ صعوبات. لا توجد ثورةٌ في التاريخ حَسمت أمرَها في سنتين أو ثلاثة.. مستحيل. التغيير الدولي المهم لا بُدّ من أنْ يواجه عقبات؛ بعضها من قوى داخلية وبعضها من قوى إقليمية، وبعضها من قوى دولية، لاتوجد ثورة في التاريخ حسمت أمرها في سنتين أو ثلاث لأنّ كل أصحاب المصلحة في إبقاء الأوضاع كما هي، لا بُدّ أن يستنفروا ويُحاولوا الدفاعَ عن مصالحهم بطريقةٍ أو بأخرى.. من هنا كان توقّع العثرات أمرا طبيعيا، ليس فقط بسبب الترسّبات والتآمر، ولكنْ أيضاً لأنّه في "الربيع العربي" في ظلّ الأنظمة التي لم تكُن تسمح للشعوب بالمُشاركة. وأنا دائماً أقول إنّ الاستبداد يُدمّر الحاضر والمستقبل؛ يُدمّر الحاضر من حيث إنّه يحتكر السلطة والثروة، ويُدمّر المستقبل لأنّه يحرق بدائله. أخطاء "مرسي" نحن في مصر خرجنا كلّنا مشوّهين، بمعنى أنّه ليست هناك خبرة لا في الممارسة الديمقراطية ولا في إدارة دولةٍ مُعقّدةٍ وتاريخيةٍ مثل مصر، وأيضاً القوى السياسية خرجت تجهل بعضها البعض، لم يُتّح لها أنْ تتفاعل، ولا تثق في بعضها البعض، وكان من الطبيعي أنْ تسود الشكوكُ وأنْ تتوتّر العلاقات وتتعثّر المسيرات.. يعني الرئيس مرسي حينها وقع في أخطاء، وهي أخطاءٌ طبيعيةٌ، ولم يكُن الأمرُ مقصوراً عليه لأنّ بدائله لم يكونوا أفضل منه بكثير، وبالتالي فكلّ هذه القوى السياسية لم تكُن مهيّأةً لإدارة الدولة. قلّة الخبرة بالبيروقراطية المصرية عنصر، والعنصر الآخر هو أنّ القوى السياسية في مصر انقسمت بحيث إنّه — للأسف الشديد — ما سُمّي بالقوى الليبرالية والمدنية واليسارية والعلمانية اصطفّت إلى جانب الانقلاب، وكان هذا مُفاجئاً. كان المفروض أنّ تأخذ القوى الدافعة للديمقراطية مسافةً، أو تستقل، أو تتحفّظ، ولكنّها اصطفت، والانقسام الذي حصل في مصر غذّته بعض القوى الإقليمية، وأسهمت فيه وعزّزته بعضُ القوى الخارجية، وما يُمكن أنْ تُسمّى هنا "تفاوتات" أو "انقسامات" موجودة في الخليج، اختلافات في السياسات، حصل اختلافات في الاستقطابات الموجودة في مصر، وهذا أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه. التنظيم السري من المشكلات التي نواجهها الآن في مصر، مشكلة "الإخوان"، ومشكلة العلاقات مع العسكر، ومشكلة الوطن. المشكلة أنّ هذا العراك بين "الإخوان" والعسكر والتجاذب المتمثّل في المظاهرات والاعتصامات أصاب البلد بالشلل: لا اقتصاد يتحرّك، ولا سياحة، ولا مشروعات، فالنتيجة هي أنّ البلد توقّف.. وأنا قُلت إنّنا خرجنا من حفرةٍ فوقعنا في بئر، والمطلوب الآن هو إعادة التفكير، فكيف يُمكن تهدئة البلد. أنا لا أعرف كيف يُمكن تهدئته، لكنّني أفهم أنّ ما تمّ من عنفٍ في الاعتصامات لا يُبشّر بخير. وما أخشاه هو أنّ الأمر إذا استمرّ على ما هو عليه فسيُعيد أمرين كُنا قد تجاوزناهما منذ زمن: أولهما هو التنظيمات السرّية، والآخر هو العنف المُسلّح.. أرجو أنْ لا يحدث هذا، ولكنْ عندما يكون الحدّ الأدنى حوالي 3 آلاف قتيل، وحوالي 20 ألف مصاب، و10 آلاف معتقل، فما الردُّ على هذا؟ وكيف يُمكن أنْ تُهدّئ من النفوس؟ بعض الناس لا علاقة لهم بالإخوان ولا غيرهم، خرجوا في المظاهرات وهؤلاء قد أصبح عندهم ثأر، لا أعرف كيف يُمكن أنْ نُعبّر عنه.. أتمنّى أنْ تبتلع الناس أحزانها وترتقي فوق جراحها، ولكنْ من يستطيع أنْ يضمن في عشرات أو مئات الألوف أنّه لن يخرج أحدٌ شاهراً سلاحه ومُتطلّعاً إلى تصفية حساباته.. وإذا صحّت النوايا في عملية الإغلاق الحاصلة، وما قيل عن حلّ الإخوان وما إلى ذلك.. حركة لها 85 سنة في مصر لا تُحلُّ بقرارٍ صغيرٍ في محكمةٍ غير مُختصّة. ولا توجد فكرة تختفي بقرارٍ إداري ولا قرار قضائي. الإخوان ليسوا وحدهم، هم حلفاء مع تنظيمات أخرى، حوالي عشرة أحزابٍ بأسماء وأشكال مختلفة، ولكنّ هؤلاء، وخصوصاً التجمّعات التي مارست العمل المسلّح والسري مثل الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد، كل هؤلاء اصطفوا في العلن ودخلوا في العملية السياسية.. وعندما تأتي وتُلغي وتُلاحقهم وتُغلق الأبواب فسيعودون إلى السراديب مرّةً أخرى، وهذا ما أخشاه، وهذه دوّامةٌ كان من المُفترض أنّنا تجاوزناها منذ ثلاثين عاما، وأرجو أنْ لا تعود ظلال العنف مرةً أخرى، ولا ظلال العمل السري الذي سيكون البديل إذا تمّ إغلاق الأبواب، ومخاطِرُه كثيرةٌ وشرورُه كثيرة. شيخ الأزهر و"البابا" • المشهد الديني، فتاوى تضرب فتاوى! وأصبح الدين يُستخدم كأداةٍ سياسيّة.. نشرنا للشيخ القرضاوي صفحةً كاملة يردّ فيها على شيخ الأزهر، وشيخ الأزهر يردُّ على العلماء الآخرين، ما تعليقك على هذا؟ _ هناك مجموعةٌ من القيم يتمّ الاتجار فيها كلّها، فالليبرالية استُخدمت أيضاً، ألم تُنتهك الليبرالية؟ والليبراليون الآن في مُقيّضة مؤيّدي العسكر. في حقيقة الأمر، نحن في منحدرٍ ألقى بظلاله على أنشطةٍ كثيرة، وأظنّ أنّ المؤسّسة الدينية، سواءً الإسلامية أو القبطية، دُفعت دفعاً إلى الاستقطاب، لأنّه عندما أُعلن بيان الفريق السيسي الذي بدا منحازاً إلى طرفٍ في مواجهة طرفٍ آخر، كان شيخ الأزهر موجوداً، وبطريرك الأقباط، وما كان لهؤلاء أنْ يوضعوا في موقف خصومةٍ مع الطرف الآخر، هذه مراجع، وكان ينبغي أنْ تكون في مقامٍ أعلى لا تدخل في الاصطفاف، فهذا أساء كثيراً لعلاقة المسلمين بشيخ الأزهر، وأظنّ أنّه أساء كثيراً لعلاقة المسلمين بالأقباط. • كيف تُقيّم الوضع السياسي الحالي للسودان؟ وكيف ترى الشراكة الموقّعة بين السودان ومصر في المرحلة القادمة؟ _ أنا طبعاً ليس عندي دفاعٌ عن النظام السوداني، لكنّني من أحد الناس الذين يُلحّون على أنّ مصر من البلدان التي لا تتعارك مع جيرانها، ولا بُدّ أن تكون هناك خصوصية في العلاقات المصرية السودانية، وخصوصية في العلاقات المصرية الليبية، هذه مسائل من المُفترض أنْ تكون من الثوابت. والكلام عن المؤامرات قد يكون فيه مُبالغة، لكنّني من الناس المُقتنعين بأنّ السودان يتعرّض لمؤامرةٍ كبرى منذ سنوات، من قَبل البشير. السودان، هذا البلد الذي يُشكّل جسراً بين العالم العربي وأفريقيا، هذه البوابة مطلوبٌ أنْ تُمزّق وتُغلق. السودان يراد أنْ لا يهدأ له بال، وأنْ تظلّ المشاكل تنفجر مرةً في الجنوب ومرّةً في دارفور ومرةً في الشرق.. هناك مشاكل، ويُحمّل هذا النظامَ السودانيّ المسؤوليةً الكُبرى من حيث إنّه ينبغي أنْ يكون واعيا من أنّ البلد يُمزّق، وحريصاً بالتالي على الاحتواء والتماسك وليس الاصطفاف والانقسام. وأيضا هناك مسؤوليّةٌ مصرية ومسؤولية عربية. وأنا أظنّ أنّه لا نظام البشير منتبه بشكلٍ كافٍ إلى حماية وحدة السودان، ولا مصر منتبهة بشكلٍ كافٍ، ولا العالم العربي.. نستطيع القول إنّ السودان ظالمٌ ومظلوم؛ الذين حكموه ظلموه، والذين أحاطوا به ظلموه، ولكنّ السودان بوّابةٌ ينبغي أنْ يُحافظ عليها العالم العربي، وبلدٌ له إمكاناتٌ تؤهّله لأن يكون ذا وزنٍ ثقيلٍ في العالم العربي، إلا أنّه مُمتحنٌ بهذه المُلابسات التي ذكرتها. قمع الثورة • بخصوص موضوع سوريا ومدى تأثيره على مصر، فقد كانت الدول الداعمة لحكم العسكر في مصر كانت مع التدخّل في سوريا لأنّ الموقف المصري لم يُواكب الدول التي تدعم "الانقلاب" في مصر.. كيف تقرأ هذا المشهد؟ _ هم يقولون إنّ الشعب السوري قلّد الشعب المصري في الثورة، فقلّد النظام المصري بشار الأسد في قمع الثورة. للأسف الشديد الدور المصري في سوريا وفي العالم العربي ضعيف، ولم تعُد لمصر الأهميّة الاستراتيجية التي تليق ببلدٍ يُفترض أنّه دولة كُبرى.. مصر غائبة، وأظنُّ أنّ التعامُلَ السياسي مع الشأن السوري ليس بالمستوى المنشود، وحتّى الإجراءات التي اتّخذت لإلحاق أبناء السوريين بالمدارس والتيسير لهم، هذا كُلّه تمّ إلغاؤه بعد الانقلاب، فأظنّ أنّ مصر في انكفائها على جراحها الداخلية غابت عن سوريا، كما غابت عن ملفات عربية كالسودان مثلاً، وفلسطين. كما يُقال عادةً إنّ السياسة الخارجية تكون انعكاساً للسياسة الداخلية؛ إذا استقرّ الوضع في الداخل يتوازن الأداء في السياسة الخارجية ويُصبحُ متّسماً بالرُّشد والحكمة.. وطالما أنّ الوضع في مصر لا يستقرّ في الداخل، فلن تستطيع أن تتحمّل مسؤوليّتها في الخارج كما ينبغي. • بما أنّ الإخوان الآن ذهبوا إلى المشهد الإقليمي، ونظراً لأنّك من أكثر المتخصّصين في قراءة المشهد الإيراني ولك تجربة وكتاب حول ذلك، ويُقال إنّ المشهد الخليجي متخوّف من دخول الإخوان في صفقةٍ مع إيران.. كيف ترى الآن المشهد في إيران وخصوصاً في ظلّ وجود زعيم جديد وبعد خطابه الأخير؟ وكيف يجب أن تكون علاقاتنا، سواءً العربية أو مع إيران، وخاصةً ربطها بمصر؟ هناك دول استقوت في مواجهة إيران بأمريكيين وفرنسيين وبريطانيين. إيران ليست بلداً بسيطاً، هي بلدٌ قويٌّ وكبير، وللأسف الشديد في الضعف العربي أصبحت إيران دولة كبرى في المنطقة؛ يعني مصر تراجعت وسوريا تراجعت والسعودية تراجعت والعراق دُمّرت، فلم يعد في المنطقة غير إيران من ناحية، وإسرائيل من ناحيةٍ أخرى.. للأسف المنطقة لم يعُد لها كبير بمعنى أنّه ليس لهم سندٌ يتّكئون عليه. مشكلة الغرب مع إيران هي مشكلة النووي في إيران، مشكلة إسرائيل هي مشكلة النووي.. وأنا أظنّ أنّه لو تخلّصت إسرائيل من الكيماوي في سوريا والنووي في إيران فأصبحت في حالة من الاسترخاء الاستراتيجي الهائل الذي يسمح لإيران أنْ تستريح وتتفاءل وتطمئن، في هذه الحالة على العالم العربي أن يجد حلّاً. إنّها مسألة موازين قوّة؛ الخليج ضعيف لأنّ الأمّة العربية ضعيفة، وعندما أراد الخليج أنْ يستقوي، استقوى بالأمريكيين والفرنسيين.. وهذا "استقواءٌ" وليس "قُوّة"، يعني ادّعاء للقوةِ وليس قوّةً حقيقية، القوّة الحقيقية تكمن في التلاحم العربي وفي أن تكون الدول العربية قوة حقيقية، ولكنّ جميع الدول العربية الآن خارج المعادلة الإقليمية ولا تصنعُ حدثاً، بل بالعكس تقف في دور المشاهدين والمُصفّقين لِما تُرتّبه القوى الغربية. يحتاج الخليج إلى ذاته وإلى تلاحمِ أمّته العربية، ولابُدّ للخليج أنْ يُفكّر بطريقةٍ أخرى لأنني أرى صراحةً أنّه يتحوّل إلى دولٍ بوليسيّةٍ صغيرة.. الحسّ الأمني في الخليج مُبالغٌ فيه أكثر من اللازم، هناك مُشكلات حصل افتعالها من غير مُبرّر؛ أنا لا افهم مثلاً ما مشكلة الخليج مع الإخوان، الإخوان موجودون هنا منذ أربعين أو خمسين سنة ولم يُحرّك أحد عليهم، كما هناك كلام عن تنظيم دولي وتخريب وشبكات وكلام فارغ، هذه خرافات وأساطير تصنعها الأجهزة الأمنية التي تفتعل المشاكل. باستثناء البحرين ومشاكل الشيعة والنظام ونحوها، لا أرى أنّ في الخليج أحدا يريد تغيير الأنظمة أو ما شابه ذلك، المجتمع هنا ليس مُهيّأ ولا مستعدّاً للانقلاب أو إسقاط الأنظمة، وغاية ما هناك: بعض الإصلاحات التي تُطالب الناسُ بها، ثمّ إنّ هؤلاء الذين "يُشكّلون خطراً" موجودون من أربعين أو خمسين سنة والناس تشترك في بناء البلد وتعيش، هم لا يُشكّلون تهديداً، ونحن صنعنا "عفريتاً". يقولون إنّ الأعضاء الإخوان قوائم لحزب الله كأنّ كلّ ذلك معسكرات.. ولا شيء، الناس كُلّها تعيش حياتها بشكلٍ عادي. تتكلم عن حل؟ • لاحظنا في مصر الجهود التي بُذلت لمّ الشمل بسرعة، لكنْ مع مرور الوقت، تعدّدت الأطراف واختفت المبادرات وترسّخ في المجتمع مفهوم الانقسام. أصبح الوضع الآن ليس له رؤوس غير رؤوس الانقلاب أو رؤوس العسكر.. ما الحلُّ من وجهة نظرك؟ وما السبيل للخروج من هذا الوضع وتغيير المعادلة الموجودة في مصر، سواءً في البيوت أو حتّى الشوارع، ما بين منحازٍ لطرفٍ وآخر، وخاصّةً أنّ الإعلام الآن يُصنّف المصريين بين: مصري وإخواني فقط.. فما الحل؟ _ هذا سؤالٌ مهمٌّ ولكنّني لا أستطيع أن أبسّط إجابته؛ إذا كنت تتكلّم عن "حل" فلا بُدّ أنْ تكون هناك رغبةٌ في الحل، أليس كذلك!؟ فهذا الحدُّ الأدنى. إذا كانت هناك رغبةٌ في الحل _وهذه نقطة الابتداء_ فهناك التهدئة ووقف إطلاق النار كأبسط شيء. التهدئة؛ لا تستطيع أنْ تصفعني طوال الوقت ثمّ تُطالبني بأنْ أتفاهم معك وأرحّب بك وأمدّ يدي لمصافحتك! إذا نحتاج أولاً إلى التهدئة، ثُمّ ما يُسمّى بـ"أجواء الثقة"، بحيث تكون لنا مصلحةٌ مشتركةٌ في أنْ نحلّ الإشكال، فنُهدّئ.. والتهدئة تتمثّل في عدّة أمور: مثلا وقف الاعتقالات، القضايا الملفّقة، ملاحقة الناس، أو مُصادرة الأموال. ثمّ إذا توافّرت الرغبة في التهدئةِ فلا بُدّ من أنْ يظهر وسطاء، وإذا ظهروا على أرضيّة التهدئة يُمكن أن يتّفقوا على حلول وسط بحيث تُشكّل مخرجاً كريماً للجميع، فلا تستطيع أنْ تُطالب طرفاً في قوّة الإخوان أن يخرج ذليلاً ومهاناً. أنا كتبت في المقال الأخير أنّ قوّة السلطة لم تستطِع إسكات الإخوان، وقوّة الفكرة لم تستطِع إسقاط السلطة، إذا يوجد قوّتان مُتعادلتان؛ طبعاً السلطة معها قوّة الجيش وقوّة الداخلية ومعها قدرٌ من الالتفاف الشعبي لا يُنكر، ولكنّ الإخوان أيضاً لهم قواعد، فضلاً عن القوة الأخلاقية. فالمسألة الآن ليست في الحل، ولكنْ في أجواء الحل، وإنّني أرى أنّ أجواء الحلّ غيرُ مرئيّة.. لمْ نرَ في الأفق أجواءً للحل، حتى حين قيل في رمضان الماضي أنّه سيُطلق سراح رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور الكتاتني باعتباره رئيس الحزب ومن الناس التي ممكن التفاهم معها، جرى هذا الوعد ولم يتمّ الإفراج عنه وعن أبي العلا ماضي، وهذا ذُكر في الواشنطن بوست ومعروفٌ في بعض الأوساط السياسية. الكلام الآن ليس عن الحل وإنّما عن أجواء الحل، نُريد فقط اتّفاقاً على وقف إطلاق النار، هدنةً يُختبر فيها الحل فينجحُ أو يفشل، وبالتالي فمن المبكّرُ الكلام عن الحل الآن، لكنْ من الخطر أن يبقى بلا حل، ومن المهين أنْ يُطالب طرفٌ وهو يُصفعُ ويتلقّى الضربات بالامتثال بما يُفرض عليه، فلا سبيل هنا للتعامل مع الموقف إلا بإشاراتٍ تبدأ بحُسن النيّةِ والتهدئةِ المؤقّتة على الأقل حتّى تُختبرُ القدرة على التفاهم والحل. الدور الروسي في المنطقة • وكمصالح استراتيجية، هل أنت تؤيد دوراً روسياً في مصر يُوازن الدور الأمريكي؟ _الدور الروسي مُبكّر، روسيا خرجت من مصر وهذا أحد أسباب تشبّثها في سوريا لأنّها ليس لها موطئ قدمٍ إلا في ميناء طرطوس، ولها قاعدة هناك، ويوجد التسليح الروسي لسوريا، والموضوع معقّد. نحن الآن أضعف من أنْ نقوم بمناورات، أو أنْ ندخل في المعادلة الدولية ما لمْ نقُم بحلّ المشاكل المحلّية. • قُلت إنّ قوّة الفكرة لن تستطيع إسقاط السُّلطة، ولكنْ كيف تقرأ خطوات شرعنة الانقلاب من خلال تشكيل لجنة "الخمسين"، وصياغة الدستور، وفي ظلّ الإشارات التي أرسلها أوباما في خطابه الأخير بدا وكأنّ الأمور تسير إلى مشهدٍ آخر تُشرعن فيه السلطةُ وجودَها.. فكيف تقرأ ما يجري؟ هناك فرقٌ بين السلطة القوية والسلطة المستقرّة. والسلطة قوية، لا نستطيع أنْ ننكر ذلك، فهناك جيش وشرطة وتأييد شعبي وإعلام صوته عالٍ. في الوقت الراهن، هناك اتجاهٌ نحو تثبيت الأقدام، لكنْ على الصعيد التاريخي، عندما يتمّ إلغاء دستورٍ مستفتى عليه من قِبل الناس، وتعيين خمسين شخصا ليضعوا دستورٍاً جديداً، فما هي الشرعية الأخلاقية والسياسية التي تجعل الناس يتقبلون دستوراً جديداً وضعته مجموعةٌ معيّنةٌ من الناس ذاتُ لونٍ واحد بما ينسجمُ مع هوى السلطة؟ ربّما إذا تكلّمت من الناحية العملية، فسيصدر شيءٌ من هذا الدستور، لكنْ إذا تكلّمت من الناحية السياسية والأخلاقية فأظنّ أنّ هذا عُمره قصير. • نختتم معك بكلمةٍ عن موقفك، وما إذا كنت متفائلاً أمْ مُتشائماً؟ _ أولاً، الكلام عن التفاؤل صعب، إلا إذا تكلّمنا على المستوى التاريخي كأنْ نقول: بعد خمسين سنة ونحوه، لكنْ إنّما هي مُعطيات، ونحن الذين نصنع التفاؤل والتشاؤم. في السياسة هناك مُعادلات، وكان أوّل ما قُلته هو إنّ هناك تحوّلٌ تاريخيٌّ مهم في الدول العربية.. ما هو الأجل الذي سيستغرقه هذا التحوّل؟ ومتى سيظهرُ على السطح؟ وهل سيتمُّ التعاملُ معه برشدٍ أمْ بالقمع؟ إنني أرى في دول الخليج، إجراءات قمعية أكثر من اللازم: محاكمات، ومنع من السفر، وعدم إطاعة ولي الأمر، وأشياء غريبة من هذا القبيل. وأرى دولة بوليسية لا ضرورة لها.. فمتى ينصلح هذا الوضع؟ أنا أشكُّ في أنّه طالما إنّ مصر مُرتبكةٌ ومُهتزّةٌ بهذا الشكل، فستستمر الاهتزازات في العالم العربي.
856
| 06 نوفمبر 2013
مساحة إعلانية
- استثمار مكافأة نهاية الخدمة للموظفين المقيمين واستقطاب الكفاءات الماهرة - تحديد أيام العمل والمناسبات والعطلات الرسمية في الدولة - اقتراح القواعد والمعايير...
10896
| 18 ديسمبر 2025
أعلنت أرصاد قطر أن غدا الأحد 21 ديسمبر 2025 يصادف حدوث ظاهرة الانقلاب الشتوي وهي نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء فلكياً. وأوضحت...
8018
| 20 ديسمبر 2025
أكد السيد عبدالله محمد المناعي مدير إدارة الأرصاد الجوية، أن التوقعات تشير إلى استمرار تأثر قطر بالمنخفض الجوي حتى ساعات متأخرة من هذه...
6264
| 18 ديسمبر 2025
أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني بالدولة، أمس الخميس إلغاء الفعاليات المقامة في درب الساعي، التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الفترة من 10...
5614
| 19 ديسمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القرار الأميري رقم (66) لسنة 2025، بتعيين سعادة اللواء...
4836
| 21 ديسمبر 2025
أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة عن إلغاء فعاليات درب الساعي ليوم الخميس الموافق 18 ديسمبر 2025 وذلك نظرًا للأحوال الجوية، وحرصا...
4580
| 18 ديسمبر 2025
أعلنت جامعة قطر عن قرارات القبول لمرحلة البكالوريوس للفصل الدراسي ربيع 2026، حيث شملت قبول جميع الطلاب القطريين الجدد المحققين للحد الأدنى للقبول...
4366
| 18 ديسمبر 2025