رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2091

وسائل التواصل الاجتماعي تصنع فجوة بين الأسرة والأبناء

01 يوليو 2016 , 01:05م
alsharq
وفاء زايد

أكدت أن وسائل التواصل الاجتماعى سبب الفجوة.. سلمى الحرمي لـ الشرق:

الـ " واتس آب" يدير أوقاتنا اليوم وأفقدنا الإحساس بطعم الحياة

انجراف الأبناء وراء التكنولوجيا تسبب في غياب الحوار الأسري

أكدت السيدة سلمى الحرمي مسؤولة الأنشطة والبرامج بمركز "قدرات للتنمية" بالخور أنّ التنظيم الأسري داخل البيت، وتحديد مسؤوليات الأبناء يمكن أن يقيهم من مخاطر الانجراف وراء التقنية الحديثة التي باتت في أيدي الصغار.

وقالت للشرق: إنّ وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، أحدثت فجوة بين الأسر والأبناء حتى بات الإنسان مدمناً عليها، وأصبح كثيرون يلهثون وراء استهلاك المنازل والأثاث الفاخر والهدايا الثمينة الخيالية والسفر والصحون الغريبة، أما الكتب الثرية فيضعها الأبناء بالقرب من ديكورات فخمة لإبراز أنفسهم بمظهر المثقفين، وهذا ما تسببت فيه الإعلانات والأفلام والمسلسلات التي روجت لصورة البطل السعيد الغني الذي يحمل صورة السعادة المطلقة.

ونوهت الى أنّ الأسرة العربية تعاني من غياب صورة الوالدية، وغياب الحوار الأسري، والاهتمام المادي، وعدم وضوح الأولويات.

ووصفت إدمان الأبناء على التكنولوجيا قائلةً: من كثرة انحناء الرأس على الهواتف الذكية، صار الـ (واتس أب) اليوم يدير أوقاتنا حتى أفقدنا الإحساس بطعم الحياة والتأمل بالطبيعة والتفكر بمجريات الأحداث، والتركيز على الأهداف والاستمرار بالإنجاز، فصار هم الواحد منا نقل الأخبار والأحداث التي من حوله، أكثر من أن يتفاعل مع الحدث الذي أمامه، فلو رأى حادث اصطدام بين سيارتين، فيكون أول ما يفكر به نشر الخبر قبل أن يفكر ويبادر بمساعدة المصابين.

وتابعت: وقد تجد شخصا جالسا في غرفة العناية المركزة بقرب أبيه أو أمه في لحظات حياتهما الأخيرة، ويكون مشغولا بنقل أخباره من خلال "واتس أب أو انستجرام" أكثر من انشغاله بالدعاء لهما أو الاهتمام بهما.

ونوهت بأنّ العلاقات الاجتماعية تأثرت بالوسائل التقنية العصرية، وتأثرت العلاقة مع الأبناء، ومع زملاء العمل والأصدقاء، مضيفةً أنّ الأمانة في التربية تعني غرس الإيمان وحب الله ومخافته ومراقبته، والدعاء للأبناء بالصلاح، والاتفاق بين الزوجين على منهج التربية، وألا تخالف أفعالنا أقوالنا، والعدل بين الأبناء وعدم المقارنة بينهم، ومراقبة الأبناء وتصرفاتهم والتعرف على أصدقائهم، وإشراك الأبناء في الهموم التي تعاني منها الأسرة، وتعويد الأبناء على تحمل المسؤوليات، وعدم تقديم التنازلات لهم في المبادئ والضوابط المتفق عليها معهم.

وأشارت إلى ضرورة استشعار المسؤولية أمام الله لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْـحِجَارَة)، وقال رسولنا الكريم (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته)، وتكريس أفضل أوقاتك لأولادك، واتباع مبادئ الود والمصارحة والحرية والواقعية، وتحذير الأبناء من مخاطر التكنولوجيا، وتعليم الأطفال أن الأدوات الإلكترونية مخدراً سمعياً أو بصرياً، فتخلق لديهم نوعاً من التبعية، وضرورة الحوار بين أفراد الأسرة.

الألعاب الحركية

كما نصحت بتوفير الألعاب الحركية مثل كرة السلة والقدم وتعليم الألعاب الشعبية الحركية، التي تتميز بالتواصل وتعليم المهارات الاجتماعية وإشراكهم في النوادي والمراكز الشبابية، وتكوين مكتبة منزلية.

وحثت الأسر على وضع قانون يضبط الأولويات ويحدد الأدوار في الأسرة، وضرورة تنظيم اجتماع دوري لمناقشة شؤون الأسرة بحضور جميع أفرادهـا.. ولكي ينجح القانون الاجتماعي لابد من الاتفاق بين الزوجين، ووضع قائمة بالسلوكيات السلبية، والاجتماع مع الأبناء ومناقشتهم في كل شؤون البيت، واستطلاع رأيهم في كيفية تغيير السلوكيات السلبية، وعمل قائمة بالثواب والعقاب مع أخذ رأي الأبناء واستشارتهم فيها، والاستمرارية والمتابعة من الوالدين مع التجديد في الوسائل.

وقالت السيدة سلمى الحرمي إنه من اجل تنظيم اجتماع دوري للأسرة لمناقشة شؤون الأسرة ومشاكلهم خاصة، يفضل أن تنظم الأم الاجتماع الأول، ومن ثم يشارك الأبناء في تنظيم الاجتماع، واختيار المكان والزمان المناسب لكل أفراد الأسرة، وإعداد بعض المفاجآت لجذب الأسرة وتشجيعهم على مواصلة تنفيذ هذه الاجتماعات، واعتماد مبدأ الحب المصارحة والوضوح والتواضع خلال الاجتماع ضرورة عقد اجتماعات في المناسبات المهمة مثل دخول المدرسة أو دخول رمضان أو السفر، أو مرض أحد الوالدين، من أجل توزيع المسؤوليات والاتفاق على ما يلزم.

نهج تربوي

وأوضحت أنه من أجل إقامة قانون للأسرة لابد من اتباع نهج تربوي منظم، مثل احترام مواعيد الصلاة، وقراءة جزء يومي من القرآن الكريم، والالتزام بالأخلاقيات الفاضلة مثل الحوار والتعاون والعمل كفريق واحد والتسامح، والإنصات، والسلام، والتعبير عن المشاعر بكل أدب وفن، وتوزيع المسؤوليات وواجبات المنزل وأوقات المذاكرة واللعب والنوم، وتوزيع المهام على الأطفال.

مساحة إعلانية