رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
الشاعر البحريني قاسم حداد: الكتابة السياسية تعبر عن موقف الكاتب وليس أدبه

ينبغي مراجعة إشكالية القطيعة مع التراث الأجيال الجديدة عليها مسؤولية اكتشاف جماليات "الضاد"الشاعر البحريني قاسم حداد، أحد الطيور الشعرية المهاجرة، فهو على حد وصفه “في منفى اختياري”، إذ يرى أن الوطن قد يكون منفى للنفس، والارتحال منفى اختياري. هو أحد أبرز شعراء جيل الستينيات الذي ولج إلى مضمار الشعر من بوابة السياسة.في حواره لـ”الشرق” يتعرض حداد - الذي يقيم منذ فترة في ألمانيا - لرؤيته لدور الكاتب، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن ينفض أو ينعزل عما يدور حوله في الواقع باعتباره محور تكوين المبدع بل يشعر أن القضايا السامية التي انهمك في النضال بشأنها في العمل السياسي لا تجعل نصه مؤهلا لأن يكون فنيا وقد لا يشفع لأي نص أو فن أن يتحدث عن الحرية والعدالة الاجتماعية، لكون تلك المفاهيم تعبر عن موقف الكاتب وليس إبداعه.ما رأيك ببعض المصطلحات التي تم فهمها بشكل خاطئ وتسببت في بلبلة أفكار الشباب من المثقفين؟أعتقد أن أبرزها هو القطيعة مع التراث، وبرأيي أن هذا المصطلح كان واحدًا من المصطلحات التي جنت على الحداثة، وأتمنى من الأجيال الجديدة أن يتعاملوا بحرص شديد مع هذا المصطلح، وأن تكون لديهم نظرة مختلفة عما وقعت فيه الأجيال السابقة، وأؤكد أننا لا نستطيع أن نحلق بأجنحتنا من دون اتصالنا بالجذور، وأعتقد أن كثيرا من التجارب المعاصرة بدأت تعي خطورة الفهم الخاطئ للقطيعة مع التراث. ماذا عن مصطلح قصيدة النثر؟هذا المصطلح بسبب تاريخه المفبرك تسبب في مبالغة كبيرة في الانصراف عن العناصر الفنية والموسيقى التي هي أبعد عن بحور الخليل، وما إلى ذلك، فالكتابة في تقديري لابد وأن تمنح النص درجة من الموسيقى، والموسيقى هنا ليست الوزن، وبالتالي فإن الشاعر الجديد الذي يأتي متحررًا من القيود، فتلك الحركة جلبت معها نوعا من جاهزية الموسيقى، وعندما يخرج الشاعر عن التفعلية فعليه أن يقنع القارئ بأن ما يكتبه شعر، وهو مسؤولية تتضاعف وتستدعي وعيًا جماليًا نوعيًا، وأعتقد أن الأجيال الجديدة عليها مسؤوليات اكتشاف جماليات اللغة العربية، والرجوع إلى الجذر الأساسي للموسيقى، ومن هنا نناشد الأجيال الجديدة بأن يقترحوا علينا موسيقى جديدة.لك رؤية خاصة جدا وفلسفية عن مستقبل الشعر.. ألا تطلعنا عليها؟أكرر في كل لقاءاتي أن كل ما أريده أن أكتب نصي الذي يشبهني قبل أن أرحل فالشعر هو المبرر الأخير في حياتي، ربما لأن الشعر هو ما يجعل الحياة جديرة بالعيش ومحتملة، أبني صوتي وقصيدتي على التحرر من كل شيء إلا حريتي.. لكني لا أعرف شيئًا، ليس عن مستقبل الشعر فحسب، ولكن عن كل أنواع المستقبل. ثمة مشروع انقراض يهددنا. أخشى أن لا مستقبل لنا سوى النسيان. ماذا عن رأيك في ترجمة أعمالك لعدة لغات عدة؟القارئ هو من يحكم عليها، الأمر يحتاج إلى شخص يجيد عدة لغات لينبئني. هل أسهم فضاء النشر الإلكتروني في ثراء الشعر؟الإنترنت أحد أهم عناصر جماليات الحرية الجديدة لكن يتطلب الأمر عدة اشتراطات منها أخلاقيات، وحرية لكن مسؤولة وهو ما نفتقده في ثقافتنا العربية.

2397

| 23 فبراير 2017

ثقافة وفنون alsharq
محمد حداد لـ "الشرق": القراءة وسيلة لتغذية روح الإبداع

في ذلك المساء، كان اللقاء على غير العادة، حيث عانق الشعر الموسيقى، وانخرط الجميع في حالة من التجلي الحر. الشاعر: ينثر الكلام على سجيته ليدخلنا في الحكاية. أما العازف فكان يضيء للحضور أثرا فنيا أعده لتلك المناسبة.. هكذا كان لقاء الشاعر البحريني القدير قاسم حداد وابنه الموسيقي محمد حداد بجمهور معرض الدوحة للكتاب في نسخته السادسة والعشرين.. كان المساء شعريا بامتياز، وكانت الموسيقى مرافقة لصوت الشاعر وهو ينشد ما اختاره من قصائد. كان قاسم حداد لافتا في تلك الأمسية، وكان الحضور مشدودا بكامل حواسه إلى هذه القامة الشعرية الوازنة في المشهد الشعري العربي، أما صوت البيانو فكان يختال عذبا، فتهتزّ له رائعات الوجود! الجميل في هذا المشهد هو ذلك التماهي بين روحين قدّتا من ألم حقيقي كان لابد أن ينتج إبداعا حقيقيا، والمدهش أيضا هو ذلك التكامل بين الشاعر الأب، والموسيقي الابن.. (الشرق) التقت محمد حداد بعد ختام الأمسية الشعرية، فكان الحوار التالي: *أي سحر هذا الذي جمع بين قاسم حداد وابنه؟ تربيت على شعر قاسم حداد، والموسيقى بالنسبة إلى هي طريقة في محاورة تجربته الشعرية رغم أنني لم أستطع أن أكون شاعرا، لكني أحب أن أترجم قصائده إلى عمل موسيقي، وأحب أن أرافقه على المسرح. بيننا تجارب مسجلة بعنوان "مشروع طرفة" أخرجته في قرص مضغوط، وهو عبارة عن وجهة نظر موسيقية لبعض النصوص التي كتبها، لكن المرافقة على المسرح لها مذاق مختلف. *ما الذي قادك إلى الموسيقى؟ أنا أعشق الموسيقى منذ الطفولة، وأعتقد أن احتضان العائلة منذ وقت مبكر هو الذي وجهني بشكل كبير بالإضافة إلى دعمهم لأي قرار أتخذه في اتجاه الموسيقى.. في البداية كانت المسألة مجرد هواية، لكن تذليل الصعوبات من قبل والدي ووالدتي في بداية بحثي في الموسيقى أسهم كثيرا في تمسكي بالموسيقى. *هل يمنحك شعر الوالد إلهاما باعتبار العلاقة بينكما والتي تجاوزت مستوى العلاقة التقليدية بين الأب وابنه؟ أنا أجد الإلهام للأعمال المؤلفة موسيقيا في كثير من الأعمال الشعرية وليس فقط في شعر والدي. أعشق الكثير من الشعراء من مدارس مختلفة بالإضافة إلى الفن التشكيلي والسينما والطفل أيضا. فعالم الطفولة ملهم جدا لخلق الثيمات الموسيقية. هناك الكثير من الأشياء التي تلهم الموسيقي. *كيف تعبر عن مباهاتك بوالدك الشاعر؟ يكفي أن قاسم حداد منحني اسمه هذه فرصة كبيرة كي أتباهى به، لكن إنتاجه المستمر وتعامله المختلف مع الكلمة هو الذي يشحذ مخيلتنا باستمرار ويضعنا في تحد كبير في أن نقدم ما يوازي هذه التجربة، ولا نجرأ أن نقول إننا وصلنا. شقيقتي أيضا تشتغل في مجال التصوير الفوتوغرافي وقدمنا ثلاثتنا مشروعا فنيا. قاسم حداد يسمح لنا أن نرافقه في هذه التجارب التي تمثل بالنسبة إليه تجارب ناضجة ولها مكانها في الوسط الثقافي، وأعتقد أنه تحفيز ضمني بأن يشعل لنا القناديل للنجاح. *كأنك وقاسم حداد تترافقان في الألم أيضا؟ والدي يحافظ على الألم ويحاول أن يغرسه فينا لأن الألم الموسيقي والفني بالنسبة إلينا يجب أن يكون حاضرا باستمرار لأنه محفز للإبداع. طالما هناك همّ التغيير في المنتج الذي أنتجه إبداعيا فسيكون الناتج مختلفا ومؤثرا. *كيف تصف استضافتك في معرض الدوحة للكتاب؟ استضافتنا في معرض الدوحة للكتاب أضافت الكثير، هذا المعرض الذي بدا لي بمستوى مميز جدا من حيث التنسيق والتنظيم، وهناك أسماء مهمة من الأدباء الذين تمت استضافتهم لتقديم محاضرات وندوات على هامش المعرض. أعتقد أن هذه الأشياء تحتاج إلى جيل جديد ينظر إلى تجربتهم ويصغي إليهم. وبما أنه معرض الكتاب فالأكيد أن الاهتمام منصب على الأدب أكثر من الموسيقى، لكني أعتقد أن الناتج من وراء هذه المعارض تفتح الباب أمام الشباب لاكتشاف هذه الأسماء. والقراءة أهم وسيلة لتغذية روح الإبداع لدى الفنانين، وبدونها لا يمكن أن يكون هناك إبداع.

1029

| 08 ديسمبر 2015