رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1734

محطات بارزة في حياة إسماعيل هنية

01 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
إسماعيل هنية
❖ غزة - أ ف ب

ظلّ الشهيد اسماعيل هنية على مدى عقود أحد أبرز الوجوه القيادية لحركة حماس، وتنقّل بين السجون والمعتقلات الإسرائيلية والمنافي، ومن جوار المؤسس الشيخ إسماعيل ياسين الى رئاسة المكتب السياسي للحركة.

ولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية يوم 23 يناير 1962 بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، والذي كانت أسرته قد لجأت إليه من قرية الجورة الواقعة في قضاء مدينة عسقلان المحتلة. والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987 التي حصل منها على شهادة في الأدب العربي. وبرز هنية خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية، كما شغل عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عميدا لها عام 1992، كما تولى عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ المؤسس الراحل أحمد ياسين بعد إفراج الاحتلال عنه.

التحق بحماس في عام تأسيسها (1987) خلال الانتفاضة الأولى في الأراضي الفلسطينية التي استمرت حتى 1993. وعلى مدى تلك الأعوام، اعتقلته القوات الإسرائيلية أكثر من مرة، وكان من ضمن مجموعة من القياديين والشخصيات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين أبعدتهم الدولة العبرية الى لبنان عام 1992، وأقاموا في مخيم بمنطقة مرج الزهور الحدودية، قبل أن يسمح لهم بالعودة تباعاً في العام التالي.

رافق هنية مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين كمدير لمكتبه بعد إفراج إسرائيل عنه عام 1997. وفي 2003، نجا الرجلان من محاولة اغتيال بغارة إسرائيلية. وتعزّز دور هنية في حماس بعدما اغتالت إسرائيل ياسين في العام التالي، وبعده بفترة وجيزة عبد العزيز الرنتيسي الذي اختير قائداً للحركة في غزة.

وقاد هنية حركة حماس نحو تحقيق فوز غير متوقع في الانتخابات التشريعية على حساب حركة فتح، وأصبح رئيسا لحكومة وحدة مع حركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلا أن التفاهم لم يدم طويلاً، واندلعت مواجهات مسلحة بين الحركتين في 2007 انتهت بفرض حماس سلطتها الكاملة في غزة، في خطوة تلاها تشديد إسرائيل حصارها على القطاع.

عُرِف هنيّة بشخصيته الكاريزماتية الى حدّ كبير بالنسبة لأنصاره، ونبرة صوته الهادئة التي تتحوّل الى خطابة مفوّهة صاخبة في التجمّعات الجماهيرية. واتسمت مسيرة الرجل القوي البنية ذي اللحية البيضاء بمقاربة براغماتية ضمن حركة تعدّدت فيها التيارات.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، كان هنيّة وجه حركة حماس وصورتها في مفاوضات وقف إطلاق النار، مع انصراف قيادتها في القطاع لإدارة المعركة العسكرية ورسم الخطوط العريضة للتفاوض على إطلاق الرهائن.

ولقي هنيّة استقبالا حارا في العاصمة الإيرانية، تخلّله عناق حار مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان على هامش أداء هذا الأخير اليمين الدستورية الثلاثاء، ولقاء مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وقال هنية للمرشد "هكذا هي الدنيا... الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت، ولكن هذه أمة خالدة... ومتجدّدة"، وفق فيديو من اللقاء تم توزيعه الأربعاء.

    "الشهادة في سبيل فلسطين"

في العام 2017، خلف هنية خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي للحركة، وتسلّم المسؤولية في وقت كانت حماس تسعى للتخفيف من عزلتها الدولية دون تهميش أعضائها المتشددين. وأعلنت حماس، في حينه صيغة معدّلة لوثيقتها السياسية تعكس توجها أكثر اعتدالا، دون التراجع عن موقفها بعدم الاعتراف بإسرائيل.

لم يخف هنية موقفه من الاعتراف بإسرائيل، وهو قال يوما في مهرجان جماهيري في غزة "أقول لكم وبأمانة سنسأل عنها أمام الله وبثبات الرجال وعهدة الشهداء أننا لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل".

وعلى رغم براغماتيته، أكد هنية مراراً التمسك بثوابت الحركة. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2022 "نحن لدينا رؤية؟ ما هي الرؤية؟ إنجاز مشروع التحرير والعودة وطرد الاحتلال عن أرض فلسطين".

وأوضح أن تحقيق المشروع يتطلب العمل على مسارات عدة، وأن "على رأس وقمة هذه المسارات هو الكفاح المسلح".

وبقي هنية في الأعوام الأولى لتوليه المكتب السياسي مقيماً في منزل متواضع في مخيم الشاطئ في قطاع غزة. وغالباً ما كان يخرج للمشي في الشارع، أو يلقي الخطب في المساجد مرتدياً عباءة تقليدية.

وغاب هنية عن غزة منذ ما لا يقل عن أربعة أعوام. وبعد اندلاع الحرب، كرّر مراراً اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية ووحشية لم تعرفها البشرية" في غزة، والمماطلة في إبرام اتفاق لوقف النار.

ودفع هنية كلفة شخصية جراء الحرب، إذ استشهد العشرات من أقاربه في القصف الإسرائيلي، بينهم ثلاثة من أبنائه.

وعلى رغم إقامته خارج الأراضي الفلسطينية، لم يكن يستبعد أن يكون مصيره مشابهاً لقادة سابقين في حماس اغتالتهم إسرائيل، مثل ياسين والرنتيسي ويحيى عياش وصلاح شحادة. وقال للجزيرة قبل عامين "هذه فلسطين التي على جنباتها وفي أروقتها سالت دماء وشهداء وعظماء وأبطال وأسرى وأسيرات". وأضاف "نعم نحن نستشعر ثقل الأمانة والمسؤولية، وهذه مسؤولية لديها أثمان، ونحن أيضا مستعدون لهذه الأثمان... الشهادة في سبيل فلسطين".

مساحة إعلانية