أطلق مركز قطر للتراث والهوية اليوم باكورة فعاليات مشروعه الذي يستهدف المدارس العربية والأجنبية في الدولة لتعريفهم بالتراث والهوية القطرية من خلال مشروع "جود وسعود"، والذي يأتي تحت شعار "تراثي فخري.. هويتي اعتزازي"، ويستمر حتى منتصف مارس المقبل، بمشاركة 100 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية. ويهدف المشروع إلى تعريف طلاب المدارس بالتراث القطري وتعزيز الهوية الوطنية لديهم من خلال "جود وسعود" وهما عبارة عن شخصيات كرتونية محلية ثلاثية الأبعاد نابعة من الثقافة القطرية تسعى إلى إبراز هوية الدولة من خلال الطفل القطري، وعلى وجه التحديد كتراث وهوية وثقافة تفتخر بها الاجيال من خلال أشكال إبداعية مبتكرة وخارجة عن المألوف. حضر حفل الافتتاح الدكتور خالد يوسف الملا مدير عام مركز قطر للتراث والشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني مديرة إدارة التراث والهوية، وأكدت السيدة ندى المصلح مقدمة البرنامج أن مشروع "جود وسعود" يسعى المركز من خلاله إلى أن يكون رمزا يمثل قطر كهوية وثقافة وتراث من خلال منصة شاملة للطفل، فيها روح المتعة والفكاهة والمغامرة في حين يتم تعريف الصغار من القطريين والوافدين بتراثهم وهويتهم بطريقة محببة ومشوقه. ولفتت إلى أن المركز يهدف إلى أن يكون مركزاً وطنياً رائداً في رؤاه وأهدافه التي تسمو إلى كونه مؤسسة وطنية تعمل على حفظ وتفعيل التراث والهوية القطرية، إلى جانب خلق جسر للتواصل الإيجابي ما بين الهوية القطرية والهويات التراثية الأخرى المتنوعة.

أقام مركز قطر للتراث والهوية الليلة حفل تكريم لرواد التراث من الباحثين والمبدعين ورعاة التراث في دولة قطر ودول الخليج العربية على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا. وشملت قائمة المكرمين شخصيات قطرية بارزة في مجال التراث منهم سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني مؤسس متحف الشيخ فيصل، والموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر العبيدان، والكاتب الراحل محمد بن جاسم الخليفي، والكاتب ناصر محمد العثمان، والسيد أحمد راشد المسند، وعدد كبير من الباحثين والباحثات والمهتمين في مجال التراث في دولة قطر ، كما شملت القائمة خمسة من رموز التراث في مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومن جانبه، أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني مؤسس متحف الشيخ فيصل ،في كلمة نيابة عن المكرمين في دولة قطر خلال حفل التكريم، اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بالتراث وربطه بالحاضر، حيث عملت الدولة على الاهتمام بالموروث القطري من خلال تجديد سوق واقف وغيره من المشاريع التي أبرزت التراث القطري، كما عملت الدولة على تشجيع الهوايات والرياضات المتعلقة بالتراث القطري والذي يعد جزءا من التراث الخليجي. وبدوره، أكد السيد عبدالعزيز عبدالرحمن المسلم مستشار ثقافي في دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة ،في كلمة مماثلة نيابة عن المكرمين الخليجيين، أهمية التمسك بالهوية في ظل ثورة الاتصالات الهائلة والمخاطر التي تهدد ثقافة الشعوب العربية والخليجية، موجها الشكر لمركز قطر للتراث والهوية على اهتمامه ودعمه للعاملين في مجال التراث في قطر والخليج العربي. ومن جهته، قال الدكتور خالد يوسف الملا مدير مركز قطر للتراث والهوية إن التكريم يأتي وفاء لأهل العطاء والرواد في مجال التراث والهوية وعرفاناً بالجهود المبذولة لصون تراثنا وحماية هويتنا، داعيا إلى حفظ وصون الهوية وتعزيزها وتوثيقها. وأوضح الملا أن المركز يعمل على طرح الأفكار المبتكرة المستلهمة من التراث وربطها بمختلف مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، وذلك للمحافظة على المجتمع وعاداته وتقاليده أمام غزو الثقافات الوافدة إلينا مع الانفتاح الهائل الذي تشهده دولنا.

يفتتح صباح غداً معرض الصور الخاصة بمسابقة هويتي بعدستي٣ والتي ينظمها مركز قطر للتراث والهوية للعام الثالث على التوالي بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ممثلة في مركز الهوايات -قسم التصوير الضوئي. وسيقام المعرض في المبنى ١٨ جاليري٢ بالحي الثقافي "كتارا" ويضم أعمالا مميزة مختارة من اكثر من ٥٠٠ صورة تقدم بها للمسابقة عن الاسماء لتكريمهم في احتفالية خاصة تقام للفائزين ولجنة التحكيم في مقر مركز قطر للتراث والهوية.

أنهى مركز قطر للتراث والهوية مشاركته الناجحة والفاعلة في الاحتفال باليوم الوطني للدولة على كورنيش الحي الثقافي كتارا بعد يومين من تقديم العروض والفقرات التراثية التي تحفظ للاجيال هويتهم الوطنية والسعي الحثيث للحفاظ عليها في عصر الانفتاح وهوما يعكس لقطر الصورة الحضارية في بعديها الثقافي والانساني، ومن خلال المشاركة ضمن كوكبة من الجهات التي اقامت فعالياتها مع كتارا وشاركتها في هذه الاحتفالات التي لاقت الاستحسان والرضا من الجمهور الذي ملأ جنبات الحي الثقافي وقاعاته لمتابعة هذه الفعاليات. وقام مركز قطر للتراث والهوية بعرض اكثر من 50 صورة مميزة تتحدث جميعها عن هوية قطر وتراثها في اروقة الحي الثقافي كتارا ضمن مشاركتها الفاعلة في احتفالات اليوم الوطني حيث شكلت هذه الصور نتاج اعمال الفائزين والمشاركين في مسابقة هويتي بعدستي للاعوام الثلاثة الماضية من اجل حث هواة التصوير الضوئي على الاهتمام بمثل هذه الصور التي تحفظ لنا الموروث الشعبي وتبين من خلال عدساتهم الهوية القطرية. وفي هذا الإطار قالت الشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني، مدير ادارة التراث والهوية بمركز قطر للتراث والهوية، ان المركز يعمل على حفظ وتفعيل التراث والهوية وتمكينه واستثماره وتعزيز الولاء والانتماء عند الابناء والاجيال المقبله ولذلك قام بالتركيز خلال فعالياته وبرنامج انشطته التي استمرت على مدى يومين تقديم كل ما له علاقة بالتراث والهوية وجذب الجمهور خاصة شريحة الاطفال الى الفقرات التي لم يسبق لهم ان شاهدوها مثل المسابقات التراثية التي تعني بتذكير الصغار بمناطق قطر وبعض المسميات القديمة وتشجيعهم على الاستماع لما يقدم لهم والحفظ والاجابة والفوز بالجوائز السخية التي قدمت للصغار لاسعادهم في اليوم الوطني وللتاكيد على ضرورة قربهم والتصاقهم بكل ما يخص تراثهم وهويتهم. وأضافت: "في قطر كما هو الحال في دول الخليج العربية وبسبب الطفرة الاقتصادية ومشاريع البناء والنهضة بتنا نعاني من خلل واضح في التركيبة السكانية بوجود ما يقارب من 200جنسية من دول العالم يقيمون معنا وينقلون لنا هويتهم وهو ما يجعلنا نعمل على ان نتمسك ونحافظ على هويتنا قبل ان نتاثر بهم وبهوياتهم المستوردة، وعلينا ان نعرف كيف يمكن ان نستثمر هذه الجنسيات في خلق سفراء حقيقيين ينقلون هويتنا الى بلدانهم ومجتمعاتهم ويكونون سفراء لنا في الخارج بعد ان كان العكس هو الصحيح لاننا تاثرنا كثيرا بتلك الهويات ونقلناها الى مجتمعنا دون قصد او تعمد وبلا وعي وبما يشكله ذلك من طمس حقيقي لهويتنا الوطنية في عصر باتت في الهوية من اهم الحروب والمنافسات".

ينظم مركز قطر للتراث والهوية احتفالا باليوم الوطني للبلاد فعاليات تنطلق بعد غد الخميس في جناح المركز على كورنيش كتارا وتستمر على مدار يومين. ويبدأ برنامج مركز قطر للتراث والهوية من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء ويشتمل على فعاليات ثقافية وفنية وتراثية تعرف بثراء التراث القطري والهوية الوطنية للدولة من جهة، وتنشر البهجة والفرح بالمناسبة الوطنية ذات المكانة الخاصة في قلب كل مواطن ومقيم على أرض قطر من جهة أخرى. كما تتضمن هذه الفعاليات دق الحب وفن المراداه والألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديما سواء من الأولاد أو البنات في الماضي وكذلك مسابقة وطني هويتي وفقرة الحزاوي من خلال أحد المختصين في سرد القصص القديمة التي تتحدث عن ماضي الأباء والأجداد، وركن للضيافة القطرية على الطريقة الشعبية التقليدية ومسابقة للأطفال تحت مسمى "هويتي في رؤية 2030" وركن خاص بمعروضات تحكي تاريخ البر والبحر وكيف كانت حياة القطريين في الماضي، إضافة إلى ممر تم تصميمه بشكل مبتكر وهو عبارة عن نفق الشاشات التي تعرض أفلام وثائقية تعبر عن حقبات مختلفة من تاريخ قطر مثل ما قبل وبعد اكتشاف النفط والألعاب الشعبية ورحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ وركن الذهب والمجوهرات والحلي التي كانت تتزين بها المرأة القطرية قديما ومشاهد من رحلات الصيد والقنص بالصقور. وبهذه المناسبة، أكد الدكتور خالد يوسف الملا مدير عام مركز قطر للتراث والهوية أن المركز حريص على أن يكون في مقدمة الجهات التي تستقطب الجمهور خلال احتفالات البلاد باليوم الوطني، خاصة أننا نستعد منذ فترة طويلة كي نكون على مستوى هذا الحدث الهام والذكرى السنوية حيث تشمل احتفالاتنا هذا العام على الكثير من الفقرات الفنية والتراثية مع التركيز على تأصيل وترسيخ الهوية عند الصغار من خلال مسابقات وبرامج ومشاهد تمثيلية وقصص وحكايات تقدم لهم إضافة إلى اهتمامنا بالموروث الفني القطري إلى جانب المعارض التعريفية والتثقيفية والضيافة العربية الأصيلة. وأضاف الدكتور خالد الملا في تصريح له اليوم أن المركز عضوا في اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني الذي تنظمه مؤسسة الحي الثقافي كتارا وهذه العضوية تحملنا مسؤولية مضاعفة كون الحي الثقافي بات من أفضل المؤسسات في قطر التي تنظم مختلف الفعاليات وبدرجة عالية من العمل الاحترافي وهو ما يجعلنا دائما نعمل على الارتقاء بمشاركاتنا معهم إلى هذا المستوى المتميز من جودة التنظيم ودقة العمل. وأضاف أن مركز قطر للتراث والهوية يهدف إلى حفظ وتفعيل التراث والهوية وتمكينه واستثماره وتعزيز الولاء والانتماء، مشيرا إلى أن فعاليات المركز المتنوعة خلال اليوم الوطني سوف تكون من خلال هذا المرتكز، وذلك لإضفاء هويتنا الوطنية على الاحتفالية.