رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

511

المناطق البعيدة والمتنزهات والشواطئ تفتقر للمسعفين

08 مارس 2016 , 08:07م
alsharq
بيان مصطفى

دقائق حاسمة في حياة الإنسان، تحدد مصيره، شعور بالعجز يعتري الشخص الذي قُدِّر له التواجد مع الضحية، لعدم قدرته على تقديم الإسعافات المتمثلة في الرعاية الفورية المؤقتة، التي قد تنقذه، حتى وصول النجدة، الأمر الذي يحتم ضرورة وضع مناهج، تلزم الطلاب بالتدرب على إنقاذ حياة ذويهم، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، على مختلف الفئات، بأهمية تعلم قواعد الإسعافات العامة، ليستطيعوا تقديم المساعدة لأبنائهم في المنازل وزملائهم في العمل، أو في أي مكان، فعلى قدر سرعة الإسعافات تزيد احتمالية إنقاذ الضحية بحسب ما أكد أطباء.

وبحسب إحصائيات أمريكية يتم إنقاذ 92 ألف شخص سنويا نتيجة الإسعافات الأولية، وبناء على جمعية القلب الأمريكية، فإن من 100 ـ 200 ألف شخص يمكن إنقاذهم سنويا، فإن بدأت في الأربع الدقائق الأولى فإنه لا يُتوقع حدوث تلف للدماغ، وتأخرها من أربعة إلى ست دقائق، يزيد حدوث التلف، وتشير العديد من وقائع غرق الأطفال إلى افتقار المجتمع لهذه المهارة، وكانت أروقة المحاكم قد شهدت قضية غرق طفل بأحد الأماكن الترفيهية، وسط غياب من يقدم له الإسعافات الأولية، وهي واقعة تتكرر باستمرار في مجتمعنا، وتنظم مؤسسات الدولة العديد من الورش في هذا المجال، حيث يفتح مركز حمد الدولي للتدريب، التابع لمستشفى حمد الطبي، أبوابه للتعاون مع المؤسسات والأفراد، الذين تقع على عاتقهم المسؤولية في الحصول على هذه الورش التدريبية، عن طريق التسجيل في المركز.

مطالب الشواطئ

وتعاني المناطق البعيدة والمتنزهات وأبرزها الشواطئ، من غياب وحدات الإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات الطارئة، مثل الاصابات، حيث إن رواد الشواطئ معرضون للإصابات المفاجئة، وخاصة تلك التي تتعلق بالغرق، مما يتطلب وجود أشخاص مدربين على هذه المهمة في حالة نفدت حيل المرافقين لهم.

ونقلت "الشرق" هذه المطالب إلى الجهات المعنية بوزارة البلدية والبيئة، فنفت بدورها اختصاصها بهذا الشأن، لافتة الى أنها جهة معنية بنظافة الشواطئ والجزر، وعلى الجانب الآخر فإن الوزارة تضع تعليمات مهمة للحفاظ على سلامة المخيِّمين وأمنهم، حيث تشترط توفير حقيبة إسعافات أولية تحتوى على الشاش المعقم، والمطهرات للجروح والأربطة، وكذلك أدوية مسكنة للألم أو المغص والبرد، والاحتفاظ بها لأوقات الأزمات، بالإضافة إلى أخذ احتياطات الأمن واتباع إرشادات الدفاع المدني لمنع حدوث حرائق بالموقع.

الرأي الطبي

من جانبه يشير الدكتور خالد الفخري، رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الأهلي، إلى أن ضحايا الحوادث من أخطر الحالات الحرجة التي تواجه الأطباء، وتتضاعف إصابتها بسبب أي تحرك خاطئ يُقدم عليه المرافقون للمصاب، خاصة حينما يؤثر الحادث على العمود الفقري، أو أية كسور تتطلب تحريكه بشكل حذر، ويعطي رئيس قسم الطوارئ نصائح سريعة يجب أن يلتفت إليها المرافقون للتدخل السريع في إنقاذ الحالة قبل وصول الإسعاف، وذلك بالانتباه لقدرة المريض على التنفس، حتى لا يفقد الوعي حتى وصول الاسعاف، لافتا إلى أهمية وجود أشخاص مدربين على الاسعافات الأولية، في الأماكن الحيوية، مثل مجمعات التسوق، والملاعب والأماكن الترفيهية.

ويقول الدكتور محمود يونس، مساعد مدير تعزيز الصحة والمشاركة المجتمعية، بمركز حمد الدولي للتدريب، التابع لمستشفى حمد الطبي: إن الإسعافات في الدقائق الأولى لها دور كبير فى إنقاذ حياة، حيث تزداد في حالات توقف القلب، لافتا الى أن هناك دقيقتين لإنقاذ المصاب في حالة التوقف المفاجئ للقلب، وهنا يكون المرافق هو المنقذ الوحيد، إن تمكن من القيام بعملية الإنعاش بشكل صحيح، للحفاظ على الدماغ، ومن ثم بقية أعضاء الجسم حتى وصول سيارة الإسعاف.

ويضيف: في الآونة الأخيرة لا حظنا انتشار السكتة القلبية بين صغار السن، وهو ما يتطلب الوعي بأعراضها، وطرق الإنعاش السريعة، فالإنسان قد يصاب بموت دماغي لمجرد تأخر إسعافه، ويوضح الدكتور محمود أن مركز حمد الدولي للتدريب يتيح الورش الخاصة التي تركز على تعليم الإسعافات المختلفة بشكل منفصل.

ويدعو يونس إلى التسجيل لتلقي هذا التدريب الذي يستغرقا يوما واحدا، لمدة أربع ساعات لامتلاك المهارة لمختلف الفئات، كما يتم التعاون مع كافة الجهات في القطاع الخاص والحكومي؛ وخاصة وزارة التعليم والتعليم العالي، لتوفير التثقيف الصحي للطلاب، وتعريفهم بأهمية التدخل الصحيح للمسارعة في إنقاذ المريض، وتدريبهم على هذه المهارة، التي لا يمكن الاكتفاء بالقراءة عنها لاكتسابها، ويلفت يونس الأنظار إلى أن مركز حمد يعطي رخصة للمتدرب في الإنعاش القلبي cpr ليتم التصريح له بعمل العمليات البسيطة، التي قد تنقذ حياة مريض، لكن الأغلبية يغفلونها ولا يحسنون التصرف في وقت المأزق.

تدريب رجال المرور

ونظراً لأن رجال المرور هم أول نجدة يتم الاستغاثة بهم، ويهرعون إلى مكان الحادث في أوقات قياسية، قد تسبق سيارات الإسعاف، فقد توجهت "الشرق" لإدارة المرور للتعرف على مدى اهتمامها بتثقيف أفرادها بالإسعافات الأولية، ليستطيعوا التعامل مع تلك المواقف التي تقابلهم بشكل معتاد في مهمتهم، وأهمية توافر حقائب الإسعافات في السيارات، لتفادي الحوادث المفاجئة.. وفي هذا الشأن.

يتحدث المقدم محمد راضي الهاجري، مدير إدارة الإعلام والتوعية المرورية، بالإدارة العامة للمرور: تعتبر الحوادث المرورية والإصابات الناتجة عنها، من أهم أسباب الوفاة في جميع دول العالم، ومن هنا تعتبر الإسعافات الأولية من العناصر المهمة في تحقيق السلامة المرورية، ويجب أن تتم بأسرع وقت بعد وقوع الحادث المروري لنجدة المصابين، وتقديم المساعدة لهم، مما يسهم في إنقاذ حياتهم. لافتاً إلى عظمة دور رجل المرور فور وقوع الحادث، في تأمين موقع الحادث ومحاولة إنقاذ المصابين الذين قد يتعرّضون في حالة بقائهم في المركبة إلى أخطار جسيمة، خاصة إذا كان الحادث سينتج عنه حريق أو انفجار، ونظراً لأهمية الإسعافات الأولية تولي وزارة الداخلية هذه القضية أهمية كبيرة، حيث تحرص الوزارة على تأهيل وتدريب رجال الشرطة؛ خاصة العاملين في مجال الدوريات والتحقيق المروري، لأنهم أول من يصل إلى موقع الحادث، حيث يتم تثقيفهم في معهد تدريب الشرطة بالإسعافات الأولية، وكيفية حماية المصاب في الحوادث المرورية، وكيفية التعامل مع الحالات المصابة بالصورة الصحيحة، وسرعة نقلهم من موقع الحادث.

وفيما يتعلق بالجانب التوعوي تحرص إدارة الإعلام والتوعية المرورية، على نشر الوعي المروري بين السائقين ومرتادي الطريق، والتعريف بقواعد السلامة المرورية، وفي مقدمتها أهمية تثقيف السائقين، ومرتادي الطرق بالإسعافات الأولية، وذلك من خلال تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة، مثل المحاضرات وورش العمل والمَعارض والمطبوعات في المدارس، والتجمعات الجماهيرية، ومدارس تعليم السواقة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، يتم خلالها التعريف بأهمية الإسعافات الأولية، ودورها في إنقاذ المصابين، والتقليل من آثار الحوادث، فضلاً عن التوعية بمخاطر الحوادث المرورية والآثار الناتجة عنها، والمخالفات التي تسبب الحوادث والإصابات والوفيات.

مساحة إعلانية