مشروع السيل التركي ..مشروع تاريخي افتتحه الرئيسان؛ التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اسطنبول،أمس الأربعاء لنقل غاز روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي التركية فما أهمية المشروع الاستراتيجية للبلدين ؟ يعد مشروع السيل التركي من أبرز وأهم المشاريع المشتركة بين تركيا وروسيا، حيث تجاوز الجانبان كثيراً من محطات الخلاف في سبيل خروج هذا المشروع العملاق إلى النور وفقا للجزيرة. وقد كشف عنه لأول مرة رسمياً عام 2014، عندما أعلنه الرئيس بوتين خلال زيارته إلى تركيا.، وأعلن عن إطلاق المشروع رسمياً في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014، حيث أعلنت أنقرة رسمياً تبنيها للمشروع وأطلقت عليه اسم السيل التركي في 11 من ذات الشهر وتعثَّر المشروع بعد توتر العلاقات بين البلدين إثر إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية من طراز سوخوي 24 فوق الأراضي التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 لكن أردوغان أعاد إحياء المشروع مجددا خلال زيارته الى روسيا لتطبيع العلاقات في أغسطس/آب 2016 ليبدأ العمل في مايو 2017، ويكتمل في نوفمبر 2018. وجاء مشروع السيل بديلاً عن مشروع سابق لم ير النور هو خط الجنوب حيث ضغط الاتحاد الأوروبي على بلغاريا لعدم الانخراط فيه، في ظل تنامي الرغبة الروسية بتقليص دور أوكرانيا كممر للغاز الروسي إلى أوروبا عقب أزمة نشبت بين البلدين منذ عام 2009. ويهدف المشروع الاقتصادي الضخم لبناء خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، مروراً بالبحر الأسود إلى البر التركي، لينتهي عند الحدود التركية-اليونانية، حيث تُقام مستودعات ضخمة للغاز، ومن ثم يُورّد للمستهلكين في شرق ووسط أوروبا. ويتكون السيل التركي من خطي أنابيب الأول طوله 930 كيلومتراً مخصص لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا مروراً بالبحر الأسود، أما الثاني والذي يبلغ طوله 180 كيلومتراً فيخترق الأراضي التركية إلى حدودها الغربية ليغذي دول شرقي وجنوبي أوروبا. وتبلغ قدرة السيل التركي الإجمالية 31.5 مليار متر مكعب سنويا، وسيغطي احتياجات دول شرق وجنوب أوروبا بالكامل من الغاز .وسيصل من خلال السيل 15.75 مليار متر مكعب من أصل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا مباشرة دون وجود أي بلد وسيط بحسب ما أشار الرئيس التركي بينما سيصدر - 15.25 مليار متر مكعب من الغاز إلى دول جنوب وشرق أوروبا ويبلغ طول خطوط نقل الغاز إجمالياً نحو 1160 كيلومتراً، وتتوزع بالشكل التالي؛ 930 كيلومتراً تحت قاع البحر الأسود، و180 كيلومتراً في البر التركي، بالإضافة لـ50 كيلومتراً في البر الروسي. مشروع السيل التركي الذي تعادل قيمة الاستثمارات فيه 11.4مليار يورو ما يعادل 12.9 مليار دولار،يعد ذو أهمية استراتيجية بالغة لتركيا إذ سيساهم في تخليص أنقرة من مخاطر عبور الغاز في أراضيها وتحوله إلى خط بحري، بجعلها المشتري الأول للغاز الطبيعي حسبما قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز خلال افتتاح المشروع أمس كما أنه سيوفر لتركيا 53% من احتياجاتها للغاز الطبيعي،و يحولها إلى مركز لتجارة الغاز باعتبارها أرض الأنابيب الناقلة له.

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، أن مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي سيكتمل في الثامن من يناير/كانون أول المقبل. وقال دونماز في تصريحات صحفية أدلى بها بولاية بورصة (غرب): سنستكمل مشروع السيل التركي في الثامن من يناير وفقا لوكالة الأناضول. وأكَّد أن تركيا ستكون دولة لا غنى عنها في الأسواق الدولية بفضل خطوط نقل الغاز الطبيعي المارة عبر أراضيها من الشرق والشمال. ومن المرتقب أن ينقل مشروع السيل التركي 31.5 مليار متر مربع من الغاز الطبيعي سنوياً، وجرى الانتهاء من الجزء البحري من المشروع من خلال مد أنبوبين متوازيين بطول 930 كيلومتراً وبعمق أكثر من 2كيلو متراتحت مياه البحر الأسود، خلال العام الماضي، وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي يعتزم السفر إلى تركيا في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل لافتتاح خط الأنابيب. ويتكوّن مشروع ترك ستريم من خطين، الأول سيخدم تركيا بسعة 15.75 مليار متر مكعب، في حين أن الثاني مخططا لخدمة أوروبا. .

أعلنت شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة، أن العمل في مشروع السيل التركي قد شارف على الانتهاء، على أن يبدأ ضخ الغاز إلى تركيا بنهاية العام الحالي، وذكرت صحيفة موسكو تايمز أن مجموعة من محللي البنوك الذين قاموا بجولة تفقدية للمشروع الأسبوع الماضي بدعوة من الشركة الروسية أكدوا أن العمل في خط الأنابيب يسير وفقا للجدول المحدد وأنه تم الانتهاء من 90% من أعمال المشروع.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستقدم جميع أنواع الدعم من أجل عبور مشروع السيل التركي من أراضي البوسنة والهرسك الذي يقوم على مد أنبوبين لنقل الغاز الروسي من البحر الأسود إلى أوروبا عبر الأراضي التركية بسعة 31.5 مليار متر مكعب سنويا. وأوضح الرئيس التركي في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة اليوم أنه بحث مع السيد ميلوراد دوديك رئيس هيئة رئاسة البوسنة والهرسك سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال التجاري والاقتصادي والاستقرار السياسي. وأشار إلى توقيع البلدين لـ اتفاقية التجارة الحرة المحدثة في وقت سابق اليوم.. مبينا أنها ستساهم في رفع حجم التبادل التجاري البيني إلى مليار دولار سنويا. ولفت أردوغان إلى أن بلاده والبوسنة والهرسك يضعان الطاقة والصناعات الدفاعية والسياحة والزراعة والثروة الحيوانية في أولويات مباحثاتهما، وخصوصا مشروع السيل التركي. من جانبه، شدد رئيس هيئة رئاسة البوسنة والهرسك على أهمية عبور مشروع السيل التركي من أراضي بلاده، واصفا ذلك بالخطوة المهمة جدا. وبين أن الجانبين بحثا خلال اللقاءات أيضا مشروع الطريق السريع بين سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك وبلغراد عاصمة صربيا، الذي تدعمه تركيا، معتبرا أنه سيكون مفيدا للبوسنة وللمنطقة برمتها. وكانت تركيا والبوسنة والهرسك قد وقعتا خلال وقت سابق على اتفاقيتين، في مجال النقل والبنية التحتية، والتجارة الحرة.