شهدت المنطقة الجنوبية تنظيم مسابقة قرآنية خاصة لموظفات المدارس بعنوان «الزهراوين»، استهدفت حفظ سورتي البقرة وآل عمران، وذلك بدعم كريم من الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، وبمشاركة واسعة من 64 موظفة من 10 مدارس. وأكدت السيدة مريم سبت جاسم بوجسوم، مديرة روضة ومدرسة السلام الابتدائية للبنات، أن فكرة تنظيم المسابقة جاءت من ملاحظة أن فئة الموظفات غالبًا ما تُستثنى من البرامج القرآنية رغم دورها الكبير في البيئة التعليمية، مشيرة إلى أن العديد منهن لديهن حفظ مسبق لأجزاء من القرآن وأبدين رغبة قوية في المشاركة، وأضافت أن اختيار سورتي البقرة وآل عمران تحديدًا جاء لكونهما «الزهراوين» وما لهما من فضل عظيم، ولأنهما تمثلان اختبارًا حقيقيًا لمستوى الحفظ والتدبر. المسابقة التي استضافتها مدرسة وروضة السلام الابتدائية للبنات، شهدت مشاركة مدارس عدة من أبرزها: أبي أيوب الأنصاري، الوكير الثانوية للبنات، رابعة الثانوية للبنات، سعود بن عبد الرحمن النموذجية، سودة الإعدادية، الهداية لذوي الاحتياجات الخاصة، الإيمان الثانوية، الشروق النموذجية، والخنساء الابتدائية. ووصفت بوجسوم أجواء التنافس بأنها راقية ومفعمة بالروح الإيمانية، حيث تحدت الموظفات أنفسهن وتمكنت بعضهن من حفظ السورتين كاملتين أو إحداهما في وقت قياسي، مؤكدة أن ذلك يعكس حرصهن على أن يكنّ قدوة للطالبات في الالتزام بالقرآن الكريم. تمت عملية التقييم بواسطة لجنة مكوّنة من 5 محكمات من إدارة الدعوة والإرشاد الديني، وفق نموذج موحد شمل الحفظ والتجويد وجودة التلاوة والالتزام بالأحكام، مع استخدام نظام إلكتروني للرصد والتدقيق ساعد على سرعة إعلان النتائج. وأسفرت النتائج عن تكريم 37 موظفة من أصل 64 مشاركة، حيث حصلت الفائزات بالمركز الأول في حفظ الزهراوين بدرجة امتياز كاملة (100/‏100) على جائزة مالية قدرها 5000 ريال، فيما نالت الحافظات لسورة البقرة فقط بدرجة امتياز جائزة قدرها 4000 ريال، إضافة إلى جوائز أخرى بقيمة 1000 ريال للمتميزات بدرجات 90 فأعلى، إلى جانب شهادات تقدير لجميع المكرمات. وأشادت بوجسوم بدور الإدارة العامة للأوقاف في إنجاح المسابقة، مؤكدة أن دعمها لم يقتصر على الجانب المالي، بل شمل الحضور المعنوي والمؤسسي وتوفير الخبرة والاستمرارية، مما أسهم في تقديم نسخة راقية بكل المقاييس. ووجهت الشكر للواقفين على المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، معتبرة أن دعمهم جعل من هذه المبادرة «صدقة جارية» حقيقية تمتد آثارها عبر الأجيال، وتثبت أن الوقف رسالة مستمرة وليست مجرد صدقات محدودة الأثر.

أكد أساتذة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، على أهمية فضل شهر رمضان المبارك وأثره الروحي على الفرد والمجتمع الإسلامي. وتناولوا فضائل الشهر الكريم وكيفية التحضير له وأهم الأنشطة والفعاليات التي ستنظمها الكلية خلال الشهر. وقال د. محمد عبدالرشيد صوفي، محاضر في قسم القرآن والسنة: «إن من تعظيم شعائر الله وحسن استقبال مواسم الخير؛ الاستعداد لها والشوق إليها، وعلى ذلك كان السلف رحمهم الله، فكانوا يسألون الله بلوغ رمضان قبله بستة أشهر، تعظيمًا له ولما فيه من خير، وما كان صيامهم وقيامهم في غير رمضان إلا استعداداً ودُربة له. والمؤمن يستعد لرمضان بمدارسة أحكام الصيام، والقراءة في فضائله، وسماع المواعظ التي تُحيي في القلب الشوق إلى الضيف الكريم، وكذلك بصيام ما استطاع من شعبان، وقيام ما تيسر له من الليالي، والالتزام بورد قرآني، فهذه الأعمال الصالحة، تهيئ المؤمن لاستقبال رمضان على حال يحبها الله ويرضاها». مسابقات دينية من جانبه، أشار الدكتور محمد أحمين، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، إلى أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية تنظم أربع مسابقات دينية خلال الشهر الفضيل لفائدة طلبة الجامعة، وأوضح بأن المسابقة الأولى هي مسابقة (حفظ وتدبر سورة النور) للطالبات، والمسابقة الثانية هي مسابقة (حفظ وتدبر سورة الإسراء) للطلاب، وتأتي المسابقة الثالثة حول (حفظ وفهم متن الأجرومية في النحو) للطالبات والطلاب، أما المسابقة الرابعة فتتمحور حول (حفظ وفهم الأرجوزة الميئية في سيرة خير البرية) للطالبات والطلاب». وبيَّن د. محمد بأن الكلية قد خصصت جوائز للفائزين والفائزات بالمرتبة الأولى والثانية والثالثة، مؤكدًا أن الكلية ستنظم فقرة يومية في مسجد الجامعة بعد صلاة الظهر مباشرة حول: تدبر آية يلقيها نخبة من أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. فريضة مُحكمة وبدوره، قال الدكتور تركي بن عبيد المري، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «صيام شهر رمضان ركن ركين من أركان هذا الدين، وفريضة محكمة من فرائض الإسلام التي فرضها الله على عباده لتحقيق التقوى، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات)؛ إذ التقوى هي اجتناب المعاصي، والصوم خير معين على تحقيق هذا المعنى؛ لأن الصائم الذي يمتنع عن حاجات بدنه التي بها قوام عيشه ويصبر عن شهوات نفسه ومرغوباتها نهاره كله، قادر على أن يصبر عما يضره في دينه ودنياه مما حرمه الله عليه. وأوضح الدكتور عمر الخطيب، أستاذ مساعد في قسم العقيدة والدعوة، بأن فضائل شهر الصيام لا يستقصيها عادٌّ لكثرتها وعظمتها، حيث جمع الله تعالى فيه الفرص ما لم يجمع في غيره من المواسم. فشهر الصيام والقرآن؛ جعل الله صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا سببًا لمغفرة الذنوب وإقالة العثرات، وفيه تفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتُصفَّد فيه مردة الشياطين، ولله في كل ليلة منه عُتقاء من النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهو شهر الرحمة الربانية التي تنعكس على العباد فيتراحموا بينهم».

ضمن البرامج والأنشطة التربوية التي ينظّمها مركز تربية، وعلى مدار ثلاثة أيام متوالية، تمّ تنظيم مسابقة محدّث تربية وهي مسابقة متخصّصة في حفظ الحديث النبوي الشريف للسنة الرابعة على التوالي؛ انطلاقا من قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: نضَّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره. رواه الإمام أحمد والترمذي. وقد لوحظ إقبال كبير هذا العام، وحرص واضح على المشاركة والتنافس، من كثير من المدارس والفئات العمرية المختلفة، حيث بلغ عدد المدارس التي شاركت في هذه المسابقة اثنتين وخمسين مدرسة، في جميع المراحل، وبلغ عدد الطلبة المشاركين 247 طالبًا وطالبة. تجدر الإشارة إلى أن المسـتهدفين في هذه المسابقة هم طلبة المدارس في دولة قطر من عمر ( 6 ) سنوات إلى ( 18 ) سنة، حيث تسير المسابقة في مسارين متوازيين الأول للطلاب، والثاني للطالبات، وتعدَّدت مستويات المشاركة في هذه المسابقة، حيث تمّ تقسيم المشاركين إلى ثلاثة مستويات.