رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
مدير عام كتارا ومثقفون عرب: قطر تضيف 5 آلاف قصيدة لمدونة المديح النبوي

في مدح خير البرية، والتغني بشمائل الحبيب المصطفى الهادي البشير والسراج المنير، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بأجزل العبارات وأقواها لفظا ومعنى استطاعت دولة قطر أن تضيف لمدونة المديح النبوي ما يزيد على 5 آلاف قصيدة من الشعر الفصيح والنبطي عبر جائزة كتارا لشاعر الرسول. وبعيدا عن المتوجين بجائزة كتارا لشاعر الرسول فقد قدمت الجائزة لمدونة المديح النبوي منذ انطلاقتها في دورتها الأولى عام 2016 وحتى إعلان الدورة السادسة مؤخرا، 5181 قصيدة في الشعر الفصيح والشعر النبطي، حيث تقدمت للجائزة في دورتها الأولى 828 قصيدة في الشعر الفصيح، وفي الدورة الثانية تقدمت لها 755 قصيدة منها 630 في الشعر الفصيح، و125 في الشعر النبطي، أما الدورة الثالثة فقد جمعت من أنحاء العالم العربي 942 قصيدة منها 853 في الفصيح و89 في الشعر النبطي، لتشهد الدورة الرابعة ارتفاعا في عدد المشاركين بلغ نحو 1158 منها 1082 قصيدة في الشعر الفصيح و76 قصيدة في الشعر النبطي، لترتقي الجائزة في دورتها الخامسة وتحصد من قصائد الشعراء العرب 1498 منها 1358 في الشعر الفصيح و140 قصيدة من الشعر النبطي. وقد عملت جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم على إحياء وتجديد شعر المديح النبوي ذلك الشعر الذي ينصب على مدح النبي (صلى الله عليه وسلم) بتعداد صفاته الخلقية والخلقية، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية ونظم سيرته شعرا والإشادة بصفاته المثلى والصلاة عليه تقديرا وتعظيما. وفي هذا الصدد يقول الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: هذه أكبر جائزة في العالم العربي في هذا المجال وقدمت أكثر من 5 آلاف قصيدة للمكتبة العربية، ويتم اختيار أفضل 30 قصيدة في كل دورة لتطبع في ديوان خاص، مما يظهر أن كتارا تعد أهم جهة جمعت وأبدعت مع الشعراء في استحداث أصوات شعرية يبدعون شعرا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، سواء فصيح أو نبطي الذي يمثل إضافة مهمة لديوان المديح النبوي. ونوه الى ان القصائد التي لم تتأهل للفوز بالجائزة تكون إضافة مهمة ويكون للشاعر المشارك فرصة لتطوير أدواته للمشاركة مرة أخرى، فهناك شعراء لم يتأهلوا لنهائيات الجائزة في دورات سابقة ثم فازوا في دورات أخرى ما يدل على أن الجائزة قد اكتسبت سمعة طيبة في العالمين العربي والإسلامي، وهو ما يترجمه شعارها ذو الدلالات العميقة /تجمل الشعر بخير البشر/. ويوضح الباحث والناقد المغربي الدكتور جميل حمداوي أستاذ التعليم العالي في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن أشعار المديح النبوي تعود إلى بداية الدعوة الإسلامية مع قصيدة طلع البدر علينا، وقصائد شعراء الرسول كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبدالله بن رواحة وكعب بن زهير صاحب اللامية المشهورة ومطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبـــول متيم إثرها لم يفـــد مكبـــول وقد سميت هذه القصيدة بالبردة النبوية لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كسا صاحبها ببردة مطهرة تكريما له. وأضاف أنه أتى بعد ذلك شعر الفتوحات الإسلامية إلى أن ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض والشريف الرضي، مشيرا إلى أن شعر المديح النبوي لم ينتشر ويزدهر إلا مع الشعراء المتأخرين، وخاصة مع الشاعر البوصيري في القرن السابع الهجري والذي يعتبره كثير من النقاد المؤسس لشعر المديح النبوي خصوصا مع قصيدته الشهيرة البردة التي يقول الإمام البوصيري في مطلعها: أمن تذكر جيــــــران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلــــة بـــدم أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم وأشار الناقد المغربي الدكتور جميل حمداوي إلى أن الإمام البوصيري عارضه كثير من الشعراء ممن عاصروه أو جاءوا بعده، ومنهم عبدالله الحموي الذي عاش في القرن التاسع الهجري وكان مشهورا بميميته، ومن أهم الشعراء المغاربة مالك بن المرحل السبتي من شعراء القرن السابع الهجري كما في ميميته المشهورة حيث اهتم الشعراء المغاربة منذ القدم بما يسمى قصائد المولديات، والتي تختص بمولد النبي الكريم والاحتفاء به، لافتا إلى أن من أشهر من عارض البوصيري في العصر الحديث أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة نهج البردة، منوها بأن شعر المديح النبوي يتميز بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) طمعا في شفاعته يوم الحساب. وأوضح أن جائزة كتارا لشاعر الرسول التي تقدم إليها مرتين، قد ساهمت في إحياء شعر المديح النبوي فقد تسابق فيها كثير من الشعراء في الأقطار العربية، مؤكدا أن المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا من خلال هذه الجائزة استطاعت أن تمثل حائط صد منيعا أمام حملات التشويه التي يطلقها من يعادون الإسلام بين فترة وأخرى وأن الجائزة تعزز في نفوس المسلمين مكانة نبيهم خير البرية الذي أنار العالم بهديه الشريف. من جانبه، أكد الناقد الدكتور أحمد درويش أستاذ البلاغة والنقد بجامعة القاهرة في تصريح لـ/قنا/ أن الجائزة عملت على إحياء شعر المديح النبوي خاصة في الشعر الفصيح حيث يشترك سنويا بالجائزة ما يقارب ألف شاعر فهذه الجائزة تحدث حراكا كبيرا وأثرا تاريخيا على مستوى الشعر العربي عموما وشعر المديح النبوي خاصة، وذلك بعد حركة الجزر الكبرى التي مر بها شعر الفصحى في أواخر القرن العشرين والانصراف إلى قصيدة النثر وعدم الوزن، فقد أسهمت الجائزة في الاندفاع نحو الشعر الفصيح بشكل ملحوظ، فإذا أضيف إليها شرف الموضوع وهو المديح النبوي فإنها تحدث أثرا تاريخيا في الشعر. وأضاف أن الجائزة والتي يكون لها موضوع واحد وتنتج فيه مئات وآلاف القصائد سوف يشكل ظاهرة ملحوظة في تاريخ الشعر العربي الحديث وسوف تبرز القصيدة الفصحى والملتزمة خلقيا ولغويا على مسرح الشعر وتطوره. وحول التقييم الفني والإبداعي للمحتوى الذي قدم للجائزة قال إن الشعر لا ينفصل فيه المحتوى عن الشكل، فالشاعر الذي يكتب في المدائح النبوية لابد له أن يكون مطلعا على ديوان المدائح النبوية الواسع ولابد أن يكون صاحبه ذا موهبة ولديه قدرة على صناعة الصورة والخيال ويكون قادرا على أن يضيف لهذا التراث وليس مجرد استنساخ. وحول أبرز ما أضافته جائزة كتارا لشاعر الرسول لديوان الشعر العربي أوضح الناقد الدكتور محمد مصطفى سليم أستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر، لـ/قنا/ أن الجائزة على مدار خمس سنوات بصرت القراء والنقاد كذلك بملامح جديدة في كتابة المدائح النبوية، التي أصبحت تتسع لتستوعب مظاهر التجديد في الشعر العربي الحديث، فهناك تجريب وفنيات عالية، كما توجد خيالات محلقة، دون أن تفقد وقارها. وأضاف أن القصائد التي تقدم سنويا تحقق هذا المستوى الفني وتثبت أن الشعر يمكن تطويعه في المدائح النبوية ويحمل الجانب التطويري والفني، مؤكدا أن الجائزة أضافت قيمة مهمة وهي أنها رسخت دعائم المديح في المشهد الإبداعي والأدبي العربي. من جانبه، قال الدكتور أنور أبو سويلم أستاذ النقد الأدبي في جامعة مؤتة بالأردن، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن ما تقدم في دورة واحدة العام الماضي تجاوز 1400 قصيدة، ومن ثم فالجائزة أضافت لمدونة الشعر العربي، وحتى وإن كان هناك تفاوت في مستويات الإبداع الشعري.. لكن تبقى القصائد المؤهلة إلى مراحل متقدمة كثيرة كذلك وهي معبرة أيضا وقد أضافت صورا حديثة، فالشعراء القدامى كانوا يمدحون بصورة مباشرة، وحاليا بدأ الشعراء يستخدمون تقنيات شعرية في أشعارهم مثل التناص والإيحاء والرمز، وهذه الأساليب جديدة في بناء القصيدة، إلى جانب الإيقاع والنغم الداخلي فهذا مجال إبداعي آخر حيث أبدع فيها الشعراء المشاركون. أما الشاعر القطري مبارك آل خليفة يؤكد، في حديثه لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن جائزة كتارا لشاعر الرسول كان لها ريادة في اختيار المديح النبوي في الشعر عامة وجعل الشعر النبطي ضمن فئات الجائزة، حيث وجهت الجائزة هؤلاء الشعراء إلى قراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية لمعرفة كل ما يمكن أن يقال عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مضاعفة في الأجر والثواب أيضا، مؤكدا أن الجائزة كان لها الأثر الكبير في طريقة الشعراء أنفسهم، وبعد خمس سنوات من انطلاقها نرى تغييرا في الأساليب وتجديدا وميلا نحو الروحانية والعمق التاريخي والأدبي. يشار إلى أن جائزة كتارا لشاعر الرسول قد أعلنت مؤخرا عن انطلاق الدورة السادسة وتستمر في تلقي القصائد المرشحة حتى الأول من نوفمبر المقبل. وتهدف الجائزة التي انطلقت دورتها الأولى في 2016 إلى تعميق حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات التي تسعى للانحراف بهم عن طريق الهداية، إلى جانب تشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام، وكذلك التأكيد على أهمية الشعر في وحدة الأمة الإسلامية والعربية. وتبلغ قيمة الجوائز الإجمالية للجائزة 3,8 مليون ريال قطري (1.04 مليون دولار أمريكي)، وذلك في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي، بمعدل 3 جوائز لكل فئة، حيث يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال، وينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 600 ألف ريال، أما صاحب المركز الثالث فيحصل على مبلغ 300 ألف ريال.

1166

| 09 يونيو 2022

محليات alsharq
من النيل إلى الخليج .. رسائل في حب قطر تصدح بدرب الساعي

احتضن درب الساعي أمس على مسرحه أمسية شعرية جمعت بين الشعر النبطي والشعر الفصيح ، فيما تلاقى الشعراء من الوطن العربي في ظل الأجواء الحماسية ونثروا كلمات شعرية مختلفة القوافي والمعاني لكنها تجمع على حب قطر . وقد شارك في الأمسية شعراء من الوطن العربي حيث شارك كل من الشاعر عمر هزاع من سوريا صاحب أفضل قصيدة في حب قطر ، والشاعر عماد بابكر من السودان والشاعر زكريا فاخري من ليبيا . وحول مشاركته في الأمسية قال هزاع لـالشرق : للعام الثالث على التوالي أحضر فعاليات اليوم الوطني على أرض قطر الطيبة لكنها مشاركتي الأولى في فعاليات درب الساعي فقطرتمثل أفضل ملحمة وطنية بين القيادة والشعب ، فقطر تستحق الأفضل لأنها تؤمن ببلادها وأرضها . وحول قصيدته التي نالت جائزة أفضل قصيدة في حب قطر عام 2016 ، يقول هزاع كنت قادما من سوريا حيث الحرب والنزاعات وحين وصلت أرض قطر ألهمتني أجوائها الوطنية حيث وصلت خلال احتفالات اليوم الوطني فكتبت قصيدتي وشاركت بها وفازت بأفضل قصيدة في قطر في مسابقة فودافون . وعن دور الثقافة في قطر قال هزاع : قطر تحتضن الثقافة وترعاها وقد شاركت أيضا في مسابقة شاعر الرسول والتي تعكس دور قطر الثقافي - الديني الرائد في الوطن العربي والإسلامي، في كتارا في موسمها الثاني وكنت من ضمن الشعراء ال15 المتأهلين إلى النهائيات ، كما لدي عديد من الجزائز الدولية الأخرى للشعر الفصيح. من جهته قال الشاعر السوداني عماد بابكر جئنا من النيل إلى الخليج لنبعث رسائل الوفاء والحب لقطر وأهلها فمشاركة الشعراء في الأمسية نابع من القلب ولمشاركة البلد في احتفالاتها باليوم الوطني فقطر وجهة استثنائية وشعبهها أصيل محب لبلده متمسك بأرضه ووفي لقيادته . كما أثنى على معرض الدوحة للكتاب مؤكدا على أن قطر أرض الثقافة حيث تسعى لإبراز دورها الثقافي في مختلف مجالات الإبداع والفنون والتراث. ويحتضن درب الساعي فعاليات اليوم الوطني التي تأتي هذه السنة تحت شعار اليوم الوطني 2018، وهو فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا، وهو شطر من أبيات المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، والشعار المصاحب له هو قطر ستبقى حرّة، وبذلك يكون شعار اليوم الوطني 2018، قد جمع بين أحد الأبيات الشعرية للمؤسس رحمه الله والنشيد الوطني، وتستمر الفعاليات حتى اليوم العشرين من ديسمبر الجاري.

1614

| 17 ديسمبر 2018

ثقافة وفنون alsharq
شعراء لـ "الشرق": المشاركة بكتابة قصائد اليوم الوطني شرف كبير

أعرب عدد من شعراء قطر المشاركين في إعداد القصائد الشعرية لطلبة المدارس في اليوم الوطني في تصريحات للشرق عن سعادتهم بالمشاركة في احتفالات اليوم الوطني ،معتبرين أنه بمثابة وسام على صدورهم. وأشاروا إلى أن المشاركة في فعالية عد القصيد ،بطريقة «الرديات» تعزيز التواصل بين الشعراء ،وتدفعهم إلى مزيد من الابتكار والإبداع ،لافتين إلى ان فعالية عد القصيد تبرز المواهب الابداعية لطلاب المدارس ،وتساهم في غرس حب الشعر واللغة العربية لدى الأجيال الناشئة . في البداية عبر الشاعر زياد العتيبي ، عن اعتزازه الشخصي بالمشاركة في هذا العمل الوطني ،وإعداد القصائد الشعرية لليوم الوطني لطلبة المدارس خلال فعاليات درب الساعي مشيرا أنها المرة الأولى التي يشارك فيها حيث أثنى على الجهود والبصمات الواضحة للدولة في تشجيع المبدعين من جيل الشباب عموماً ، وتكريمهم وإعطاءهم فرصة للظهور وترك بصمة في اليوم الوطني . وقال الشاعر محمد عفيفه إن المشاركة تضاعف من مسؤوليته في العطاء ،والاستمرار في كتابة قصائد أكثر تميزاً وغزارة خلال المرحلة القادمة ،معتبرا أن إعطاءه الفرصة للمشاركة في فعاليات اليوم الوطني وساما على صدره . ومن جانبه أشاد الشاعر سعد العنزي بطريقة «الرديات» في كتابة قصائد فعالية «عد القصيد» ،مؤكدا أنها طريقة مبتكرة وفيها إبداع وتحقق رؤية اليوم الوطني من خلال تعزيز التواصل بين الشعراء وتشجيعهم على المشاركة في فعاليات اليوم الوطني. بدوره أعرب الشاعر عبد الله النعيمي عن فخره للمشاركة في اعداد القصائد الشعرية لدرب الساعي مؤكدا أنها مسؤولية كبيرة ويتشرف بإعدادها موضحا أن هناك عناية فائقة في اختيار القصائد الشعرية لطلبة المدارس مشيدا بدور الجهات المعنية بالشعر والشعراء وغرس هذا الفن الراقي في نفوس الأطفال منذ الصغر من خلال طلبة المدارس. *الموروث الثقافي وقال الشاعر حسن المحري المهندي إن هذه اول مشاركة له ،معتبرا أن فعالية عد القصيد تساهم في تدريب الجيل الناشئ على الإلقاء والاعتماد على النفس ومواجهة الجمهور ،إضافة إلي انها تحافظ على الموروث الثقافي ،لافتا إلى طريقة "الرديات" فكرة جيدة ،لأنها تعطي الفرصة لإبراز الشعراء الجدد من فئة الشباب . *تجربة جديدة أما الشاعر عبد الرحمن سعود الهاجري ،فأشار إلى أن هذه التجربة الجديدة بمثابة بادرة جيدة ،لأنها تحفز وتشجع الشباب على المشاركة والظهور في المحافل الوطنية ،لافتا إلى أنها تعد بمثابة تحد للشعراء على الإبداع والابتكار في موضوع القصائد التي تم اختيارها .

1347

| 16 نوفمبر 2017

ثقافة وفنون alsharq
مبدعات قطريات يصدحن بروائع قصائدهن في كتارا

ينظم مجلس الشعر مساء اليوم، بدار الأوبرا في "كتارا"، أمسية شعرية بعنوان "جزايل"، وذلك في إطار أنشطة المجلس لرفد الساحة الشعرية القطرية بكل ما هو مبدع وخلاق. ووجه المجلس دعوة للحضور النسائي لمتابعة الأمسية. تشارك في هذه الأمسية أربع شاعرات، هن: حصة السويدي، عائشة المري، الجادل بنت ناصر، زينب المحمود. كما تشارك 10 شاعرات في قصيدة واحدة تلقيها فتيات. وتشرف على الأمسية الأستاذة ريسة الدوسري. وتأتي هذه الأمسية في إطار الفعاليات التي يقيمها مجلس الشعر من وقت لآخر من منطلق اهتمامه بإبداع الشاعرات القطريات، وإثراء تجاربهن الشعرية، وتقديمها للجمهور، باعتبارهن عنصراً فاعلاً في الساحة الشعرية والأدبية في قطر، علاوة على حرصه على تعزيز قيمة المشاركة من أجل تشجيع الشاعرات لمواصلة إبداعهن الشعري. وفي هذا السياق، تزخر الحركة الشعرية في قطر بالعديد من الشعراء والشاعرات، سواء كانوا شعراء أو شاعرات فصحى أو نبط، يستمدون جميعاً قصائدهم من إرث قطر الثقافي والحضاري، الذي يعكس اهتمام أهل قطر بالثقافة بشكل عام، ما جعلهم يوظفون مفرداتهم وأحاديثهم اليومية في عبارات شعرية، ما يعكس المنطلق الثقافي لأهل قطر. وتأتي الأمسية الشعرية الجديدة لمجلس الشعر، انطلاقاً من حرصه على تحقيق رسالته في النهوض والارتقاء بالحركة الشعرية في قطر وذلك من خلال نشر الوعي بالشعر والاهتمام به وبالشعراء واكتشاف ودعم المواهب الشعرية. ويسعى مجلس الشعر من وراء إقامة الأمسية المرتقبة، وغيرها من الفعاليات إلى الاهتمام بالشعر، والارتقاء بالحركة الشعرية في قطر، واكتشاف وتبني المواهب الشعرية، وتنظيمه للعديد من الفعاليات والأنشطة التي يقوم بها على مدار السنة. كما يشارك في العديد من المناسبات الاجتماعية والوطنية حيث يشرف على العديد من الفعاليات ومن أهمها: فعالية عد القصيد والتي تقام ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة.

688

| 06 مايو 2017

محليات alsharq
السليطي: 755 قصيدة مشاركة في الدورة الثانية بجائزة كتارا لشاعر الرسول

قيمة جوائزها أكثر من 4 مليون ريال السيد : إصدار كتاب نقدي في قصيدة (النّبي) لجمال الملا بلغت عدد القصائد التي تقدمت للمشاركة في جائزة "كتارا" لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، في نسختها الثانية، والتي ستقام خلال الفترة من 17 إلى 27 أبريل المقبل، تحت شعار: « تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر». حيث قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام " لكتارا" إن عدد المشاركات في هذه الدورة بلغ 755 قصيدة، وقال السليطي أن عدد القصائد التي شاركت في فئة «الشعر النبطي»، التي تمّ استحداثها في هذه النسخة، بلغ 125 قصيدة ، فيما وصل عدد القصائد المشاركة في فئة الشعر الفصيح إلى 630 قصيدة. وأوضح سعادته أن المشاركات تنوعت من كافة الدول العربية وغير العربية، حيث جاءت دول الخليج العربي في الصدارة بـ 225 مشاركة، تليها بلاد الشام والعراق بـ 209مشاركات، ثم مصر والسودان بـ 178 مشاركة، وبعدها دول المغرب العربي بـ 138مشاركة، فضلاً عن 5 مشاركات من عدة دول غير عربية، فيما بلغت المشاركات النسائية 52 قصيدة عن الفئتين. و قال خالد عبد الرحيم السيد، المشرف العام على جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، إنّ لجان التحكيم لهذه الدورة تضم أساتذة وأكاديميين ومتخصصين في مجال الشعر، وتضم لجنة الفحص والتدقيق 5 أعضاء لكل فئة، بينما تشمل اللجنة النهائية على 3 أعضاء عن كل فئة، كما تتميز هذه الدورة بمراجعة القصائد المتأهلة للمرحلة النهائية من قبل لجنة شرعية تتكون من 3 أعضاء. وفي هذا الإطار، أعلن السيد أنّ لجنتي الفحص والتدقيق بدأتا بعملية الفرز، على أن تقوم لجنة تحكيم الشعر النبطي بترشيح أفضل 15 قصيدةمن أصل 125مشاركة، فيما تقوم لجنة تحكيم الشعر الفصيح بترشيح أفضل 15 قصيدة من أصل 630 مشاركة عن هذه الفئة، مضيفاً أن لجنة الجائزة ستعلن عن أسماء الأشخاص الثلاثين المتأهلين للمرحلة النهائية في 15 مارس 2017. وعن فعاليات مهرجان «حب الرسول صلى الله عليه وسلم»، أعلن المشرف العام أن الدورة الحالية ستشهد إصدار كتاب نقدي في قصيدة (النّبي) لجمال الملا، الفائز في الدورة الأولى من الجائزة، من حيث فنيّات المديح والدرس اللساني، إضافة الى إصدارات أخرى.

796

| 31 يناير 2017

محليات alsharq
المجلس الثقافي بمعرض الكتاب يتحول إلى ساحة شعرية

تحول المجلس الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى ساحة شعرية صدح فيها كوكبة من الشعراء بأجمل قصائدهم، وذلك بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي ودير الثقافة والرياضة. وقع الشعراء على دوواوينهم الشعرية، وسط تصفيق حار من الحضور من الكتّاب والأدباء وزوار المعرض، ووسط أجواء شعرية متميزة عاشها الجمهور، خلال التوقيعات التي أدارها الإعلامي صالح غريب. ووقع الشاعر السعودي علي بن رفده الحبابي ديوانه "بشائر الوسم" والذي يحتوي على العديد من القصائد والشلات المميزة منها ( عقد الخليج - غرابيل الزمن - البر - النجوم ) وغيرهم من القصائد الجميلة التي يحاول من خلالها الشاعر بأن يصل لذائقة الجماهير، ووقع محمد ال عمره ديوانه الصوتي الأول "الزمت عمري"، بينما وقع الشاعر عبدالرحمن بن عبدالله الدليمي هلال ديوانه الأول "في منتصف الشعر" والذي صدر عن وزارة الثقافة والرياضه، في حين وقع الشاعر محمد ابراهيم الساده ديوان شعر "منهل الصادي". وشهد المجلس توقيعات لعدد من الكتاب المحليين والعربيين، حيث وقع الكاتب السعودي محمد الزهراني روايته "حب في قندهار"، وهي رواية تاريخية، ووقع الدكتور وليد الحديثي كتابه "فن الاتصال واعداد البرامج في الاذاعة والتلفزيون"، في حين وقع الكاتب خالد حسن الحمادي كتابه "الغوص الحر قديما وحديثا" وهو يتحدث عن رحلة الغوص في الماضي والحاضر. ولم يخلو المجلس الثقافي من التوقيعات النسائية حيث وقعت الكاتبة مي النصف كتابها" اوصيك بها خيرا"، وعقبته توقيع الكاتبة بشاير بنت محمد ال خليفه " لكتابها "فوق السحاب" وهو كتاب تنمية بشرية ياطرق لمواضيع تلامس الحياة، كما ووقعت الكاتبة ايمان الشمري وهي إحدى المنتسبات لمنظمة علم لأجل قطر اصدارها "طريق صامويل سمايلز"، في حين وقعت الكاتبة زهرة اليوسف روايتها "رسائل غير مكتملة" وهي رواية باللهجة العامية تروي قصة حب.

540

| 07 ديسمبر 2016

ثقافة وفنون alsharq
مبدعون عرب يشدون بقصائدهم حباً لفلسطين

نظم صالون الجسرة الثقافي الاجتماعي مساء اليوم الأول أمسية شعرية غنائية تحت عنوان ( من أجل فلسطين ) شارك فيها كل من الشاعرة خلود جمعة والفنان وليد السرحان، وأدارتها الكاتبة حنان بديع، منسق الصالون. وشهدت الأمسية قراءات شعرية ، أكدت عروبة مدينة القدس الشريف، ورصدت هذه القصائد ما تعانيه من حملات تهويد واستيطان، علاوة تناولها لقصائدأخرى عكست صمود الشعب الفلسطيني في مواجهته لممارسات الإحتلال الإسرائيلي. وخلال الأمسية، قدم الفنان خالد المساوي، عضو مركز سوق واقف للفنون، لوحة عن فلسطين، عبر خلالها عما يجيش في صدر كل عربي ومسلم من رفض للإحتلال، وتأكيد لعروبة المدينة المقدسة، وذلك برسم علم دولة فلسطين بالخط العربي، كعادته دائما في المزج بين الحرف العربي، والفن التشكيلي. وفي ختام الأمسية، قام السيد محمد ناصر العبيدان، أمين السر العام لنادي الجسرة الثقافي الإجتماعي، بتكريم المشاركين في الأمسية، التي حضرها عدد من أعضاء النادي، بجانب الجمهور، الذي تفاعل مع القراءات الشعرية، والفقرات الموسيقية، التي جرى تقديمها، وما حملته من قصائد شعرية، بمشاركات موسيقية، ما أضفى على أجوائها عبقاً من الماضي التليد، واستحضاراً لواقع أليم تعانيه القدس الشريف، ومن ثم الشعب الفلسطيني على امتداد الأراضي المحتلة. وجاءت الندوة، في إطار حرص النادي على الإهتمام بالقضية الفلسطينية، وجعلها في بؤرة اهتماماته، وذلك باستضافته لمبدعين قطريين وعرب، يستحضرون تاريخ مدينة القدس الشريف، ويتناولون أوضاعها الحالية، وما يواجهه الشعب الفلسطيني من ويلات الإحتلال، وذلك إما باستضافة شعراء ينظمون قصائدهم، أو مؤرخين يتناولن لتاريخ القدس الشريف، أو مثقفين ، يقومون بشرح الواقع الثقافي لفلسطيني، وما تعانيه من استلاب حضاري. يشار إلى أن نادي الجسرة الثقافي الإجتماعي أطلق صالونه الثقافي قبل أسبوعين، كعادته في كل موسم ثقافي بأن تكون انطلاقته الموسمية فاعلة، وذات حراك ثقافي بين المبدعين، والمهمومين بالشأن الثقافي العربي، وذلك باستضافته لمثقفين قطريين وعرب، في إطار حرصه على إثراء المشهد الثقافي في دولة قطر، والإنفتاح على الثقافة العربية.

400

| 02 أكتوبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
الفائز بجائزة شاعر الرسول لـ "بوابة الشرق": قطر تقود الحركة الثقافية الإسلامية بفضل قيادتها الشابة

جمال الملا قطر تقود الحركة الثقافية الإسلامية بفضل قيادتها الشابة الداعمة للإبداع * شعري لن يوفي الرسول صلى الله عليه وسلم حقه ولو استعنت بماء البحر مداداً * جائزة كتارا ستدخلني في مرحلة صفاء لأتفرغ نسبيا للشعر * كتارا "منصة ثقافية فريدة".. وفكرة إنشائها "معجزة" * جائزة كتارا لشاعر الرسول بعيدة عن أساليب المتاجرة و"الشو الإعلامي" عبر التصويت * حكامنا يدعمون الثقافة لأنها تحصن الأوطان من التطرف * التجربة الإعلامية والثقافية القطرية هي الأهم على المستوى العربي* أدعو نفسي والشعراء لتوخي الحذر في التعامل مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم * أهدي الجائزة إلى السلطان قابوس بمناسبة عودته سالما إلى أرض الوطن * شاركت في برنامج "أمير الشعراء" مرتين ولم أصل للمراحل النهائية * تغريدة د. خالد السليطي قادتني للاشتراك بالمسابقة * زيادة عدد متابعي الشاعر بمواقع التواصل لا يعني أنه يتصدر المشهد * مواقع التواصل الاجتماعي أثرت في النتاج الأدبي والثقافي كله * أدعو لمشروع يتبناه الإعلام تُرشق من خلاله الحالة الشعرية ويُنتقى فيه الحسن ويترك الغث * مستقبل المشهد الشعري في الخليج واعد جدا حضر إلى "دوحة العرب" بأحلام تحدها السماء، يحمل بين عينيه آمالا مشروعة في أن يُسمع شعره من له قلب، تسمع في صوته أجراس البقاء والرحيل في آن واحد، تنسل من بين كلماته مسحة صوفية، ونوادر كلاسيكية، تمتزج بروح شاب أنهكه خياله الفسيح، بينما يقطر حبره بالحداثة والآنية، يبحث في داخله عن الهدوء الذاتي، والسلام الروحي، ويؤمن بأن الشعر يتخطى الوجود المادي والجانب الحسي إلى عوالم أخرى لا تحدها الحروف والكلمات.. وخصوصا إذا كان هذا الشعر يتغنى في مديح خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم... إنه الشاعر العماني جمال عبدالله الملا، الذي تُوج بالمركز الأول لجائزة كتارا لشاعر الرسول، صلى الله عليه وسلم، في نسختها الأولى، وحظي من بين 30 شاعراً تأهلوا للتصفيات النهائية بشرف حمل لقب "شاعر الرسول" بعد أن حازت قصيدته بعنوان "النبي" استحسان المحكمين، واستلبت قلوب وألباب كل من استمع لها.. يقول الملا في حوار لـ "بوابة الشرق" إنه حرص عند كتابة قصيدته أن تمثل – قدر الإمكان - الحقيقة المحمدية الشريفة، أو حتى أن تمسها من قريب أو بعيد، فهو يؤمن بأن مقام النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن تصفه كلمات أو تؤطره حالات شعرية، وهو في نهاية المطاف لن يوفيه صلى الله عليه وسلم حقه، ولو استعان بماء البحر مداداً.. الملا أشاد بفكرة جائزة كتارا لشاعر الرسول، مشيرا إلى أن أهم ما يميزها أنها بعيدة عن أساليب المتاجرة و"الشو الإعلامي" في عملية التصويت، كما يحدث في بعض المسابقات، وقد ساق أسمى معاني الشكر والتقدير للقيادة القطرية صاحبة الرؤية الفريدة في إنشاء هذا الصرح العظيم، ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظهما الله. وأعرب عن إعجابه بالتجربة الإعلامية والثقافية القطرية، معتبرا أنها الأهم على المستوى العربي، وأكد أن قطر قادرة على قيادة مسيرة الحركة الثقافية العربية والإسلامية، بفضل قيادتها الشابة الواعية الداعمة للإبداع، وبما يتوافر بها من بنية تحتية ثقافية مميزة، وشعب محب للثقافة والتراث والتاريخ، ومشاريع عملاقة في شتى المجالات.. لذلك أصبحت قطر محط أنظار الجميع. وحذر الشاعر العماني من أن زيادة عدد متابعي الشاعر بمواقع التواصل الاجتماعي لا يعني أنه يتصدر المشهد، وبين أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت في النتاج الأدبي والثقافي كله، وللأسف لم تتحول إلى وسائل بقدر ما تحولت إلى مقاصد، ودعا الأدباء والشعراء إلى توخي الحذر في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنهم يجب أن يوفروا مسافة أمان بينهم وبين المنصات الاجتماعية، حتى تنضج تجاربهم الأدبية وتكتمل . الملا أهدى الجائزة إلى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، بمناسبة عودته سالما إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية في ألمانيا، وللشعب العماني وكل من سانده، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الشعر الخليجي، مشيرا إلى أن حكامنا ولله الحمد يدعمون الثقافة والمثقفين، لأنها تحصن الأوطان من التطرف. وفيما يلي نص الحوار: ** حدثنا عن نفسك وتاريخك الشعري، وأهم المحطات في حياتك؟ -أنا من مواليد ولاية شناص بسلطنة عمان، درست الإنجليزية في المملكة المتحدة، وحاليا أدرس الإعلام، وأعمل مراسلاً تلفزيونياً ومذيعاً بقناة سما دبي.. تلمست طريقي مع الشعر في سن صغيرة، وكان طريقي مضاءً بالهمة والاشتعال الداخلي، والرغبة والشغف تجاه هذا العالم، وكانت لي تجارب شعرية في مراحل التعليم الأولية، يغلب عليها طابع الهواية، بطبيعة الحال.. بعد المرحلة الثانوية سافرت إلى المملكة المتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية، وكان من المفترض أن أعود بالشهادة، لكنني عدت بالشعر، فتجربة الغربة مثلت نقلة روحية ملهمة في حياتي، وأفرغت كل مشاعر الحنين للوطن في الشعر.. كما أن هناك شخصيات بارقة لمعت في تلك المرحلة من حياتي على مستوى الشعر، منهم: الشاعر العماني محمد عبدالكريم الشحي، وهو من أبناء شناص وكان يدرس الدكتوراه في جامعة ليفربول وتزاملنا في نفس المرحلة، وهو الذي أخذ بيدي وأضاء لي أولى الشموع في طريق الشعر.. بعد عودتي من المملكة المتحدة، بدأت رحلتي بهمة وشغف أكبر، وتأثرت في تلك المرحلة، ببرنامج أمير الشعراء، فقد كان تجربة شعرية ملهمة.. كما ساهمت أشعار محمود درويش، والجواهري، وعبدالرزاق عبدالواحد، وعارف الساعدي، وغيرهم، في ترشيق كلماتي وقصائدي.. شاركت في برنامج "أمير الشعراء"، مرتين، لكنني لم أكمل المسيرة حتى المراحل النهائية، بسبب ظروف التصويت، وعلى الرغم من أن خروجي من المسابقة شكل خيبة أمل كبيرة، إلا أنني شعرت أن ذلك توفيق من الله عز وجل، فأحيانا الولادة المبكرة غير صحية، ولطالما أسير على الطريق، فحتما سأصل بإذن الله.. ** وكيف اشتركت في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم؟-بدأ الأمر عندما أرسل لي أخي المقيم في دولة قطر، تغريدة للدكتور خالد السليطي، مفادها أنه "قريبا سيتم الإعلان عن جائزة شاعر الرسول" فقط دون تفاصيل، وشجعني للمشاركة.. وعندما علمت أن المسابقة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، انتابني الخوف، فأنت هنا لا تتكلم عن الإنسان، بل تتحدث عن حقيقة مطلقة، وهذه الحقيقة تقيدت ذات يوم في مكة، قبل 1400 عام.. وفجأة وجدت نفسي أمام بناء عظيم شامخ، كيف أدخله، أو أتعامل معه؟ وحقيقة خشيت أن أتجرأ على مقام النبي صلى الله عليه وسلم.. القصيدة الفائزة** حدثنا عن ظروف كتابة قصيدة "النبي" صلى الله عليه وسلم التي فازت بالمركز الأول؟ - استغرقت 6 أشهر حتى أنتهي من كتابتها، البيت الأول قدح في ذهني فجأة وأنا في طريقي إلى عملي في الإمارات، وكان عبارة عن مشهد سينمائي مقتبس من دخول سيدنا موسى في الوادي المقدس طوى، ومناداته لربه، وهي كناية عن هذا المشهد، ومن ثم انسلت الكلمات والمعاني إلى ذهني.. حرصت بقدر استطاعتي أن تمثل القصيدة قدر الإمكان الحقيقة المحمدية الشريفة، أو حتى إيحاء من قريب أو بعيد لهذه الحقيقة، لأن مقام النبي لا يمكن أن تصفه كلمات أو تؤطره حالات شعرية، وأنا في نهاية المطاف لن أوفيه صلى الله عليه وسلم حقه، ولو استعنت بماء البحر مداداً.. وهنا أدعو نفسي والشعراء في النسخ القادمة من جائزة شاعر الرسول، لتوخي الحذر في التعامل مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فهناك محاذير حين الشروع في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الهوى والشهوة والطائفية.. وأسأل الله أن يجنبنا ذلك. جمال الملا المركز الأول ** الجائزة قيمتها 300 ألف دولار.. التكريم المادي والمعنوي للشاعر يمثل بلا شك شحنة موجبة تدفعه لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات، ماذا تمثل لك الجائزة؟ - كإنسان عادي، المال يغير حياتي ويسهل أموري، فالمبلغ ولله الحمد سيغطي ديوني ويحل أزماتي المالية، بيد أنه في المقام الأول سيدخلني في مرحلة صفاء لأتفرغ نسبيا للشعر، وأسخر حياتي لكتابة شعر "لا يعد مضيعة للوقت"، لمن يقرأه.. أما على مستوى التجربة، فالفوز بالمركز الأول أعتبره أمراً عظيما في حياتي، وهذه هدية الله لي، وأرجو أن أستغل هذا الزخم المصاحب للجائزة فيما يحبه ويرضاه.. ألقى الله عز وجل القبول في قصيدتي، ربما يكتب شاعر قصيدة رائعة، لكن دون القبول، لن يكون لها أثر في نفس من يسمعها.. وأنتهز هذه الفرصة لأهدي الجائزة إلى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، بمناسبة عودته سالما إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية في ألمانيا، وأهديها للشعب العماني ولعائلتي وأصدقائي، وكل من ساندني.. معجزة كتارا** كيف ترى الحركة الثقافية والإعلامية في دولة قطر؟ - أرى أن التجربة الإعلامية والثقافية القطرية هي الأهم على المستوى العربي، هناك مشروع إعلامي كبير، ورؤية إعلامية رائدة، ونحن كعرب فخورون بأن هناك دولا عربية تستثمر في الإعلام بهذا الشكل الكبير، سواء على المستوى الثقافي أو الرياضي، أو القيمي، أو التراثي، وتتبنى مشاريع إعلامية هائلة.. زرت قطر أكثر من مرة واطلعت على بعض المشاريع الحضارية والثقافية والتعليمية، وحقيقة المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، في حد ذاتها معجزة، فأن تجعل من هذه المنصة الثقافية الفريدة، وجهة سياحية في نفس الوقت يقصدها مختلف فئات المجتمع المحلي والخليجي والعربي، فهو استدعاء داخلي غير مباشر لجذب المتلقي للتداخل مع هذه المنارة العالية، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية والرياضة والفنية والعلمية.. وحقيقة هذا ليس غريبًا على دولة قطر، أن تقدم شيئا للأمة العربية الإسلامية، وأنا عهدي بقطر منذ زمن، وأعرف ذلك جيداً، وأنتهز هذه الفرصة، لأوجه من خلال "جريدة الشرق" أسمى معاني الشكر والتقدير للقيادة القطرية الواعية صاحبة الرؤية الفريدة في إنشاء هذا الصرح العظيم، ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظهما الله، والحكومة القطرية، والشعب القطري الخلوق الذي يعشق الثقافة والتراث والأصالة والتاريخ.. كما أوجه الشكر والتقدير للقائمين على إدارة "كتارا" وعلى رأسهم سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا".. والأستاذ خالد السيد، المشرف على جائزة شاعر الرسول.. ولعل أهم ما يميز جائزة كتارا لشاعر الرسول أنها بعيدة عن أساليب المتاجرة و"الشو الإعلامي" في عملية التصويت، كما يحدث في بعض المسابقات. قطر بلد مقتدر اقتصاديا، ولها قيادة واعية، وهي مؤهلة أن ترعى مثل هذه الأحداث لأنها تمتلك كل المؤهلات والمقومات، قيادة شابة واعية تدعم الإبداع، وبنية تحتية ثقافية مميزة، وإمكانيات مادية متوافرة ولله الحمد، وشعب محب للثقافة والتراث والتاريخ، ومشاريع عملاقة في شتى المجالات.. لذلك أصبحت قطر محط أنظار الجميع، وهي قادرة على قيادة مسيرة الحركة الثقافية العربية والإسلامية.. العودة إلى الداخل** لكل شاعر رسالة أو قضية يؤمن بها ويدافع عنها من خلال شعره، ما هي رسالتك التي تروج لها؟- "العودة إلى الداخل" .. هي رسالتي الأسمى، فعلى الإنسان أن يعود إلى داخله، وعلينا أن نبحث عن مفاتيحنا من الداخل، وأنا أسعى من خلال قصيدتي وأسال الله أن يوفقني في ذلك، أن أجذب الإنسان إلى منطقة الوعي الداخلي تجاه الحقيقة الإنسانية، وتجاه هذا التجلي الإلهي، والذي يتمثل في الإنسان الذي هو أعظم خلق.. إذا عدنا إلى الداخل سينتهي كل ما نراه اليوم من خلافات وحروب وكوارث.. ** ثمة رأي يقول إن المشهد الشعري العربي، أصبح يعاني من كثرة الشعراء وقلة الشعر، ما وجهة نظركم في ذلك؟ - أنا لن أُقيم الشعراء، فكل إنسان له الحق في التعبير عما بداخله، ولكن هناك عقلاء، وهذا واجب العقل الجمعي في المجتمع، والإعلام هو من يقود العقل الجمعي، إذن هذه مسؤولية وسائل الإعلام أن تعي من يجب أن يتصدر المشهد، ومن يجب ألا يكون موجودا، وهذا ليس خطأ الشعراء، بل سوء تقدير الإعلام وسوء فهم لوسائل التواصل الاجتماعي، فكون الشاعر لديه عدد كبير من المتابعين على حسابه، لا يعني أنه شاعر ويجب أن يتصدر المشهد، وهذه ليست مشكلة المتلقي أو المستمع بالمناسبة وإنما مشكلة الإعلام، المشكلة تحتاج لوقت لكي تعالج، وتحتاج لمشروع يتبناه الإعلام تُرشق من خلاله الحالة الشعرية، ويُنتقى فيه الحسن، ويترك الغث.. ** تراجع صيت الشعر الديني في العالم العربي، وما عاد له تلك الحظوة التي كانت، ما الأسباب من وجهة نظركم؟ - الشعر ليس له جنسية دينية، فهو إما حسن أو غث، على المستويين الفني والداخلي، وعلينا ألا نصنف الشعر بهذا الشكل. زمن الرواية ** هل يمكن أن نقول إن هذا زمن الرواية بامتياز، وأن الألوان الأدبية الأخرى آن لها أن تتنحى؟ - هذه المقولة صحيحة، فالرواية تحظى باهتمام إعلامي أوسع وحجم مبيعات أكبر، وهذا ليس سيئا بالمناسبة، ربما هذه طبيعة هذه المرحلة أن تتصدر الرواية، كما تصدر الشعر في مراحل سابقة.. والشعراء لا يتحملون المسؤولية كاملة بقدر ما تتحملها وسائل الإعلام المختلفة.. ** في رأيك، هل أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على لغة الشعر والشعراء؟- مواقع التواصل الاجتماعي أثرت في النتاج الأدبي والثقافي كله، وللأسف لم تتحول إلى وسائل بقدر ما تحولت إلى مقاصد، واكتشفنا في النهاية أنها تستخدمنا أكثر مما نستخدمها، وعلى الأدباء والشعراء توخي الحذر في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فعندما يكون هناك منصة جاهزة دائما يكتب وينشر مباشرة، وهذا يؤثر على نتاجه ويحرقه، لذا عليهم أن يخلقوا مسافة أمان بينهم وبين المنصات الاجتماعية، حتى تنضج تجاربهم الأدبية وتكتمل .. مستقبل واعد **كيف ترى مستقبل المشهد الشعري في الخليج والوطن العربي؟ - المستقبل واعد جدا، وهناك مقومات تدعم ذلك، فالبنية الثقافية الخليجية والعربية مؤهلة للإبداع، كما أن حكامنا ولله الحمد يدعمون الثقافة والمثقفين، لأنها تحصن الأوطان من التطرف.. والشعر الخليجي ينمو بصورة جيدة جداً، ويحظى باهتمام واسع، ونأمل أن يعود الشعر لأمجاده وأن يتصدر المشهد الثقافي في المستقبل بإذن الله.

2372

| 17 أبريل 2016

رمضان 1435 alsharq
رسائل الشيخ عبد الله بن جاسم تعكس هويته الإسلامية والعربية

من سيرة الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمه الله استكمالا للحلقات السابقة شعره: كان - رحمه الله - أديبًا، يغص مجلسه بالعلماء والأدباء، وقد قرب مجموعة منهم كالشيخ الشاعر محمد بن عبد الله بن عثيمين، والشيخ الشاعر حسين بن نفيسة، وغيرهم كما سيأتي بيانه في مباحث هذا الفصل، وكان يحفظ من الأشعار العربية المتعلقة بالشواهد والأمثال شيئًا كثيرًا. يقول الشيخ محمد زهير الشاويش في تقديمه لكتاب ابنه الشيخ علي -رحمه الله- المختارات الشعرية: وقد كانت أصول هذه المختارات بعض كراريس كتبها سموه في سن الطفولة بإشراف والده الأديب الحافظ المرحوم الشيخ عبد الله بن قاسم ا.هـ ، وكان ـ رحمه الله ـ ينظم الشعر النبطي كأبيه الشيخ جاسم، ومما وقفنا عليه من شعره قصيدة يرثي بها زوجته الشيخة مريم بنت عبد الله العطية ـ رحمها الله تعالى ـ، يقول فيها: جرى الدمع من عيني وهلت سكايبه وجمر الغضى شبت بقلبي لهايبه ‍ ونيت ونة من ضحى الكون خلي طريح ولا فاد الزهم في قرايبه ‍ وطوه ربعٍ حقق العرف بينهم ‍ حماقا وطلابة ديونٍ عوازبه ذا فاطرٍ عينه بفرقا عضيده وذا محرقٍ كبده وهذاك ناكبه ‍ وذا ما خذٍ سرجه وميبس صميله وكلٍ على ما قد مضى منه طالبه أو وجد راعي جلبةٍ لججت به ‍ بطامي غبيب سود والليل قاربه ونشا له من نو السماكين مزنه ‍ تبرق وترعد والجدا ريح ثاقبه لوت به عواصيف الرياح وبددت ليحانها والموج جاشت غواربه فلا وجدهم وجدي على قصة جرت عشية صفي القلب قامت نوادبه خليلٍ شقيق الروح ما عاش للنقا ‍ حليفٍ فلا تخشى الملامة أقاربه نشا مثل فرع الموز نضرٍ قوامه يميل إلى هبت عصيرٍ هبايبه بدر الدجى مدلولةٍ يوسفيه عليها البها والنور هلَّت سكايبه ‍ تسامى على الخفرات فضلٍ ومفخرٍ كما يفوق البدر ساير كواكبه ‍ كل العذارى عقبها كب فوزهم محا فخرهم والزين زمت ركايبه فوالله لو عوص الانضا يبلغنه عنيناه لو كانه بقاصي مغاربه ولو ينفدا منَّا بما عز أو غلا فدينا وهان الخطب هانت مصايبه ‍ عليها سلام الله ما ون موجع ‍ وما حن مفجوعٍ على فقد صاحبه وهي قصيدة بليغة كما وصفها الشيخ محمد المانع -رحمه الله- وعن خبر وفاتها يقول الشيخ ابن مانع -رحمه الله- ولما ماتت زوجته أم أولاده، وكانت أحبَّ الناس إليه، ودُفنت بعد صلاة المغرب، فرجع من المقبرة إلى بيته وأمر القارئ أن يقرأ كالعادة، ولم يشغله حر المصيبة عن القراءة، وقد رثاها بقصيدة بليغة ا.هـ مراسلاته-رحمه الله-: وقفت بحمد الله- تعالى- وفضله على العديد من المراسلات والمكاتبات التي كان الشيخ عبد الله-رحمه الله- يرسلها في فترات عمره الممتدة إلى ما يقرب من تسعين سنة، وهي رسائل متنوعة من حيث محتواها والمرسَل إليه، ويمكن تقسيمها إلى: 1- رسائل سياسية: وهي رسائل رسمية تدور حول قضايا الدولة من اتفاقيات ومعاهدات وحدود واقتصاد وغيرها، كالرسائل التي كان يوجهها إلى العثمانيين والإنجليز وغيرهم. 2- رسائل إخوانية: كما يطلق عليها في اصطلاح المكاتبات، وهي الرسائل الشخصية التي تدور حول شؤون وقضايا خاصة، وتعبر عن العواطف والمشاعر والأحاسيس، وتحمل في أثنائها نوازع كاتبها ووجدانياته تجاه من يكتب إليهم من إخوان وخلان وأصدقاء وأهل وأحباب، تدعو إليها ظروف عديدة، منها البعد عنهم، مما يستوجب مكاتبتهم والسؤال عن أحوالهم، وتفقد شؤونهم الحياتية، كالرسائل التي كان يوجهها إلى إخوانه وأبنائه وأصدقائه. 3- رسائل إدارية: وهي رسائل داخلية تدور حول أمور الدولة اليومية من أعطيات ورواتب وغيرها، كالرسائل التي كان يوجهها إلى حكام المناطق والإداريين وغيرهم. وتأتي بنية رسائله على النحو التالي: أول ما تبدأ به البسملة، اقتداءً بالقرآن الكريم، والمكاتبات النبوية الشريفة، وما جرى عليه عمل المسلمين إلى يومنا هذا؛ لما فيها من الالتجاء والتوكل على الله -سبحانه وتعالى- وحده، وبركة ذلك في أداء الرسالة لغرضها. ثم ما يصدِّر به اسم المرسَل إليه، وما يحليه قبلها من كريم الأوصاف والنعوت، مما يدل على كرم وتواضع المرسِل، فنراه يكتب مثلاً: إلى جناب الأجل الأمجد الولد أو الأخ المكرم فلان، ونحوها من العبارات، وهو ملتزم بهذه الطريقة في جميع مكاتباته سواء السياسية أو الإخوانية أو الإدارية، وسواء أرسلها إلى حاكم أو ابن أو أخ أو صديق أو موظف أو غيره، ويتبع باسم المرسَل إليه، وهو ما يسمى في اصطلاح الكُتَّاب بالعنوان، فينص على اسمه ويثبته كاملاً دون أي إخفاء؛ حيث إنه من العناصر المهمة التي تحدد وجهة الرسالة، ولا تلتبس على من تقع في يده، وفي بعض المراسلات يسبق اسمَ المرسِل اسم المرسَل إليه فيكتب مثلاً: من عبد الله بن جاسم آل ثاني إلى -رحمه الله-، ويكون ذلك غالبًا في المخاطبات الرسمية، ونراه يغفل ذلك في أكثر المراسلات غير الرسمية، ويكتفي بما يذيل به الرسالة من اسم وتوقيع، ثم نراه يتبع اسم المرسَل إليه في بعض المراسلات الخارجية باسم البلد المرسَل إليه كقوله في البحرين أو في دبي وما أشبهها، ثم يتعبها بما يدل على الاحترام والتقدير كقوله: المحترم، وما أشبهها من الألفاظ، ويحرص بعدها على عنصر الدعاء، وغالبًا ما يكون موجزًا بقوله: حفظه الله -تعالى-، وما أشبهها من ألفاظ الدعاء، التي تزيد المحبة والمودة بين المتراسلين. ثم ينتقل الشيخ عبد الله -رحمه الله- من هذه المقدمة إلى صلب الموضوع، وذلك باستخدام كلمة وبعد وما شابهها في غالب مراسلاته، وهي ما يصطلح عليه في مصطلح الرسائل بعبارة التخلص، ونراه غالبًا ما يستخدم هذه الكلمة قبل جملة التحية، كقوله: بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مطرحًا غالبًا أما وحرف العطف، وهنا يقتصر الشيخ عبد الله بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أو يزيد عليها بعض العبارات كقوله: ومزيد فضله وهباته، وما أشبهها، ونراه أحيانًا، يقتصر على السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله، وأحيانًا لا يورد صيغة التحية نفسها مكتفيًا بعبارة مشابهة، كبعد السلام والتحية، أو بعد السلام، ثم ينتقل الشيخ إلى السؤال عن حال المرسَل إليه، بعبارة لطيفة كقوله: والسؤال عن عزيز حالكم، أو غيرها من العبارات التي تشعر باهتمام المرسِل بأحوال وأخبار المرسَل إليه، وقد يتبعها في بعض المراسلات، بشرح حاله وحمد الله -تعالى- على كرمه وفضله. ثم ينتقل إلى غرض الرسالة، وموضوعها الرئيسي، ويصدره في الكثير من المراسلات بعبارة: موجب، أو خصوص وما أشبههما من العبارات، وإن كانت الرسالة رد على رسالة سابقة من المرسَل إليه، فيسبقها عبارة تشعر بحصول الغرض من الرسالة، كقوله: صار لدى محبكم معلومًا، أو غيرها من العبارات، مما يدل على اهتمامه بالرسالة المرسلة إليه وبمرسلها، ثم يأتي لب الموضوع وهو يختلف باختلاف الأغراض والموضوعات والأشخاص، وهو يذكره دون تطويل في الكلام، أو تكلف في العبارات، وبعدها ينتقل الشيخ عبد الله-رحمه الله- إلى خاتمة الرسالة، والتي غالبًا ما تكون عبارة عن دعاء يوجهه الشيخ عبد الله -رحمه الله- للمرسَل إليه، يتبعه بإخباره باستعداده لأي لازم يطلبه. ويختمها بالسلام على من في طرف المرسَل إليه من المعارف والأصدقاء، وينص على ذكر بعضهم، وكذلك إبلاغ السلام مِن قِبل مَن في طرفه من أولاد أو إخوان أو غيرهم إلى المرسَل إليه، وعبارة وجيزة، كقوله: والله يحفظكم، أو والسلام أو غيرهما. ثم يمهره بتوقيعه وختمه والتاريخ، وقد يخلو بعضها من الختم. وبعد أن ذكرنا بنية رسائله، وطريقة كتابته، نذكر الآن أهم ما تميزت به رسائل الشيخ عبد الله-رحمه الله- الإخوانية، والتي كتبها إلى أهله وأقاربه: أولاً: أنها رسائل كتبت دون تكلف في المعاني أو العبارات أو السجع، أو الأساليب البلاغية والفنية، إنما نرى فيها البساطة المؤدية للغرض. ثانيًا: اتَّسمت رسائل الشيخ عبد الله-رحمه الله- بإيجازها وبعدها عن التَّطويل والإطناب، وقد بدا هذا الإيجاز في اقتصار الرسالة على قليل من المعاني، والتعبير عن الفكرة بأيسر اللفظ وأقلِّه، وعدم اللَّهاث وراء الأساليب التي من شأنها مدُّ الفكرة وتطويلها. ثالثًا: ظُهور اللهجة القطرية المحكيَّة بشكل واضح في رسائله. رابعًا: وقوع العديد من الأخطاء اللغوية والإملائية في الرسائل، ويظهر أنه لم يكن يراعي ذلك لأنها مجرد رسائل ودية، ولهذا تضمنت كثيرًا من ألفاظ اللهجة القطرية الدارجة. وأخيرًا، فإن رسائل الشيخ عبد الله-رحمه الله- على بساطتها تكشف بشكل واضح عن شخصية كاتبها وملامح من نفسيَّته، فقد بدا الشيخ عبد الله للناظر في هذه الجُملة من رسائله: قوي الإيمان، مفوضًا أمره لله- تعالى-، مستعينًا به في أموره، حريصًا على نقل هذه القيم إلى قارئها، متلطفًا في عباراته وجمله. مجالسه العلمية: جرت عادة كبار القوم في قطر على اتخاذ مجالس علمية تقرأ فيها فنون العلم المختلفة، وقد وَرِث الشيخ عبد الله -رحمه الله-هذه المجالس ومحبة العلم والعلماء من آبائه، وتمتاز هذه الجلسات إضافة إلى العلوم المختلفة التي تقرأ فيها، بكونها وسيلة للتواصل المباشر بين الحاكم والمحكوم، ويصف الشيخ ابن مانع-رحمه الله- مجالس الشيخ عبد الله-رحمه الله- فيقول: رتَّب قارئًا يقرأ عليه في مجالسه في أنواع العلوم كتفسير ابن كثير وتاريخ ابن الأثير وغير ذلك من الكتب المفيدة النافعة، وكان محافظًا على أوقات القراءة، لا يخل بها سفرًا ولا حضرًا، ولما ماتت زوجته أم أولاده، وكانت أحبَّ الناس إليه، ودفنت بعد صلاة المغرب، فرجع من المقبرة إلى بيته وأمر القارئ أن يقرأ كالعادة، ولم يشغله حر المصيبة عن القراءة، وقد رثاها بقصيدة بليغة ا.هـ وحدثني الوالد الشيخ خالد بن حمد بن عبد الله آل ثاني ـ حفظه الله تعالى ـ: أن أعظم ما استفاد العمُّ علي كان من مجلس والده الشيخ عبد الله بن جاسم، وقد كان للجد عبد الله ثلاثة مجالس: بعد صلاة الفجر، وبعد العصر، وبعد العشاء، وكان الشيخ علي يلازم حضور هذه المجالس، فاستفاد كثيرًا من علوم العربية والأدب إلى جانب العلوم الشرعية، وقد كان العلماء يتناوبون على القراءة في هذه المجالس. وقد استفاد من هذه المجالس أبناؤه الشيوخ: علي وحمد وحسن، فكانت نعم المدرسة لهم، ونعم المنهل الصافي، الذي أثر في شخصياتهم، وكوَّنت ثقافتهم الدينية والأدبية والشعرية والسياسية والمعرفية الواسعة. يقول الأستاذ عبد البديع صقر -رحمه الله- وكان له أثر كبير في حياة الكثيرين من أهل قطر حتى صاروا من الأدباء المجيدين منهم نجله المرحوم الشيخ حمد بن عبد الله الذي تميز بقوة الشخصية في العلم والسياسة، ونجله الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الذي أشاع المكتبات في المنطقة، ونشر كتب العلم ا.هـ ، وتقول هند سلامة وهي تذكر المعارف التي استقاها الشيخ علي بن عبد الله -رحمه الله- فإن فاته أن يستقي المعرفة خارج بلاده، فقد استقاها من منهلها على أيدي العلماء والفقهاء والشعراء الذي كانوا يقصدون قصر أبيه من كل حدب وصوب ا.هـ كما استفاد منه كثير من غير أبنائه ممن كان يتردد عليه، كالشيخ أحمد بن يوسف الجابر؛ حيث استفاد فائدة كبيرة من هذه المجالس، يقول الأستاذ عبد البديع صقر -رحمه الله- أحمد بن يوسف بن جابر من الشعراء القطريين النوابغ، تعلم النحو والفقه على يد الشيخ محمد بن مانع، والتحق بخدمة المرحوم الشيخ عبد الله بن قاسم قرابة خمسة وعشرين عامًا، وقد كان فيها نضجه واستفادته، نظرًا لما كان يتمتع به الحاكم الراحل من قوة ذاكرة وعلم وفصاحة ا.هـ ،ويذكر الشيخ أحمد بن يوسف الجابر-رحمه الله- للدكتور محمد كافود، استفادته من مجالس الشيخ عبد الله -رحمه الله- والكتب التي قرأها، فيقول: إنه كان لاتصاله بالشيخ عبد الله أثر على توجيهه على مواصلة الدراسة، والاستزادة من العلم، فعندما التحق بخدمة هذا الأمير، كان يطلب منه أن يطلع على بعض الكتب، وبعد قراءتها يجلس معه ويستمع إلى ما قرأه، كما يطلب منه إعادة قراءة هذه الكتب عليه، ويناقشه أحيانًا حول بعضها، ومن أهم الكتب التي كان يقرؤها: تفسير ابن كثير وقد قرأه على الأمير ثلاث مرات، وتفسير البغوي، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ ابن جرير، ومن كتب الحديث صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومشكاة المصابيح، وبلوغ المرام للعسقلاني، ومن كتب الأدب التي كان يقرؤها كتاب الكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، والأمالي لأبي علي القالي، وخزانة الأدب للبغدادي، ومن دواوين الشعر كان قد قرأ النقائض بين جرير والفرزدق، كما قرأ لبعض شعراء العصر العباسي، ومن المُحْدَثين قرأ للشاعر محمود البارودي ا.هـ ويظهر لنا فيما ذكره الشيخ أحمد بن يوسف الجابر -رحمه الله- الكتب التي كانت تقرأ على الشيخ عبد الله -رحمه الله-، ونلحظ تنوعها ما بين كتب تفسير وحديث وتاريخ وأدب، ونلحظ في كتب التفسير الميل إلى قراءة كتب التفسير المحررة، المعروفة بسلامة العقيدة والبعد عن العقائد الفاسدة، والخالية من حشو الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة. ونرى ذلك كذلك في كتب الحديث؛ حيث تم اختيار الكتب التي تقرأ بعناية، كالصحيحين وهما أجل دواوين السنة النبوية، وكذلك مشكاة المصابيح للتبريزي-رحمه الله- وهو كتاب جليل اعتنى به العلماء، وأصله مصابيح السنة للإمام البغوي -رحمه الله- وهو كتاب جمع فيه متون الأحاديث وقام بترتيبها على طريقة الجوامع، مع الحكم عليها بالصحة أو الحسن أو غيرها، فجاء الكتاب مشتملاً على أحاديث العقائد والعلم والعبادات والمعاملات والآداب والرقائق والفتن والمناقب، لكنه يختلف عن الجوامع في خلوه من كتابي التفسير والمغازي، ولعلنا نلحظ هنا أن هذين الفنَّين قد خصصت لهما كتب خاصة مستقلة تقرأ في مجلس الشيخ، وكتاب المصابيح مما جدد طباعته ابنه الشيخ علي بن عبد الله -رحمه الله-؛ حيث كان مطبوعًا طبعة قديمة نادرة، فجدد طباعته بصف جديد وإخراج جميل بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، وطباعة المكتب الإسلامي لصاحبه الشيخ زهير الشاويش -رحمه الله-، وأما كتاب بلوغ المرام للإمام ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- فهو من أنفع الكتب المختصرة المشتملة على أحاديث الأحكام مع ذكر مخرِّجها والحكم عليها، وأما كتب التاريخ فنرى اهتمامه بفترة ما قبل منتصف القرن السابع الهجري، وهي فترة ممتدة من التاريخ الإسلامي وما قبله، وأما الكتب الأدبية فنرى تنوعها ما بين أدب نثري وشعري، وكذلك تنوع الدواوين ما بين دواوين قديمة ومعاصرة، مما يدل على محبة الأدب والشعر، وقد وَرِث هذا الحب بالأدب والشعر من والده الشيخ جاسم -رحمه الله-، ووَرَّثه لابنه الشيخ علي بن عبد الله -رحمه الله-، وفي الحلقة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ نتحدث عن تقريبه للعلماء والأدباء، ومعرفته بأخبار العرب وأنسابهم.

3715

| 21 يوليو 2014

منوعات alsharq
طرح مجموعة فنية لجون لينون بمزاد

طرحت الرسومات والقصائد الأصلية التي خطها جون لينون لكتابيه الشهيرين، "إن هيز أون رايت" و"سبانيارد إن ذا ووركس"، اليوم الأربعاء، في مزاد بدار سوذبي بمدينة نيويورك. وتعد المواد، التي يحتفظ بها الناشر البريطاني توم ماشلر منذ نصف قرن، أكبر مجموعة خاصة لعضو فريق البيتلز تطرح للبيع، وفقا لدار سوذبي، وتتراوح الأسعار من 500 إلى 70 ألف دولار. وقبل أن يحقق شهرته كموسيقي، تدرب لينون كفنان في مدرسة ليفربول للفنون. من جانبه، وصف ماشلر لينون بالرجل ذي الموهبة والخيال الاستثنائيين. مضيفا في بيان أن فن لينون تعرض للاستخفاف وأنه يأمل أن يسهم المزاد في إصلاح هذا الخلل. ومن بين المجموعة المكونة من 89 قطعة، ثمة رسم كارتوني لطفل محاط بـ6 طيور ظهر في كتاب "سبانيارد إن ذا ووركس"، الذي نشر عام 1965، واستخدم الرسم بعد 30 عاما على غلاف أغنية البيتلز "حر مثل طير".

339

| 04 يونيو 2014