رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1525

بالصور.. "الصحفي الخفي" يقتحم عالم تأجير مواقف السيارات

06 فبراير 2017 , 08:17ص
alsharq
محمد زهران — ناظم خير الله — ياسين حسن

عمالة وافدة تتاجر فى تأجير مواقف سيارات

الظاهرة تمددت في ظل أزمة "المواقف" ولها وجهان أحدهما في الصالح العام والآخر ابتزاز

60 % يؤيدون تنظيم إزدحام الأحياء كنوع من تبادل المنفعة و39 % يرونه تهديدا للأمن العام

جربنا مهنة مؤجر المواقف في شوارع غير سكنية وكسبنا 103 ريالات بعد 6 ساعات

ما قمنا به هو تمثيلية صحفية، تقمصنا خلالها شخوصا ليست بشخوصنا، وارتدينا ملابس مهلهلة حد الإشمئزاز وأمسكنا بخرق متسخة، لنحبك أدوارنا، ووقفنا نلوح في زحام الدوحة المعتاد وقت الظهيرة.. وقفنا نمسح زجاج السيارات ونقوم بتنظيم حركة السير، وفتح ثغرات للمركبات التي تبحث عن موقف، على مدار يوم كامل، من أيام الدوحة المكتظة، وللأمانة طلبنا أموالاً مقابل هذا المجهود، وهدفنا هو الدخول في تفاصيل عالم غريب يدور في عمق المجتمع القطري، وسنحكي تفاصيله وأسبابه من الألف إلى الياء، فتعالوا معنا إلى هذه التجربة غير العادية....

الصحفي الخفى يقتحم عوالم خفية لأصحاب مهن هامشية

في البداية لاحظنا مهنة غريبة تنتشر في البلاد، سواء فى الأحياء السكنية، أو أمام المؤسسات الخدمية التي يتكاثر أمامها الزحام — وبالمناسبة هي مهنة غير رسمية —.

العامل بهذه المهنة يعلم أدق التفاصيل عن كل سكان الحي، عدد أفراد الأسرة، سياراتهم، مواعيد خروجهم وعودتهم الى المنزل، ويعلم حتى مداخل ومخارج منزلك.

السكان يؤيدون تبادل المنفعة

وبحسب شهادات السكان، فمهمة هذا الرجل ضرورية جداً، فهو المسؤول عن تنظيم حركة صف السيارات في الأماكن المزدحمة التي تختنق شوارعها، وكذلك استغلال المواقف التي يتركها أصحابها نهاراً وقت الانصراف للعمل، واتاحتها لأشخاص آخرين من خارج المنطقة السكنية، يبحثون عن موقف مؤقت لقضاء حوائجهم، كل هذا مقابل المال طبعاً، خلاصة القول أن صاحب المهنة التى تقمصنا دوره يقوم بتأجير موقف منزلك — مؤقتاً — لحسابه، تفادياً لحدوث أزمة مرورية تشل الشارع الذي تسكنه.

الأمر الآخر أنه يتم وضع كراسي، أو حديد، أو حجر كبير، أو حتى حواجز مرورية على جنبات الطريق، وأمام المنازل، فتمنع المارة من الوقوف، ولا يتم إزالتها إلا مقابل المال.

استبيان "الشرق"

استبيان

تحقيقات الشرق قامت بتوزيع استبيان يقيس مدى تقبل المجتمع لهذا الشخص، وتم اختبار ذلك على عينة عشوائية في مناطق متفرقة، منها شارع النصر، ومدينة خليفة الشمالية، والنجمة، ووأوضح تحليل نتائج الاستبيان نتائج على عكس المتوقع، فهناك (60.6 %) يوافقون على وجود هذه المهنة في شوارعهم، بالرغم من عدم رسميتها، ويرون أنها ضرورية لتنظيم إزدحام الأحياء كنوع من تبادل المنفعة، بين المارة والسكان من طرف، وبين هذا الرجل الذي يبحث عن الرزق، وينبغي ألا ننسى بأن نقول أن الاستبيان وزع على 33 شخصا بطريقة عشوائية.

وللتعرف على أسرار هذا الشخص الذي يرتاب — عادة — من الغرباء، كان لابد من تقمص شخصيته، والتمثيل أننا نبحث عن وظيفة مثل وظيفته، ونريد أن نتعلم مهاراته، أو على أقل تقدير مساعدته في منطقته، ولكن طلبنا الاخير قُوبل بالرفض القاطع من هؤلاء الأشخاص دون استثناء لأنه يعتبر مقاسمة لهم فى أرزاقهم، وتهديدا لأمن المنطقة، فكما قلنا العمل في هذه المهنة لا يتم إلا بموافقة السكان. وخلال هذه التجربة واجهنا مصيرنا في التعامل مع شبكة محكمة من الاشخاص الذين سيطروا على تلك الأحياء المكتظة بالسيارات.

استغلال الأزمة المرورية

الصحفي الخفى يقتحم عوالم خفية لأصحاب مهن هامشية

هذه الرحلة العجيبة أوصلتنا لنتائج عديدة وذات دلالة، ورغم أننا لا نريد القفز سريعاً إلى كامل نتائجها، لكننا يجب أن نعترف — أولاً — بحقيقة مهمة، وهي أن هذا الشخص المهم، مظلوم من الجميع باستثناء القليل من السكان، فهو يقوم بعمل محوري في كل حي، وأمامنا أعيننا أنقذ الشارع من عدة أزمات كادت أن تشل حركته، إنه يقوم بهذا العمل يومياً، وبسلاسة تامة وكأنه يعلم زوايا ومخابئ كل شارع.

رغم ذلك لايزال الكثيرون ينظرون إليه باعتباره لصا انتهك حرمة الأحياء، أو أنه يتحين الفرصة ليقفز داخل منازلهم، أو أنه مستغل لأزمة مرورية تضرب بعض شوارع الدوحة في أوقات محددة.

والحقيقة أن هذه المهنة الغريبة ظهرت كنوع من أنواع التنظيم الذاتي للمجتمع، باعتبار أن هناك مشكلة تظهر فجأة وكل يوم، كما تختفي فجأة، وتحتاج إلى حل فوري، وهؤلاء يوفرون الحل للسائقين والسكان، والسائقون والسكان بدورهم يوفرون لهم المال.

إنها منفعة متبادلة تقوم في كل المجتمعات المتطورة والبدائية على السواء، أو كما فسر ذلك منظرو علم الاجتماع: ابن خلدون، والفرابي، وماركس، وجون لوك، وغيرهم.... في مفهوم سد الثغرات التي تنشأ — مع الوقت — في وظائف المجتمع.

ومن نفس منطلق التنظيم الذاتي، لا يقبل السكان بأي شخص إلا إذا كان موثوقا بالنسبة لهم وصاحب المواصفات التي يختارونها، ليؤم الضاحية ويتركوا له مهمة تنظيم سيرها، وحتى علاج مشكلاتها الخدمية، التي تطرأ فجأة على البيوت، من سباكة، ونجارة، والأمور الكهربائية الأخرى.

وجه جميل وآخر قبيح

الصحفي الخفى يقتحم عوالم خفية لأصحاب مهن هامشية

ولكن هذا يتعلق بالجانب الايجابي لهذه المهنة، أما على طرفها الآخر، فهناك جانب استغلالي غاية في السوء، فبعض الأشخاص يرابضون في مواقف السيارات بمركباتهم، ويساومون الآخرين على هذا الموقف، الكامن وسط الزحام..المال مقابل الخروج.

نعم هكذا تتم العملية، يأتون للسائق وهو غارق في حيرته وبحثه عن مكان، ويقولون له "ربما تحتاج مساعدة، أنا لدي الحل لمشكلتك تعال، فهناك مكان لك"، ولكنه لا يرضى أن يخرج إلا أن يدفع له السائق مبلغاً من المال، ورغماً عنه يفعل ذلك، لأنه ببساطة مضطر أن يصف سيارته ليقضي أموره.

وهكذا فعلنا عند المواقف الواقعة في مؤسسة حمد، تحديداً عند بنك الدم، وإدارة الصيدلة والرقابة الدوائية، كان الزحام وقتها شديدا، ولا مكان لأحد، واستطعنا أن نحصل على ثغرة لسيارتين، وحينها بدأنا بمساومة زوار المستشفى، المال مقابل إخلاء الموقف، ونجحنا مع أحدهم الذي تأفف أول الأمر، لكنه لم يجد بداً إلا الخضوع.

بداية المطاردات

الساعة الآن: الـ 12 بعد الزوال، المكان: إحدى الطرق المتفرعة من شارع النصر، الحالة المرورية: مزدحمة بشكل متوسط...

سِرنا بالملابس التي وصفناها لكم، ونحن نشير للمارة إن كانوا يريدون موقفا أو غسيلا لسياراتهم، وفي غضون ذلك، ظهر الرجل الذي يعمل بهذه المهنة في تلك المنطقة فجأة — والذي سنطلق عليه اسم (رحيم) وهو اسم مستعار — وقف أمامنا، وقال في نبرة خشنة: ماذا تريدون هنا؟ قلنا له: نريد أن نعمل كما تعمل، فرد بأن هذا المكان لي والسكان استأمنوني عليه، ويجب أن تغادروا فوراً، وإلا طلبت من أحد السكان أن يتصل بالشرطة.

كان لابد حينها من أن نغير الخطة، فأفهمناه أننا نبحث عن عمل مثله، ونريد أن نستفسر منه أين يمكننا أن نذهب؟ وكيف يمكننا أن نكسب ثقة الناس ويتسنى لنا الدخول إلى مناطقهم؟ وكم هو المكسب اليومي أو الشهري لهذا المهنة؟

الصحفي الخفى يقتحم عوالم خفية لأصحاب مهن هامشية

للأمانة، سرعان ما تغيرت نبرته، وبدأ يرشدنا عن الأماكن التي لاتزال عذراء، ولم يفرض أحد سيطرته عليها، وقال لديكم (النجمة، المنصورة، أم غويلينة) أما الكسب، فهو على حسب شطارتكم، أنا مثلاً أكسب يومياً مابين 250 إلى 350 ريالا، وكان رد رجل آخر — سوف نسميه مجازاً أبو طالب — يعمل في مدينة خليفة بأنه يتقاضى 2500 ريال شهرياً، من خمس أسر تقريباً، مقابل غسيل سياراتهم وتنظيم حركة السير أمام منازلهم. أما عوض — وهو اسم غير حقيقي — فيتقاضى شهرياً تقريباً 4000 ريال مقابل هذه المهنة، ويعمل بمنطقة المنصورة.

أخيراً كسبنا ودهم وبدأنا نسألهم عن جهات كفالتهم، ووظائفهم الرسمية، فكانت إجاباتهم تتأرجح ما بين سائق لمدرسة خاصة واقعة في الحي الذي ينظمه، أو حارس أمن لإحدى المجمعات السكنية، أو نجار في شركة مقاولات.

[image:6]

وعن كسب ود الناس قدموا لنا النصيحة الآتية التي نحتفظ بتسجيل صوتي لها، قال رحيم: ثق تماماً أن ما ستفعله مع الناس سيرده الله لك في بيتك.

وأخبرنا — أبوطالب — أن مصدر رزقه هو ثقة الناس وحبهم. أما عوض فأجاب: إذا أردت أن تنجح في هذه المهنة يجب أن تعامل كل بيت وكأنه بيتك، تحرسه وتنظفه ولا تقبل أن يضره أحد، وبهذا سوف تنجح في كسب رزقك والحصول على ثقة الناس.

اقرأ المزيد

alsharq انعقاد الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء دول آسيا الوسطى في أوزبكستان

عقد الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء دول آسيا الوسطى في طشقند برئاسة الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، بمشاركة رئيس جمهورية... اقرأ المزيد

42

| 16 نوفمبر 2025

alsharq  جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تكرم طلابها المتميّزين أكاديميا

احتفت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بطلابها المتميزين في حفل الجوائز الأكاديمية السنوي المرموق لهذا العام، حيث تم تكريم... اقرأ المزيد

48

| 16 نوفمبر 2025

alsharq وزارة التربية والتعليم تفتتح المعرض التوعوي المصاحب لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد

افتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، المعرض التوعوي التثقيفي المصاحب لمؤتمر الدول... اقرأ المزيد

72

| 16 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية