رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2836

خبراء لـ الشرق: ضعف برامج التوعية وراء ارتفاع معدلات الطلاق

10 يونيو 2022 , 07:00ص
alsharq
ملاك لعباشي

بلغت حالات الطلاق في قطر مع بداية عام 2022 ذروتها في شهر فبراير الماضي، إذ سجلت 212 حالة، ثم تراجعت أعداد حالات الطلاق خلال شهر أبريل إلى 157 حالة وفقاً للإحصاءات الرسمية، مما يشير إلى عدم استقرار معدلات الطلاق على مدار الأشهر الماضية، ويعود ذلك لعدة أسباب، حيث اعتبر عدد من الخبراء أن عدم تثقيف الأبناء وتوعيتهم بالمفهوم الحقيقي للزواج وكيفية تحمل مسؤولية الأسرة وتوفير الأمن والأمان لها هي اكثر الأسباب التي تقف وراء ارتفاع نسب الطلاق في قطر.. كما اكدوا أن اغلب الشباب لديهم فكرة سطحية عن الزواج بأنه ليلة زفاف فخمة وشهر عسل في مكان راق، وغيرها من الأمور التي تبتعد كل البعد عن المعنى الحقيقي للزواج في كونه مودة وسكينة ورحمة بين الزوجين.

وأكد خبراء لـ الشرق: انه إذا اردنا زوجين ناجحين في حياتهما الزوجية يعيشان على المودة والرحمة والتسامح والتغافل، والإحسان، فعلينا الاهتمام بالأبناء منذ مرحلة التنشئة، فنبدأ بغرس الأخلاق والمبادئ والقيم، مع الاهتمام بكسبهم المهارات التي تعزز صفات الرجل بمسؤولياته وأدواره، وأيضا إكساب المرأة المهارات التي تعزز من مسؤولياتها وأدوارها، حينها سيعلم كل منهما واجباته تجاه الآخر، ونكون هنا قد أعددنا أبناء قادرين على مواجهة الحياة بشكل عام، والحياة الزوجية بشكل خاص، وشددوا على أن تدخل الأهل في حياة الزوجين والإقامة مع الأهل بعد الزواج وتقليد الأصدقاء والأقارب أيضا من أهم أسباب أزمة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع وما يترتب على هذه المشكلة من آثار سلبية خطيرة، أهمها تحطيم الروابط الأساسية للأسرة والمجتمع.

 

د. عبدالله اليافعي: غياب ثقافة الزواج أبرز الأسباب

أكد الطبيب النفسي د. عبدالله اليافعي أن المشكلة الأساسية في الطلاق تكمن في المتزوجين أنفسهم، وفي ضعف المستوى الفكري لديهم، وخاصة في ثقافة الزواج، مما يؤثر على أسلوب الحوار ليكون سلبياً، ليس فيه احترام، وفيه النقد الهجومي والاستهزاء والسخرية والتقليل والتصغير للطرف الآخر، مع السب والشتم والإهانة، ومع وجود إصرار على الرأي وإن كان على خطأ، بسبب الكبرياء، ومن الأسباب أيضاً عدم الفهم لمعنى الزواج وأهميته وأهدافه، وعدم معرفتهم لأدوارهم وواجباتهم الزوجية والأسرية.

وتابع: "من الأسباب أيضا في زيادة نسبة الطلاق عدم تعليم الأبناء منذ الصغر على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وأدوارهم كرجل وامرأة في الحياة، مما ينعكس على عدم معرفتهم لأدوارهم وهم متزوجون، بالإضافة إلى عدم وجود مناهج تعليمية في المدارس تعلم الأبناء أهمية الأسرة، والزواج، وضعف برامج التأهيل للمقبلين على الزواج. لهذا يجب تعليم الزوجين أسلوب التواصل الفعال وإعطاء دورات حول كيفية التواصل الإيجابي القائم على الاحترام والتقدير وعدم الإهانة أو الاستهزاء أو التقليل من الطرف الآخر".

وشدد على ضرورة تعليم الزوجين كيفية مواجهة المشاكل الزوجية بالشكل الصحيح، وإلزامية وجود مناهج تعليمية عن الأسرة والزواج وأهميته في المدارس من المرحلة الابتدائية وإلزامية حضور دورة المقبلين على الزواج متكاملة المنهج لمن أراد أن يتزوج.

محمد الشاعر: الطلاق تفكك للأسرة وضياع للأطفال

قال الأخصائي النفسي محمد الشاعر: إن الطلاق يعتبر من أكثر المشاكل انتشاراً في وقتنا الحالي، فيشكل الطلاق خطراً كبيراً على تفكك الأسرة وضياع الأطفال. تقع أغلب مشاكل الطلاق بسبب عدم الصبر وتحمل العبء فتخرج العديد من النساء من بيت زوجها مهما كانت المشكلة بسيطة، وتدخّل الأهل في المشاكل وعدم التردد في طلب الطلاق والخيانة الزوجية وعدم وجود وازع ديني عند الزوج أو الزوجة والتقصير في واجبات المنزل.

وأوضح أن أكثر من يتأثر بالطلاق هم الأبناء فيضيع الأبناء بين الأم والأب بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تتشكل عندهم ويكون من الصعب التخلص منها مهما بلغ الأطفال من العمر. وتقع الزوجة في النظرة السيئة التي ينظرها المجتمع إلى المرأة المطلقة، وكذلك يتشكل الحقد والكره بين الزوجين وتفكك المجتمع، بالإضافة إلى الأثر النفسي الذي يقع على الزوج وخاصة عند تحمل مسؤولية الأطفال وحضانتهم.

وأضاف: "لا يتوقف تأثير الطلاق بين الزوجين على الأبناء فقط بل يصل إلى المجتمع، فيحدث الطلاق شكلا من أشكال التفكك الأسري وفقدان روابط الحب والعاطفة وقد يزيد من انتشار الأمراض النفسية بين جميع الأطراف كالميل للعنف. وليس هذا فقط بل يؤثر على المجتمع بشكل سلبي ويسبب انتشار الجريمة والعنف المفرط من قبل الأبناء تجاه الآخرين، هذا إلى جانب التأثير السلبي الواضح على شخصية الأطفال مثل تكوين مفهوم الذات السيئ لديهم".

ظبية المقبالي: جائحة كورونا كشفت الخلل في بعض العلاقات

قالت ظبية حمدان المقبالي المدير التنفيذي لمركز مختص للاستشارات والبحوث، إن جائحة كورونا جعلت العديد من العلاقات الزوجية تواجه مشاكل كبيرة والزوجان واجها الفجوة الحقيقية التي كانت موجودة بينهما ولكن كان يتم تجاهلها بسبب ضغوط الحياة والعمل والالتزامات، لكن عندما فرضت كورونا على الأسر الجلوس في المنزل ظهرت الفجوة بوضوح ولم يعد من الممكن تجاهلها.

وأضافت: "للأسف في مجتمعنا الأسرة لا تقوم بتربية الولد والبنت على تحمل المسؤولية وبالذات مسؤولية الزواج وتربية الأبناء، فالأسرة تركز على العرس وحفلة الزواج والمستوى المادي والاجتماعي".

وتابعت: "تأثرت الكثير من الفتيات بالفكر الغربي والتحرر والتكبر على الرجل بسبب الاستقلالية المادية، والزوج اهم شيء لديه تلبية رغباته واحتياجاته وسفراته وأصدقاؤه، بالتالي اصبح لدينا شعور الأنانية اكثر من شعور المسؤولية وهذا اكبر دافع لعدم تمسك الزوجين بالأسرة والاستعجال في طلب الطلاق لعدم الشعور بالانتماء".

وأكدت أن الأبناء هم الضحايا للطلاق والأم والأب ضحايا للمجتمع، ولهذا نحن نتمنى من الدولة مثلما الزمت الزوجين بالقيام بالفحوصات قبل الزواج، أن تلزمهم بحضور الدورات والدروس التي ينظمها مركز الاستشارات العائلية للمقدمين على الزواج وقبل عقد القران يجب إحضار شهادة التدريب وشهادة الفحص.

هند الصفار: استمرار الحياة الزوجية يحتاج إلى تنازلات

قالت المحامية هند الصفار إن الحياة الزوجية تحتاج إلى بعض التنازل من الطرفين حتى تستمر الحياة بينهما لكن وللأسف ما نلاحظه من ارتفاع كبير في نسبة الطلاق في مجتمعنا هو إصرار الطرفين على مواقفهما دون تقديم أي تنازلات خاصة أن التفكير الغربي اثر عليهما، بمعنى أن الزوج أو الزوجة قادران على العيش بمفردهما لمجرد امتلاكهما للاستقلالية المادية، فيجب على الزوجين قبل اللجوء إلى المحكمة محاولة إدخال طرف عاقل من عائلة الزوج أو الزوجة لمحاولة الإصلاح بينهما وإرضاء الطرفين.

وتابعت: "القضاء في محكمة الأسرة يحول القضايا في البداية إلى مركز الاستشارات العائلية لمحاولة إيجاد حلول للخلاف بين الزوجين، وللأمانة المركز يبذل مجهودا كبيرا لمنع الزوجين من الوصول للطلاق لكن للأسف هناك العديد من الأزواج الذين يصرون على قرار الطلاق وبالتالي تبدأ المحكمة في إجراءات الطلاق وأكدت أن اغلب حالات الطلاق في قطر تكون فيها المرأة هي من طلبت الانفصال وباشرت في الإجراءات".

أحمد الراشد: تحمل المسؤولية المادية والمعنوية قبل قرار الزواج

قال أحمد الراشد مدرب تنمية بشرية: إن تدخل الأهل والإقامة مع الأهل بعد الزواج أو السعي وراء البذخ والمادة فقط أو عدم السماح للبنت أو الولد باختيار الشريك من الأسباب التي تدفع إلى ازدياد حالات الطلاق في مجتمعنا من سنة إلى أخرى، ولكن حسب وجهة نظري هناك سبب رئيسي يسبق كل هذه الأسباب وهو عدم فهم الأغلبية لمفهوم الزواج الصحيح وأغلبهم يأخذون الزواج كشيء ضروري القيام به لا أكثر أو من خلال تأثير الأسرة بأنه أصبح في سن زواج أو من خلال تقليد الأصحاب، دون فهم السبب الرئيسي للزواج ولا أحد يعرف لماذا يتزوج ومتى يتزوج؟.

وأضاف: "يجب أن يفهم أبناؤنا أن الزواج هو تكوين أسرة وتحمل مسؤوليتها وليس ارتباطاً بين رجل وامرأة فقط، لأن الزواج ليس فقط حفلة عرس وفستان ابيض وشهر عسل، الزواج هو الحب والمودة والسكينة والرحمة والصبر بين الزوجين، ويجب ألا يقدم أحد على الزواج إلا وهو يملك من القدرة ما يكفي لتحمل مسؤولية الزواج وليس فقط المسؤولية المادية وإنما المسؤولية الفكرية والثقافية والاجتماعية والنفسية والأهم مسؤولية توفير الأمن والأمان للأسرة.

مساحة إعلانية