رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
مؤتمر السياسة العالمية: زلزال أوروبي بعد خروج بريطانيا وانتخاب ترامب

واصل مؤتمر السياسة العالمية التاسع جلساته بالدوحة اليوم بعقد جلسة حملت عنوان "الاتحاد الأوروبي: ماذا بعد؟". وأوضح المشاركون في الندوة أن خروج بريطانيا من الاتحاد وانتخاب ترامب أحدث زلزالا في أوروبا. في البداية ، أكد ريتشارد تشارنيسكي، نائب رئيس البرلمان الأوروبي، أن أوروبا الآن في موقع لم تشهد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يكن هناك هذا القدر من الأزمات الخارجية التي تواجهها أوروبا. وأضاف بأن الاضطرابات بدأت تكثر، وتوسعت ميادين النزاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وازدادت تعقيدا، ويبدو أنها ستطول ولن تنتهي في القريب العاجل، مقابل نشاط عسكري روسي في سوريا، إلى حد ارتكاب جرائم حرب. وأشار إلى أن أوروبا تتغير جغرافيا، حيث نرى تنقل الأزمات، وتداعياتها تتسلل إلى أوروبا، وسياساتنا الخارجية لا يمكن فصلها عن الأزمات الحاصة عبر العالم، فباتت تهدد الاستقرار في المجتمعات الأوروبية. فلم نعد نواجه مشاكل بين البلدان، بل مشاكل خارجية". وعن مستقبل العلاقات الأوروبية الأميركية، قال ريتشارد: "لدينا رئيس جديد في الولايات المتحدة، ولأول مرة منذ 100 سنة، لا أحد يعلم ما هي السياسة الخارجية المتوقعة للولايات المتحدة. وعندما تحدث الرئيس ترامب عن النيتو، لم يعره كثيرون الاهتمام، لكن اليوم، هناك عدم يقين في السياسة الخارجية الأميركية سيزيد من المخاطر على الاتحاد الأوروبي". واعتبر ريتشارد أن "الاتحاد الأوروبي في أسوء عهد له منذ اتفاقية روما، واليوم نواجه أزمات ذهنية وثقافة سياسية، وبروز أنانية لكل دولة أوروبية، وهذا يضعف أوروبا، إلى جانب عدم كفاية التوصيف التي نحن عليها الآن، والوضع معقد". حلول ممكنة وعن الحلول الممكنة لمصلحة أوربا، قال ريتشارد إن هناك افتراضان، افتراض الأول أنه في ظل هذا العالم المعولم أكثر فأكثر، ومن دون تطوير نظام عالمي، فالغرب كمفهوم سياسي هو واقع ضروري. والمفهوم الغربي للسياسات التي يتضمن مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها، إما أن يتم تعزيز هذه المفاهيم أو ستضمحل. ونوّه ريتشارد إلى أن "تخطي الانقاسامات داخل أوروبا، يتطلب بناء سياسة موحدة في قضايا المهاجرين، والاقتصاد والتقشف، وروسيا. وفي هذه القضايا الثلاث، لا بد من موقف جديد يقدم الحلول للجميع". وبشأن مستقبل العلاقات الأوروبية الأميركية بعد انتخاب ترامب، قال ريتشارد: "الولايات المتحدة لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للغرب، وربما يتوقع البعض انسحابها، ولا بد لأوروبا أن تبرز في هذه الحالة. لكن بالنظر لقوتها العسكرية، فلا غنى لأوربا عن الولايات المتحدة". وبرأي المسؤول الألماني، فإنه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي التقدم في مجال السياسة الخارجية، لأنه حتى لو كان كلينتون هي الفائزة بانتخابات الرئاسة الأميركية، كانت لتجبر على التركيز على التحديات الداخلية، وأي رئيس حالي أو مستقبلي في الولايات المتحدة سيتعين عليه العمل وفق خطة داخلية. وعلينا في أوروبا أن نقبل الواقع أننا لم نعد في عالم الحرب الباردة، حيث كانت المظلة الأمنية للولايات المتحدة، ولا بد من التصدي لكافة المسائل الأمنية التي نواجهها". التعاون مع أميركا وعن التعاون مع الرئيس المنتخب ترامب، قال: ألمانيا يجب أن تساهم أكثر لضمان السلام العالمي. استفذنا من الحماية الأميركية خلال الحرب الباردة، واليوم الوضع الجيوسياسي تغير، ومن الواجب على أن ألمانيا أن تساهم وقد قررت أن تساهم بنسبة 2 % من الناتج المحلي لدعم النيتو، ونضاعف مسؤولياتنا ضمن النيتو. وسنقوم بذلك بطريقة فعالة، إن قمنا بتوحيد القدرات الأوروبية، فليس منطقيا أن تقوم كل دولة بتعزيز إسهاماتها في النيتو، والمنطق أن نقوم بتجميع مواردنا وليس تعزيزها فقط. وعن ارتباط مستقبل أوروبا بروسيا، قال: روسيا هي القضية الأولى والأهم للسياسة الخارجية الأوروبية. بوتين يصنع شعبيته من سياسته العدائية للخارج، من خلال قلب المزاج العام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وشعور الرأي العام بالذل بسبب غروباتشوف ويلتسين، واليوم يشعرون أن روسيا عادت إلى الساحة الدولية، ولا يمكن حل أي أزمة دون مساهمتها، وهذا أساس تدخل بوتين في سوريا". صدمة الخروج من جانبها، أكدت إليزابيت غيغو، عضو البرلمان الأوروبي، ورئيس مفوضية العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان صدمة للأوروبيين، لكن هناك فرصة لتعزيز أوروبا، شرط أن يتحلى الزعماء بالإرادة والشجاعة. وقالت: "لا بد من احترام تصويت البريطانيين، رغم أننا نأسف لذلك. ومن أرادوا الخروج لبريطانيا لم يتحلوا بمسؤولياتهم، لكن لا بد من التعجيل بالمفاوضات لانسحاب بريطانيا، ولا بد من التقيد بمبادئ الاتحاد الأوربي، من سوق موحدة، وحرية التنقل، وباقي الحريات. وعدم التخلي عن خصوصيات الاتحاد الأوروبي". وشددت بقولها: على البريطانيين أن يقرروا إن اردوا الوصول إلى السوق الموحدة، فلا بد من القبول ببعض القواعد، وأعتقد أن بريطانيا ستعزز تعاونها الاقليمي في الدفاع، وقضية المهاجرين، ووضع المواطنين البريطانيين والفرنسيين في المملكة". الحليف المهم وعن مستقبل التعاون الأوروبي الأميركي، على ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، قالت إليزابيث: "أميركا حليف لنا، ولا بد أن نعمل مع ترامب. لدينا روابط اقتصادية وأمنية، بشأن أفريقيا والشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب، وكافة المسائل التي نرغب معرفة ما يعول الرئيس ترامب القيام به بشأنها. كما لدينا مخاوف بشأن المناخ، وهي مخاوف لمستها على لسان وزير الخارجية الحالي جون كيري نفسه في قمة المناخ بالمغرب". واستطردت تقول: "لا بد من مناقشة هذه المسائل مع ترامب، بما في ذلك مصير الاتفاق النووي، وسياسة الولايات المتحدة اتجاه روسيا والصين، خاصة قضية بحر الصين. خلال الحملة الانتخابية سمعنا أمورا مقلقة". ورأت أن انتخاب ترامب وانسحاب بريطانيا سيدفعان الأوربيين نحو تعزيز التعاون. نحن لا نتوقع تعاونا في كل المسائل، لكن على الأقل المسائل التي تطرح تحديات عابرة للحدود، وآن الأوان لأوروبا أن يكون لها سياسة خارجية موحدة، بعد تعزيز السياسة الداخلية، ونجاح الوحدة النقدية. نحن بحاجة اليوم لسياسة خارجية في مكافحة الإرهاب، والهجرة، والتعاطي مع جيراننا من الدول، ولا خيار أمامنا غير الوحدة". الانعزال ليس حلا وردا عن سؤال حول ما إذا كان خروج بريطانيا سيعزز وحدة أوروبا، قالت: آمل أن يمثل ذلك يقظة للأوروبيين، لكن يعتمد ذلك على إرادة الزعماء السياسيين، وقدرتهم بأن يفسروا للشعب الأوروبي أن الانعزال وبناء الجدران ليس حلا، ولدينا تحديات عابرة للحدود الوطنية، تتطلب الاتفاق والتعاون معا في عالم معولم، فيه الكثير من انعدام الاستقرار المتزايد. والحل الوحيد للأوروبيين هو التعاون، لأن الأوروبيين يخافون من العالم الخارجي، ولا بد أن نفهم أن الحل الوحيد يكمن في التعاون، فآمل ذلك، لكني لست واثقة". وتابعت تقول: "أمام ألمانيا مسار طويل، في السياسة الداخلية والخارجية، ولا حل آخر سوى العمل بطريقة اكثر تجانسا بين ألمانيا وفرنسا، وحين نضيف قوة المانيا والتأثير السياسي لفرنسا نخرج بعنصر مؤثر". وبشأن التحديات التي تواجهها أوروبا في مكافحة الإرهاب، قال إليزابيث إن "الموقف الأوروبي في أفريقيا ودول الصحراء أساسي لمكافحة الإرهاب، وبما أن هذه المسائل لها علاقة بالذاكرة الاستعمارية، فما من خيار أمامنا كأوروبيين سوى الاهتمام بأفريقيا، ليس بروح استعمارية، بل المساعدة على الاستثمار. وهناك دول مثل قطر بدأت فعلا في مجال الاستثمار في أفريقيا لخلق الوظائف لهؤلاء الشباب العاطلين في أفريقيا". الهجرة وعن المطالب بتقييد حركة الهجرة إلى أوروبا، قالت: "إن شئنا تعزيز أمن الحدود، وهذا أمر ضروري، فيجب أن نجد قنوات قانونية لتعزيز الحركة، حتى لا تتحول أووربا إلى قلعة تحميها جدران من الخارج ضد الجيران، ووقتها لن تبقى أوروبا كما عهدناها". وحول دعوة ترامب الأوروبيين للمساهمة أكثر في حلف الناتو، مقابل الاستفاذة من الحماية الأميركى، قالت "بالنسبة لفرنسا، فالرئيس هولاند التزم بالوصول إلى المساهمة بنسبة 2 % لدعم النيتو، مع تنامي التهديدات، وسنرى ما سيحدث بعد الانتخابات الفرنسية، رغم أننا لم نف بالتزاماتنا". ونوّهت إلى أن أوروبا أمامها تحديان:"أن تعمل على استقلالنا الاستراتيجي في مجال التكنولوجيا، وندعو المؤسسات الأوروبية للاستثمار في التكنولوجيا المدنية والعسكرية، بتصويت من البرلمان الأوروبي. والتحدي الثاني هو الاستقلال الاقتصادي لمنظومتنا الدفاعية، وإلا سنبقى نعول على الولايات المتحدة على وجه الخصوص، لأنه يمكن أن لا نشاطر أميركا أهداف سياساتها الخارجية، خاصة في عهد ترامب

394

| 21 نوفمبر 2016

اقتصاد alsharq
ورشة الاقتصاد والتمويل: الاقتصاد العالمي مبهم مع ترامب

عقد مؤتمر السياسة العالمية ورشة عمل مساء اليوم بعنوان "الاقتصاد والتمويل"، تحدث فيه العديد من الاقتصاديين وخبراء المال والأعمال. وأجمع المشاركون أن الاقتصاد العالمي غير واضح بعد فوز ترمب، نظرا لأنه سيفرض سياسة حمائية، وسيخفض الضرائب، وهو ما سينعكس بالسلب على الكثير من الاقتصاديات في آسيا وأوروبا. وقال جان كلود تريشيه، الرئيس السابق للبنك اوروبا المركزي، إن الازمة الاقتصادية في 2008 عصفت بالاقتصادات المتقدمة في الوقت الذي سلكت فيه الاقتصادات الناشئة مسلكاً حميدا. وأضاف بأن الازمة الاقتصادية الكارثية التي عصفت بالعالم لا تقارن بالسبعين سنة الماضية ويمكن ان يعود بنا الوضع الي الحرب العالمية الاولي والكساد الاقتصادي الكبير عام 1930 ، مشيرا إلى أن البنوك المركزية والحكومات تدخلت وضخت الاموال في الاسواق وفي هذه الفترة كان الامر درامياً وما حصل ان القطاع الخاص والسلطات اتخذت اجراءات وقرارات جريئة لتدارك الازمة. وأوضح أن السياسات النقدية للمصارف المركزية التي كانت قد احتوت القضية لم تبلي بلاء حسناً، فلم تنمو الاقتصادات كما ينبغي، ولم يتعزز القطاع المالي الذي لايزال بعيدا في ذيل القاطرة ، منوها إلى أن المشكلة الحقيقية ان الاقتصادات المتقدمة كان اسواء مما توقعناه. من جانبه، قال جوون ليبسكي، كبير الباحثين في معهد السياسة الخارجية في جامعة جونز هوبكنز، النائب الاول السابق لمدير عام صندوق النقد الدول، إن مؤتمر قمة العشرين الكبار وضع اهداف للاجراءات المتخذة من أجل استعادة الاقتصاد العالمي وتعزيز الشق المالي ودرء الحمائية ومحاولة تعزيز ما يسمي بالمؤسسات المالية العالمية. وقال إن العام الحالي بلع النمو العالمي 3.1 % ، ومن المنتظر أن يصل إلى 3.4% السنة القادمة للاقتصادات المتقدمة وهذا افضل بعض الشىء، متوقعا أن يتحسن الأداء الأمريكي ، بينما يتباطىء الأوروبي، ورغم ذلك فان النمو لا يزال اقل من المعدل الذي امتدت للثلاثين سنة الماضية في الاقتصادات المتقدمة. وأشار إلى أن نمو الاقتصادات الناشئة في المستقبل يعني ان هناك بالفعل معدل نمو مميز خلال 30 سنة، مضيفاً أن المشكلة الاسياسية هي التي ذكرها تقرير صندوق النقد الدولي والمتمثلة في ضعف الطلب وهذا غير مرتبط بانفاق المستهلكين ، لأن انفاق المستهلكين مرتبط بالاستثمار في القطاع المالي. بدوره، قال هور كيونغ ووك، كبير مستشاري باي كيم اند لي، نائب وزير سابق للاستراتيجية والمالية، سفير كوريا السابق لدي منظمة التعاون والتنمية، إن البلدان الاسيوية شأنها مثل أي دول اخري تضررت بسبب الافعال والاجراءات التي تخذت بعد الازمة الاقتصادية كما أن فوز ترمب افضي الي عدم اليقين نظرا لأنه سيفرض سياسة حمائية ، علاوة على تخفيض الضرائب وهذا يمكن أن ينفث السموم في الاسواق الاسيوية التي تعتمد علي التجارة قبل كل شيء. أما كيوتو ايدو، نائب رئيس مجلس ادارة معهد الدراسات الاقتصادية الدولية في اليابان، فقد قال ان الاصلاحات الاقتصادية في بلاده أخذت وقتاً بالتالي حاولت ان تنتظر نجاعة السياسات النقدية والمالية، وهذه الاستراتيجية خفضت من اسعار الفائدة وعززت من تخفيض قيمة الين ، ما أثر في قطاع التصدير ولكن خلال تلك الفترة ورغم ارتفاع الاستثمارات المحلية التي جاءت نتيجة لاسعار الفائدة الا ان وقعها علي الاستهلاك كان في حدها الادني بطبيعة عدم اليقين السائدة.

423

| 21 نوفمبر 2016