أثارت الفقرات الإنشادية التي أداها منشدون سوريون على مسرح الدراما في كتارا، أجواء من التفاعل والحماس على حضور الأمسية الفنية التي أقيمت أمس الأول تحت عنوان يا شام حبك في قلبي احتفاء بالذكرى السابعة للثورة السورية، وشارك فيها نخبة من الفنانين والمنشدين السوريين وهم يحيى حوى ومحمد مكي وبراء بيلوني بالإضافة للفنان العراقي مصطفى العزاوي. حضر الأمسية السيد سيف الدوسري مدير إدارة الموارد البشرية بكتارا نيابة عن سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وسعادة السيد نزار الحراكي السفير السوري لدى قطر والمهندس أيمن صوي رئيس الجالية السورية في قطر وجمع غفير من أبناء الجالية السورية في الدولة. الأمل لن يموت واستهل الحفل بكلمة للسفير السوري نزار الحراكي أشاد فيها بدور كتارا في الاحتفاء بالثقافة والتراث، مثمناً جهودها في إقامة المهرجانات التي تعزز قيم التواصل والمحبة والحق والخير، وأشار إلى أن الحفل المقام بمناسبة الذكرى السابعة للثورة السورية يذكرنا بأن الحق منتصر وأن الأمل لن يموت في قلوبنا، مؤكداً أن الشعب السوري يحب الخير للعالم أجمع ولن ينسى وقفة الأحرار والمحبين له في محنته، مقدماً باسم الجالية السورية في الدولة، أسمى آيات الشكر والعرفان لدولة قطر، قيادة وحكومة وشعباً. إبداع في الأداء من جهة أخرى، أضفى الحفل الفني أجواء من التفاعل والحماس، حيث قدم الفنانون المشاركون باقة من أناشيدهم وأغانيهم الوطنية نسجوا من خلالها مشاهد فنية راقية حظيت بإعجاب الجمهور، فقد قدم المنشد محمد مكي وفرقته بالإضافة إلى الفنان براء بيلوني باقة من الأناشيد الوطنية مستمدة من عبق وأصالة الفن السوري. وفور صعود الثنائي يحيى حوى ومصطفى العزاوي خشبة المسرح، استقبلهما الجمهور بالحفاوة والتصفيق، ليشاركهما أداء مجموعة من الأغاني الوطنية التي أبدعا في أدائها، وخاصة مع أغاني سوريا بتناديكم، بكتب اسمك يابلادي، ياسمين الشام، راجع ع بلادي، يا الله مالنا غيرك، جنة جنة. مشاركة وجدي العربي تميزت الأمسية السورية بمشاركة الفنان المصري وجدي العربي، حينما اعتلى المسرح وأطل على جمهور الأطفال الذين رافقوا الثنائي السوري يحيى حوى والعراقي مصطفى العزاوي، ليحدث تفاعلاً لافتاً، ويسجل بحضوره المتميز بصمة فنية نالت إعجاب الأطفال، واستحوذت على اهتمامهم وتفاعلهم، حيث امتزجت أصوات الجميع في أدائهم لكلمات الأغاني الوطنية، وسط أجواء غنائية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير ورددوا مع المنشدين كلماتها التي تفيض بالحماس وتحرك المشاعر المرهفة والجياشة.

نشكر قطر لدعمها المتواصل للشعب السوري الجريح مشاركتي بالثورة لا تقارن أمام الحجم الكبير لتضحيات شعبنا الفنان الحقيقي يعبر عن قضايا الناس وينقل همومهم وتطلعاتهم أكد المنشد يحيى حوى أن الفن الملتزم يحافظ على رسالته النبيلة وإنسانيتها ويسمو بهدفها ومضمونها، مشيرًا إلى أن الفنان الملتزم يحمل رسالة مجتمعه ويعبر بصدق عن هموم الناس وتطلعاتهم، ليساهم في التأثير والتغيير. وأضاف الفنان الذي عين في حوار مع (الشرق) أن زخم الأغاني الوطنية تضاءل في الآونة الأخيرة بسبب قلة الإمكانات المادية وتوجيه أغلب الدعم للجانب الإنساني، مبينا أهمية توظيف الفن لخدمة المجال الإغاثي وأن ينشط الفنان في الخدمة المجتمعية بكل مجالاتها. وأشار الفنان الذي يلقب بمنشد الثورة السورية إلى أن مشاركته في أمسية (من ياسمين الشام إلى قطر الخير) كانت بمثابة رسالة شكر من الشعب السوري إلى قطر الخير لقاء الجهود الكبيرة والخيّرة التي ما توانت قطر، قيادة وحكومة وشعبًا، عن تقديمها وبذلها من أجل الشعب السوري الجريح. "الشرق" اغتنمت مشاركة الفنان يحيى حوى في الاحتفالية التي أقيمت على مسرح الدراما بكتارا مؤخرا، وكان الحديث التالي: بداية، ماذا حملت مشاركتك الأخيرة في أمسية (من ياسمين الشام إلى قطر الخير) من مضامين؟ المشاركة كانت بمثابة رسالة شكر من الشعب السوري إلى قطر الخير لقاء الجهود الكبيرة والخيّرة التي ما توانت قطر، قيادة وحكومة وشعبًا، عن تقديمها وبذلها من أجل الشعب السوري الجريح والمظلوم، ومشاركتي كانت من خلال الإشراف الكامل على تنفيذ الأوبريت الغنائي الذي قدمه طالبات وطلاب مدرسة الجالية السورية في الدوحة، وتقديم بعض الأغاني والأناشيد الوطنية. ارتبطت بالحراك السلمي وحققت أناشيدك انتشارًا واسعًا، كيف تقيم مشاركتك في الثورة السورية؟ حجم مشاركتي في الثورة السورية لا يعتبر كبيرا ولا كثيرا مقارنة بشباب ضحوا وما زالوا يضحون بدمائهم وأرواحهم، وشباب آخر يقضون جل أوقاتهم داخل سوريا تحت القصف وتحت النيران، أنا شخصيًا حاولت من خلال الفن أن أقدم كل ما أستطيع، ولكني أعتبر نفسي مقصرا جدًا بحق ثورة هي من أنبل وأعظم ثورات الشعوب. هل حافظت الأغنية الوطنية على زخمها وتأثيرها بعد قرابة سبع سنوات على اندلاع الثورة السورية؟ للأسف فإن زخم الأغاني الوطنية التي تخدم الثورة قد تضاءل، وذلك بسبب قلة الإمكانات المادية ومحدوديتها، وتوجيه أغلب الدعم نحو الجانب الإنساني وتضميد الجراح النازفة أولا بأول، ومع طول الفترة وتكالب الأعداء على شعب سوريا، أصبح الفنان السوري قبل أن يغني أي أغنية وطنية، يحسب لأغنيته حسابات عديدة. كيف ترى وظيفة فن الإنشاد حاليًا، وما هي شروط الفنان الملتزم؟ باعتقادي أن شروط الفن الملتزم تتجسد بالحفاظ على نبل الرسالة وإنسانيتها وطهارة المعنى وسمو الهدف، والفنان المثقف الملتزم يحمل رسالة المجتمع بمختلف شرائحه ومستويات وعيه، يبلغ هذه الرسالة ويجهر بالحق ويساهم في التأثير والتغيير، والفنان يستمد مكانته من نبض الجمهور وتفاعلهم مع أناشيده بكل ما تحمله من قيم الحرية والعدالة والكرامة وحقوق الإنسان، لذلك عليه أن يعبر بصدق عن قضايا الناس وهمومهم وتطلعاتهم وأمالهم نحو المستقبل القريب. كيف تصف لنا علاقتك مع المنشدين السوريين الذين برزوا خلال الحراك الثوري في سوريا؟ العلاقة مع جميع الفنانين الذين يقدمون أغاني للثورة هي علاقة تكاملية وفيها بعض التنافس الشريف، وهناك تعاون مع الكثير منهم في كثير من الأعمال الفنية الجليلة، وذلك حتى يصل الفن إلى غايته ويوصل رسالته النبيلة خدمة للأجيال. هل تأثرت بشعراء معينين؟ وما هو مدى تأثيرهم على مسيرتك الفنية؟ الشاعر الأستاذ سليم عبدالقادر رحمه الله هو أكثر الشعراء الذين تأثرت بهم، فقد كان الراحل هو الموجه لمسيرتي الفنية من بدايتها وحتى رحيله، أي ما يزيد على 15 عاما، فقد كتب لي معظم أعمالي التي أفخر بها، وقد جمعتني به وحدة الرسالة التي عبرت عنها بصوتي، وقصائده التي تفيض بالحب والجمال والمعاني السامية ستبقى شاهدة على مدرسته العظيمة في الإبداع. نعود إلى حماة مسقط رأسك، ما تأثير المدينة على المنشد يحيى حوى، وهل كان للأحداث التي مرت بها دور على تنشئتك؟ للأسف أنا ممن حرم زيارة بلده ومدينته منذ الصغر، ولا أعرف مدينة حماة إلا من خلال الصور ومقاطع الفيديو، لأنني غادرتها مع والدتي وإخوتي، إبان المذبحة التي تعرضت لها المدينة عام 1982 وكنت وقتها ابن خمس سنوات..وقد غنيت لها العديد من الأناشيد مثل (غنت حماة وهي من كلمات الشاعر الراحل سليم عبدالقادر)، كما خصصت كافة أنشطتي الفنية لدعم قضية بلادي ونصرتها. بصفتك سفيرا للنوايا الحسنة، هل وظفت فنك لخدمة الجانب الإنساني والإغاثي، وما مدى مساهمتك في هذا المجال؟ حاولت قدر الإمكان أن أوظف الفن لخدمة الجانب الإنساني والإغاثي من خلال المشاركة باستمرار في الحفلات الخيرية والرحلات الإغاثية بين الحين والآخر، وقد حاولت التأكيد من خلالها أن الفنان يحمل فيما يقدمه رسائل إنسانية واجتماعية للجمهور الذي يحبه، كما عليه التنويع في اختيار القضايا المطروحة، والتعامل مع كل فئات المجتمع، خاصة تلك الشرائح المنكوبة التي تعرضت لمحنة اللجوء والنزوح، أو الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، دعما لها وتخفيفا لمعاناتها.

تحتضن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" خلال الفترة المقبلة عددا من الفعاليات الثقافية والفنية السورية. وتتضمن الفعاليات، إقامة حفل كورال موسيقي بعنوان "من ياسمين الشام إلى قطر المجد" يشارك فيه طلاب وطالبات المدرسة السورية في قطر، وهو من كلمات الشاعر الدكتور حمزة شبانة وألحان المنشد المعروف يحيى حوى، بالإضافة إلى إصدار "كتارا" للألفية الشعرية التي قام بتأليفها الشاعر السوري ظافر دركوشي في حب قطر، وهي عبارة عن ملحمة شعرية من ألف بيت على بحر واحد وقافية واحدة تحدث فيها الشاعر عن ملامح النهضة الحضارية الكبرى التي تشهدها دولة قطر. كما تحتوي تلك الفعاليات على أنشطة ثقافية وتراثية للجالية السورية في الدولة تعرّف بمختلف جوانب الإبداع الثقافي والفني للشعب السوري، وتساهم في تعميق أواصر الأخوة والمودة التي تربط الشعبين الشقيقين. وكانت "كتارا" قد احتضنت في الفترة الماضية العديد من التظاهرات الثقافية السورية، منها العرض التسجيلي الأخير "غاندي الصغير"، ومهرجان "وطن يتفتح في الحرية عام 2012 " ، بالإضافة الى استضافتها للعديد من الأنشطة والفعاليات التي تناصر الشعب السوري في محنته التي يمر بها، مثل: حملة كتارا "نعين ونعاون" لمحاربة الجوع ومكافحة البرد في سوريا، ومهرجان "ليان" الخيري للمساهمة في تخفيف آلام الشعب السوري، و"حكاية سورية" التي تحدثت عن تجارب لناشطين ولاجئين سوريين واجهوا التحديات وتخطوا المحن، و"حكاية حلب" التي قدمت على المسرح المكشوف ضمن حملة "حلب لبيه" وقام بأدائها نخبة من الفنانين القطريين.

والدي استشهد على يد قوات حافظ الأسد في أحداث حماة عام 1982 2006 أنتجت أناشيد ثورية لسوريا وغنيتها بأسلوب الكورال خوفاً من بطش النظام أعداد الفناننين المنشقين قليلة جداً مقابل الفنانين التابعين لنظام الأسد حجم الدماء التي تسيل في سوريا أكبر بكثير من أن يعبر عنها فنان لا يشرفني أن أتواصل مع أي فنان يدعم النظام هناك مشروع قطري تركي ضخم لخدمة اللاجئين يتم الآن التحضير له أدعم وفد المعارضة السورية المفاوض في جينيف حلب كشفت عن انحطاط كثير من الإعلاميين والفنانين ما قام به الفنان أحمد الـ"مش بني آدم" يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية يعد الفنان السوري "يحيى حوى" من أوائل الفنانين السوريين الذين غنوا للثورة السورية، فبعد انطلاق الثورة بثلاثة أيام طرح أغنيته الشهرية "الشعب السوري ما بينزل"، والتي لاقت تفاعل كبير بين المتظاهرين في شوارع وحواري دمشق ودرعا وحماة وادلب وغيرها من المناطق الثائرة، حتى لقبه الكثيرين بفنان الثورة السورية. وكشف حوى وهو سفير لجمعية "هيومن أبيل" البريطانية والتي تُعنى بشؤون اللاجئين، عن مشروع ضخم قطري تركي للاجئين السوريين في تركيا يهدف لتحويل اللاجئ من مستهلك لمنتج. وفي رده على الفنان المصري أحمد آدم قال يحيى حوى "إن ما حدث في حلب كشف لنا مدى إجرام بعض الإعلاميين والفنانين، ومدى بعدهم عن الإنسانية حيث وصف أحمد أدم بـ "الـمش بني ادم" وأن ما قام به يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية. وقال الفنان السوري يحيى حوى في حواره لـ"بوابة الشرق" إن الفنان لا يصح أن يَحصر فنه وإبداعه لصالح اي تجمع سياسي، مؤكداً دعمه لوفد المعارضة السورية في جينيف لما فيه مصلحة الشعب السوري والحفاظ على حقوقهم. وإليكم نص الحوار.. ** كفنان سوري كيف بدأت رحلة صراعك مع نظام الأسد؟أنا مجروح ومظلوم من النظام السوري منذ وقت طويل، فوالدي استشهد على يد قوات حافظ الأسد في عام 1982 في أحداث حماة واضطررت أن أهرب خارج سوريا وعشت طفولتي خارج بلادي بين السعودية والأردن، وهذا سبّب لي حنين للوطن الذي لا أعرفه، ولكن أسمع عن وطن أسمه سوريا، وحتى عندما كنت أريد أن ألتقي بأهلي وأقاربي كنت ألتقي بهم خارج البلاد. ** ومتى بدأت الغناء لسوريا؟في العام 2006 ساهمت بإنتاج أناشيد لسوريا وغنيتها ولكن بأسلوب الكورال، وكنت حينها خائف من وضع صوتي عليها بشكل مباشر خوفا على ما تبقى من أهلي في سوريا من بطش النظام، وعملت على ألبوم غنائي كامل حينها وكأن أسمه "يا شام"، ولذلك كان بحوذتي 6 أغاني جاهزة لسوريا قبل إنطلاق الثورة. ** هل كنت تتوقع قيام ثورة في سوريا ونشر أغانيك بشكل علني؟في الحقيقة قبل عام 2011، كنت من الأشخاص الذين لا يتوقعوا خروج ثورة شعبية في سوريا، وذلك بسبب شدة القبضة الأمنية والظلم الذي يمارسه نظام الأسد ضد كل من يطلب الحرية والعيش بكرامة، ولكن في نفس الوقت كنت مستعدا لأقدم كل ما يمكن تقديمه في هذا المجال. ** بعد انطلاق الثورة السورية متى طرحت أول أغنية؟انطلاقة الثورة في 15/3/2011، وكانت أول أغنية لي في 18/3 من نفس العام بعنوان "الشعب السوري ما بينزل" وتوالت الأغاني بعد ذلك، حيث كنت أطرح كل أسبوعين انشودة للثورة، حتى المتابعين كانوا يندهشون من الأمر وكيف أستطيع بهذه السرعة أن أسجل وأعمل على الأغنية بهذا الشكل السريع، ولكن الأغاني كانت جاهزة وهذا الأمر أصرح به للمرة الأولى، أنا فقط كنت أرفع صوت الكورال من الأغاني التي سجلتها في عام 2006، وأمزج صوتي عليها بشكل مباشر وأطرحها بين الناس لتتماشى مع الأحداث في سوريا. ** لكل فنان رسالة.. ماهي رسالتك التي تريد إيصالها للثوار والشعب السوري من خلال أغانيك وأناشيدك الثورية؟الرسالة والهدف من الأغاني والأناشيد التي اقدمها هي أنني أريد أن أكون مع الثوار في داخل سوريا بما أتقن، فأنا مع بداية الثورة كنت خارج سوريا، ولم أكن قادرا على الخروج في مظاهرات كالشباب في الداخل، وغايتي كانت زيادة حماسة الثوار والشد من أزرهم من خلال صوتي وأغنياتي. الفنان السوري يحيى حوا ** هل استطاع الفنانون المنشقون عن النظام السوري إيصال الصورة الحقيقة لما يحدث في الشارع السوري الثائر؟ هم قادرين على إيصال الصورة الحقيقية لما يمتلكونه من إمكانيات فنية ومواهب عالية وراقية، ولكن أعداد الفناننين المنشقين كانت قليلة جداً مقابل الفنانين التابعين لنظام الأسد، والدعم الإعلامي للفنانين المنشقين كان ضعيف لغاية، بالإضافة إلى أن حجم الدماء التي تسيل في سوريا أكبر بكثير من أن يعبر عنها فنان أو ممثل من خلال أغانيه وأعماله الدرامية. **مع من تتواصل من فنانين الثورة وهل هناك اتصال مع بعض الفنانين في داخل سوريا؟أتواصل مع الفنان وصفي المعصراني لأنه فنان راقي، وكان من أوائل الذين غنوا للثورة، وهناك تبادل بيننا في ما يخص الألحان والكلمات ونرتب حفلات تجمعنا سوياً، أما الفنانين التابعين لنظام الأسد فلا أتواصل مع أي فنان يدعم النظام ولا يشرفني أن أتواصل معهم أو تربطني بهم أي علاقة. **الفنان السوري الكبير جمال سليمان قال في أحد حوارته المتلفزة بأنه انسحب من الحياة السياسية وخرج من أي تجمع سياسي ثوري لأنه فنان ولا يليق به أن يكذب هل هذا هو السببب الذي دفعك لعدم الإنضمام لأي تجمع سياسي سوري ثوري؟دائما هناك استقطابات سياسية، وادئما السياسي يجب أن يكون منتمي لجهة سياسية ما أو لحزب معين، وأنا أرى بأن الفنان يجب أن لا يكون مستقطب لجهات ساسية معينة في هوية صغيرة، لأن الفنان هو نبض للشارع والشعب، ولا يصح أن يُحصر فنه وإبداعه لصالح أي تجمع سياسي. **هل تاخذ أفكار أغانيك من الشارع السوري الثائر أم تحاول طرح افكار جديدة بأسلوب مختلف؟عندما أقدم أغاني للشارع السوري لا أكون وحدي، بل يشاركني فريق من الأصدقاء والفنانين والشعراء والملحنين، وأستشيرهم قبل طرح أي عمل، وهم يقدمون لي الأفكار والألحان ونتشاور في ما بيننا، بالإضافة إلى ذلك نحن نستفيد من أفكار وكلمات الشارع الثائر ونستلهم منهم الكلمات والأفكار، وعلى سبيل المثال أغنية "يا الله ما النا غيرك يا الله" وأيضا "شعار خاين يلي بيقتل شعبو" كل هذه الكلمات أخذناها من الثوار وأعدناها لهم أغنية تحمثهم وتثبتهم، فالعلاقة بيني وبين الثوار والشعب علاقة تبادلية نبيله غايتها التعبير عن الناس بكل صدق وشفافية. **المؤتمرات التي تعقد في جينيف كيف تراها وكيف ترى عمل وفد المعارضة المفاوض وهل يعبر الوفد عن آمال وطموحات الثوار في الداخل السوري؟ أنا لا أفقه في السياسة كثيراً ولكن لدي الحد الأدنى من المعرفة ببعض التفاصيل بناءً على الوقائع التي تحدث، فأنا شخصياً أدعم وفد المعارضة المفاوض في جينيف بقيادة السيد رياض حجاب، وداعم لكل القرارات التي يأخذونها لمصلحة الشعب السوري والثورة السورية، وأنا مؤمن بأن هذا الوفد يريد لسوريا الخير، سواء اختلفت أو اتفقت معه ببعض الأمور، ولكن قطعا أنا متفق معهم بشكل شخصي في كثير من النقاط الهامة والأساسية. **ماهو دوركم كفنانين في دعم اللاجئين والتعبير عن معناتهم اليومية، والحملات الإعلامية التي تقدم الدعم المادي والمعنوي لهم؟زياراتنا للاجئين في تركيا أو في الأردن لم تتوقف بفضل الله، وذلك من خلال مؤسسات خيرية مثل قطر الخيرية أو هيومن أبيل البريطانية بصفتي سفير لها، وخلال الأيام القادمة سيكون لدي احتفال في أورفا التركية داخل بعض المخيمات والمدارس السورية هناك، ونرتب لهذا الموضوع في الأيام المقبلة بعون الله. **الجمعيات الخيرية القطرية كيف تصف جهودها في دعم اللاجئين السوريين وهل هناك أساليب جديدة في أسلوب الدعم؟في بداية الثورة كان الدعم محصور على الأمور الطبية السريعة، وتأمين للناس المنكوبة مكان للإقامة وتأمين الطعام والطبابة للجرحى، أما الآن فقد تنبهت الكثير من الجمعيات الخيرية ومنها قطر الخيرية لموضوع "التنمية" للاجئين، والسعي لتعيلم اللاجئ صيد السمك بدلا من إعطائة السمك، وذلك من خلال فتح باب للزرق أمام اللاجئين، وجعلهم أناس منتجين في الأماكن التي يقيمون فيها، من خلال مشروع صغير يكسب منه رزق جيد يعينه وأسرته على الظروف الواقعه عليه، فالذي يحترف صناعة الحلوى يتم منحه مكان للعمل وصناعة هذه الحلوى وبيعها، وكذلك النجار والحداد وأصحاب المهن الأخرى، وهذه فكرة رائعة يجب أن تطبق في كل أماكن اللجوء. وهناك مشروع ضخم يتم الآن التحضير له، لايمكنني الإفصاح عن تفاصيله حالياً، ولكن هو مشروع قطري تركي كبير جداً يهدف لتثبيت اللاجئ السوري داخل تركيا حتى يكون إنسان منتج لا مستهلك. **ما يحدث في حلب اليوم كارثة إنسانية راح ضحيتها مئات من الأطفال والنساء والشيوخ، ونرى في الوقت نفسه خروج بعض الفنانين والإعلاميين يهرجون ويضحكون على دماء شهداء حلب، ومنهم الفنان المصري أحمد آدم والذي وجه له الكثير من المراقبين الإتهام بأنه يسخر من دماء شهداء حلب ويهرج على جثثهم وخاصة بعد أن قال "ما يحدث في حلب فوتوشوب وكذب" أنت كفنان كيف ترى هذا الموقف؟ ما يحدث في حلب اليوم شيء يندى له الجبين، وكل مرة نقول فيها أن الأسد ومن معه من الإيرانيين والروس وصلوا إلى أسفل قاع في الإنسانية نجدهم يتسابقون ليصلوا مرة أخرى لقاع أعمق وأبعد.وحلب كشفت عن انحطاط كثير من الإعلاميين والفنانين، الذين كان يفترض بهم الوقوف مع الشعوب ودعمها في ازمتها، ولكن تكشف لنا مدى إجرامهم ومدى بعدهم عن الإنسانية، أما في ما يخص الفنان المصري أحمد الـ "مش بني آدم" فإن ما قام به هذا المهرج لا يمثل رسالة الفن الراقي والإنساني، وإنما يمثل همجية وإنحطاط في الأخلاق والقيم الإنسانية، وتفاهة في السلوك والبعد الفني الذي يقدمه. **ماهي آخر أعمالك وماهي الرسالة التي توجهها للداخل السوري من فصائل وثوار؟أعمل الآن على أنشودة "يا شام أحنا رجالك" كلمات الشاعرة السورية ريما مقداد وألحان وتوزيع الموسيقار أحمد رامي ويمكن أن نقوم بتصويرها، أما الرسالة التي أوجهها للداخل السوري، فأقول لكل من هو في سوريا اليوم " كرمال الله حبو بعض" وهي أنشودة انتجتها مؤخراً، والهدف منها دعوة كل الثوار والفصائل إلى المحبة والعودة بالثورة إلى نقائها وصفائها وكفانا فرقة وخلافات.