لم يقدم الريان "حامل اللقب" خلال القسم الأول بالدوري، المستوى والنتائج التي تطمئن جماهيره، بأنه قادر على الاحتفاظ بلقبه أو مجرد الوصول إلى الوصافة على أقل تقدير، وهذا الأمر تعكسه حالة الفريق بشكل عام فنيا وبدنيا وحتى على مستوى نسبة الإقبال الجماهيري على حضور المباريات. الريان في الموسم الحالي ليس مثل الريان في الموسم الماضي.. حقيقة لا يختلف عليها أحد، ولم الرهيب رهيبًا، وأصبح يفوز بصعوبة ويخسر بسهولة إلى جانب أن الجهاز الفني الحالي بقيادة لاودروب لم تظهر بصمته بعد على الفريق بشكل كبير، وقد يكون معه بعض العذر في ذلك لأنه تولى المهمة بعد الجولة الثانية من الدوري نظرا لتولي فوساتي تدريب الريان الأول، ولكن في القسم الثاني لن تكون هناك أعذار مقبولة من جانب لاودروب، خاصة أن الريان تنتظره تحديات كبيرة على المستويين المحلي والآسيوي حيث يدخل غمار دوري أبطال آسيا العام المقبل. ولعب الريان في القسم الأول 13 مباراة، ولم يحقق سوى 22 نقطة فقط وهو معدل أقل بكثير من الموسم الماضي، الذي جمع فيه الفريق عند منتصف الدوري 36 نقطة من الفوز في 12 مباراة (منهم 11 على التوالي) والخسارة مرة واحدة. وسجل الريان 20 هدفا بمعدل هدف ونصف في كل مباراة، ومنى مرماه بـ16 هدفا أي أن الحصيلة 4 أهداف فقط لصالحه، وهو معدل لا يمكن قبوله ولم يتوقعه أحد من أنصار الريان!. وخسر الريان 3 مباريات وأكثرهم قسوة على الفريق وجماهيره كانت الهزيمة الثقيلة أمام السد في الكلاسيكو 0-5، وبعدما كان الريان يضرب الخمسة والأربعة بل وهزم قطر 9-0 في الموسم الماضي أصبح يخسر بالخمسة!. وهذه الحصيلة المتواضعة لا تبشر جماهير النادي بأن القسم الثاني سيكون الوضع أفضل إلا إذا كانت هناك تدخلات كبيرة تساهم في انتشال الفريق من المركز الخامس من أجل العودة إلى المربع على أقل تقدير. كاسيراس.. أبرز الغائبين لعب الريان أكبر عدد من المباريات بين أندية الدوري من دون أحد لاعبيه المحترفين المسجلين بالقائمة، حيث غاب عن الريان لاعبه كاسيراس على مدار أول 12 مباراة، وعاد فقط في ختام القسم الأول أمام الخور. وهذا الغياب أثر سلبيًا على الفريق، لأن كاسيراس من الأعمدة الأساسية بالفريق، وساهم في الحصول على اللقب الموسم الماضي. ولا يوجد ناد آخر في الدوري وصل إلى هذا العدد من المباريات دون أحد لاعبيه المحترفين المسجلين رسميًا، وربما يكون عدم تغييره بسب قرار المنع من التعاقدات أو رغبة إدارة النادي في عدم التفريط في اللاعب. الحرازي.. أفضل اللاعبين قدم عبد الرحمن الحرازي، المنضم إلى الريان، قادمًا من السيلية، أفضل مستوى بين جميع اللاعبين ويعد النجم الأول للريان في القسم الأول في ظل اختفاء تاباتا تمامًا، وعدم ظهور جارسيا بالمستوى المعهود، وكذلك غياب سباستيان عن هز الشباك كثيرًا. ونال الحرازي إشادة كبيرة من المتابعين للدوري وينقصه المزيد من هز الشباك حتى يكون لاعبًا أكثر تكاملاً. وإذا ظل الحرازي على مستواه فإنه سيكون من بين أفضل اللاعبين بالفريق، بل وفي الدوري بشكل عام.

من سيلعب بدلا من كاسيراس؟.. سؤال يشغل بال الأوروجوياني خورخي فوساتي مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الريان بعدما وجد نفسه مطالبا بالبحث عن لاعب بديل للعب مكان كاسيراس بعدما حصل الأخير على بطاقة حمراء في المباراة الأخيرة للريان أمام الغرافة، ضمن الجولة الــ 11 بدوري نجوم قطر، ولا يخفى على أحد دور هذا اللاعب وأهميته على مستوى أداء الرهيب منذ بداية الدوري إلي جانب أن فوساتي يلعب بتشكيل ثابت منذ عدة مباريات، ولكنه أمام السد ربما يجد نفسه مضطرا إلى التغيير إذا لم يصدر قرار من لجنة الانضباط برفع البطاقة الحمراء عن اللاعب المطرود.. وبالمناسبة فهي أول حالة طرد للاعب بالريان خلال الموسم الحالي. في مباراة الغرافة وعقب طرد كاسيراس لم يكن بين البدلاء أي لاعب يصلح للعب بدلا من اللاعب المطرود، ولهذا ظهر أن هناك نوعا من الارتباك على مقاعد البدلاء بالريان، وتحرك فوساتي سريعا فأشرك اللاعب يونس يعقوب في مركز قلب الدفاع مع تقدم موسى هارون للعب في مركز لاعب الارتكاز بجوار الكوري الجنوبي ميونج كو، وهذا المركز لن يلعب فيه هارون، ولهذا حدث تراجع في أداء الريان لولا الهدف الذي سجله اللاعب ناتان من منتصف الملعب لكانت المباراة تسير في اتجاه أكثر سخونة، خاصة أن الغرافة كثف من هجومه في هذا التوقيت بحثا عن هدف التعادل. موقف البدلاء وفي الوقت الذي لعب فيه اللاعب عبدالرحمن الكربي في هذا المركز مباريات كثيرة سواء في الموسم الماضي أو الموسم قبل الماضي، فإن الكربي لم يكن ضمن قائمة بدلاء الريان أمام الغرافة، ولكن من المؤكد أنه سيدخل ضمن القائمة في لقاء السد يوم الخميس المقبل، وإن لم يكن أساسيا فإنه على الأقل سيجلس بين البدلاء، وستحدد الحالة الفنية للاعب كيفية الاستفادة منه بشكل أو بآخر. وأقرب لاعب يمكنه أن يلعب في مركز لاعب الارتكاز بدلا من كاسيراس هو الأوروجوياتي جونزالوا فييرا، ولكن هل يضحي فوساتي بقيمة اللاعب وتفوقه في مركز قلب الدفاع على حساب الدفع به في مركز لاعب الارتكاز، وفي هذه الحالة سيدخل يونس يعقوب ضمن القائمة الأساسية بجوار ناتان وموسى هارون، وإذا شارك الكربي منذ البداية سيظل تشكيل دفاع الريان من دون تغيير، وهناك احتمال آخر في المباراة من جانب فوساتي وهو الدفع باللاعب عبدالمجيد عناد في مركز لاعب الارتكاز بجوار ميونج كو، ولكنه يلعب بالقدم اليسرى مثل كو، وإلا أنه أكثر جاهزية من البقية في هذا المركز. كلاسيكو (غير) وهذه الخيارات وضعت فوساتي في مأزق كبير قبل الكلاسيكو القادم أمام السد، والذي يدخله فوساتي قبل الريان بحسابات خاصة لأن المباراة أمام الفريق الذي قضى معه فوساتي أجمل أيام مشواره التدريبي سواء بحصوله معه على أكثر من بطولة محلية أو الفوز بدوري أبطال آسيا عام 2011، كما أنه يرتبط بعلاقات طيبة للغاية مع الجميع داخل قلعة الزعيم من مسؤولين ولاعبين بل والجماهير أيضا، ولهذا سيكون فوساتي في موقف لا يحسد عليه في المباراة سواء من حيث غياب لاعبه كاسيراس إذا تم تثبت البطاقة الحمراء التي حصل عليها، وأيضا من حيث وضعية المباراة أمام الفريق الذي سبق ودربه فوساتي عدة مواسم.ونظرا لقرب موعد الكلاسيكو بعد التعديلات الأخيرة على جدول مباريات الدوري فإن فوساتي سيدرب لاعبيه بشكل مستمر في ظل ضيق الوقت، وأمس تدرب مجموعة اللاعبين الذين شاركوا أمام الغرافة تدريبا خفيفا من أجل الاستشفاء على أن يقوم فوساتي بداية من اليوم بالتحضير للقاء الكلاسيكو خاصة في توفير اللاعب البديل لكاسيراس. عمر باري يستحق وسام الأخلاق الرياضية وسط الفرحة الكبيرة للاعبي الريان بالفوز على الغرافة، وانشغالهم بالاحتفال مع جماهيرهم بالفوز الحادي عشر على التوالي في الدوري هذا الموسم قام الحارس عمر باري حارس مرمى الريان بتصرف نبيل للغاية ينم عن الأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها، حيث ترك كل هذه الاحتفالات وتوجه إلى الممر المؤدي إلى غرف اللاعبين من أجل اللحاق بحارس مرمى الغرافة قاسم برهام، حيث صافحه بحرارة واحتضنه وكأنه يطلب منه عدم التأثر بتسببه في خسارة فريقه خاصة في الهدف الثاني الذي يتحمله برهان بكل تأكيد خاصة أن تسديدة ناتان كانت من منتصف الملعب تقريبا. وهذا التصرف من عمر باري يستحق عليه وسام الأخلاق الرياضية لأنه يعبر عن سلوكه الرياضي الرائع وأيضا شعوره بموقف زميله حارس الغرافة الذي يمر بفترة من عدم الثقة في النفس ولهذا يتعرض لانتقادات لم يتعرض لها طوال مشواره في الملاعب، ولكن تصرف باري مثالي بمعنى الكلمة ويؤكد أن العلاقات الطيبة بين اللاعبين أقوى من أي منافسة.