رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
مستشفى حمد في غزة.. يجدد أمل مبتوري الأطراف في الحرب الإسرائيلية

على عكاز لم يكن يوما يتخيل أن يتكئ عليها، أو تكون بديلا عن ساقه المبتورة، يسير الفلسطيني توفيق الشيخ 51 عاما متثاقلا بين أروقة مستشفى حمد في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، على أمل أن يحقق له المستشفى حلم عودة حياته إلى ما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي، لكن تحقيق أمله يبقى نسبيا مع استبدال ساقه الطبيعية بأخرى صناعية تعينه على هموم الحياة. يقول الشيخ، وهو يتحسس قدمه المبتورة خلال حضوره للمستشفى كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، وأصبت بقصف استهدف الشارع الذي أقطنه في غزة بداية الحرب، وتعرضت لبتر في القدم من فوق الركبة، وخضعت لفترة علاج في أحد المستشفيات، وبعدها تم تحويلي لتركيب الطرف الصناعي في مستشفى حمد للاعتماد عليه لتسهيل حياتي وعملي. ويضيف في حديثه لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، تركيب الطرف الصناعي لي في مستشفى حمد يعيدني لممارسة حياتي بشكل عادي ولو نسبيا، صحيح أنني أعاني وغيري من الجرحى الذين تعرضوا لبتر في أطرافهم كثيرا، لكن عاد لي شيء من الأمل مع تمكن المستشفى من تركيب الطرف الصناعي، الذي تمكنت من خلاله من السير وممارسة حياتي. ويعبر الشيخ عن شكره لإدارة المستشفى ودولة قطر التي ترعاه، على خدماتها للمصابين مبتوري الأطراف، ويقول: شعرت وغيري بالاهتمام والرعاية منذ بداية مرحلة العلاج الطبيعي حتى تركيب الطرف، وهو ما عمل على إحداث نقلة في حياتي من شخص يعاني من إعاقة ويحتاج لرعاية خاصة، إلى شخص يمارس حياته ومهامه في المجتمع بشكل شبه طبيعي. ويقدم مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، والذي يُعدّ من أبرز المؤسسات المتخصصة في التأهيل والأطراف الصناعية بالقطاع، تم إنشاؤه في شمالي غزة عام 2019، بتمويل ودعم من صندوق قطر للتنمية، خدماته بشكل مجاني كامل للجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين يحتاجون خدمات طبية في مجالات البتر والإصابات العصبية وإصابات العمود الفقري وغيرها من التخصصات، وقد تعرض المستشفى في شهر مايو الماضي لقصف مدفعي إسرائيلي أصابه بأضرار مادية جسيمة في المبنى، وتعطلت خدماته الطبية وخرج عن الخدمة بشكل كامل. وفي أكتوبر الماضي، أعلنت إدارة المستشفى عن افتتاح فرع جديد جنوبي قطاع غزة، وذلك في إطار توسيع نطاق تقديم الخدمات الطبية والتأهيلية وضمان حصول الجرحى وذوي الإعاقات المختلفة على الرعاية المطلوبة. وفي هذا الإطار، يقول أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد، إن القسم يقدم خدمات عديدة من ضمنها وأهمها خدمات الأطراف الصناعية وخدمات الأجهزة التعويضية المساعدة وخدمات أجهزه تقويم العمود الفقري. ويوضح في حديث لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أنه تم في شهر مارس الماضي، إعادة افتتاح القسم بعد صيانة الأضرار التي تعرض لها بسبب القصف والاستهداف الإسرائيلي له خلال العدوان، واستقبل الحالات الصعبة التي تعاني من البتر، في ظل وجود أعداد كبيرة من المصابين والجرحى الذين يعانون من بتر الأطراف بسبب القصف الإسرائيلي واستخدام صواريخ فتاكة. وبين العبسي، أن حالات البتر بدأت بالتوافد على مستشفى حمد للحصول على خدمات الأطراف الصناعية، وبدء مرحلة التأهيل لهم في قسم الأطراف الصناعية، مشيرا إلى أن القسم منذ عودة العمل فيه قدم ما يقارب 100 طرف صناعي لحالات بتر، خاصة الحالات المعقدة والتي تعاني من البتر فوق الركبة، أو حالات البتر المزدوج، حيث يتم البدء بالعلاج مع الحالات من مرحلة التأهيل على هذه الأطراف. ويشرح أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد بالقول: القسم قدّم خدماته منذ إنشائه لأكثر من 5 آلاف حالة، حتى نهاية عام 2023، بمعدل سنوي يتراوح بين 120 إلى 150 طرفا صناعيا، ومع استئناف عمله في مارس الماضي رغم الصعوبات ونقص المواد، عدنا لتقديم الخدمات مع وجود آلاف الحالات المبتورة بسبب العدوان، ونتابع الآن نحو 135 حالة بتر بحاجة لأطراف صناعية. ويوضح أن الكثير من هذه الحالات تحتاج إلى إعادة دمج في الحياة، فحينما يبدأ المصاب مرحلة التأهيل على الطرف الصناعي، تبدأ مرحله التعافي، ومرحلة الاندماج والاختلاط المجتمعي، وشهدنا كثيرا من الحالات التي تعافت بعد تركيب الأطراف، وعادت للاندماج في المجتمع، منهم حالات طلاب عادوا لمدارسهم، وموظفين أصبحوا على رأس عملهم. وبيّن أن الأطراف الصناعية التي يقدمها مستشفى حمد تكون بجودة عالية، وتساعد المريض على الاندماج والتعايش والانخراط في المجتمع بشكل كبير، وهناك نجاحات وقصص نجاح كبيرة في حالات تم تركيب أطراف صناعية لها، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى معيقات وتحديات كثيرة تواجه عمل المستشفى في مجال الأطراف الصناعية، أهمها النقص الشديد في المواد الخاصة بالأطراف الصناعية، والمواد المتعلقة بتركيب هذه الأطراف التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع. ويقول: هناك شح شديد في هذه المواد، حيث لم تدخل قطاع غزة أي مواد تتعلق بالأطراف الصناعية منذ عام 2023، ولهذا نحن نواجه مشاكل كبيرة في تقديم خدمات الأطراف الصناعية، وبعد شهر أو شهرين على الأكثر سينفد المخزون من مواد الأطراف الصناعية. ويطالب العبسي ،الجهات المعنية بتوفير الأطراف الصناعية، وتوفير المواد اللازمة لصناعتها، ليتمكن المستشفى من تقديم الأطراف لجميع الفئات، خاصة أن أعداد حالات البتر في قطاع غزة كبيرة جدا بسبب العدوان والحرب على مدار عامين. وفي ذات السياق، يقول الدكتور ماهر شامية، الوكيل المساعد في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إن عدد حالات البتر المسجلة لدى الوزارة خلال العدوان الإسرائيلي، بلغت نحو 6 آلاف حالة، معظمها بحاجة ماسة إلى برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد لمساعدتها على التكيف مع أوضاعها الصحية. وأوضح في حديثه، لوكالة الأنباء القطرية/قنا/،أن قطاع غزة بات يسجّل أعلى معدل لبتر الأطراف لدى الأطفال نسبةً لعدد السكان عالمياً، وفقا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مطلع أكتوبر الماضي. وأشار إلى أن الأطفال يشكلون نحو 25 بالمئة من إجمالي حالات البتر، فيما تبلغ نسبة النساء 12.7 بالمئة، وهو ما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها آلاف الجرحى وأسرهم. ويؤكد وكيل وزارة الصحة، أن هذه الأرقام تُبرز الحاجة المُلِحّة إلى خدمات التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للأطفال الذين وجدوا أنفسهم يواجهون إعاقات دائمة في سن مبكرة، داعيا جميع المنظمات الدولية والإنسانية والمؤسسات العاملة في مجالي الصحة والتأهيل إلى تكثيف جهودها وتوسيع تدخلاتها العاجلة لتلبية احتياجات الجرحى، وتمكينهم من الحصول على الرعاية اللازمة بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة. ويعيش قطاع غزة مأساة إنسانية عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي الذي خلف أكثر من 170 ألف جريح ومصاب، في ظل انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية وتدمير المستشفيات، ورفض الاحتلال حتى اللحظة تشغيل معبر رفح البري وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لخروج المصابين للعلاج خارج القطاع.

206

| 13 نوفمبر 2025

عربي ودولي alsharq
بمستشفى حمد للأطراف الصناعية في غزة.. فلسطيني بقدم واحدة يحلم باحتراف رياضة الباكور 

خلال زيارته إلى مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والاطراف الصناعية في شمال غزة، يستند الشاب محمد عليوة على عكازيه، ويحلم بأن يصبح محترفا في رياضة باركور. بحسب موقع يورونيوز، يتنقل عليوة (18 عاما) قفزاً بين كتل إسمنتية خلفتها الحروب الإسرائيلية الثلاث الأخيرة غرب مدينة غزة في القطاع الفقير والمحاصر، ويزداد شغفه بهذه الرياضة حديثة العهد في القطاع، بعد أن فقد ساقه اليمنى قبل عامين برصاص إسرائيلي. وأصيب محمد - حين كان قاصرا خلال مشاركته في مسيرات العودة التي دأبت الفصائل الفلسطينية على تنظيمها أسبوعيا على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل منذ عام 2018 - قبل أن تصبح شهرية لتتوقف بعدها كليا مع انتشار جائحة كوفيد-19. وانطلقت رياضة باركور القائمة على الوثب من نقطة إلى أخرى وتخطي عوائق وأسطح داخل المدن، في فرنسا في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تنتشر في مختلف أرجاء العالم بما في ذلك في القطاع. ويقول عليوة: بعد إصابتي أصبحت رياضة باركور تحدياً أمامي، شعرت أني إذا نجحت في هذه اللعبة الخطرة والصعبة، فإن اجتياز أي أمر آخر في الحياة يصبح سهلا. ويضيف الشاب المقيم في حي الشجاعية غرب مدينة غزة، الذي دمرته إسرائيل خلال حربها الأخيرة على القطاع في العام 2014، شعرت بالحماسة وأنا أرى أصدقائي يلعبون الباركور أمامي. ويستطرد قائلا طلبت منهم مساعدتي على السير بواسطة العكازين تدريجيا، إذ بدأت بالتأرجح ثم القفز مثلهم. ويضيف وهو يحجب بيديه أشعة الشمس الساطعة عن عينيه أشعر بالإحباط أحيانا، حين ألعب الباركور، أشعر أني قد لا أتمكن من المشي بساقين مرة ثانية، لكني ما زلت قادرا على القفز والتحليق، هذا يمنحني طاقة هائلة. ويختار اللاعبون مناطق تعاني دمارا كبيرا كمواقع للتدريب، نظرا لتنوع الارتفاعات في هذه الأماكن المقفرة، إلى جانب توفيرها مساحات واسعة للعب بحرية. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي أو المطاطي خلال عامين من المسيرات التي استمرت حتى مطلع العام الماضي، في حين تقول وزارة الصحة إن أكثر من 16 ألف فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي أو المطاطي خلال تلك الفترة. وقتل خلال تلك المسيرات نحو 350 فلسطينيا وستة إسرائيليين. واستغل جهاد أبو سلطان البالغ 32 عاما انتشار رياضة الباركور في السنوات الأخيرة في القطاع لافتتاح أول أكاديمية متخصصة في تعليم الباركور في فلسطين، على ما يقول. وافتتحت الأكاديمية التي يعمل فيها ثلاثة مدربين، والتي تقع في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة قبل شهرين بدعم من مؤسسة (وال رانر) الفرنسية. وعلى موقعها الإلكتروني تقول الأكاديمية التي تحمل اسم المؤسسة الداعمة نفسه، بالنسبة لجيل من الشباب الفلسطينيين الذين نشأوا في ظل نقص فادح في فرص العمل، أصبح الباركور وسيلة للتعبير عن الذات والهروب وأسلوب حياة أحيانا، الفكرة في هذه الرياضة أن تجد طريقك الخاص بنفسك.

2357

| 25 يناير 2021