حملت الليلة الثالثة للفعاليات الغنائية بمهرجان ربيع سوق واقف بصمة اثنين من نجوم الطرب التونسي هما الفنان الكبير "لطفي بوشناق" والفنان الشاب "نور شيبه" وجاءت ليلة تونسية شدا فيها بوشناق بروائعه التونسية المعروفة التي يميل فيها إلى اللونين الوطني والإنساني، اللذين يعدان السمة الغالبة في أعماله الغنائية وحظيت أعاني بوشناق بتفاعل جماهيري كبير،حيث يشارك "بوشناق" في المهرجان للمرة الثانية بعد أن سجل أول مشاركاته في الدورة الأولى لمهرجان الربيع، الذي وصفه بالمتميز والمنتشر عربيا، مؤكداً أن الثقافة بمفرداتها ومكوناته المتخلفة هي الجسر الذي تعبر عليه الحضارات، وأن الأغنية تعبير عالمي لإيصال رسالة توحد كلمة الشعوب، وتستحضر التراث، وشكر بوشناق قطر على رعايتها للفن من خلال مهرجان الربيع، وأشار بوشناق إلى أن كل المسارح لديه واحدة وأن الأهم ما يقدمه عندما يعتلي المسرح، موضحا أن أعماله التي قدمها هي امتداد لاستراتيجيته الفنية التي ينتهجها. وقال إنه يكره الألقاب ويكتفي بكلمة فنان التي يحملها عن جدارة لأن الفنان هو الشاهد على العصر وهو المرأة التي تعكس الواقع الذي نعيشه. وقال إن كل عمل جديد يضيف لي ولا أضيف له ولا أتطفل على عمل أو مهرجان إلا في حدود ما يطلب مني، وقد شاركت في أوبريت "عناقيد الضياء" بالشارقة دون السؤال عن أي تفاصيل مادية،لأنه عمل سيبقى في تاريخي، ودعا بوشناق الفنانين لتجاوز أغاني المحبة والعواطف وتقديم ألوان منوعة، ونفى أن يكون ضد أغانيه الشبابية، فكل عمل توافر له كلمات ولحن وأداء جيد هو عمل جدير بالتقدير ونفى أيضا أن يكون هناك تراجع للقصيدة الغنائية فهناك الكثير من القصائد مازالت مسموعة، لكننا نعيش زمن اللهث وراء النجومية على حساب كل شيء، وعن مشاركته في مسلسل "زكريا أحمد" قال إنه مشروع توقف بعد ثورة يناير في مصر وآمل أن يرى النور مرة أخرى واختتم بوشناق حديثه في المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أن الأغنية العربية تعيش واقعا مشابها لواقعنا السياسي. ومن جانبه قال نور شيبة إن مشاركته فرصة لإيصال الفن التونسي إلى الجمهور في قطر خاصة أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في مهرجان كبير خارج تونس، مشيراً إلى أنه حرص على تقديم أغنية "لا تضايقونه" للفنان محمد عبده خصيصا بأسلوب تونسي. ولم يفوت نور شيبة الفرصة لخلق نوع من "الشو" حول مشاركته عندما اتهم مواطنه الفنان صابر الرباعي بأنه فنان غير تونسي لكونه لم يقدم شيئا للأغنية التونسية، بل عمل على تكوين نجوميته كفنان عربي داعيا إياه إلى استغلال ما وصل إليه من أجل خدمة الأغنية التونسية خاصة أو الأغاني التي يقال إنه قدمها باللهجة التونسية بعيدة عن ذلك.