رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لولوة المضاحكة

Lolwasi12@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

336

لولوة المضاحكة

ومضات لحياة سعيدة

07 نوفمبر 2025 , 02:47ص

خلال قراءتي لرسالة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله حول الوسائل المفيدة للحياة السعيدة أحببت مشاركتكم ومضات لهذه الرسالة القيمة في زمننا مع كثرة الفتن والمحن فالبحث عن السعادة وراحة القلب مطلب الجميع للحصول على حياة طيبة.

قال تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالإيمان الصادق والعمل الصالح هما أساس السعادة وراحة القلب في الدنيا والآخرة فالمؤمن هو من يرى أمره كله خيرا يشكر الله في السراء وفي الضراء يصبر ويستعين بالله.

فمن الوسائل العظيمة لدفع الهم والقلق عن القلب هو انشغال العبد بالأعمال وتعلم ما يفيده من علوم نافعة وبهذا يبعد عن القلب ما يقلقه وينسى ما كان يحزنه ويبعث فيه الفرح والنشاط والمؤمن من يحتسب هذا الانشغال في سبيل الله.

كما أن من أعظم هموم القلب الحزن على الماضي والقلق من المستقبل فالعبد يسعى للتركيز على الحاضر يصلحه ويأخذ الاستفادة من الماضي بحيث لا يكرر الأخطاء ويسعى لتطوير ذاته من خلال المواقف والتجارب الماضية قال رسول الله ﷺ: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ).

ومن أعظم ما يجلب السعادة للقلب ذكر الله لقوله تعالى (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب) ذكر النعم التي أنعم الله بها والاستشعار بها ورؤية ما أعطاه الله من كثير من الأمور الخيرة ودفع عنه الشرور وهذا يدفع الهم ويجلب السرور في القلب.

كما أن التركيز على الأسباب الجالبة للسرور عوضا عن الأسباب الجالبة للهموم من تفكير وقلق وتقوية القلب وعدم الاستسلام للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة فمتى ما استسلم الفرد وقع في الهموم والغموم والعصبية والأمراض القلبية.

وقال النبي ﷺ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، فعلينا شكر من أحسن إلينا بل ورد الإحسان إليه فالله لا يقبل شكرا من عبده الذي أحسن إليه إذا كان العبد ممن ينسى المعروف الذي قدمه إليه أحد من الناس والأصل لا يطلب العبد الشكر إلا من الله، فإذا أحسن وشكر الناس، فشكره هذا عبادة وخلق كريم، وهو في النهاية خالص لله تعالى ويجلب السعادة والرضا للشاكر قبل أن يكون للمشكور. 

ومن الأمور النافعة الإدراك بأن أذية الناس بأقوالهم لا تضره بل تضرهم إلا إذا انشغل بها في حياتنا هي نتاج ما نفكر به فعلينا أن نحسن في انتقاء أفكارنا ونوجهها في ما ينفعنا في الدنيا والآخرة وجعل تحقيق الأمور النافعة أساسا لحياتنا.

ختاما يجب علينا معرفة أن حياتنا قصيرة جدا ويجب علينا عدم تقصيرها بالأمور الجالبة للقلق والحزن والهموم بل نزينها بالأفكار الطيبة والأعمال الصالحة. 

 

مساحة إعلانية