رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

3203

الفائز بالمركز الثاني عن فئة الفصيح..

حسن المقداد لـ"الشرق": جائزة كتارا لشاعر الرسول أعادت للشعر العربي مكانته

07 مايو 2018 , 07:26ص
alsharq
حوار: ناصر الحموي

الشعراء الشباب يقودون حركة تجديدية بشعر المديح

اللغة الشعرية ترفد الدعوة بما لا يستطيع أي جنس أدبي القيام به

في لغته الشعرية الحداثوية، يتغلغل الحزن الشفيف ويمتزج بنفحات الإيمان، مغترفاً من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وخصاله الحميدة التي نشأ عليها كمنهل للثقافة التربوية تظلل طريق حياته...

بهذه الوصية التي استودعتها لديه والدته قبل رحيلها، يصيغ الشاعر اللبناني حسن المقداد الفائز بالمركز الثاني بجائزة كتارا لشاعر الرسول قصيدته التأملية (مقتربا من سدرة الضوء) التي يقول إنه استلهم أسلوبها من قصيدة الشاعر العماني جمال الملا الفائز الأول بالجائزة في دورتها الأولى، مؤكدا في حوار مع (الشرق) أن الشعر يستطيع رفد الدعوة الإسلامية بما لا يستطيع أي نوع أدبي أن يقوم به، لأنه خطاب يتوجه للروح ويحمل الرؤى التي تضيء أركان الإسلام وعظمة أخلاق النبي..

في السطور التالية نص الحوار:

كيف وجدت مستويات النصوص للشعراء المشاركين في المسابقة؟

جميع النصوص ظهرت بمستوى عالٍ، لكن الشعراء الخمسة الذين تأهلوا إلى التصفيات قبل النهائية أفضلهم، وأرى أن القصائد التي دخلت التصفيات جميعها متميزة وتأهلت بجدارة، وخاصة أنها جاءت وسط منافسة شديدة، أما بالنسبة للجنة التحكيم فكانت تعتمد آلية شفافة وعادلة وضعت النقاط على الحروف .

هل تعتبر شعر المديح رديفا للدعوة؟

نعم بكل تأكيد، فالشعر يحمل ما لا تستطيع اللغة العادية أن تحمله، فاللغة الشعرية تمتلك بعدا ورؤية مختلفة، من شأنها أن ترفد الدعوة الاسلامية بما لا يستطيع أن نوع أدبي أن يقوم به ، وهي عامل مهم في تبليغ الدعوة وإيصال مراميها النبيلة، من عصر الشعراء كعب بن زهير وحسان بن ثابت وحتى يومنا هذا.

ما هي الأفكار التي تناولتها في قصيدتك ؟

يمكن تصنيف قصيدتي بالتأملية، قدمت من خلالها رؤيتي ومدى تأثير الرسول صلى الله عليه وسلم على شخصيتي وبنائها، حيث حملت إسقاطا على حياتي الخاصة وعلاقتي بوالدتي الراحلة وكيف أنشأتني وربتني على أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث ترجمت هذه القيم التي استودعتها والدتي رحمها الله، أمانة عندي، لأسير على هذا النهج والطريق القويم.

لغة عصرية

هل تأثرت في قصيدتك بشاعر معين من شعراء الرسول؟

تأثرت بأمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة نهج البردة، لكن في قصيدتي التي كتبتها وشاركت فيها بجائزة كتارا لشاعر الرسول، ألهمتني قصيدة الشاعر العماني جمال الملا الفائز بالمركز الأول في الدورة الأولى لجائزة كتارا، ورغم أن نص نهج البردة يختلف عن قصيدة جمال الملا، إلا أنني حاولت أن أستلهم جماليات الأولى وأنسج من حداثة الثانية من خلال مخاطبته للرسول صلى الله عليه وسلم بلغة شعرية عصرية، ممزوجة بروح صوفية، وكنت أقرب بأسلوبي للشاعر الملا بلغته الحداثوية، وأعتقد أن كل قصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عصر أمير الشعراء كان أساسها قصيدة نهج البردة.

مكانة الشعر

أين تقع مرتبة الشعر في الواقع الإبداعي المعاصر، وما مدى تأثره وكيف ترى مستقبله ؟

دائما ما تكون نظرة الشعراء العرب لمستقبل الشعر تشاؤمية بحكم الوضع المزري للحالة الثقافية عموما في العالم العربي، لكني متفائل جدا وأقول إن جيلنا ساهم في صعود الخط البياني للشعر الذي أصبح يشهد تقدما وازدهارا، وينطلق لآفاق جديدة للابداع، من خلال العودة للأصول وهذا مبشر بالخير، إذ لولا التمسك بالأصالة والجذور لما استطاع الشعراء الشباب التحديث والتجديد.

كيف يمكن لشعر المديح أن يتصدى للإساءات التي توجه بين الحين والآخر لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف في وجه حملات التشويه المتواصلة من أعداء الدين الحنيف؟

دائما الشعر هو اللغة التي تخاطب الروح وتدخل دون استئذان إلى المستمع، وبالتالي يمكنك أن تحمل الشعر الأفكار بطريقة يكتنفها إحساس عال وجمالية عميقة، ومنذ عصر النبي كان الشعر خندق الدفاع عن الإسلام وعن الرسالة المحمدية، كما أن الشعر دائما ما يرينا هذا الجانب النبيل من عظمة الإسلام وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

آثار طويلة المدى

كيف تصف مبادرة كتارا في إحياء الشعر العربي وازدهاره ؟

أن تطلق مؤسسة ثقافية عريقة ولها مكانتها العالمية جائزة بهذه المواصفات الرفيعة مثل جائزة كتارا لشاعر الرسول، سيكون له أثر ومفعول طويل الأمد في تشجيع الشعراء الشباب على الابداع والتجديد والابتكار، شهادتي بكتارا مجروحة، فقد أعادت للشعر العربي مكانته.

محطة شعرية فاصلة

ماذا عن بداياتك مع الشعر؟

لا أذكر متى كتبت أول قصيدة، فعلاقتي مع الشعر بدأت منذ الصغر، لكني دائما أقول إن رحيل والدتي يشكل محطة فاصلة في حياتي الأدبية، لأن غيابها وفقدها أثّر على تجربتي الشعرية وأدخل إليها نوعا من الشجن وعمق الأحاسيس الشعرية، أما في الساحة الشعرية اللبنانية فقد تواجدت من عامين فقط، وشاركت في الأمسيات الثقافية معتليا المنابر الشعرية، أما بالنسبة للنتاج الشعري، فلدي مجموعتان شعريتان طبعت الأولى تحت عنوان (وأشارت إليه) عام 2016، والثانية بعنوان (المغني) عام 2017 وتقدمت بها للحصول على مسابقة نواة الأفكار الابداعية في لبنان وحصلت على المركز الأول، وأحضّر للمجموعة الشعرية الثالثة هذا العام، أما دراستي الجامعية، فأنا حاصل على إجازة في علوم الكمبيوتر.

مساحة إعلانية