رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

781

الملا: 45 مادة سامة في السجائر يفطر عليها المدخن

01 يوليو 2015 , 01:44م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة لغرس القيم التربوية القويمة لما يحمله هذا الشهر من رسالة روحية عميقة الأثر في نفس المؤمن، وهي التي تحفز على ترسيخ التقوى في النفوس وتهذيب الأخلاق والتغيير إلى الأفضل.

والشهر الفضيل فرصة مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة، ومجالا خصبا لتعزيز جميع الفضائل الإنسانية وتغيير جميع المسارات الحياتية، كما أن الروحانيات التي تبلغ ذروتها في هذا الشهر تكون سببا في تنظيم الحياة الشخصية والأسرية والاجتماعية للصائم وتنقيتها مما يشوبها من خلل وجمود.

والاستفادة من هذه الفرصة في تهذيب النفس والارتقاء بالسلوكيات هو ديدن الصالحين، حيث يوفر رمضان موسما للطاعات كما هو موسم لإعادة النظر في الكثير من العادات السيئة التي ربما تكون مألوفة على الرغم من خطئها، والتدرب كذلك على طرق الارتقاء بالإرادة من خلال مراقبة المولى عز وجل في كل الأعمال.

ومن تلك العادات السيئة التي انتشرت في هذا العصر التدخين الذي أجمع الفقهاء على حرمته في حين أجمع الأطباء على ضرره النفسي والبدني والصحي، ويتعدى هذا الضرر إلى الإضرار بالمال والحياة الاجتماعية.

وأكدت الأبحاث الطبية وجود علاقة وثيقة بين التدخين وسرطان الرئة — وتليف الكبد — وأمراض الشريان التاجي — والذبحة الصدرية — وسرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة، كما تشير الإحصائيات إلى أن هذه الآفة تفتك بملايين البشر سنويا وجلهم من الشباب، حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم لم تسلم من التدخين.

وفي شهر رمضان يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب وأيضا عن التدخين طوال فترة الصيام، فضلا عن تعرض الصائم المدخن لأعراض الانسحاب التي تظهر نتيجة الامتناع عن التدخين وهي تجربة عملية ربما تفيد الصائم في قرار الامتناع عن التدخين.

ولكن على العكس من ذلك يصر غالبية المدخنين على الاستمرار فبمجرد سماعهم أذان المغرب تجدهم يهرعون إلى التدخين حتى بعد تناول وجبة الإفطار أو الصلاة، ولكن إذا كان المدخن يستطيع الامتناع عن التدخين طوال ساعات الصيام التي تمتد من الفجر حتى أذان المغرب فيمكنه اتخاذ قرار التوقف النهائي عن التدخين ولكنه يحتاج إلى العزيمة التي يمكنه أن يستمدها من فضائل شهر رمضان.

ولكن كيف يمكن للمدخن الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان؟..

في معرض إجابته عن هذا السؤال، أكد الدكتور أحمد الملا — مدير عيادة الإقلاع عن التدخين بمؤسسة حمد الطبية أن شهر رمضان الكريم بما يحمل من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، يعد مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة كالتدخين.

وقال "إن الصيام يفرض الانقطاع عن التدخين لفترة طويلة من اليوم، مما يعني أن المدخنين تتاح لهم فرصة لا تتجاوز ثماني ساعات في اليوم لممارسة التدخين، مما يقلل استهلاكهم من السجائر ومشتقات التبغ الأخرى، هذا بالإضافة إلى العديد من النشاطات التي يقوم بها الصائم بعد الإفطار من زيارات عائلية وصلاة، مما يشغل الإنسان عن التدخين ويساعده على الإقلاع نهائياً عن هذه العادة الضارة من خلال التخفيف من التدخين في رمضان إلى حد كبير".

ونصح الدكتور الملا بممارسة التمارين الرياضية وشرب الكثير من الماء بعد الإفطار، والابتعاد عن المدخنين الآخرين، إذ إن العديد ممن ينوون الإقلاع عن التدخين يستمرون بالاختلاط بمدخنين آخرين، مما يزيد من الإغراء ويصعب عليهم الإقلاع عن التدخين، فالجلوس لساعات طويلة مع مدخنين آخرين أو في مقاهي الشيشة سبب رئيس في فشل الكثير من محاولات الإقلاع عن التدخين.

وتطرق الدكتور أحمد الملا إلى المنافع العديدة للإقلاع عن التدخين لمرضى السكري، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى تحسن في معدلات السكر في الدم والدورة الدموية، كما يزيد من استجابتهم للعلاج بالإنسولين ويخفف من المضاعفات والاختلاطات الناتجة عن مرض السكري، ويخفض مستوى ضغط الدم والكولسترول، وهي جميعها عوامل تساعد المريض على التحكم بمرض السكري والعيش بشكل أفضل.

وذكر الدكتور الملا أن الإقلاع عن التدخين ليس مهمة سهلة ويتطلب إرادة وتصميماً قويين، ناصحا الراغبين في الإقلاع عن التدخين باللجوء لمساعدة المتخصصين.

وتابع قائلا "وفي هذا الإطار فإن عيادة الإقلاع عن التدخين في مؤسسة حمد الطبية جاهزة لمساعدة جميع الراغبين بالإقلاع عن التدخين، سواء من خلال التوقف الفوري عن التدخين أو باعتماد أسلوب تخفيف التدخين تدريجياً أو استخدام الأدوية المناسبة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين".

وأردف قائلا "إن الفترة الأولى للإقلاع عن التدخين تعتبر مقياسا مهما لمدى النجاح أو الفشل في الإقلاع الدائم عن التدخين، وعلى المدخن ألا يجد حرجا في طلب العون والتسلح بالمزيد من النصائح عن كيفية التعامل مع هذه الفترة الحرجة".

وبين أن عيادة الإقلاع عن التدخين في مؤسسة حمد الطبية تقدم خدمات متعددة تتضمن الاستشارات الصحية والمعلومات والدعم للمرضى خلال فترة الإقلاع عن التدخين، كما تقدم العيادة علاجات تعتمد على استبدال النيكوتين، وذلك لمساعدة المرضى في التغلب على الأعراض والسلوكيات الناجمة عن إيقاف التدخين.

وحول أضرار التدخين، أوضح الدكتور الملا أن التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والشرايين والجلطة، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال المزمن وإفراز المخاط والتهاب الصدر، كما يرتبط سرطان الرئة بشكل خاص بتدخين السجائر، ويعد الكربون المؤكسد والقطران من أكثر الأسباب المؤدية لمختلف أنواع السرطانات.

وأشار إلى أن التبغ يعد من جملة المواد التي تؤدي إلى الإدمان، مضيفا في السياق ذاته "ولذلك ينبغي النظر إليه بكل جدية ومواجهته كما نواجه أنواع الإدمان الأخرى، وخاصة مع تأكيد الباحثين على دور التدخين كبداية أو مدخل للإدمان على المواد الأخرى كالمخدرات والمسكرات".

واستطرد قائلا "أما القطران في التبغ فيسبب أمراضا مزمنة في الجهاز التنفسي وهو أيضا مسبب رئيسي لسرطان الرئة، كما ينتقل أول أكسيد الكربون من الرئة إلى مضخات الدم حيث يختلط بالهيموجلوبين ويقلل من كمية الأوكسجين الموجودة في خلايا الدم الحمراء، وهي أيضاً تدمر الخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي تسبب تصلب الشرايين على المدى الطويل. ويؤدى وجود كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون في الدم إلى تصلب الشرايين الذي يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية".

وفيما يتعلق بالتدخين السلبي، نوه الدكتور الملا بأن استنشاق دخان السجائر وإن كان عن طريق التدخين السلبي والذي يتسبب في موت آلاف الأشخاص كل عام بأمراض القلب؛ يكون له تأثير كبير على القلب والأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة مثل الذبحة الصدرية وذلك لأن النيكوتين في السجائر يرفع ضغط الدم لدى المدخنين ولدى غير المدخن الذي يستنشق دخان السجائر مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب.

وبحسب الدكتور الملا فإن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 45 مادة سامة تساعد على حدوث السرطان، ويتم امتصاص معظمها بشكل مباشر في مجرى الدم ومنها إلى خلايا الجلد التي تقلل من كفاءة وظيفة الجلد في تجديد خلاياه تلقائياً، فالتدخين يعمل على انقباض (تضييق) الأوعية الدموية في الطبقة العلوية من الجلد، مما يقلل من كمية الدم التي تصل إلى الجلد، ومن ثم نقص كمية الأكسجين اللازمة للخلايا الحية، والتي تتطلبها عملية تجديد الخلايا الميتة.

وأضاف قائلا "ويؤدي نقص كمية الدم والأكسجين إلى تغليظ قوام الدم، وبالتالي قلة معدلات الكولاجين في الجلد، والذي يؤدي إلى نتيجة حتمية أخرى هي التئام الجروح بشكل أبطأ أو غير تام".

مساحة إعلانية