رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

514

هذه حقيقة علاقة "داعش" بهجوم لاس فيجاس؟

03 أكتوبر 2017 , 03:41م
alsharq
وكالات

عكفت الشرطة الأمريكية على البحث عن أدلة تفسر سبب إقدام أمريكي متقاعد مولع بالقمار وليس له سجل إجرامي على إعداد وكر قنص في أحد الفنادق العالية في لاس فيجاس وإطلاق النار على حفل موسيقي في ساحة أسفل الفندق ما أسفر عن قتل العشرات قبل أن ينتحر.

وقع إطلاق النار مساء يوم الأحد بالتوقيت المحلي من نافذة بالدور الثاني والثلاثين من فندق ماندالاي باي الواقع على طريق لاس فيجاس ستريب طريق الملاهي والفنادق الشهير بالمدينة وأسفر عن سقوط 59 قتيلا على الأقل قبل أن يوجه المسلح سلاحه إلى نفسه.

وأصيب أكثر من 500 بجروح بعضهم جراء السقوط تحت الأقدام وذلك في أسوأ حادث قتل جماعي بالأسلحة النارية في التاريخ الأمريكي الحديث.

وسرعان ما أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذا الحادث، أمس الإثنين، من خلال وكالة أعماق الإخبارية التابعة للتنظيم. ونفى مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة المحلية هذا الادعاء، قائلين إنه لا توجد أدلة حالياً على وجود صلة بين بادوك وأي جماعة إرهابية دولية.

شكوك متزايدة

ولأسبابٍ عدة، كانت هناك شكوك متزايدة حول ادعاء داعش هذه المرة. وإذا تبين أن بيانات التنظيم لا أساس لها من الصحة، سيكون ذلك غير معتاد، إذ نادراً ما يتحمل داعش المسؤولية الرسمية لأي هجوم، دون أن يكون قد لعب دوراً فيه. أحياناً يقتصر هذا الدور على الإلهام الأيديولوجي لمنفذي الهجوم، ولكن عادةً ما تكون هناك بعض التبريرات لادعاءات التنظيم، بحسب النسخة الأمريكية من "هاف بوست".

وفي حالة بادوك، هناك القليل من الأدلة الفورية التي تشير إلى أنه كانت له علاقات مع داعش أو أيَّد أفكاره. وقالت عائلته إنه لم يعبر قط عن مثل هذه الآراء المتطرفة، ولم يكن له أي انتماء سياسي أو ديني.

ولم يُعرَف عن بادوك أنه سافر إلى سوريا أو العراق أو ليبيا، مثلما فعل بعض منفذي الهجمات الإرهابية المرتبطين بداعش، بمن فيهم الانتحاري الذي فجّر نفسه وتسبب في مقتل 22 شخصاً في حفل المغنية الأمريكية أريانا غراندي في مدينة مانشستر الإنجليزية أوائل العام الجاري. كما أنه أكبر كثيراً من متوسط أعمار الأمريكيين الذين اتُّهموا بارتكاب جرائم مرتبطة بداعش والذي يبلغ 28 عاماً.

وبخلاف العديد من القتلة الآخرين، لم يكن بادوك معروفاً من قبل للسلطات الفيدرالية، ولم يكن له سجلٌّ جنائي.

وأعرب مُحلِّلون مراقبون لهجمات ورسائل داعش عن حيرتهم منذ أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن المذبحة، أمس الإثنين. وغرَّدَت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لشركة (Site Intelligence) المتخصصة في التتبع الإلكتروني للجماعات الإرهابية، قائلةً إنه "كان أغرب ادعاءات داعش التي رأتها".

حقائق خفية

وفي معظم الأحيان، اتبعت بيانات التنظيم عن الهجمات نمطاً أصبح معتاداً الآن في كيفية تحمل الجماعة مسؤولية هذه الهجمات. ولكن كانت هناك حقائق خفية هذه المرة، إذ أصدر التنظيم في البداية بياناً نمطياً إلى حد ما يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، وأشار إلى بادوك بـ"أحد جنود الخلافة"، وهو الوصف الذي يستخدمه التنظيم مع تابعيه. ثم أتبع ذلك برسالة ثانية غير معتادة، أكد فيها التنظيم أن بادوك اعتنق الإسلام منذ شهورٍ عدة.

وأصدر داعش بياناً آخر في وقتٍ لاحق من هذا اليوم، عرَّف فيه بادوك باسم "أبو عبد البر"، ولكنه لم يقدم دليلاً مؤيداً لادعاءاته.

وأصبح داعش يائساً بشكلٍ متزايدٍ لتحقيق انتصارات دعائية، في ظل خسارته الأراضي بالعراق وسوريا.

ورغم حفاظه على درجةٍ مُحدَّدة من المصداقية في تبنيه للهجمات الإرهابية، لاحظ بعض المُحلِّلين أن بعض ادعاءات التنظيم أثارت تساؤلات خلال الشهور الماضية.

إذ أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم على كازينو بالعاصمة الفلبينية مانيلا، مما أسفر عن مقتل 32 شخصاً، في يونيو الماضي، بيد أن الشرطة الفلبينية نفت أن يكون الحادث إرهابياً، وقالت إن منفذ الهجوم كان مقامراً غارقاً في الديون.

وما زالت التحقيقات حول الدافع وراء ارتكاب بادوك لهذه الجريمة في مراحلها الأولى.

مساحة إعلانية