عربي ودولي

217

معهد دول الخليج في واشنطن: الدبلوماسية القطرية تلعب دوراً فاعلاً في الأمن العالمي 

أكد تقرير لمعهد دول الخليج في واشنطن أن جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تبرز الأولويات التقليدية والمستجدة في سياسة قطر الخارجية. وفي حين تسعى قطر لتحقيق أولويات مثل توسيع الحوار والعلاقات مع إيران، وتعزيز علاقاتها مع الدول الخليجية المجاورة، وترسيخ وجودها في سوق الغاز الأوروبية، إلا أنها تحافظ في الوقت ذاته على توطيد شراكاتها طويلة الأمد مع تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار قام صاحب السمو بجملة من الزيارات الدبلوماسية لإيران وتركيا وأوروبا في سبيل تعزيز العلاقات الإقليمية والتعاون في مجال الطاقة والاتفاق النووي الإيراني.

اعتبارًا من 12 مايو، بدأ صاحب السمو جملة زيارات لإيران وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة. ثم مضى صاحب السمو بعدها في جولة دبلوماسية إلى الدول الأوروبية. هنالك العديد من الدوافع وراء دور قطر البارز في الدبلوماسية الأمنية العالمية، وهي تعزيز العلاقات الإقليمية، واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وتأمين المزيد من التعاون في مجال الطاقة مع أوروبا، والمساعدة في إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني

قام صاحب السمو بزيارة لطهران في 12 مايو، بعد أشهر فقط من لقاء سموه مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء زيارته للدوحة لحضور منتدى الدول المصدرة للغاز. وكان قادة البلدين قد وقعا خلال اجتماع فبراير أربع عشرة اتفاقية في مجالات التجارة والسياحة والشباب والرياضة والطاقة والتعليم والثقافة والإعلام والتعاون البحري. يبدو أن زيارة صاحب السمو إلى طهران كانت تهدف إلى متابعة العديد من هذه الاتفاقات. قبل زيارة سمو الأمير الأخيرة، كانت لجنة المشاورات السياسية بين إيران وقطر قد عقدت أول اجتماع لها في طهران لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية. وأكد الإيرانيون خلال المباحثات أهمية العلاقات الثنائية والإقليمية، بما في ذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومعارضة الإجراءات الإسرائيلية في المنطقة.

جاءت زيارة صاحب السمو إلى طهران متزامنة مع زيارة منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية الإيرانية إنريكي مورا. ويسعى الاتحاد الأوروبي للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران لإنقاذ اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة بعد أكثر من عام من المفاوضات في فيينا. وتسعى الجهات الإقليمية الفاعلة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، مثل قطر، لدعم جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي من خلال تسهيل الاتصال غير المباشر بين الجانبين.

الشراكة القطرية التركية

بعد إيران، سافر الوفد القطري إلى تركيا، حيث التقى صاحب السمو بالرئيس رجب طيب أردوغان. وتُعد تركيا أحد أهم شركاء قطر في المنطقة، وقد تجلت المصالح المشتركة، القائمة بين البلدين منذ أكثر من عقد من الزمان، الروابط بين البلدين متجذرة بقوة في التعاون الدفاعي والعسكري والعلاقات الاقتصادية. أثناء زيارة أردوغان للدوحة، وافقت قطر على تمديد صفقة تبادل للعملات بقيمة 15 مليار دولار للمساعدة في استقرار الليرة. وأثناء زيارة صاحب السمو الأخيرة لتركيا، أشارت وسائل إعلام تركية لوجود رغبة لدى المسؤولين الأتراك في زيادة التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار وتوسيع التعاون الدفاعي. وفي الوقت الذي تساعد فيه العلاقات القطرية-التركية كلا الطرفين على معالجة القضايا الثنائية، إلا أن العلاقة مهمة أيضًا من حيث التنسيق في عدد من قضايا الأمن الإقليمي. فقطر وتركيا تنسقان بشكل وثيق بشأن القضية الفلسطينية والقرن الأفريقي وليبيا وسوريا وأفغانستان، خاصة فيما يتعلق بإعادة فتح مطار كابول الدولي.

التعاون القطري - الأوروبي

يلقي تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الطاقة بظلاله بشكل كبير على التطورات الإقليمية والدولية. فالدول الغربية تسعى لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي. حيث إن دول الاتحاد الأوروبي، التي اعتمدت على روسيا في 45٪ من وارداتها من الغاز في عام 2021، تبحث بشكل جاد عن مصدر بديل للغاز. وفي حين تبحث الدول الأوروبية عن الغاز في أماكن أخرى، يبدو أن استثمار قطر الضخم في توسيع الغاز الطبيعي المسال لديها قد بدأ يؤتي ثماره. ركزت جولة صاحب السمو الأوروبية بشكل كبير على تطوير العلاقات الثنائية والاستثمار في البنية التحتية اللازمة للغاز الطبيعي المسال. ستساهم هذه الزيارات على المدى الطويل في دخول قطر إلى الأسواق الأوروبية. وقد قام وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، بزيارة إلى الدوحة في مارس وبرفقته وفد من رجال الأعمال لاستكشاف إمدادات بديلة من الغاز الطبيعي المسال في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتجميد معظم العلاقات الاقتصادية الروسية-الألمانية، وإلغاء الموافقة على خط أنابيب نورد ستريم 2.

مع ابتعاد الغرب عن الغاز الروسي، سوف تجني قطر أرباحًا مالية ضخمة حتى قبل الغزو الروسي والارتفاع المفاجئ في أسعار الطاقة العالمية، أعلنت قطر في فبراير عن أحد أكبر المشاريع الاستثمارية المشتركة على الإطلاق للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع القطاع الشرقي من حقل الشمال، والذي تقدر قيمته بنحو 28.7 مليار دولار، ويتوقع أن يزيد إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40 ٪ سنويًا.

اقرأ المزيد

بنك إسباني يفرض قيودا صارمة على عملائه الإسرائيليين

كشفت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية أن بنك ساباديل، الذي يُعد رابع أكبر بنوك إسبانيا، اتخذ مؤخرا إجراءات غير مسبوقة... اقرأ المزيد

84

| 25 أكتوبر 2025

دون شروط مسبقة.. ترامب يعلن عن رغبته في لقاء رئيس كوريا الشمالية خلال جولته الآسيوية

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في لقاء رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال جولته المقررة... اقرأ المزيد

122

| 25 أكتوبر 2025

تركيا تعين نائب وزير خارجيتها سفيرا في دمشق

عيّنت الحكومة التركية أول سفيراً لها في سوريا منذ عام 2012، حسبما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية. وعيّن... اقرأ المزيد

194

| 25 أكتوبر 2025