آمال..أحلام.. طموحات..ثلاث كلمات تلخص الحالة التي يعيشها ناديا السد والدحيل الليلة عندما يلتقيان في العاشرة والنصف مساء باستاد الوكرة المونديالي لخوض نهائي كأس الامير لكرة القدم، فهذه الكلمات الثلاث هي الحياة بالنسبة لجماهير الناديين وعشاقهما، فكل الاجواء المحيطة بهذه الليلة تجعل التتويج بالكأس الغالية ليلة لا تنسى في تاريخ أي منهما خاصة وان النهائي يجمع بينهما على احد الاستادات الرسمية لمونديال 2022 والذي تم تشييده وبناؤه من الصفر حتى اصبح تحفة فنية في زمن قصير للغاية، وإذا كان الفريقان حققا هدفا مهما وهو التأهل للنهائي ونيل شرف مصافحة حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى، فهناك هدف مهم ايضا وهو الصعود للمنصة والتتويج بالكأس الغالية من حضرة صاحب السمو. فقد قدم الفريقان موسما شاقا للغاية على جميع الاصعدة محليا وقاريا، واستحقا ان يصلا الى هذه المرحلة دون شك خاصة وانهما يملكان كل عوامل التفوق، واللاعبون الموجودون في قائمة الفريقين من كوكب اخر فهما صفوة النجوم ليس محليا ولكن على مستوى اسيا ايضا، ولما لا فالفريقان يضمان احسن حارس وهداف اسيا واحسن صانع العاب في القارة وكلهم من العناصر الاساسية في المنتخب الوطني، بالاضافة الى المحترفين الذين هم من فئة الفايف ستارز، ولهذا فكل من السد والدحيل يستحق ان يكون على منصة التتويج الليلة. ومهما قيل عن غياب المفاجآت في هذه البطولة، ولكن كان من الصعب ان يغيب الفريقان عن النهائي لاسيما وانهما كما قلنا الافضل والاحسن من كافة الوجوه والاهم من هذا الاكثر استقرارا. واذا كان السد نجح في ان يستعيد لقب بطولة الدوري الغائبة عن جدرانه على مدار السنوات الخمس الماضية، فإنه يخطط اليوم الى ان يجمع الثنائية المحلية في قلعة الذيابة هذا الموسم، ولهذا اماله كبيرة في التتويج، وفي المقابل فإن الدحيل يرفض ان يخرج خالي الوفاض بعد ان اكتفى بالوصافة بالدوري، ولم يحصل على أي لقب محلي اخر هذا الموسم، وهو امر مرفوض وغير مقبول في قلعة الدحيل. تخطي الحدود تخطى نهائي اغلى الكؤوس حاجز المنافسة المحلية بل وحتى الاقليمية ولكنه حدث اصبح مثار اهتمام العالم كله خاصة وان هذا النهائي يقام الليلة بالوكرة في حضور وتواجد اكثر من مائة وسيلة اعلامية دولية وعالمية حاضرة في النهائي الليلة لمتابعة تدشين استاد الوكرة رسميا ودخوله الخدمة كثاني ملاعب مونديال 2022 يتم الانتهاء منه وكذلك مشاهدة النهائي. الأولى أم الأخيرة ؟ تحظى هذه المواجهة بتركيز واهتمام كبيرين من جانب البرتغالي جوزفالدوا فيريرا المدير الفني للسد وكذلك مواطنه فاريا المدير الفني للدحيل، فهذه المواجهة هي اخر بطولة ممكن ان يفوز بها العجوز فيريرا مع السد خاصة وانه تم الاعلان رسميا عن رحيله بنهاية الموسم الحالي وهو ما يعني انه لن يستكمل مشوار بطولة دوري ابطال اسيا هذا الموسم لأنها ممتدة للموسم المقبل ابتداء من المراحل الاقصائية، ولهذا فإنه يحاول ان يودع عيال الذيب وهو يهدي لهم الثنائية المحلية. وعلى الجانب الاخر فإن الشاب فاريا لديه طموحات واحلام ان يهدي اول لقب يمكن ان يحققه مع الدحيل لادارة النادي وجماهيره، خاصة انه تولى المسئولية في منتصف الموسم خلفا للتونسي نبيل معلول، وبالطبع فإن اللقب الليلة سيرفع من اسهم فاريا داخل ناديه ويزيد من الثقة فيه لانها ستكون البطولة الاولى له. كلمة شمال إفريقيا يضم الفريقان نخبة من النجوم محترفين ومواطنين، ولكن تبقى مهمة هز الشباك واحراز الاهداف يكون التركيز فيها على مهاجمي شمال افريقيا وخاصة بغداد بونجاح المهاجم الجزائري للسد وهداف الدوري هذا الموسم، وفي الدحيل المهاجم المغربي يوسف العربي الذي يمكن ان يكون متواجدا في التشكيل الاساسي اليوم سواء على صعيد من البداية او مقاعد البدلاء. الدقيقة 6 تحرص جماهير الزعيم السداوي في النهائي الليلة امام الدحيل على الاحتفال بالنجم الاسباني تشافي هيرنانديز وتحديدا في الدقيقة السادسة من عمر المباراة في اشارة الى انه اللاعب الذي يحمل رقم 6، ويكون الاحتفال بالهتاف باسمه واضاءة الهواتف المحمولة. ويترقب عشاق الكرة في العالم المواجهة بين السد والدحيل لمتابعة الاسطورة الاسبانية تشافي هيرنانديز الذي اعلن ان هذه المباراة هي الاخيرة له على المستوى المحلي وانه قرر الاعتزال ليتجه للتدريب بعد انتهاء مشواره كلاعب، واذا كانت بداية تشافي مع برشلونة الاسباني فإن كلمة النهاية يكتبها بنفسه وإرادته في الملاعب القطرية. صراع بين الدفاع والهجوم تأهل السد للمباراة النهائية بعد ان فاز على الغرافة في الدور ربع النهائي بأربعة اهداف مقابل هدفين، ثم في الدور قبل النهائي تخطى عقبة الرهيب الرياني وفاز عليه بهدفين مقابل لاشيء. وفي المقابل فإن الدحيل فاز على الشحانية بهدفين مقابل لا شيء، ولكنه في الدور قبل النهائي تخطى السيلية بثلاثة اهداف مقابل لاشيء. ومن الملاحظ ان السد يملك هجوما اقوى من الدحيل حيث سجل ستة اهداف في المباراتين بينما احرز الدحيل خمسة اهداف، وفي المقابل فإن الدحيل اقوى دفاع لأنه لم يستقبل أي اهداف، وفي المقابل اهتزت شباك السد مرتين، ولهذا ستكون المواجهة عبارة عن حوار او صراع بين اقوى دفاع وافضل هجوم. الجاسم ورفاقه اذا كان تركيز الجميع على فريقي السد والدحيل، فإنه لا يمكن ابدا ان نتغافل عن الطاقم التحكيمي الذي يدير هذه المواجهة لاسيما انه طاقم من الحكام الوطنيين دون اللجوء الى صافرة الحكم الاجنبي، وللعام الثاني على التوالي يتم اسناد هذه المهمة الى الحكم المونديالي عبد الرحمن الجاسم ومعه المساعد المونديالي ايضا طالب سالم المري معاونا اول وسعود احمد معاونا ثانيا، بالإضافة الى طاقم تقنية الفار بقيادة سلمان فلاحي ومعه عبدالله العذبة وخالد عايد مساعدين، والمهمة الملقاة على هذا الطاقم التحكيمي كبيرة للغاية ولكنه قادر على ادائها بنجاح باهر بإذن الله.