رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
لاجئون مسلمون بالكونجو ينتظرون رمضان لإنقاذهم من "الجوع"

أكثر من 200 مسلم لاجئ في مخيم "موجونجا1" بالكونجو الديمقراطية يصومون نهارهم وليلهم بسبب قلّة المواد الغذائية وانقطاعها في أغلب الأحيان، مأساة إنسانية لمسلمين يقبعون أمام خيامهم في انتظار حصول "المعجزة"، وهي أن يهبّ بقية مسلمي العالم لنجدتهم، وتوفير القوت لهم، بما يمكّنهم من أداء فريضة الصيام بعيدا عن شبح الجوع القاتل. نساء وأطفال اصطفّوا في زوايا الخيام المنصوبة بغير انتظام، فارّين من دوي المواجهات التي اندلعت العام 2012 بين الجيش الكونجولي وحركة التمرّد "أم 23 وتحتشد النساء تحت الأقمشة البلاستيكية البالية بفعل الوقت والأمطار، استعدادا للإفطار، لم يكن طبق الـ "فوفو" (خليط من دقيق الكسافا والذرة) والفاصوليا ليسدّ رمق الصائمين، بيد أنّ مرآه على الأرض كان يبعث في تلك النفوس المرهقة البعض من الأمل في الخارج، قامت مجموعة من اللاجئين بتشييد مشرب صغير من بقايا القماش المشمّع المستخدم في صنع الخيام، أمّا النساء، فقد حوّلن جزء من المخيّم إلى ما يشبه السوق. الصيام يثير البهجة منذ التاسع والعشرين من يونيو ، موعد حلول شهر رمضان الكريم، تغيّر وقع حياة هؤلاء اللاجئين، بما يتناسب والضيف الفضيل.. فالمثل العليا لهذا الشهر، والتي تكرّس عقيدة الإيمان والصبر، خفّفت من معاناتهم، بيد أنّ معضلة الجوع وشبح المجاعة أطبقا بثقلهما على أفئدة الأطفال والنساء والرجال.. فعلى غرار الشعوب الإسلامية قاطبة، ينقطع أولئك اللاجئون عن الطعام والشراب طيلة اليوم، إلاّ أنهم في أحيان كثيرة يضطرّون إلى الاكتفاء بالنزر القليل ممّا توفّر من خليط الكسافا والذرة عند الإفطار. أداء فريضة الصيام يثير البهجة في نفوس لاجئي مخيم "موجونجا1".. فالقيم الروحية والدينية غالبا ما تلقى صداها بشكل أكثر عمق لدى الناس الذين خبروا مذاق النزاعات والحروب. ممثّل اللاجئين المسلمين في المخيم "مصطفى بانجالا"، وهو أيضا أب لـ 5 أطفال، قال "لم نحصل على مساعدات إنسانية منذ ما يزيد عن الستة أشهر". وأضاف متسائلا "نحصل بصعوبة على الغذاء خلال الأيام العادية، فكيف يمكننا المقاومة لشهر كامل (رمضان)؟". وبالنسبة لـ "خديجة عمري"، وهي أيضا أم لـ 5 أطفال، فالأمور - كما تراها - على قدر من الوضوح و"صيام رمضان واجب على جميع المسلمين مهما كانت الظروف"، غير أنها "لا تدري" كيف سينتهي الشهر الكريم، متسائلة عمّا إذا كان بإمكان "المعتنقين الجدد للدين الإسلامي الصمود إلى نهاية شهر رمضان". حالة البؤس حالة البؤس التي تغشى الوجوه والمخيم عموما لم تأت على بقايا أمل ما يزال يراود هؤلاء اللاجئين بدنوّ الفرج .. فهم "مصطفى باناجالا" قال "نحن على يقين، بل مقتنعون بأنّ إخوتنا ممّن سيصلهم نداؤنا، سيبدون تفاعلا سريعا مع وضعيتنا، لأنّ الإسلام يحثّ على التضامن وعلى حبّ الآخرين، ولأنّ رمضان يذكّرنا بكلّ تلك القيم السمحة". من جهتها، قالت "هاسيات موهونجو" وهي أرملة وأم لـ 7 أطفال "إنّه الوقت الملائم لنثبت للعالم أنّ حبّ المسلمين لبعضهم يفوق كلّ الحدود". "باناجالا" رأى أنّ الحصول على مساعدة لـ "ترميم" المسجد، سيكون أمرا جيّدا، ذلك أنّه "في صورة حصولنا على أقمشة مشمّعة، فسنقضي شهر رمضان في مسجد في حالة حسنة"، مضيفا "نحن نعوّل على صلوات إخوتنا ليعمّ السلام جمهورية الكونغو الديمقراطية، وليعود جميع اللاجئين إلى ديارهم". في العام الماضي، سجّل المجتمع الإسلامي في "جوما" حضوره في المخيم خلال شهر رمضان، وذلك من خلال توفير قطع القماش المشمّع والسكر والأرز.

274

| 10 يوليو 2014