رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
الأديب السوري "العثمان": الثورة خلقت رؤى جديدة للكتاب السوريين

في عمل أدبي يعد من أروع نتاجات أدب الثورة، تحمل حروفه البشرى والأمل والرؤية الصادقة التي تستشرف المستقبل وتحلم بالتغيير والعبور إلى غد تزهر فيه قيم الحرية والعدالة والكرامة في المجتمع. يحكي الناقد والأديب السوري محمد العثمان في باكورة أعماله الروائية (حربلك) الصادرة عن (دار فضاءات) بعمّان عن النكبة السورية المريرة ونزيفها المستمر، محاولاً الغوص في أعماق المجتمع السوري ويسبر أغوار علاقاته، بحيادية وموضوعية تامة عبر أحداث مثيرة ومتصاعدة تبدأ بانقلاب البعث في مارس عام 1963 وصولا إلى اندلاع الثورة السورية في ذات الشهر من العام 2011. العمل يعبر بوعي أدبي عميق ومن خلال أبطال القصة أن مستقبل بلاده لابد أن يعود مشرقاً، رغم كل الخراب والدمار وشلال الدماء المتدفق منذ أكثر من خمس سنوات، فقد أبقى النهاية مفتوحة تنبض بالأمل، متسلحاً بالمصداقية التي جعلت من عمله الإبداعي المدهش، يحتل موقع الصدارة في أدب الثورة والذي أعاد الألق للرواية السورية. ويعرّف العثمان روايته (حربلك) بأنها سيرة الألم والاستبداد الذي وقع على الشعب السوري؛ تحاول أن تقول حقيقة الثورة ما حصل وقتها من أكثر من زاوية، تحاكي الحرمان والقمع مع الاستخدام المفرط للقوة، تحاول أن تدخل إلى بنية المجتمع السوري وعمق علاقاته، مع تعرية بعض العلاقات المزيفة القائم عليها هذا المجتمع. الرواية حاولت أن تحاكي آلام السوريين وأحلامهم، فمرّت على ظروف معيشته ضمن هذه الظروف الاستبدادية. ولأن بساطة الناس وطيبة قلب هذا الشعب ساعدت كثيراً هذا النظام الشمولي على تحويل البلد إلى مزرعة، كان للرواية أكثر من صوت فعّالٍ يَحْكي عن مشروعية الطرفين وقناعتهم بتأيد النظام أو معارضته. ويؤكد أن الثورة السورية التي ألهمت الكير من الأدباء شعرا ونثرا ، قد أعادت الألق للرواية السورية، مشيرا إلى أن كلمة الحرية ساهمت في ابتكار أبجدية باكورته الأدبية حيث يقول: "الرواية السورية حاضرة بقوة على الساحة العربية منذ عقود، فروايات الروائي الكبير حنا مينا تعدُّ من أهم ما كتب عن مغامرات البحر .. وأيضا حيدر حيدر وخيري الذهبي وغادة السمان ونبيل سليمان، والروائيان فواز حداد و خالد خليفة اللذان كتبا عدداً من الروايات قبل الثورة عن استبداد هذا النظام. حضارة سورية يرى العثمان أن مستقبل سوريا لابد أن يعود مشرقا ولو بعد حين، فالإنسان السوري صاحب حضارة عمرها آلاف السنين، وقد مرّت عليه محنٌ وكوارث كثيرة، لكنه تخطها، وعاد بشكلٍ طبيعيّ إلى ممارسة دوره الحضاري الفعال، لذلك بقيت الشخصية الطموحة (دانيال) لتوثق بوجودها المعتدل للمرحلة الجديدة، ظل دانيال على قيد الحياة ممثلا دور المتعقّل والطموح الساعي نحو التغيير، واستيعاب الآخر مهما اختلف معك.

1064

| 02 سبتمبر 2016