محليات

557

السفير سوبرونوفيتش لـ "الشرق": زيارة صاحب السمو محل تقدير واهتمام كبيرين في بولندا

أكد أن العلاقات قائمة على الثقة المتبادلة..

التوقيع على اتفاقيات جديدة خلال الزيارة تخدم التعاون المشترك

قطر ستمد بولندا بـ 2 مليون طن سنوياً بداية من يناير المقبل

الدوحة تقوم بدور بالغ الأهمية في جهود التوسط لحل المنازعات

فرص واعدة أمام المستثمر القطري في الطاقة والبنية التحتية والسياحة

قطر أقرب شركائنا في منطقة الشرق الأوسط

ثمن سعادة كشيشنوف سوبرونوفيتش، سفير جمهورية بولندا لدى الدولة، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى بلاده غدا الخميس. وقال السفير سوبرونوفيتش إن زيارة صاحب السمو هي الأولى لسموه إلى بولندا، مؤكدا أنها محل تقدير واهتمام كبيرين من قبل بولندا.

وأوضح السفير البولندي في حوار لـ"الشرق" أن الزيارة ستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تخدم العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بين البلدين، حيث سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة وزارية مشتركة للتعاون، واتفاق للتعاون في مجال العلوم الطبية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى اتفاق للتعاون في مجال الثقافة.

وأشار إلى أن قطر تقوم بدور بالغ الأهمية في جهود التوسط لحل المنازعات الإقليمية والدولية، منوها بأن حجم التجارة بين البلدين بلغ العام الماضي 345.5 مليون يورو. وقال إن قطر ستمد بولندا بـ 2 مليون طن سنويا بداية من يناير المقبل.. وإلى مزيد من التفاصيل:

نبدأ بالزيارة التي يقوم بها اليوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى بولندا.. كيف ترون تلك الزيارة المهمة؟

زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى بولندا هي أول زيارة رسمية، وبالتالي فهي زيارة محل تقدير واهتمام كبيرين في بلادنا. وأنا هنا في بولندا للمشاركة في الأعمال التحضيرية التي تقوم بها سلطات جمهورية بولندا.

هل ستشهد الزيارة التوقيع على اتفاقيات جديدة بين قطر وبولندا؟

نعم هناك بعض الاتفاقيات الجديدة بين البلدين. ولقد عملنا بجد مع شركائنا القطريين على وضع مجموعة من الاتفاقيات، وهي جاهزة للتوقيع عليها خلال زيارة حضرة صاحب السمو. ومن المنتظر أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة وزارية مشتركة للتعاون، واتفاق للتعاون في مجال العلوم الطبية والرعاية الصحية، واتفاق للتعاون في مجال الثقافة. وهناك اتفاقات أخرى قيد التفاوض الآن، ونأمل أن يكون التوقيع عليها واحدة تلو الآخرى في الأشهر المقبلة.

كيف تقيم دور قطر في التوسط وحل النزاعات الإقليمية والدولية؟

نحن في بولندا ما زلنا نشعر بالدور البالغ الأهمية والدور النبيل الذي تقوم به قطر في جهود التوسط لحل المنازعات الإقليمية والدولية. ونحن نود أن نستفيد من خبرة قطر الفريدة ودرايتها الفنية في هذا المجال. وأعتقد سيكون ذلك ذا أهمية خاصة لبولندا خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال 2018 — 2019، إذا حصلنا على هذا المقعد.

علاقات متطورة

في هذا الإطار كيف تقيم العلاقات القطرية — البولندية؟

بولندا تقيم العلاقات السياسية مع قطر بشكل إيجابي جدا. وتخلو العلاقات الدبلوماسية البولندية القطرية — التي يعود تاريخها إلى 28 عاما — من أي أعباء أو توترات تاريخية. بل على العكس من ذلك، حافظت على تطورها بنجاح، واحتفظت بروح الاحترام المتبادل والتفاهم. وتحرص الحكومة البولندية في علاقاتها مع دولة قطر بشكل خاص على الثقة المتبادلة والوضوح التام، فضلا عن استعداد شركائنا القطريين لاستكشاف الإمكانات الناجمة عن التكامل الكامل لاقتصادات بلداننا. وفي هذا السياق. أود أن أشدد على أن دولة قطر تنتمي إلى شركائنا الأكثر موثوقية، وأقرب شركائنا في منطقة الشرق الأوسط.

ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

في الآونة الأخيرة، أصبحت قطر ثالث أكبر شريك تجاري لبولندا بين دول مجلس التعاون الخليجي. ومنذ سنوات، لاحظنا تزايد الصادرات البولندية إلى قطر، ففي عام 2016، بلغ حجم التجارة 345.5 مليون يورو، وكان جزءا كبيرا، منها واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر، وهو البند الرئيسي في البورصة. وفي المقابل كانت أكبر مبيعات بولندا إلى قطر هي الآلات والمعدات الكهربائية والمواد الغذائية.

الغاز القطري

على ذكر الغاز القطري.. ما هي تفاصيل التعاون مع قطر في هذا القطاع المهم؟

إن التعاون الاستراتيجي في قطاع الطاقة — المتمثل في عمليات تسليم الغاز الطبيعي المسال القطرية إلى محطة سوينجسي البولندية التي بدأت في يونيو 2016 — لهو أفضل انعكاس للعلاقات السياسية الحالية التي بدأت على أعلى مستوى في عام 2002 مع صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال زيارته إلى بولندا في ذلك الوقت. وفي 14 مارس الماضي أعلنت شركة النفط والغاز البولندية عن توقيع اتفاقية جانبية مع اتفاقية بيع وشراء قد وقعت في عام 2009، مع قطرغاز. وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم قطر غاز بزيادة حجم الغاز الطبيعي المسال، الذي يتم توريده حاليا إلى محطة ليش كاكزينسكي للغاز الطبيعي المسال في سوينجسي من مليون إلى 2 مليون طن سنويا. وستدخل الاتفاقية الجديدة حيز النفاذ في 1 يناير 2018، وستنتهي في يونيو 2034. وتعد هذه الاتفاقية خطوة مهمة نحو تعميق الشراكة الوثيقة بين شركة البترول الوطنية في بولندا، وشركة قطرغاز، التي تعد من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهذا يؤكد التزام قطرغاز بدعم التنمية بقطاع الغاز في بولندا بشكل عام.

فرص استثمارية

ما هي أهم الفرص الاستثمارية التي يمكن من خلالها أن يدخل المستثمر القطري للسوق في بولندا؟

يجب أن نتذكر أن بولندا اقتصاد ناضج ومتطور، فمن حيث الناتج المحلي الإجمالي نحن من أكبر 24 اقتصادا في العالم. بولندا هي بلد الفرص التجارية الواسعة مع اقتصاد صحي ومتنوع، بما في ذلك واحدة من أضخم قطاع الصناعات الزراعية والغذائية في أوروبا، حيث نقوم بتصدير المواد الغذائية بأكثر من 27 مليار يورو في السنة، يضاف إلى ذلك البنية التحتية الرائعة، فضلا عن الأوضاع القانونية الآمنة، وبالتالي فهي توفر فرصا رائعة للاستثمار في كل القطاعات. ومع ذلك، ونظرا للطبيعة الاستراتيجية لعلاقاتنا، فسوف تقدم المؤسسات للمستثمرين القطريين الفرص في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والسياحة.

مكافحة الإرهاب

ماذا عن التنسيق بين البلدين في جهود مكافحة الإرهاب؟

من دواعي الاحترام والتقدير، أننا نلاحظ موقف السلطات القطرية القاطع والحازم تجاه مشكلة الإرهاب. ونحن نقر بمشاركة قطر في أنشطة الائتلاف العالمي وحرصها على التعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى وأصحاب المصلحة في كفاحهم ضد داعش. وبولندا من جهتها انضمت إلى التحالف في منتصف عام 2016. وقد ولدت هذه التطورات بدورها المصلحة المتبادلة الحقيقية لاستكشاف مجالات أخرى للتعاون المحتمل بين القوات المسلحة البولندية والقطرية. وهناك الكثير من الإمكانات القائمة في هذا الإطار، حيث يتطلع الجانب البولندي إلى زيارة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة القطرية إلى بولندا في وقت لاحق من هذا العام.

السياحة والثقافة

كما تعلم السياحة والثقافة من المجالات المهمة.. هل لديكم استراتيجيات محددة لجذب مزيد من السياح القطريين إلى بولندا؟

الحكومة تعمل على تعزيز المعرفة حول بولندا في منطقة الخليج. وأظن أنه لم يتم بعد اكتشاف بولندا من قبل السياح القطريين ودول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هذا الوضع يتغير الآن. ونحن نلاحظ الاهتمام المتزايد بقضاء العطلات في بولندا، لأن السائحين يعلمون أنهم سيحصلون على جودة عالية وتجربة لا تنسى بأسعار تنافسية للغاية.