رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

آخرى

5906

الشرق تنشر تفاصيل مثيرة عن رحلة الجزيرة الوثائقية في اكتشاف الأمازون

05 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية في الساعة 9:00 مساء اليوم عرض أولى حلقات الجزء الثالث من السلسلة الشهيرة "اكتشاف المجهول" للرحالة والمغامر العربي لؤي العتيبي، الذي سيحط الرحال في غابات الأمازون، ويعرّف المشاهدين على أقدم شعوب الأرض، قبائل النانتيس، وقبائل كيروس آخر ما تبقى من سلالات الإنكا الذين ما زالوا يعيشون في جبال الانديز، وبعض القبائل الأصليين الذين ما زالوا يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي مثل قبائل الماتسيس، كما سيتعرف المشاهدون على خفايا مخلوقات الأمازون، والتي شارف بعضها على الانقراض، وسيكتشف لأول مرة علاقتها بالسكان المحليين.

مراحل

حول المراحل التي تطلبها إنجاز الجزء الثالث من "اكتشاف المجهول" الذي ينتظره الجمهور بشغف، بعد نجاح الجزء الأول والثاني من هذا المشروع الضخم، قال لؤي العتيبي في تصريحات خاصة لـ (الشرق): يتكون الجزء الثالث من 9 أفلام، بالإضافة إلى حلقة خلف الكواليس، ولقد حاولنا في هذه السلسلة أن نوجد مكاناً فيه تنوع بين الحياة الطبيعية والحياة البرية حتى نستطيع أن نصور فيه أكثر من حلقة، فكانت الأمازون الاختيار الصحيح بعد إندونيسيا، مضيفا: تم الانتهاء من تصوير العمل قبل الجائحة، وبدأنا مرحلة المونتاج، ثم حلت الجائحة فاضطررنا إلى أن نقوم بجزء من المونتاج عن بُعد، ولكنها عملية صعبة جدا، فقمت باستضافة الفريق في بيتي بالأردن، وتابعنا عملية المونتاج لعدة أسابيع.

وحول التحديات التي واجهتهم في الجزء الثالث من "اكتشاف المجهول" قال العتيبي: تعودنا أن نواجه تحديات خارجية أثناء التصوير، ولكن التحديات التي واجهناها كانت بعد التصوير، وهي كيف تقوم بعملية المونتاج، والحمد لله تجاوزنا هذه المرحلة، وسلمنا السلسلة التي يفترض أن يبدأ عرضها اليوم.

وعن أبرز اكتشافاته في رحلة الأمازون قال: كل سلسلة أقوم بصناعتها يهمني أن أوثق شيئاً جديداً لم توثقه أي محطة أو مكتشف في العالم، في إندونيسيا سلطنا الضوء على بقايا أكلة لحوم البشر، وطقوس استخراج الموتى، وكنا أول فريق تلفزيوني في العالم يوثق هذه العملية كاملة، وفي الأمازون كان يهمني أن أوثق شيئاً جديداً، والجديد أني لم أقرأ أو أسمع أو أرى أن أحدهم كتب أن شعوب الأمازون فيها بعض القبائل تأكل لحوم البشر، فكنا أول من وثق أن بعض شعوب الأمازون يأكلون لحوم البشر.

السبق الآخر أننا ذهبنا إلى قبائل أخرى معزولة في الأمازون؛ وهذه القبائل اكتشفت حديثا، وكنا أول فريق تلفزيوني في العالم يصل إليهم ويصور حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومكتسباتهم ومعتقداتهم.

الأمر الآخر في سلسلة "اكتشاف الأمازون"؛ وبما أني كنت موجودا في البيرو منبع نهر الأمازون، فكرت في أن أصور قبائل الإنكا وما تبقى منها في جبال الانديز، وبعدما انتهيت من تصوير شهرين من الأمازون صعدنا الى تلك الجبال، وبقينا هناك 22 يوما على ارتفاع 5000 متر ودرجة حرارة ناقص 10، ونسبة الأوكسجين منخفضة جدا، والحمد لله وفقنا ووثقنا حياتهم.

وأوضح لؤي العتيبي أن تصوير الجزء الثالث من "اكتشاف المجهول" دام ما يقرب من 3 أشهر متواصلة، مضيفا: سافرت إلى الأمازون مرات عديدة حتى أقوم بدراسة الموقع

والأماكن، وألتقي بفريق لوجستي لمعرفة المعدات التي نحتاجها والأجواء التي سنصور فيها، مشيرا إلى أن كل رحلة تبدأ بفكرة، ثم دراسة المعطيات التي تحتاجها (كيف ننام، وكيف نصور، وكيف نشحن هواتفنا ومعداتنا، وكيف نتحرك، وكيف نترجم).

وأكد لؤي العتيبي أن الجزيرة الوثائقية هي أول محطة عربية تقوم بإنتاج هذا النوع من الأعمال، وهي أعمال صعبة كانت محتكرة من الغرب، معتبرا ذلك إنجازاً مهما يضاف إلى رصيد القناة.

وقال العتيبي إن الرحلة هواية يمارسها منذ 23 سنة، وهي رحلات شخصية، لم يخطر بباله أن يأتي يوم وتبث على شاشة التلفزيون وتصبح ذات قيمة، مشيرا إلى أن ذلك لم يأت اعتباطا، بل نتيجة خبرة وحب لهذه الهواية التي أخذته الى أكثر من 90 دولة في العالم.. مضيفا: أحب الحيوانات البرية ودراستها، وأحب أن أبحث عن قبائل معزولة، وأحب أن أعود بالزمن إلى الوراء وأعيش مع قبائل تعيش في العصر الحجري.. هذا شغف وهواية ولا أعتبره عملا.. لافتا إلى أن رحلة الأمازون على متعتها وسحرها، كانت لها آثار جسدية، وأنه بصدد متابعة العلاج في هذه الأثناء.

تحديات

من جانبه قال مدير المشروع محمد فرج منجي: ما لفت نظرنا في فكرة "اكتشاف المجهول" أنها تتوافق مع النهج الذي اتخذته الجزيرة الوثائقية من البداية أنها فكرة تركز على الإنسان، ومنذ الجزء الأول الذي قمنا به في أثيوبيا، والجزء الثاني في إندونيسيا، والآن في الأمازون كان تركيزنا على اكتشاف الإنسان الذي لم يحدث أن صورته كاميرا من قبل.

وتابع منجي قوله: بعد نجاح سلسلة أثيوبيا، ثم إندونيسيا بقينا حوالي 4 إلى 5 أشهر في اجتماعات متصلة منفصلة مع لؤي العتيبي، أحيانا تكون هذه الاجتماعات عن طريق الفيديو كول، وأحيانا نستضيفه في الدوحة باعتبار أنه مقيم في الأردن، وكانت هناك أفكار من قارات أخرى لكننا وصلنا في النهاية إلى أن الأمازون قُدم عنها أفلام وثائقية كثيرة ولكن هذه الأفلام كانت تهتم بالحياة البرية والطبيعة ولم تهتم بالقبائل التي تعيش في هذه الأماكن، ما شجعنا على أن نذهب إلى هناك وننتج سلسلة سيتعرف فيها المشاهد على بقايا قبائل وحضارة.

وحول التحديات التي واجهها منتج العمل قال: هناك أكثر من تحد رئيسي في هذا العمل، التحدي الأول هو أن نجد شخصاً نثق في قدرته على أن يقدم عملا من هذا النوع يصلح أن يكون عملا منافسا، ولم تكن لدينا مشكلة في إنتاج الجزء الثالث لأننا سبق أن خضنا التجربة مع لؤي وأصبحنا نعرف طريقة عمله وتحضيره.

التحدي الثاني هو تحد إنتاجي، لأن سلسلة كهذه تتكلف مبالغ ضخمة جدا قد تفوق أحيانا قدرتنا الإنتاجية خصوصا في ظل الظروف التي يمر بها العالم، وتأثر الصناعة بسبب جائحة كوفيد ـ 19، وتأثر ضخم على مستوى الميزانيات؛ ونحن جزء من ذلك. فأن نتخذ قرارا في هذا الوقت بأن نصب كل هذا المبلغ في هذا الإنتاج لم يكن قرارا سهلا من إدارة القناة، ثانيا هذا الإنتاج جعلنا أكثر تحفظا ومثابرة في أن ندرس الرحلة خطوة بخطوة حتى نتأكد أن المبلغ المخصص يصلح لإخراج عمل بالشكل الذي يليق به، واجتمعنا مع لؤي هنا في الدوحة مرات عديدة، وقمنا بإنجاز خريطة عمل، ثم بعد ذلك قام لؤي برحلة مصغرة لأماكن التصوير حتى يطلع على الأوضاع، ويبحث عن طباخ محلي وعمال يرافقونه في الرحلة لتقليل المخاطر والصعوبات التي قد تواجهه، مؤكدا أن كل ذلك مقدر إنتاجياً.

وقال مدير المشروع: أنا أقيم العمل في البداية، وهناك عين ثالثة ورابعة وسادسة حتى نتأكد من أن كل دقيقة داخل الحلقة تظهر بشكل لائق، وبمستوى الحلقات التي سبقتها أو أقوى. لافتا إلى أن التحدي الإنتاجي يتمثل في توفير مبلغ ميزانية ضخم في الظروف الحالية، والتحدي الآخر له علاقة بالإنتاج هو صعوبة التنقل والالتقاء بلؤي وجها لوجه.. مشيرا إلى أنه تم تذليل هذه الصعوبة بالتكنولوجيا. وتابع منجي قوله: على المستوى التحريري لم يكن الاهتمام والتركيز على الحيوانات في هذه الأماكن بقدر ما كان الاهتمام بعلاقة القبائل التي تعيش في هذه الأماكن بالحيوان، وهذا هو التحدي الذي حاولنا أن نحافظ عليه طوال الوقت، ونجاح لؤي في إقناع القبائل في هذه الأماكن بالتصوير أو فشله في ذلك هو جزء من التصوير، وفيها مخاطرة ومجازفة كبيرة، ونحن يهمنا سلامة الأشخاص قبل المنتج.

وحول التكلفة الإجمالية لإنتاج الجزء الثالث من "اكتشاف المجهول"، قال محمد منجي إنها تتخطى نصف مليون دولار، وفي عالم الإنتاج العربي يعتبر هذا الرقم ضخما جدا، مضيفا: نحن نهتم بأن نقدم للمشاهد وجبة تكون ممتعة، فيها جرعة ثقافية واجتماعية، وهدفنا أن نوصل للمشاهد مجموعة من المعلومات في قالب فني ممتع يليق بالقناة الوثائقية.

مساحة إعلانية