رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

2745

دوري تحت 23 سنة تجربة فاشلة تستنزف المال والوقت

10 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
عبد الناصر البار

يعتبر دوري قطر غاز تحت 23 سنة الذي تم إقراره وتطبيق تجربته قبل اربع سنوات من الآن واحدا من الدوريات التي تركت فكرتها جدلا واسعا لدى الوسط الرياضي عن إيجابيات وسلبيات هذا الدوري وما يمكن ان يقدمه للكرة القطرية، خاصة وان هذا الدوري جاء منقذا لفئة الشباب حتى لا تتسرب مبكرا وتقضي على مشوارها الكروي بسبب عدم قدرتها على حجز مكانة أساسية في الفريق الأول، ولكن مع مرور السنوات ظهر جليا أن هذه التجربة أثبتت فشلها ولم تكن ناجحة هي الاخرى مثل دوري الرديف وقطر غاز من قبل ولم تأت بأي جديد لأن اللاعب المتألق يفرض نفسه بقوة في فريقه وهو في رعيان شبابه، وهو ما جعل اتحاد الكرة يقرر إلغاء البطولة والعودة لدوري الرديف.

حلول جذرية

كان على اتحاد الكرة ضرورة إيجاد حلول جذرية ومصيرية، لتطوير قدرات اللاعبين الشباب، عبر منحهم فرص التباري مع الفرق الأولى، وفي منافسات دوري نجوم قطر، وليس بإحداث مسابقات موازية للدوري لن تحقق الدفع الفني المتوقع، أو تساهم في تفجير طاقات اللاعبين الشبان، بنفس القدر الذي يمكن أن يقوم به اللاعب بدوري النجوم. لأن المهم ليس إحداث المسابقات أو تنويعها، ولكن الأهم هو إيجاد الحلول، والطرق الكفيلة برفع مستويات اللاعبين الشباب، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بانضمام هؤلاء اللاعبين لفرق دوري نجوم قطر، التي تشكل الواجهة الأولى لكرة القدم في قطر.

العودة للرديف

جاء قرار إلغاء دوري قطر غاز تحت 23 سنة صائبا وفي محله من طرف اللجنة التنفيذية في اتحاد الكرة بعد تقييم شامل للبطولة التي انطلقت موسم 2017/‏2018، ولكن قرار العودة لدوري الرديف في نسخته الجديدة بداية من موسم 2021/‏2022 يطرح الكثير من علامات الاستفهام لأن هذه البطولة هي الأخرى أثبتت عدم نجاحها خلال السنوات الماضية وكانت مجرد بطولة على الورق، ولو ان اتحاد الكرة ألزم أندية الدرجة الأولى فقط بالبطولة عكس النسخ الماضية التي كان معنيا بها أندية الدرجة الأولى والثانية.

إحباط اللاعبين

من بين سلبيات دوري تحت 23 سنة هو إصابة اللاعبين الشبان في هذا الدوري بالإحباط، بسبب تطلعاتهم وآمالهم في المشاركة بدوري النجوم في المقام الأول، ليجدوا أنفسهم ينافسون في دوري لا يكاد يسمعه به أي شخص، كما أن دوري قطر غاز ليغ غير مقنع فنياً على الاقل خلال السنوات الماضية، وهو ما كنا نخشاه من قبل عند إعلان انطلاق هذه البطولة، والحل الوحيد لهؤلاء اللاعبين هو الالتحاق بفرق دوري نجوم قطر، وليس دوريات موازية لا تقدم أي إضافة سواء للاعبين أو لكرتنا.

التألق مبكرا

يعتبر الكثيرون ان دوري تحت 23 سنة هو نفس فكرة دوري الرديف، والسؤال هنا: هل لدينا المواهب الكافية لإقامة دوري خاص بها؟. كما ان اللاعب الذي لم يحصل على فرصة اللعب وتجاوز العشرين من عمره عليه أن يبحث عن فريق آخر أو يترك الكرة، فاللاعب في سن الـ23 سنة لم يتبق له سنوات قليلة ويعلن اعتزاله، فلماذا إنشاء دوري خاص بهم؟ لأنه من الممكن أن تحصل على لاعب في سن الـ18 وهو يشارك بشكل أساسي مع الفريق الأول، فكيف سيكون وضع هذا اللاعب مع فريق تحت 23 سنة؟

النقص العددي

تعاني الكثير من أندية الدوري التي شاركت في دوري قطر غاز تحت 23 سنة من مشكلة توفير العدد الكافي من اللاعبين للمشاركة في هذا الدوري الشبابي بسب ارتباط بعض اللاعبين الشباب مع الفريق الأول وعلى سبيل المثال نادي السيلية الذي يملك 5 أو 6 لاعبين يشاركون مع الفريق الاول ونفس المنطق ينطبق على العديد من أنديتنا التي تجد صعوبة كبيرة في تحصيل العدد الكامل للمشاركة بهذا الدوري ماعدا أندية السد والدحيل والريان والغرافة الذين يملكون زادا بشريا ورصيدا كافيا من اللاعبين على مستوى الفئات السنية.

نتائج ثقيلة

ما ميز دوري قطر غاز ليغ تحت 23 سنة في نسخه السابقة، أننا شاهدنا نتائج ثقيلة وأهدافا غزيرة في المباراة الواحدة فاقت الثمانية أهداف وأكثر كما إنحصرت المنافسة بين الدحيل والسد وبنسبة اقل الريان والغرافة والخور، كما ان مستوى المباريات بصفة خاصة والدوري بصفة عامة لم يرق للمستوى المطلوب ولم نشاهد تلك الإثارة والمنافسة القوية أو اكتشاف مواهب بارزة لأن معظم اللاعبين الشباب الذين تألقوا ونجحوا مع أنديتهم يلعبون للفريق الأول ومثال ذلك اكتشاف الموسم همام الأمين لاعب الغرافة الذي تمكن من فرض نفسه مع الفهود والعنابي الأول.

لاعبون مميزون

ما يؤكد ان دوري قطر غاز تحت 23 سنة لم يحقق المطلوب وكان تجربة فاشلة هو ان العديد من اللاعبين الذين سطع نجمهم مع فريقهم الأول لم يلعبوا او ينشطون في هذا الدوري، وهناك الكثير من اللاعبين أمثال المعز علي وبسام الراوي وعبد الله الأحرق وهمام الأمين وأكرم عفيف وكلهم لاعبوه ظهروا بشكل جيد مع فرقهم وحجزوا مكانتهم الأساسية مع نواديهم والعنابي وهم بسن 20 سنة او أقل، وهذا ما يؤكد ان اللاعب الجيد والمميز لا يحتاج لمثل هذه الدوريات والأكثر من ذلك ان بسن الـ 23 من المفروض ان يكون اللاعب نجما وناضجا ولا ينتظر اللعب في دوري لا يسمن ولا يغني من جوع.

مساحة إعلانية