رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1122

أسرة ويران: أجواء رمضان في الدوحة ساحرة ولا تُشعرنا بالغربة

07 أبريل 2023 , 07:00ص
alsharq
إيمان بوجملين

يتميز شهر رمضان في بلد المغرب عن باقي شهور السنة، بعادات وتقاليد خاصة، كما يتم استقباله بطريقة خاصة تليق به كشهر مقدس، وهو من أعظم الشهور التي تستعد له جميع الأسر المغربية، ويمارس فيه المغاربة عادات وطقوسا خاصة بهذا الشهر الكريم. ومما يمكن ملاحظته أن رمضان في المغرب له خصوصيَّة حضارية وسلوكية جديرة بالانتباه، تجسدها منظومة متكاملة من العادات والتَّقاليد المغربية، التي تعكس تقديس المغاربة لهذا الشهر.

زارت الشرق عائلة ويران المغربية المقيمة في قطر لترصد الأجواء الرمضانية للجالية المغربية بالدوحة، وأبرز الأكلات الشعبية على مائدة رمضان في المغرب، وغيرها من العادات التراثية والدينية التي يختص بها أهل المغرب.

قال رب العائلة السيد عادل ويران، إن المجتمع المغربي اعتاد كلما حل شهر رمضان على إحياء مجموعة من العادات والتقاليد، التي منها ما هو مرتبط بالوسط الأسري، ومنها ما هو مرتبط بالمجتمع ككل وهناك ما تشترك فيه جميع الأسر المغربية في مختلف جهات ومدن المملكة، ومقابل ذلك توجد بعض التقاليد المميزة لشهر الصيام لدى الأسر في مناطق مختلفة من المغرب فنجد الأسواق تتزين بمختلف المواد الغذائية والألوان والأنواع المميزة من التوابل ونرى إقبال الجميع على الأسواق لاقتناء اللوازم تلك الحركة في الأسواق والمواد المعروضة تزيد من نكهة وأجواء الشهر الفضيل.

 مائدة رمضان

وقالت السيدة حنان، إن المائدة الرمضانية المغربية تتميز بعدَّة أطباق خاصَّة ترتبط بالشهر الكريم، وتحرص كل ربات البيوت على إعدادها، ومن هذه الأطعمة وجبة "الحريرة" التي تختلف مكوناتها إما حسب ذوق أفراد الأسرة، أو حسب دخلها المادي، أو اعتبارا للطبائع الغذائية المعتادة لدى العائلات، وهي من الأطباق أمازيغية الأصل، وكلمة الحريرة هي كلمة أمازيغية تعني الحساء، ويتكون هذا الحساء من الدقيق والطماطم والحمص والعدس وقطع لحم مع الكزبرة والبقدونس وأعشاب أخرى، وتتفنن ربات البيوت في المغرب في إعداد عدة أنواع بنكهات مختلفة منها وتكون وجبة لذيذة وشهية. ويوجد أيضا حلوى الشباكية، وهي حلوى خاصة بهذا الشهر وتحضر من الدَّقيق والعسل والسمسم وماء الزَّهر.

وتابعت: "وبالإضافة إلى التمور التي أصبحت بحكم العادة مكونا أساسيا من مكونات الإفطار في رمضان لدى الغالبية الساحقة من الأسر المغربية وتحضير الفطائر، أو العجائن بمختلف أصنافها أيضا في موائد إفطار جل الأسر المغربية، مثل البغرير ورزة القاضي والرغائف أو المسمن العادي أو المحشو ببعض المكونات الغذائية مثل البصل والشحوم وأصناف البقوليات".

 

 الاحتفال بالأطفال

ويعتبر صيام الطفل لأول مرة خلال ليلة السابع والعشرين حدثا مميزا داخل الأسر المغربية، يحظى خلاله الصائم الصغير بمعاملة تفضيلية، حيث يقام احتفال خاص به تشجيعا ومكافأة له على الصيام في الليلة المباركة وتحفيز مقصود يروم تحضيره وتهيئته لصيام شهر رمضان كاملا خلال السنوات المقبلة، وتحبيبه في هذه العبادة باعتبارها ركنا من أركان الدين الإسلامي.

 اللباس التقليدي

كما يُعَد الزِّي التقليدي المغربي من عادات رمضان التي يتمسَّك بها المغاربة حتى اليوم، فيحرص الرِّجال والنِّساء والأطفال على ارتدائه خلال الزِّيارات العائلية، وعند أداء الصَّلوات في المسجد خاصَّة في صلاة التَّراويح. وتشهد أسواق المدن المغربية حركة كبيرة غير معهودة، حيث يزداد الإقبال على محلات بيع اللباس التَّقليدي، ويجتهد أصحابها في تنويع عروضهم. فالمساجد مرتبطة باللباس التقليدي لدى الكثير منهم، ويزيد هذا الارتباط مع اقتراب شهر رمضان. والجلابيب والأقمصة والبلغة (نعال) والفوقية، كلها ألبسة تقليدية يحرص أغلب الناس على ارتدائها في رمضان

ويحرص المغاربة قبل رمضان على تنظيف المساجد لاستقبال الشهر في أبهى حلة، مع الحرص على تزيين جنباته أو إعادة الدهان وأحيانا شراء زرابي (بُسُط) جديدة. ويهتم المشرفون على المساجد بالتعاقد مع أئمة من مناطق بعيدة، لضمان تلاوة عذبة، وبتوفير مسكن ومأكل لهم، فضلا عن مساهمات المصلين للإمام المتعاقد خلال الشهر. ويتم تجديد كل مرافق المساجد من إنارة وصوت وأماكن الوضوء وخلافه.

 قطر جمعتنا

وتحدثت عائلة ويران عن الأجواء الرمضانية في قطر وأكدوا أن قطر جمعتهم كجاليات عربية ومسلمة قال السيد عادل: هنا في قطر لا نشعر أننا في غربة، فالأجواء القطرية واجتماعنا مع أصدقاء من جاليات أخرى يزيد من نكهة رمضان فنتبادل الحديث في الإفطار والسهرات نتعرف على عاداتهم ويتعرفون على عاداتنا ونتذوق أطباقهم ويتذوقون أطباقنا، قائلين: "حقيقة لا نشعرا أبدا أننا في غربة

في قطر الحكومة تقوم بتسهيلات تجاه الموظفين، ليكون يوم العمل أقصر في رمضان، حيث ينص القانون القطري على أنه لا يمكن للموظفين العمل لمدة تزيد على خمس ساعات في اليوم، وينطبق الأمر على الجميع سواء كنت صائماً أم لا، وهو ما يلفت إلى مراعاة القوانين القطرية لحقوق العمال".

 

 العبادة والتقرب لله

وأضاف السيد عادل أن العبادة والتقرب لله بالأعمال الخيرية هي أهم الأمور التي تجدها في قطر خلال الشهر الفضيل فالمجتمع القطري يقوم بالعطاء في هذا الشهر كأروع ما يكون العطاء، حيث يقوم المواطنون بالعمل على تسهيل الأمور على الصائمين، ومساعدة الجميع، أما العبادة والصلوات في قطر تجد المساجد مملوءة في كل الصلوات، حيث الجميع يهرع للصلاة خلال رمضان خاصة وأن الدولة تسعى لراحتنا نحن كمسلمين وتجلب أشهر القراء للمساجد، فاهتمام قطر بهذه الأمور يجعلنا نحب قضاء رمضان هنا عاما بعد عام".

ولا تقتصر المظاهر المميزة للمغاربة قبيل رمضان على الاستعداد التعبدي، بل يتجاوزه إلى ما هو اجتماعي، عبر إطلاق مبادرات إنسانية من هيئات وجمعيات رسمية وغير رسمية، مثل الإعداد لموائد الرحمن، ومساعدة الأسر المحتاجة، ومختلف أشكال البر والإحسان. وخلال الأعوام القليلة الماضية، بدأت الهيئات الخيرية تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطاتها، بهدف تشجيع الأفراد على الانخراط فيها، والعمل على جلب المتطوعين، خصوصا أن الحملات الخيرية تتطلب الكثير منهم، مثل عمليات توزيع "قفة رمضان".

 أجواء سوق واقف

وقالت السيدة إلهام: "نحن كعائلة مغربية مقيمة في قطر نحب الأجواء القطرية في الشهر الفضيل ونحب الخروج والاستمتاع أيضا بالأجواء أين نزور عدة أماكن في السهرة الرمضانية ولكن من بين أهم الأماكن سوق واقف فهو وجهتنا الأولى خلال رمضان بحيث معالمه والأجواء فيه تذكرنا بأسواق بلدنا المغرب، حيث نجتمع في سوق واقف مع الأحباب والأصدقاء ونتبادل أطراف الحديث ونستمتع بالأجواء هذا السوق الذي يتجمل كل عام ويرتدي الحلل الأنيقة التي تناسب الأجواء الرمضانية، وتجذب الرواد للسهر والترفيه بعد يوم الصيام والعبادة، لأن سوق واقف وجهة مهمة لاستقبال الزائرين على الدوام".

 

مساحة إعلانية