يواصل مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية فعالياته المتنوعة التي تستقطب الزوار من مختلف الفئات والجنسيات. حيث تقدم النسخة الثالثة من المهرجان ما يزيد على 30 فعالية ما بين معارض وورش فنية ومسابقات وعروض فنية حية. وفيما يستعد المهرجان لاسدال الستار على فعالياته غدا، تستقطب مختلف الفعاليات جمهورا غفيرا وخاصة من العائلات الذين وجدوا في الورش الفنية المتنوعة فرصة حتى يقضي أطفالهم أوقاتا مفيدة وممتعة، كما استقطبت المعارض الفنية العديد من الزوار، حيث وجد محبو الخيل فرصة للتعرف والمتعة والتثقيف من خلال اللوحات الفنية المميزة التي يقدمها معرض الرحلة حكاية الخيل العربي، ومعرض الفنان علي المعمار ومعرض مقتنيات لمتحف الشيخ فيصل بن قاسم ومكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى متحف طوابع البريد العربي الذي لديه مجموعة مميزة لطوابع عالمية للخيل. كما جذب العمل الفني للفنان طارق معركش الزوار وكان فرصة لالتقاط الصور التذكارية بجانبه، بالإضافة إلى معرض مرايا تفاعلية والجداريات الفنية الرائعة التي زينت كورنيش كتارا. وفيما يتعلق بالمسابقات قدم المهرجان عددا من المسابقات منها مسابقة أصيل لرسم جمال الخيل العربية والتي رصدت لها جوائز قيمة حيث سيتحصل الفائز بالمركز الأول على 12 ألف ريال والمركز الثاني على 8 آلاف ريال قطري فيما سيتحصل صاحب المركز الثالث على 5 آلاف ريال، ومسابقة التصوير الضوئي أفضل صورة لجمال الخيل العربية في يوم المزاد الذي وافق يوم 6 فبراير، ورصدت لهذه المسابقة جوائز قيمة حيث سيتحصل الفائز بالمركز الأول على 12 ألف ريال والمركز الثاني على 8 آلاف ريال فيما سيتحصل صاحب المركز الثالث على 5 آلاف ريال، فضلا على مسابقة الرسم على السرج بمشاركة 30 فنانا من داخل قطر وخارجها، وجوائزها تكون بالمناصفة بين الفنانين المشاركين في السرج الواحد، وسيتحصل أصحاب المركز الأول على جائزة قدرها 30 ألف ريال، والمركز الثاني 20ألف ريال أما المركز الثالث فجائزته 10 آلاف ريال.

اختار الفنان التشكيلي أحمد المعاضيد أن يترجم عشقه للخيل العربي وتعلّقه به؛ في معرض مميز أطلق عليه الصافنات وهو اسم من أسماء الخيل التي ذُكرت في القرآن الكريم. المعرض استضافته كتارا ضمن مهرجانها الدولي للخيل العربي، وتضمن عشرين عملا فنيا تحاكي جمال الخيل العربي الأصيل بأسلوب فني جمع فيه المعاضيد بين البورتريه والتعبيرية، متحررا من الانطباعية والواقعية التي تجعل العمل مباشرا وواضحا، فكان الصافنات تجربة فريدة من حيث الأسلوب، وكذلك من حيث طريقة الطرح. والمتأمل في لوحات أحمد المعاضيد يلاحظ أن بداخل هذا الفنان الشاب ما يشبه جموح الخيل، واندفاعها، وهدوءها، وانفعالاتها.. وفي لوحاته انزياحات بلاغية وجمالية لصورة الخيل في التراث العربي، ذلك أن المعاضيد نأى بنفسه عن الإيقاع الرتيب لحركة الخيل في اللوحة، حيث أخرجها من الإطار المتعارف عليه، الى إنشاء لوني حداثي، والى إطار جمالي منفتح على الأسئلة التي تتولد بفعل الدهشة. في لقاء مع (الشرق)؛ تحدث الفنان التشكيلي أحمد المعاضيد عن معرض الصافنات، وتطرق الى أسلوبه في رسم الخيل الأصيل، وسر تعلقه بهذا الكائن الرمز، كما تحدث عن شغفه بالبحث عن الفكرة والطرح المختلف حتى يترك بصمة في مشهد متنوع.. إلى جانب مواضيع أخرى في الحوار التالي.. تفاصيل كيف تصف مشاركتك الأخيرة في مهرجان كتارا الدولي للخيل العربي؟ مشاركتي في المهرجان استثنائية ومميزة بحكم أن المهرجان متخصص في الخيل العربية الأصيلة، والأول من نوعه على مستوى العالم. ومعرض الصافنات يعبر عن الخيل العربية الأصيلة. من جانب آخر، دائما ما تصاحب أعمالي الفنية صور الخيل، والطائر، والجمل، وغيرها من العناصر الموجودة في ثقافتنا وبيئتنا، لكن المميز في هذه المشاركة أن كل الأعمال الفنية تعبر عن الخيل العربي الأصيل؛ وهذا بحد ذاته مدعاة للفخر والابتهاج، لأن تفاصيل الخيل العربي الأصيل في رسمه ليست سهلة أو بسيطة، وعندما ترسم تفاصيل الخيل الأصيلة فأنت تستمع بجمالها الآسر. أغلب اللوحات الفنية أردت أن تكون مميزة وفريدة من خلال طريقة عرضها، وكذلك أن يكون في هذه اللوحات نوع من الإبداع والفن مختلف في طريقة الطرح، خاصة عندما نضع ألوانا مختلفة تثير في حركة اللوحة نفسها، والخطوط العريضة والرفيعة في اللوحة تعطيك حركة، وبالتالي تعمدت أن أسلك هذا النمط من الرسم، والهدف من ذلك أن تقدم لوحة إبداعية تحكي مع المتلقي. عرض كم عدد اللوحات التي تضمنها المعرض، وما الذي يجعلها مثيرة للدهشة ومميزة؟ قدمت 20 عملا فنيا تنقسم الى 10 أعمال اسكتشات تعبر عن الخيل مرسومة رسوما أولية، و10 أعمال لوحات فنية. تم تسمية الأعمال الفنية بأسماء خيول عربية أصيلة استخدمت في التاريخ العربي منها الفيض، والجازي، وغيراف، والهمام.. وتم تسمية اللوحة ومعاملتها كأنها خيل عربي. في هذه المشاركة طرحت الأعمال بشكل مختلف باعتبار أن المعرض خارجي، وتم إنجاز نسخ محدودة، لكل عمل خمس نسخ، لطرحها للجمهور وجعله يقتنيها بشكل مبسط ومميز. وكانت تلك إحدى طرق العرض. تكنيك ما التكنيك الذي استخدمته في اللوحات؟ استخدمت ميكس ميديا، وتم عرض اللوحات كطباعة على الألمنيوم لأنها كما قلت معروضة في فضاء خارجي، وحتى نتفادى تأثير العوامل الطبيعية. لماذا جعلت خلفيات أغلب لوحات المعرض غامضة وبعضها دون خلفية؟ يعتمد ذلك على الفكرة نفسها ولون الخيل، ووقفته.. وبين كل فكرة وفكرة هناك اختلاف واضح. في أعمالك اندماج بين الفن والأصالة. في أي مستوى يلتقي الفن والأصالة في هذا المعرض؟ إذا كان القصد من السؤال أصالة الخيل فأنت تضع تفاصيل الخيل العربي الأصيل، فأنت عندما تدمج أصالة الخيل بتفاصيلها (الرقبة والعيون والصهوة..) في لوحة فنية، وتوظفها فنيا مع ألوان مختلفة، وتشكلها، هنا تكون المعادلة الصعبة في سرد اللوحة نفسها. بصمة الكثير من المعارض والأعمال التشكيلية تناولت الخيل العربي بتقنيات وأساليب مختلفة. أين تكمن بصمة أحمد المعاضيد في معرض الصافنات؟ هذا سؤال جدا مهم. حيث إن طرحي لرسمة الخيل طرح مختلف وأستطيع القول إنه غير عادي لأني لا أرسمه بالرسم الانطباعي الكلاسيكي الواضح والصريح لمعالم الخيل نفسها. أنا أعتمد على معالم الفن في طرح الخيل. وهنا أحاول دائما أن أخرج عن المألوف بمعنى عندما ترسم الخيل تثير المشاهد وتستفزه لطرح تساؤلات حول خطوط الفنان، والألوان، وضربات الفرشاة، وطريقة الخطوط، وطريقة الفنان نفسه. هنا تكمن الفكرة، والإبداع أن تخلق طريقة أخرى لعرض الخيل. عشق هل ثمة عشق للخيل حرك ريشة الفنان أحمد المعاضيد، ومن أين تستمد مفهومك للأصالة عبر هذه الأعمال؟ بالنسبة الى الخيل بشكل عام نحن في عائلتي نركب الخيل ونقتنيه، وأنا منذ طفولتي أركب الخيل ومتعايش مع بيئة الفروسية نفسها، والخيل جزء أساسي من الثقافة والهوية القطرية. وهذا مصدر فخر واعتزاز، والخيل مذكور في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). والخيل مباركة من رب العالمين. ما اللوحة الأقرب إلى نفسك؟ جميع اللوحات قريبة من نفسي، ووراء كل لوحة حكاية. عندما أقف أمام لوحاتي أتذكر كل فكرة وكل لحظة عشتها مع كل لوحة، وأتذكر أيضا كيف وضعت هذا اللون تحديدا. كل هذه التفاصيل أتذكرها عندما أرى كل لوحة من لوحاتي، وجميعها مميزة حسن وجهة نظري. أساسيات ما الأساسيات التي انطلقت منها لرسم الخيل، وهل التركيز على التفاصيل هو ما يجعل العمل مثيرا للدهشة؟ أركز على جمالية وقوف الخيل، وصورة الخيل نفسها: تفاصيل الأذن، والعين، والرأس، والعنق.. وأضيف إليها المبالغة واللمسات الفنية التي تثير رسم الخيل. ما المحطة القادمة لمعرض الصافنات؟ ستكون لي مشاركة في بطولة الشقب القادمة، ولا يفوتني هنا أن أعبر عن سعادتي بمعرضي وأشكر كتارا على تنظيم مهرجان دولي للخيل العربي. كما أشكر جريدة (الشرق) الغراء على اهتمامها المستمر بمعارضي.

أعلنت شركة فودافون قطر عن رعايتها للنسخة الأولى من مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية بصفة شريك الاتصالات الرسمي، الذي تنظمه مؤسسة الحي الثقافي كتارا، في الفترة من 2 إلى 6 فبراير، تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. وتأتي هذه الرعاية استمراراً للدور الذي تلعبه شركة فودافون قطر في دعم مكانة قطر المرموقة في استضافة الفعاليات المحلية والدولية في مجالات الرياضة والترفيه والثقافة. وتلعب الشبكة المتطورة للشركة دورًا حيويًا في تقديم تجربة اتصالات استثنائية للمشاركين في الحدث، وفي تأمين اتصالات سلسلة للمنظمين. وقال السيد عبدالله علي المسند، مديرادارة تطويرالأعمال في فودافون قطر: يُسعدنا في فودافون قطر رعاية النسخة الأولى من مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية. تُشكل الخيول العربية الأصيلة جزءًا هامًا من ثقافتنا في دولة قطر وكذلك تاريخنا العربي والإسلامي. لذا نحن ملتزمون بالمشاركة في دعم جهود الدولة الرامية إلى تسليط أنظار العالم على هذه السلالة المبهرة من الخيول، والترويج لخبرات قطر العريقة في مجال الفروسية والخيل العربية الأصيلة. ويضمّ المهرجان، الذي يستمر لخمسة أيام، أنشطة توعوية وترفيهية متنوعة لعشاق الفروسية، مثل المعارض والفنون الحية والاستعراضات، بالإضافة إلى أكشاك الطعام والمشروبات. وتعتبر بطولة تايتل شو أبرز فقرات المهرجان، حيث ستشهد مشاركة أكثر من 200 من الخيول العربية الأصيلة التي تعود ملكيتها الى مشتركين من المنطقة وأوروبا. وخصّصت البطولة جوائز مالية تُعد من أعلى الجوائز لمثل هذا الحدث بقيمة إجمالية تبلغ 13 مليون ريال قطري.