محليات

2369

خليفة الريس لـ"الشرق": كنا نترقب انطلاق المدفع لنتجمع على سفرة واحدة

سكنّا منطقة النجادة وعشْنا فيها بكل بساطة ..

نذهب إلى فرضة الشيوخ على الكورنيش لاصطياد الأسماك

نقضي أوقاتاً جميلة مع بعضنا ونلعب في الفرجان وتجمعنا المودة والألفة

والدي من أوائل تجار قطع غيار السيارات وافتتح محله بالنجادة في الستينيات

خليفة بن ناصر الريس يحدثنا عن زمن الآباء والأجداد الذي عاشوه بكل بساطة في فرجان متواضعة ومنازل بسيطة عندما كانت الحياة جميلة، وأهل الفريج بينهم علاقة وطيدة كل منهم يسأل عن الثاني ويزوره باستمرار، سكنوا في فريج النجادة الذي كان يطلق عليه "فريج اللنجاوي"، ورغم صغر المنازل وبساطة الحياة عاشوا مع بعضهم بكل حب.

كان في السابق يوجد في كل فريج شخص كبير في السن وهو يعتبر المسؤول عن الفريج لدى الأهالي ويحترمه الجميع وكلمته مسموعة ويعتبر ولي أمر الفريج كله وهو أحمد الجناحي.

وقال خليفة الريس خلال لقائنا معه: تربينا وعشنا في زمن جميل، الجميع متواضع وهناك صلة ترابط قوية بين أهل الفريج الذي دائما ما يجتمعون ويتبادلون الزيارات وكأنهم يعيشون في منزل واحد.

وأَضاف: كان هناك أمن وأمان ولا زال حمدا لله المنازل أبوابها مفتوحة "مشرعة"، والكل منا يعتبر مسؤولا عن منزل الآخر، حتى في حال غيابة عن المنزل، فجميع أهل الفريج يراقبون منزله حتى يصل.

أما بالنسبة لأيام رمضان، فقال: في بداية السبعينيات، وخاصة خلال شهر رمضان ومع بدء الإجازات المدرسية التي عادة ما تنتهي قبل دخول شهر، ومع بداية الشهر الفضيل شهر رمضان كنا نستغل أوقات فراغنا بما ينفعنا، حيث إننا نذهب باستمرار إلى الكورنيش ونحن صائمون وتحديدا على فرضة الشيوخ لاصطياد الأسماك، ونعود إلى المنازل فترة الظهيرة ومعنا كمية كبيرة من الأسماك.

وأوضح، في شهر رمضان سابقا كنا نترقب دخول موعد الإفطار والأذان، ونشعر بالفرح عند إضاءة إنارة المساجد من حولنا؛ لأنها علامة على حلول المساء وهو ما يعني اقتراب موعد الإفطار، ونصعد إلى السطح لرؤية إنارة المساجد ونبقى ننتظر موعد إطلاق المدفع والشعلة المضيئة بالقرب من الكورنيش والأذان، حتى ننزل من أعلى السطح مسرعين إلى السفرة لنتجمع ونتناول الإفطار، لافتا إلى أن مجلسهم الواقع في فريج النجادة كان يتردد إليه الضيوف باستمرار من المناطق الشمالية والأخرى البعيدة الذين جاؤوا إلى سوق واقف لشراء ما يلزمهم أو لديهم مشاوير في الدوحة، فهم كانوا يمرون إلى المجلس للبقاء والاستراحة فيه ونقدم لهم الموجود.

ولفت إلى أن السكان في السابق كانوا يذهبوا باستمرار إلى سوق واقف الذي يعتبر من أقدم الأسواق في البلاد لشراء كل ما يلزمهم من أغراض وكذلك موادهم الغذائية، حيث إنه كان المكان الرئيسي الذي كان يقع بالقرب منه سوق الخضرة وسوق السمك وسوق الغنم وسوق الحمام أيضا، وكذلك البريد العام، إضافة إلى المحلات التجارية.

التحصيل الدارسي

وحول الدراسة، يقول الريس .. درسنا في مدارس متواضعة، ولكننا حققنا نتائج مرضية، حيث درست المرحلة الابتدائية بمدرسة خالد بن الوليد، ومن ثم انتقلت للدراسة في المرحلة الإعدادية بمدرسة الدوحة الإعدادية، وتخرجت من المرحلة الثانوية من مدرسة الدوحة الثانوية.

والده رحمه الله كان تاجرا معروفا عمل في التجارة وكان لديه محل لبيع قطع غيار السيارات في فريج النجادة، ومن ثم افتتح محلا آخر في سوق فالح، ويعتبر من أوائل أهل قطر الذين افتتحوا محلا لبيع قطع غيار السيارات في فريج النجادة، وذلك أواخر الستينيات وبداية السبعينيات.