تقارير وحوارات

745

سياسيون وإعلاميون: وعي "القيادة القطرية" سبب نجاح "الجزيرة"

أكد سياسيون وإعلاميون أردنيون، أن "قناة الجزيرة" تعتبر ظاهرة فريدة في الإعلام العربي، حيث تمكنت خلال 17عاما من مسيرتها أن تقلب موازين الإعلام وتحول قضاياه ليكون حرا معبرا عن نبض الشارع بعد أن كان يطغى عليه وجهة النظر الرسمية، مشيرين إلى أنها القناة الوحيدة التي هزت عرش زعماء وغيرت حكومات ونقلت حياة شعوب من الرضوخ للحكام إلى المطالبة بالحرية والعدالة، والذي تتوج في السنوات الأخيرة بثورات الربيع العربي.

وأضافوا أن أهم ما قدمته "الجزيرة" خلال مشوارها، هو أنها خلقت مناخا إعلاميا جديدا تمثل بنشوء العديد من الفضائيات، التي حاولت السير على نهجها ومخاطبة الشارع بدلا من المسؤول.

القيادة القطرية

وأكدوا أن نجاح "الجزيرة"، ما كان ليتحقق لولا أن وراءها قيادة قطرية واعية بتطلعات الشعوب ومواكبة للتغيرات في عالمنا المعاصر، الذي أصبح أصغر من قرية صغيرة بفعل التطور الهائل في مجال الاتصالات.

من جهته قال السياسي والإعلامي جميل أبو بكر، القيادي في الحركة الإسلامية: "إنه منذ انطلاقتها كانت الجزيرة علامة بارزة في الإعلام العربي المعاصر من خلالها عملها على ترسيخ قيم الحرية، واختراق ما كان يعتبر محرمات في الواقع الإعلامي، الذي يعكس وجهة نظر المسؤول، بحيث أصبحت صوت الشارع والمواطن العادي، وتميزت بالمستوى المهني الرفيع بما مكنها من الدخول إلى البيوت بلا استئذان"، وتابع: "كما أنها أكثر القنوات التي وحدت المجتمع العربي للجماهيرية التي تمتعت بها".

وأضاف: "ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الجزيرة في تأثيرها فاق العديد من الدول، وجعلت للإعلام سلطة حقيقية لم تكن متوفرة له من قبل عندما كان أسيرا لتوجهات الحكومات وليس الشعوب، بحيث فقد مصداقيته كإعلام أمام تلك الشعوب ووجدت في قناة الجزيرة ضالتها المنشودة".

مواجهه الحرب

وقال: "لذلك تعرضت الجزيرة ومن ورائها قطر لحرب شعواء بسبب إصرارها على النهج الذي استمرت عليه منذ انطلاقتها، وأكسبه ثقة المواطن العربي، وحتى الذين يكرهونها أو يعارضون توجهها فهم أيضا يحرصون على متابعتها".

وأضاف: "ولابد في هذا الصدد أن نشيد بدور القيادة القطرية التي تمسكت بمبادئ الإعلام وواجهت الضغوطات التي تعرضت لها للحفاظ على استقلالية قناة الجزيرة وعدم التدخل بشؤونها".

الربيع العربي

وقال الإعلامي خضر المشايخ: "إن ما ميز قناة الجزيرة بالرغم من تاريخها القصير هوانها كانت ثورة وليس مجرد محطة فضائية استطاعت أن تخلق وعيا جديدا في الساحة الإعلامية، ولدى المواطن العربي، بحيث استحقت ما هي عليه من الصدارة لقدرتها على مواكبة الأحداث لحظة بلحظة مثلما رأينا في تغطيتها لثورات الربيع العربي بالشكل، الذي اغضب الحكومات الرسمية منها وتعرضت مازالت تتعرض لاضطهاد وملاحقة واعتقال مراسليها هو ما أعطاها الصدارة التي تستحقها بين وسائل الأعلام الأخرى لتجعل لدى المواطن العربي من المحيط للخليج ثقافة سياسية وإعلامية، ولم يعتمد على ما تبثه وسائل الإعلام الرسمية وهو جعلها ذلك تدفع ثمنا باهظا ومع ذلك لم تقم بتغيير منهجها وسياستها التحريرية".

وأضاف: "وبالرغم من كل ما تتعرض له الجزيرة من حرب شعواء وتشويه لدورها إلا أن أثبتت بحق أنها رائدة الإعلام الحر في عالمنا العربي واكسبها شعبية اكبر عربيا وعالميا".

وقال: "إن ما تحقق من نجاح للجزيرة كان سبب وجود رؤية سياسية للقيادة القطرية تدرك الدور البناء للإعلام في زيادة وعي الشعوب وتطويره وإيجاد مستقبل اكثر إشراقا".