رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

626

"العربي للأبحاث ودراسة السياسات" يفتح ملف العرب واللسانيات

05 أبريل 2016 , 10:31م
alsharq
الدوحة - الشرق

استضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات د.حسين السوداني في محاضرة بعنوان "العرب واللسانيات: قراءة في قنوات هجرة المعرفة"، وذلك في إطار لقاءاته الدورية لاستضافة باحثين عرب وأجانب لتقديم محاضرات في اختصاصاتهم.

ويعرف عن د. السوداني أنه يعمل أستاذًا للسانيات بالجامعة التونسية وخبيرًا بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية. أقام د.السوداني محاضرته على مراوحة طريفة بين إطارين معرفييْن هما النظريات اللسانية الحديثة في منشئها الغربيّ من جهة وتطوّر البحوث اللغوية العربية من جهة ثانية.

وفي سير المحاضرة أشار د.السوداني إلى أن هدفه هو ضبط الخطوط العامة لخريطة زمنية ترصد تطوُّرَ البحوث اللغوية العربية المعاصرة، وذلك باقتفاء ملامح التجديد في مقاربة الظواهر اللغوية منذ مطلع القرن التاسع عشر، أي منذ المنعرج المهمّ في الدراسات اللغوية في ألمانيا.

ووزع د.السوداني بحثه على ثلاثة محاور كبرى؛ الأول جعله لاستقراء بوادر التجديد في البحث اللغوي العربي في القرن التاسع عشر، واستغرق منه هذا القسم بحثًا معمقا وتدقيقا في الكتب غير المتخصّصة في اللغة لاقتناص بوادر الاطلاع على النظريات الغربية الرائجة وقتئذ.

وتركّز البحث على غايتين: الأولى تتمثّل في توصيف بوادر التجديد نفسها، وأما الثانية فتتعلّق باستقراء خلفيات تحقق هذا التجديد، فأجاب عن أسئلة نحو: هل تحقّق التجديد بفعل اطلاعٍ على النظريات الجديدة في البحث اللغوي أم بفعل تطوّر ذاتيّ داخليّ؟ وهل كان التجديد استجابة لاحتياجات علمية وعملية أم كان وجهًا من وجوه التجديد الذي وسم الفكر العربي فيما أصبح يسمى فكر عصر النهضة؟

وسيّج د.السوداني هذا القسم من محاضرته بميثاق منهجيّ أساسه أنّ المسألة على درجة من اللطف والدقة تقتضي من الباحث أن يحذر من الإسقاط من جهة أو التحيّز من جهة ثانية.

وفي المحور الثاني من الورقة، نظر د.السوداني في ملابسات التجديد في مطلع القرن العشرين؛ فركز نظره في هذا القسم على ملابسات التجديد في الدراسات اللغوية في المشرق العربي بدرجة أساسية.

ويتعلق المحور الثالث من الورقة بظروف نشأة بحث لساني في المغرب العربي، وهو الحدث الذي يرتبط باستقلال دول المغرب العربيّ وتأسيس الجامعات فيها في أواسط القرن العشرين.

وختم د.السوداني ورقته برصد الملامح العامة التي تَسِم البحث اللغويّ في أواخر القرن العشرين؛ وذلك باعتبار ما استقرّ في هذه الفترة في المشرق والمغرب العربييْن من أعراف واتجاهات في البحث، ومن ملامح ذلك أمران: أولهما ظهور كتب يسعى أصحابها إلى تقديمِ نظريات واتجاهات لسانية بعينها، والثاني هو نشأة اتجاه بحثي يروم مراجعة الرصيد العربي من المعرفة اللسانية الحديثة.

وفي آخر النقاش زفّ د.السوداني للحضور من المشتغلين باللغة واللسانيات بشرى هي قرب انتهائه من تأليف معجم متخصص في اللسانيات هو "قاموس فردينان دي سوسير"، وسيصدره هذه السنة بمناسبة احتفال العالم بمئوية فردينان دي سوسير الأب المؤسس لعلم اللسانيات.

ولعل ما يضفي على بحث د.السوداني بعدا استثنائيا حقيقيا هو اشتغاله الطريف والمؤسِّس في هذا المقام على مفهوم "قنوات هجرة المعرفة"، وهو مفهوم ذو بعد ابستيمولوجيّ دقيق وحريّ بأن يكون أداةً لانخراط عربيّ حقيقيّ في "المشهد العلمي الكوني"، وذلك قياسا على عبارة نحتها الدكتور السوداني نفسه في محاضرة طريفة قدّمها مِنْ قبْل في المؤتمر العلميّ الذي ترأَّسه بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وجعلها بعنوان "اللغة العربية والمشهد اللغويّ الكوني".

عقّب د.حيدر سعيد على محاضرة د.السوداني لما بينهما من تقاطع في الاهتمامات اللسانية، فكلاهما أنجز رسالة عن فردينان دي سوسير الأب المؤسس لعلم اللسانيات، وكان تدخل د.حيدر على درجة من العمق تناغمت مع التبصر الذي أبداه د.السوداني بقضايا اللغة واللسانيات الحديثة.

مساحة إعلانية