رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

610

فوز دي جوازو.. مدينة برازيلية نابضة بالأجواء الرمضانية

07 أبريل 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ بيان مصطفى

تعيد لي تلك الليالي المباركة وأجواء المسجد المهيبة هذه الأيام في مدينة فوز دي جوازو، وهي مدينة حدودية في البرازيل. ذهبت إليها سائحة وأسرتني طبيعتها وهدوءها وشاء الله أن أعيش فيها. تلك الصورة السريعة للمسجد التي التقطتها سريعا أثناء مروري مصادفة بجانب أحد المساجد حيث كانت زاوية صغيرة لم تعكس جمال هذا المسجد. ولعل نظرتي كانت ضيقة لكل شيء هناك حيث لم أدرك ذلك الوقت مكانة العرب والمسلمين فيها، حتى أن بعض البرازيليين كانوا يقصدونها لإشهار إسلامهم ونطق الشهادة في هذا المسجد.

هناك في «فوز» كنا مجتمعًا مسلمًا صغيرًا لكنه من أكبر تجمعات الجالية المسلمة العربية التي اشتهرت بها المدينة، حيث كان للعرب صيت واسع وسمعة طيبة بين الشعب البرازيلي الذي يظهر الكثير منهم حبهم للعرب وتعايشه مع اختلاف الثقافات. شعرت هناك بسهولة الحياة وتوفر جميع مستلزمات الحلال فيها وعلى عكس المدن الأخرى، فتجد المحجبات في الشوارع والأسواق، حيث حافظ المجتمع المسلم نسبيا على هويته، وأصبح شكل العائلة العربية المسلمة مألوفًا كثيرًا.

في «فوز» كان شارع فلسطين حيث المسجد والبيوت العربية تحيط به ومحل الحلوى الشرقية الأشهر يأخذك إلى أجواء خاصة. فبمجرد تطأ قدماي هذه المنطقة تتغير لغة الحديث حيث يمكنني أن أجد إحدى المسلمات تبادرني بالتحية العربية أو يلقي أحدهم السلام. وفي مشهد آخر قد تصل أحد الأفواج السياحية لزيارة المسجد وتناول الحلوى الشرقية لأجد أحدهم يوجه إلي سؤالا حول (حلوى الطحينية) التي يبيعها المحل العربي وكيف تكون طعامًا وهي حلوة المذاق. بينما أحتسي قهوتي التركية التي تشتهر بها المحلات العربية، وأعيش بعض اللحظات العربية التي أفتقدها بشعور يملؤه الفخر.

كان لرمضان مذاق خاص، فكان المسجد يستعد للقاء الأطفال قبل الكبار، إذ يدركون أهمية حضور الأطفال والشباب للمسجد ليكون مقصدًا لجميع المسلمين، حيث يلعب الأطفال في ساحته التي تزينت بكل ما يجذبهم حتى تتعلق قلوبهم بهذا المكان، فاليوم يلعبون وغدًا يصلون.

وعلى العكس فإن خارج هذه المدينة وعلى بعد بضع ساعات في ولايات مجاورة كان لرمضان شكل آخر، ربما من عيون اعتادت سماع الأذان من بيتها في هذه المدينة الصغيرة من مسجد يتزين كل رمضان، منيرًا ذلك الشارع الأشهر في المدينة، الذي يقصده المسلمون وغير المسلمين يرتدون الأزياء التقليدية الرجالية ويرتدي نساؤهم الحجاب كرمز للثقافة الإسلامية لحضور ندوة تثقيفية والقيام بجولة داخل أروقة المسجد.

مساحة إعلانية