رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد محلي

622

تجار لـ الشرق: تراجع غير مسبوق في مبيعات الذهب خلال موسم العيد

07 أبريل 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ حسين عرقاب

أكد عدد من تجار الذهب التأثيرات السلبية الكبيرة التي خلفتها الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب على السوق المحلي، الذي وعلى عكس المعتاد يشهد هذا العام ركودا في هذه الفترة، التي كانت تعد إلى وقت قريب من بين المواسم الرئيسية لبيع المعدن النفيس، وذلك بسبب وصول قيمة الذهب إلى مستويات غير مسبوقة ومجنونة إن صح التعبير، مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في السنوات الماضية، مستعرضين الأسعار الحالية انطلاقا من صنف 18 قيراطا الذي روج بـ 204 ريالات للجرام الواحد، بينما سوقت فئة 21 قيراطا بـ 236 ريالا للجرام الواحد، و 24 قيراطا بـ 273، وهي الأثمان التي أدت بشكل مباشر إلى التخفيف من حجم الطلب على المعدن الأصفر حتى في عز مواسمه.

في حين بين البعض الآخر منهم أن الأمر كان ليكون أكثر تعقيدا وركودا، لولا المواطنون الذين صنعوا حركة بسيطة في السوق خلال هذا الموسم، مع سعيهم لتقديم الهدايا الذهبية لعائلاتهم في هذه الفترة بالذات، منتظرين أن يبدأ المقيمون في التوافد على محلات المعدن النفيس في الأسابيع القليلة القادمة، التي ستتوافق وبداية موسم الإجازات، مشددين على وفرة الذهب في السوق، وعرض العديد من الخيارات أمام الزبائن، انطلاقا من المجوهرات المحلية، وصولا إلى القطع القادمة من مجموعة من الدول الخارجية كسلطنة عمان، بالإضافة إلى سويسرا.

    ارتفاع جنوني

وفي حديثه للشرق أكد السيد عبد القوي عفيفي من مجوهرات الفالح تأثر السوق المحلي للذهب هذا العام، وذلك على عكس ما تعود عليه التجار طيلة الأعوام الماضية، التي كانوا يعتبرون فيها فترتي الصيام وعيد الفطر موسمين مهمين لبيع المعدن النفيس، وهو ما لم يحدث هذه السنة، التي انخفض فيها الطلب على الذهب بشكل واضح مع ارتفاع أسعاره، مستعرضين آخر الأثمان التي روج بها المعدن النفيس، حيث روجت فئة 18 قيراطا بـ 204 ريالات للجرام الواحد، في حين بيع صنف 21 قيراطا بـ 236 ريالا ، و24 قيراطا بـ 273 ريالا، وذلك من دون مصنعية والتي تزيد الجرام الواحد في كل من الأنواع المذكورة بـ 25 ريالا على الأقل.

ووصف عفيفي أسعار الذهب في هذه المرحلة بالمجنونة والغير مسبوقة، قائلا إن قيمة الجرام الواحد من الذهب وصلت حاليا أعلى مستوياتها التاريخية، مع إمكانية تسجيلها للمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، التي قد يتجاوز فيها سعر الجرام الواحد لفئة ثمانية عشر قيراطا 230 ريالا قطريا، وذلك مع استمرار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، والتي أثرت بصورة كبيرة على أثمان الذهب، التي لعبت دورا عكسيا هذه المرة، بعد أن شجعت الأفراد على بيع ما يخزنونه من ذهب من أجل جني أرباح أكبر، واضطرت غيرهم على الانتظار وعدم اقتناء المجوهرات طمعا في تراجع الأسعار، الذي من المؤكد أنه لن يحدث على الأقل في المدى القريب.

    إقبال المواطنين

وقال عارف السعدي إن الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب، ووصوله مستويات غير مسبوقة كانت لتؤثر أكثر على السوق، لولا المواطنون الذين ساهموا في فرض حركة في الأسواق المحلية للمعدن النفيس، حتى ولو كان ذلك بشكل بسيط إذا ما قورن بعمليات البيع والشراء في ذات الفترة من الأعوام الماضية، والتي كان فيها الجميع من يتجه إلى الذهب من أجل اقتنائه، وتقديمه كهدايا لأفراد العائلة، وهو ما لم يتم بالصورة المعهودة في العام الراهن، وهو ما كان متوقعا مع التغيرات الكثيرة التي شهدتها قيمة المعدن النفيس، التي بلغت أرقاما مرعبة يصعب على أصحاب الدخل المتوسط على الأقل التعامل معها.

وأشار السعدي إلى أن إقبال المواطنين على شراء الذهب، حتى ولو بكميات بسيطة أنقذ الوضع في السوق المحلي للمعدن النفيس، الذي يعاني منذ فترة بسبب التأثيرات السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية على أثمان مختلف البضائع، ومن بينها الذهب الذي من المنتظر أن يحافظ على الأقل على أسعاره الحالية خلال المرحلة القادمة، مستبعدا تسجيل أي تراجع فيها، الأمر الذي سيثبت الركود في حركة البيع والشراء في شتى نقاط البيع في الدولة، والتي قد تنتعش بعد أسابيع من الآن، مع انطلاق موسم الإجازات، الذي يلجأ فيه المقيمون إلى شراء الذهب، واعتماده كمكرمات لعوائلهم التي تنتظر عودتهم سنويا بشوق جديد، مشددا في الأخير على حرص تجار الذهب في الدوحة على التخفيف من وطأة الأسعار الحالية للذهب، بالتخفيض من قيمة المصنعية، والنزول بها إلى أقل الحدود الممكنة، التي من شأنها التقليل من عبء التكاليف المفروضة على الزبائن.

    المنتج المحلي

بدوره صرح التاجر فهد الأبارة بأن أكثر ما يميز سوق الذهب في الوقت الحالي هو الوفرة، وتواجد كميات كبيرة من المعدن النفيس في السوق الداخلي، بفضل العمل الكبير الذي تبذله الجهات القائمة على هذا القطاع في سبيل طرح الكميات اللازمة منه في الدولة، وذلك من خلال الاستناد على الذهب القادم من العديد من دول العالم من بينها الكويت، وسلطنة عمان بالإضافة إلى إيطاليا وسويسرا، إلأ أن الأهم حسب الأبارة هو تواجد السلع المحلية في مختلف نقاط البيع بالتجزئة بالدوحة، وهو الذي لا يمكن لأي كان إنكاره في ظل تضاعف حجم المعروضات من المجوهرات المصنعة هنا في البلاد بشكل ملحوظ خلال المرحلة الأخيرة، في ظل ارتفاع عدد الورشات المحلية التي تديرها مجموعة من الكوادر القطرية التي تمكنت من وضع لمستها الخاصة في هذا القطاع، من خلال احياء العديد من المجوهرات التقليدية وتعزيزها بلمسات عصرية عززت حتى من قيمتها.

وتابع الأبارة أن تضاعف حجم الانتاج المحلي من الذهب لعب دورا كبيرا في تحويل المستهلكين إلى محلات بيع الذهب المتواجدة في مختلف الأسواق، بدلا من التوجه نحو العلامات الكبرى الموجودة في مختلف المراكز التجارية في الدولة، وذلك بفضل المكانة الكبيرة التي تحظى بها المجوهرات التقليدية والشعبية في قلوب الزبائن على اختلافهم من مواطنين، وحتى مقيمين اعتادوا على العادات القطرية وباتو جزءا لا يتجزأ من المجتمع المحلي.

    خيارات إضافية

بدوره شدد بدر الحوثري على وفرة الذهب في السوق المحلي خلال المرحلة الحالية، قائلا إن المحلات العاملة في بيع المعدن النفيس تشهد فائضا في المعروضات، التي لعبت دورا كبيرا في إعطاء المزيد من الخيارات للزبائن الذين بات بإمكانهم الوصول إلى كل ما يرغبون فيه من الأطقم الجميلة، سواء كان ذلك في سوق الذهب أو في غيره من المحلات المتواجدة حاليا في شتى المراكز التجارية والمولات.

وبين الحوثري أن تمويل السوق المحلي للذهب في الفترة الحالية يتم عبر المزج بين المنتجات المستوردة القادمة من مختلف البلدان، وفي مقدمتها الكويت وسلطنة عمان، والسلع المحلية التي نجحت في الأعوام القليلة من غزو السوق الوطني بشكل جلي، بفضل تمكن المصانع القطرية من الرفع من مستوى كفاءتها الإنتاجية من حيث الجودة أولا، حيث يتم العمل آنيا وفق أفضل المعايير والأساليب المستخدمة على المستوى الدولي في الورش الموجودة داخل الدوحة، ومن ثم الكمية التي تضاعفت خلال الفترة الأخير، ما أسهم بطريقة مباشرة في تعزيز مكانة المجوهرات الوطنية في السوق المحلي للذهب، وجعلها واحدة من بين أكثر السلع استقطابا للزبائن سواء تعلق الأمر بالمواطنين أو المقيمين.

مساحة إعلانية