قال ميروسلاف سوكوب مدرب اليمن في مؤتمر صحفي عقب مباراة اليمن وعمان أشعر بالفخر. ظروف الطقس لم تكن جيدة وأثرت على الفريقين لكني أشكر اللاعبين رغم الخسارة الثانية في البطولة لأن الحظ يعاندنا. وحول أداء فريقه قال خلقنا فرصا ولم نسجل وتقدمنا في النتيجة. لن أتحدث عن ركلة الجزاء لأن عمان أهدرت هي الأخرى. أنا سعيد لأننا سجلنا هدفين كما أن برانكو إيفانكوفيتش (مدرب عمان) سعيد بالركلة التي أهدرت من جانبنا. وأهدر محمد الداحي ركلة جزاء لليمن في الدقائق الأخيرة من اللقاء ليهدر المنتخب فرصة التعادل في المباراة، وذلك بعدما أهدر أرشد العلوي ركلة لعمان قبل نهاية الشوط الأول. وأكمل (الداحي) كان الخيار الثاني لأن عبد الواسع المطري شعر بالإعياء لكن هذا ما حدث. المهم أننا كان لدينا القوة الهجومية حتى الدقائق الأخيرة من المباراة. وأشاد سوكوب بمنتخب عمان هو منتخب قوي ولديه عناصر جيدة واستعدوا للبطولة منذ عام كما أنهم خسروا ضد ألمانيا بهدف دون مقابل وقدموا مباراة جيدة. وعن تراجع منتخب اليمن قال لم نغير من أسلوب لعبنا (في الشوط الثاني) الجميع كان تحت الضغط وما حدث شيء طبيعي وحتى عمان كانت تحت الضغط حتى نهاية المباراة. وكاد منتخب اليمن أن يحقق انتصاره الأول في تاريخ مشاركاته بكأس الخليج بعدما تقدم 2-1 في منتصف الشوط الأول قبل أن يخسر في نهاية اللقاء الذي لعب تحت الأمطار التي غمرت ملعب البصرة الدولي بالعراق.

أعلن الاتحاد البحريني لكرة القدم اليوم الأربعاء، تعاقده مع المدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب لقيادة المنتخب الأول لمدة عامين. وقال الاتحاد البحريني في بيان اليوم "جرت مراسم توقيع العقد في مقر الاتحاد بالرفاع وبحضور رئيس مجلس الإدارة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة ونائبه علي البوعينين وعضوي مجلس الإدارة حافظ الدوسري وعارف العباسي". وقال آل خليفة إن التعاقد مع سكوب "جاء بعد دراسة تامة ومفصلة لعدد من السير الذاتية للمدربين وإن الاتحاد عقد اجتماعات مفصلة لمناقشة هذا الشأن خاصة مع الأهمية الكبيرة التي يكتسبها منصب مدرب المنتخب الأول. جاء الاستقرار على سكوب نظرا للسيرة الذاتية المميزة التي يتمتع بها". وسيتولى سكوب المسؤولية خلفا للأرجنتيني سيرجيو باتيستا الذي فسخ الاتحاد البحريني عقده في مايو الماضي. وعجزت البحرين عن التأهل للدور الحاسم في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 تحت قيادة باتيستا المدرب السابق للأرجنتين. واحتلت البحرين المركز الرابع وقبل الأخير في المجموعة الثامنة بالتصفيات الآسيوية خلف أوزبكستان وكوريا الشمالية والفلبين وحققت ثلاثة انتصارات مقابل خمس هزائم. وقال سكوب "الثقة التي أوليت لي من قبل إدارة اتحاد الكرة تحتم علي العمل بشكل مضاعف في سبيل الرقي بمستوى الكرة البحرينية". وسبق للمدرب التشيكي قيادة منتخب بلاده للشباب إلى نهائي كأس العالم 2007 في كندا التي خسرها 2-1 أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي وسيرجيو أجويرو. كما قاد منتخب مصر في كأس العالم للشباب التي استضافتها مصر أيضا 2009 قبل أن يتولى تدريب منتخب اليمن في عام 2014.

لو بقي ميروسلاف سكوب مدربا لليمن فلن يكون "الحائط" الذي يقف في وجه "نهر" لاعبيه بل يتطلع بإيجابية للتغيير المرحلي في كرة القدم اليمنية. لكن المدرب التشيكي ابن التاسعة والأربعين واقعي أيضا ويعرف كيف يمكن أن تطيح كرة القدم بمدرب لمجرد خسارة. وهو الآن في القمة بعدما قاد الفريق الشاب للحصول وللمرة الأولى على أكثر من نقطتين في كأس الخليج بالرياض لكنه يعي جيدا أن هزيمة "بثلاثية" أمام السعودية في مباراة على التأهل لقبل النهائي - وهو شيء لم يحدث لليمن من قبل - قد تعيده لبلاده.. ودون إبطاء. ولا يعدم سكوب الأسباب: يذكرنا بتجربته السابقة في مصر حين قاد منتخب شبابها في كأس العالم تحت 20 عاما على أرضها. لم يشفع له انتصاران على ترينداد وتوباجو ثم إيطاليا في مرحلة المجموعات لتطيح به الخسارة أمام كوستاريكا في الدور الثاني. وقال سكوب بينما وقف يتابع لاعبيه يتدربون في ملعب نادي النصر بالرياض "وصلت لليمن في منتصف مايو ومنذ ذلك الوقت بدأنا باستمرار العمل مع اللاعبين لأن لدي فرصة للقيام بمعسكرات قصيرة بين مباريات الدوري. وأضاف "حين وصلت لليمن.. كنت أفكر كيف سأبني الفريق لأن هذا ليس سؤالا سهلا يجب أن يكون لديك استراتيجية كيف تبني فريقا في بلد صعب. أعتقد أن مدربين كثيرين قبلي كانوا يفضلون اختيار أسماء مشهورة بغض النظر عن الأداء.. لكني لم أرغب في ارتكاب أخطاء من قبلي". ومن سبقوه فشلوا في منح اليمن أي انتصار في ست مشاركات سابقة بكأس الخليج. بل إن الحصول على نقطة واحدة كان أقصى الطموح. الآن يملك اليمن نقطتين ليبقى في المنافسة على التأهل للدور قبل النهائي في مواجهة السعودية صاحبة الألقاب الثلاثة وقطر التي دكت الشباك اليمنية بعشرة أهداف في مباراتي ذهاب وإياب بتصفيات كأس آسيا العام الماضي وكذلك البحرين. لم يتحدث المدرب هادئ الطلة كثيرا عن مواجهة السعودية.. فالنسبة له كل المطلوب هو أن يؤدي اللاعبون مثلما فعلوا أمام البحرين وقطر. يريد من لاعبيه أداء إيجابيا وبذل أقصى ما لديهم دون النظر للنتيجة. يقول سوكوب مبتسما وهو يتابع حماس لاعبيه صغار السن وهتاف المشجعين في المدرجات تارة للاعبين وتارة له "كل المباريات بالنسبة لي سواء.. ربما أحب العقلية الألمانية.. لماذا ينجح الفريق الألماني في الفوز بالبطولات الكبرى.. لأنه يبدأ البطولة من البداية بقوة.. من أول مباراة. "ربما يكون لديك مجموعة أفضل في الأداء لكنك لو فقدت التركيز.. ربما تفوز بمباراتين فيسعد الجميع ويضيع تركيزك. أحاول تغيير عقلية اللاعبين.. لو أنك تسدد ركلة جزاء في الدقيقة 90 والنتيجة التعادل السلبي.. لو فكرت في البطولة التي تنتظرك لو سجلت الهدف فستفشل.. عليك فقط التفكير في التنفيذ والقيام بما عليك". لكنه وهو يسعى للتغيير يدرك أن الأمر ليس سهلا هكذا في بلد تتناحر فيه السياسة وأعمال العنف والفقر لتصنع مزيجا وصل أثره لحد منع الفريق حتى من التدريب قبل البطولة. وقال سوكوب "ليس من السهل أن تعد فريقا في مثل هذه الظروف قبل شهر واحد كان القتال ضاريا ووصل للاستاد الوطني ولمقر الاتحاد ولم يكن بوسعنا الذهاب للتدريب. لكني شخص إيجابي. "في أي وقت يكون أمامك قراران.. إما أن تكون إيجابيا أو سلبيا". وغير بعيد عن سوكوب جلس في مقصورة الاستاد حسن باشنفر نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم مؤكدا أن سوكوب سيبقى في منصبه بعد السعادة التي جلبها لليمن. لكن سوكوب بخبرة العمل السابقة في مصر لم يبد مهتما كثيرا. وقال "لا أخطط لشيء (بشأن العقد).. لا أفكر في أي شيء باستثناء المباراة التالية.. أعرف الموقف جيدا. كنت في مصر وتذكر حين فزنا على إيطاليا (في كأس العالم للشباب 2009) وتصدرنا المجموعة وحينها كان الكل سعيدا وعرضت علي عقود كثيرة. لما خسرنا أمام كوستاريكا لم يتصل بي أحد". وأضاف "الكل الآن سعيد وأنا أيضا سعيد.. لكني واقعي.. ربما نخسر أمام السعودية 3-صفر سأصبح الأسوأ.. ربما أعود لوطني.. يجب أن أكون مستعدا لكل شيء". وبواقعية أيضا يتحدث سكوب عن علاقته بلاعبيه ومساعيه للتغيير في كرة القدم اليمنية. واليمن بلد لم يحرز مطلقا أي لقب كبير ولم يتأهل قط لنهائيات كأس آسيا التي ستشارك فيها بقية المنتخبات السبعة التي ينافسها في كأس الخليج. وقال "أعتقد أن هذا الفريق له مستقبل جيد.. لكن هناك أشياء يجب أن تتغير. أشياء في الاتحاد اليمني وطريقة إعداد المدربين.. والدوري. "أنا شخصيا لدي فكرة عما أريد تحقيقه.. لكني في اليمن يجب أن أحترم طريقة الحياة وعقلية اللاعبين.. كل شيء. "اللاعبون كالنهر وأنا كالحائط.. لو وضعت الحائط في مجرى النهر فسيكسر النهر الحائط.. أفضل بدلا من ذلك أن أسمح لهم بالإفلات.. قليلا".

لا يمانع المدرب ميروسلاف سكوب في "دخول التاريخ" مع اليمن ويريد لهذا ألا ينتظر لنهاية كأس الخليج لكرة القدم بينما تنتظر الفريق وجمهوره المفاجأة مباراة أخيرة في المجموعة الأولى أمام السعودية البلد المضيف يوم الأربعاء المقبل. ويعتقد سكوب أيضا إن ما يحققه الفريق في النسخة الخليجية الثانية والعشرين يمثل مفاجأة وتعهد مرة أخرى بإسعاد الجمهور اليمني. وللمرة الأولى في كأس الخليج حصل اليمن على أكثر من نقطة واحدة في بطولة واحدة بعد تعادلين متتاليين بدون أهداف مرة مع البحرين يوم الخميس الماضي ثم مع قطر اليوم الأحد. وقال سكوب في مؤتمر صحفي حين أشار أحدهم إلى أنه دخل التاريخ بهذه النتيجة "لا أعرف إن كنت دخلت التاريخ لكن تفكيري في تحقيق النتائج.. استعدادنا بدأ منذ خمسة أشهر فقط ولم تكن الظروف مناسبة ولا هادئة ولا جميلة بسبب ظروف اليمن. "لا نملك ملاعب عشبية أو مراكز لياقة وتدريبات، نتدرب فقط على أرضيات صناعية. هناك حاجة لتغيير بعض الأمور وتطوير المستوى مثل الملاعب". ولحين يحدث ذلك سيواصل التشيكي سكوب إعداد فريقه لمواجهة السعودية حيث سيكون الفوز إن تحقق هو الأول لليمن في كأس الخليج منذ بدأ المشاركة فيها عام 2003. وقال سكوب "أريد الفوز بكل مباراة وأريد الفوز بكأس الخليج لكن المنتخب السعودي قوي، المواجهة ستكون أمام جمهور كبير لصاحب الأرض". لكن جماهير اليمن تملأ من مدرجات استاد الملك فهد الدولي أكثر مما تملأ الجماهير السعودية بعد جولتين من المجموعة الأولى. واليوم لعب الجمهور اليمني دورا كبيرا في شحذ همم الفريق صغير السن. وقال سكوب "الجماهير ساعدتنا كثيرا لإدراك التعادل. "نحن لسنا أقوى فريق لكننا نملك أفضل جمهور.. شكرا جزيلا لهذه الجماهير خاصة في الملعب هنا وأيضا للملايين في اليمن أمام شاشات التلفزيون.. تعادلنا مرتين لأننا نملك اللاعب رقم 12".