نظمت كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر المؤتمر الدولي الرابع للاستدامة (ISC2023) الذي جمع الباحثين والأكاديميين وصناع القرار وخبراء الأعمال لمناقشة أحدث الأبحاث والتقنيات لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالتنمية المستدامة. وخلال المؤتمر تم عرض التطورات العلمية في مجال التنمية المستدامة من خلال 4 جلسات اساسية تتمحور حول: تغير المناخ والاستدامة، الأمن الغذائي والمائي، الطاقة الحيوية والطاقة المتجددة وإدارة النفايات والاقتصاد الدائري. ستركز كل جلسة على الأساليب المستدامة المبتكرة للتغلب على استنفاد الموارد وفقدان التنوع البيولوجي وتقليل النفايات وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. ويهدف المؤتمر إلى توسيع نطاق تبادل الخبرات والتعرف على الحلول المبتكرة لتحقيق إدارة متكاملة للموارد المتاحة في سبيل تحقيق مفهوم التنمية المستدامة. وقالت الدكتورة فاطمة الكبيسي عميدة كلية الآداب والعلوم بالجامعة في كلمة خلال الافتتاح: إن هذا المؤتمر يمثل فرصة حقيقية وفاعلة لطرح ومناقشة آخر التطورات في مجالات البحث المتعلقة بمحاور «الغذاء والمياه» و «النفايات» و «الطاقات البديلة» و «التغيرات المناخية»، الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكدت التزام دولة قطر بتحقيق اهداف التنمية المستدامة منذ سنة 1971. ومنذ ذلك الوقت، أحرزت قطر تقدمًا كبيرًا في العديد من المجالات، وساهمت في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.

قام فريق بحثي في مركز المواد المتقدمة بالجامعة، بالاشتراك مع قسم الفيزياء في كلية الآداب والعلوم، بتطوير واختبار طبقة طلاء للعوازل الكهربائية التي تستخدم في خطوط الجهد العالي لنقل الكهرباء. وتمّ هذا المشروع بالتعاون البحثي بين جامعة تكساس في قطر وجامعة ووترلوو في كندا، وبتمويل من قبل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. يضم المشروع شركات من الجانب التطبيقي والصناعي للبحث كالمؤسسة العامة القطريّة للكهرباء والماء (كهرماء)، وشركة سي إس إل في كندا الرائدة في مجال تصنيع وتطوير هذه المنتجات حول العالم والمزوّدة لهذه المواد في منطقة الخليج العربي. وقام الفريق بالتركيز على تطوير الأداء الطويل الأجل للعوازل باستخدام مواد مستدامة ومحلية المصدر لاستخدامها في تطبيقات العوازل الكهربائيّة في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي. وأصبحت جامعة قطر تمتلك الآن وحدة لاختبار العوازل المصنّعة مسبقًا والمتواجدة في السوق، بالإضافة إلى العوازل التي يتم تطويرها في الجامعة باتّباع المعايير الصناعيّة العالميّة، حيث انّ لدولة قطر تجربة رائدة في استخدام العوازل المتاحة وإثبات نجاحها لأكثر من عقدين من الزمن. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ استخدام مطّاط السيليكون لصناعة الطلاءات الخاصة بالعوازل الكهربائيّة والمستخدمة على العوازل السيراميكيّة قد أثبتت نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، ولكنّ الاستخدام الطويل لهذه الطلاءات في الظروف الجوية والبيئية الصعبة كالرطوبة والأشعّة فوق البنفسجيّة والحرارة وقلة الأمطار قد يؤدي إلى فقد دائم لخاصّية مقاومة الماء مما يؤدي لتآكل الطلاء، وبالتالي حصول الانقطاعات في التيار الكهربائي والتي تؤثّر سلبًا على القطاعات الاستراتيجية كالصناعات البترولية والغاز وغيرها. وقام الفريق مؤخرًا بنشر عدة أوراق بحثية متخصصة في المجال في مجلات علمية مرموقة يصدرها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE، وهذا يعكس الجودة العلميّة العالية للبحث ونتائجه. كما قام الفريق بدراسة تأثير الوزن الجزيئي لبوليمر مطاط السيليكون وتأثيره على التآكل الحاصل بالنسبة للطلاءات المحضرة محليًا في جامعة قطر، بالإضافة إلى استخدام مواد محلية مستدامة وخضراء في تحضير الطلاءات والتي أعطت نتائج فعّالة، تعزيزًا لرؤية دولة قطر الوطنية 2030.

عقدت كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر الاجتماع السنوي الحادي عشر لجمعية كليات العلوم أعضاء اتحاد الجامعات العربية وعقد على هامش الاجتماع أولمبياد علوم الحياة. حضر الاجتماع عمداء كليات العلوم في الجامعات العربية منهم عميد كلية العلوم من جامعات البحرين، والكويت، والسلطان قابوس، وعدد من الجامعات السعودية، والأردنية، والمصرية، والسودانية، واللبنانية، والعراقية. كان على رأس الحضور د. هاشم أحمد السيد عميد كلية العلوم بجامعة البحرين وأمين عام الجمعية، أ. د. مصطفى البشير، الأمين العام المساعد باتحاد الجامعات العربية، أ.د عبد السلام غيث، مستشار ضبط الجودة والاعتماد باتحاد الجامعات العربية. رحب بالحضور أ. د. شيخة المسند، رئيس الجامعة، ود. مازن حسنة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، ود. إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم، ود. أحمد أحمدنا العميد المساعد لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا بالكلية. وبعد حفل الافتتاح قام العمداء بجولة لبعض المختبرات البحثية بكلية الآداب والعلوم التي لاقت استحسانهم من حيث التجهيزات المختبرية. في كلمتها الترحيبية بهذه المناسبة، قالت د. إيمان مصطفوي انه لا شك أننا نواجه مجموعةً من التحدياتِ فيما يتعلق بعمليةِ تحديث جَامِعَاتِنا ومعاهدِنا العلمية والارتقاءِ بمستوى جودةِ التعليم فيها وتطويره المستمر، وبقدر ما نُدْرِكَ صعوبةَ هذه التحدياتِ بقدر ما نَثِقُ في قُدرة نُخبتنا الأكاديميةِ على اخْتراقِهَا عبر خطواتِ الاتفاق على استراتيجيةٍ شاملة لضمانِ جودةِ البرامجِ الأكاديميةِ، وتعزيزِ الجهودِ لنقلِ جامعتنا أكاديمياً ومهنياً لمَصَاف الجامعاتِ ذاتِ الصيت الدولي. ونشر ثقافةِ الجودة بين أعضاء الجامعةِ وحَفزِهم على المشاركةِ في المؤتمراتِ وَوُرَشِ العملِ ووضع الخططِ الدقيقةِ للإشراف على تقييمِ الأداءِ وضمانِ الجودةِ في الوحدات الأكاديميةِ والإداريةِ، والحرصِ على استقطابِ الكفاءاتِ المتميزةِ في مجال الجودةِ والاعتمادِ الأكاديمي. وأشارت مصطفوي إلى أن مثل هذه اللقاءاتِ يُعَززُ الشراكةَ الفاعلةَ بينَ المؤسسات العلميةَ ويفتحُ المجالَ للتنسيقِ المشتركِ من أجلِ تبادلِ الآراءِ والمعلوماتِ سَبيلاً لفرضِ وُجودِنا في عالمٍ يشهدُ تنافسًا شَرِسًا وسِباقا مَحْمُوما نحو التميز في الجودةِ وَصِناعة المعرفة. وأضافت "إننا في كلية الآداب والعلوم وسعيًا منا لِمُسَايرة هذا السباق العلمي العالمي شرعنا منذ سنوات في انتهاجِ مقارباتٍ بحثيةٍ بينيةٍ غيرِ تقليدية تتكئ على وعيٍ بحتمية تجسيرِ المسافةِ المتوهمةِ بين التخصصات المختلفة في الكلية (التخصصات العلمية والتخصصات الأدبية) وذلك انطلاقًا من وَعيِنَا الراسخِ بأن المعرفةَ فضاءٌ متداخلُ الأبعادِ قائمٌ على التعاون بين التخصصات المختلفةِ عبر الدراسات البحثية ذاتِ الطابع البيني، فعلى سبيل المثال لا الحصر أُجْريت في كليتنا أبحاثٌ مشتركة بين الفيزياء وعلم المواد والتاريخ وعلم الآثار، وقد أفضت هذه المقارباتُ البحثيةُ البينيةُ إلى نتائجَ مبهرةٍ وواعدةٍ. وفي كلمته، وجه الدكتور هاشم السيد شكره لجامعة قطر على استضافتها لفعاليات الاجتماع ممثلة في رئيستها سعادة الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند كما أعرب د. هاشم عن تقديره لعميدة كلية الآداب والعلوم الدكتورة ايمان مصطفوي على جهودها المبذولة لتنظيم فعاليات الاجتماع ورحب بالمشاركين في الاجتماع والطلبة المشاركين في أولمبياد علوم الحياة. وبدأت أعمال الاجتماع بعقد المجلس العمومي للجمعية برئاسة الدكتورة إيمان مصطفوي عميدة كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر حيث تمت مناقشة عدة موضوعات هامة بعد التصديق على محضر الاجتماع العاشر الذي عقد في ضيافة جامعة السلطان قابوس العام الماضي كالتقرير الأدبي للجمعية واعتماده، وأعطى الدكتور هاشم السيد، الأمين العام للجمعية نبذة تعريفية عن الجمعية واستعرض من خلالها قائمة الاجتماعات والأنشطة المصاحبة التي عقدتها الجمعية منذ التأسيس إلى الاجتماع الحالي وتابع توصيات واقتراحات الاجتماع العاشر للجمعية. كما تم إقرار العضوية لعدد من الجامعات مثل: كلية العلوم بجامعة الحسين بن طلال وكلية العلوم بجامعة آل البيت في الأردن، وكلية العلوم بجامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكلية العلوم التطبيقية بجامعة حجة في اليمن، وكلية العلوم، ينبع بجامعة طيبة بالسعودية. وتضمنت الجلسة الختامية عدة توصيات ومقترحات أهمها تفعيل التعاون بين الدول العربية في مجال البحوث البينية، وضرورة وجود دور فعال للجمعية بحيث تكون بمثابة بيت خبرة واستشارة لتقديم خدماتها للمجتمع، بالإضافة إلى تكوين هيئة استشارية للجمعية تقدم خدماتها للشركات للمساهمة في زيادة دخل الجمعية، والاهتمام بخريجي كليات العلوم، وتوفير التدريب الميداني للطلبة لتكون بمثابة الجسر الذي يساعد على انخراطهم في سوق العمل، وتكريم أفضل بحث من مقدم من كليات العلوم. كما تحدد مكان الاجتماع الثاني عشر والذي سيكون في ضيافة جامعة فيلادلفيا بالأردن. وتم إعلان الفائزين في مسابقة أولمبياد علوم الحياة حيث فاز الطلبة: نهاد المحروقي من جامعة السلطان قابوس، وحيدر نصيف جاسم من جامعة بغداد، وشازية محمد بيبي من جامعة قطر بالمركز الأول، وفازت بالمركز الثاني: الطالبة سميرة شناواز شيخ — جامعة قطر، أما المركز الثالث فقد فازت به الطالبة آلاء فحماوى — جامعة اليرموك — الأردن. وفي ختام الاجتماع تم توزيع الدروع على الطلبة الفائزين وشهادات حضور على المشاركين في ورشة العمل كما تم تقديم الدروع التذكارية إلى عميدة كلية الآداب والعلوم تكريماً لها ولكلية الآداب والعلوم لاستضافتهم الاجتماع.