رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

642

كاتبات لـ"الشرق": المراكز الثقافية "بهرجة إعلامية"

09 يناير 2017 , 09:07م
alsharq
الشرق - سمية تيشة

كاتبات لـ "الشرق": "أدب الطفل" .. لا يزال متعثرًا!

د.شروق المالكي: غياب الثقافة المنزلية أبرز الأسباب

سلمى النعيمي: يجب الخروج من غرف المكتبات المغلقة

شيخة الزيارة: المراكز المعنية بأدب الصغار محدودة

يسهم "أدب الطفل" بصورة كبيرة في تشكيل ثقافة الأطفال وتكوين شخصيتهم، من خلال إثراء لغتهم وإعدادهم للحياة ولعالم الغد بمتغيراته وتكنولوجياته المتقدمة، إلا أن هذا الأدب لا يزال متعثرًا في قطر، بالرغم مما توليه الدولة من اهتمام كبير بالطفولة والنشء.

"الشرق" طرحت أسباب هذا التعثر على عدد من الكاتبات القطريات، وأرجعن السبب الرئيسي وراء ندرة أدب الطفل إلى غياب البيئة الثقافية المناسبة للطفل وقلة وعي بعض الأسر بأهمية القراءة، فضلًا عن قلة المكتبات العامة والمراكز التي تعنى بأدب الطفل.

وشددن على ضرورة تشجيع الأطفال على القراءة والتركيز على البرامج الثقافية والتعليمية التلفزيونية، لما لها من أثر في نشر الثقافة التعليمية.

بداية، تقول الكاتبة الدكتورة شروق المالكي، أن غياب "الثقافة المنزلية" تعد من أبرز أسباب ندرة أدب الطفل، "وإن كانت الدولة تولي الكثير من الاهتمام بهم من خلال توفير كل الظروف المناسبة لتعليمهم وتثقيفهم من رياض الأطفال إلى المدارس والجامعات والمسارح والفعاليات المختلفة، إلا أن الأساس يكمن في الأسرة نفسها، وكيفية وضع اللبنة الأساسية للتربية السليمة، ولذلك فإن التربية دون الثقافة تصبح ناقصة، فلا نجاح لأمة جاهلة غير مثقفة أو متعلمة، وغياب الثقافة المنزلية تعد من أبرز أسباب ندرة أدب الطفل.

د. شروق المالكي

حيث نجد للأسف الشديد واقعنا اليوم يحدثنا عن ترك الوالدين لتربية أولادهم من خلال الاعتماد الكلي على رياض الأطفال أو المدارس، وعدم الاهتمام بتهيئتهم في المنزل، بل نجد البعض وللأسف الشديد يعتمد على المربيات في المنزل اعتمادًا كليًا فيما يخص نشأة الطفل، مما يساهم على انسلاخ ثقافة الطفل عن عاداته وتقاليده ودينه وإرثه".

وتدعو إلى ضرورة تشجيع الطفل على القراءة وإبعادهم عن أجهزة الألعاب الإلكترونية التي استهلكت وامتصت طاقة الطفل وابتعد معها عن القراءة وحتى الرياضة البدنية، وضرورة التركيز على البرامج الثقافية والتعليمية التلفزيونية والتي لها أطيب الأثر على نشر الثقافة التعليمية سواء في اللغة العربية الفصحى أو التعلم من خلال القصص التاريخية..

وبدورها، تشير الباحثة في مجال التراث سلمى النعيمي إلى أن من أهم أسباب ندرة أدب الطفل عدم وجود البيئة الثقافية المناسبة للطفل وعدم فتح المجال للطفل للتعرف على تجارب الآخرين، وحصره بين أجواء روتينية تشعره بالملل وقد لا تناسب سن الطفل، لافتة إلى أن حضور الطفل للمؤتمرات والمهرجانات المتعلقة بأدب الطفل له أهمية كبيرة في بث الحماس لدى الطفل وتشجيعه على البحث والاطلاع والخروج من إطار جدران المكتبات المغلقة..

سلمى النعيمي

وتقول: "إن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الطفل هي السبب الرئيسي في اندثار أدب الطفل فالدولة أنشئت في كل منطقة من مناطق قطر نادي ومركز شبابي وثقافي ووفرت جميع الدعم والإمكانات، لكن تظل هناك قناعة المسؤولين في هذه المراكز والمؤسسات الشبابية بأهمية وجود أقسام حيوية ومحفزة لجذب الأطفال والشباب وتحبيبهم في الانخراط في هذا الجانب المهم من ثقافتنا".

الكاتبة شيخة الزيارة: ترجع أسباب ندرة أدب الطفل إلى قلة الوعي بأهمية القراءة من قبل الآباء، وقلة المكتبات العامة أو المراكز التي تعنى بأدب الطفل محدودة وتتواجد في مناطق محددة، فضلًا عن عدم وجود دور نشر الذي يجعل المؤلف يضطر إلى النشر بنفسه مع تحمل تكاليف النشر والرسم والإعلان، وفي حال قام المؤلف بالنشر بنفسه لا توجد مكتبات لبيع قصص الأطفال عدا مكتبات قليلة تهتم ببيع القصص الأجنبية أو قصص ذات مستوى متدنٍّ في الطباعة والإخراج والمضمون فقط من أجل الربح، إلى جانب ذلك اهتمام بعض المراكز المحلية بالبهرجة الإعلامية في موضوع التشجيع على القراءة بمبادرات غير مدروسة ولا تؤدي الغرض منها فقط لمجرد (الشو).

ونوهت إلى توجه وزارة الثقافة والرياضة للاهتمام بالكتاب القطريين بشكل عام بما ينعكس على ظهور كتاب جدد في أدب الطفل وأيضًا خطة إنشاء دور نشر قطرية مؤخرًا، ومطالبة بضرورة تعزيز القراءة في المدارس بشكل رئيسي ومحبب لدى الأطفال وغير مجبرين عليه مما سيعزز ظهور كتاب من الجيل الجديد مستقبلا..

"جاسم" مجلة تتوجه إلى كل الأطفال

حملت "دار الشرق" على عاتقها دعم "أدب الطفل" وتعزيز القراءة في نفوس الصغار، ولذا أصدرت مجلة شهرية لكل الأطفال، تقع في 44 صفحة وتحمل اسم "جاسم" وهو الفتى القطري الذي يلعب دور البطولة في المغامرات، وتم اختيار اسم "جاسم" تيمنًا باسم القائد المؤسس الشيخ "جاسم بن محمد بن ثاني".

غلاف العدد الثالث

المجلة، توزع مجانًا مع الجريدة الأربعاء الأول من كل شهر، وتعد الوحيدة للأطفال في قطر، وتحمل رسائل مهمة في تنشئة جيل عربي قادر على صنع مستقبله وتحقيق أهداف أمته المنشودة، فضلًا عن تعزيز الهوية العربية الإسلامية لدى الأطفال، وربطهم بوطنهم وبيئتهم وتراثهم وتعريفهم بعالمهم العربي والإسلامي بالإضافة إلى تنمية مواهبهم.

تحتوي المجلة على مجموعة متنوعة من القصص المصورة والسردية إلى جانب الأبواب الثابتة، وتسهم في إحداث التفاعل بين الأطفال، من خلال الكثير من الأبواب التي قدمتها لهم.

اعتناء دور النشر بأدب الطفل ضرورة

ترجع الكاتبة مريم السبيعي ندرة أدب الطفل إلى عدم اهتمام الأسر بتعزيز القراءة في نفوس أطفالهم، حيث إن البعض منهم يدفع (50) ريالا في وجبة سريعة بينما يطلبون خصما على كتاب أطفال إذا كان بـ( ٤٠) ريالا،مما يتضح أن بعض الأهالي لا يقدرون قيمة الكتاب.

أغلفة كتب مريم السبيعي

في المقابل فإن هناك أهالي يدفعون الكثير للكتب وتعليم الأطفال بطريقة إبداعية، لافتة إلى أهمية اهتمام الكاتب بنفسه بتقديم كتاب يخدم الأطفال، فضلاً عن ضرورة اهتمام دور النشر المحلية بنشر ثقافة أدب الطفل وتطويرها بما يصب في مصلحة الطفل مستقبلاً.

مساحة إعلانية