رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

979

ثورة الطاقة المتجددة تصب في صالح قطر..

خبير أمريكي لـ الشرق: الدوحة شريك في تطور صناعة الغاز بأمريكا

11 أكتوبر 2019 , 06:30ص
alsharq
واشنطن - الشرق

 

 قطر حولت الغاز الطبيعي إلى صناعة مستقلة ومنافسة في الأسواق العالمية

الدوحة دعمت تطوير الصناعة في أمريكا والعالم

قطر مكنت الغاز الطبيعي من أن يصبح مجالاً جاذباً للاستثمارات ومحققاً للأرباح

الدوحة استفادت من طفرة إنتاج الغاز بأمريكا عبر شراكتها بمشروع جولدن باس

 الريادة القطرية حققت مرونة حقيقية في أسواق الغاز الطبيعي عالمياً

المؤشرات السوقية تؤكد وجود ثورة انتقالية للغاز الطبيعي المسال بصفة مستقلة عن البترول

الغاز الطبيعي سيكون مورد الطاقة الأرخص والأكثر إتاحة وحماية للبيئة في المستقبل

التوسعات القطرية في الغاز تتوافق مع نمو الطلب العالمي ومع واقع التغير المناخي

التكنولوجيا الحديثة دعمت تصاعد نمو صناعة الغاز الطبيعي بإيقاع متسارع

تطور صناعة الغاز الطبيعي هدم المعتقدات التقليدية لخبراء الطاقة في العالم

الريادة القطرية في الغاز دفعت الإدارات الأمريكية للحرص على تعزيز العلاقات بين واشنطن والدوحة

قطر الرابح الأكبر من ثورة الطاقة المتجددة لريادتها السباقة في الغاز الطبيعي               

 

قال بول رايدن، المسؤول السابق بمكتب المناخ الدولي والطاقة النظيفة بوزارة الطاقة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، ومدير وحدة أبحاث الطاقة النظيفة بمبادرة التغير المناخي ومصادر الطاقة المتجددة وغير التقليدية، إن الثورة الجديدة التي يشهدها العصر الحالي في مصادر الطاقة الجديدة والبديلة عن البترول، يحسب لقطر الدور الرائد فيها، حيث نجحت قطر عبر استثمارات هائلة للغاية في تحويل الغاز الطبيعي من مجرد منتج ثانوي يعيش على ظل ريادة البترول، إلى كونه سوقاً عالمية حقيقية بمعدلات نمو مرتفعة وفرص مستقبلية عديدة تعزز من الحاجة للاعتماد عليه بصورة أكبر مستقبلاً،

وأشار في تصريحاته لـ«الشرق» حول أهمية الثورة الانتقالية في مجال صناعة الغاز الطبيعي سواء عبر انتشار مصافي تجزئة وتسييل الغاز الطبيعي وتطور أدوات التقنية في البحث والتنقيب والبدائل التكنولوجية العديدة والتي جعلت من الغاز الطبيعي بديلاً أرخص وأكثر سرعة وحماية للبيئة من البترول، كما أشاد في الوقت نفسه بدور قطر في دعم الصناعة عالمياً خاصة في الولايات المتحدة حيث تمثل مشاركة قطر بمحطة غولدن باس وجهاً جديداً للرؤية الاستثمارية الذكية من قطر للاستفادة من عوائد ثورة الغاز الطبيعي في أمريكا.

طاقة المتجددة

يقول بول رايدن: إن العصر الحالي يشهد ثورة انتقالية نحو مصادر الطاقة المتجددة والبديلة للبترول وإننا نعيش في عصر ثوري في مجال الطاقة، وما كان ثابتاً وأكيداً في أسواق الطاقة والنفط قد شهد تحولاً جذرياً في العقود الأخيرة، وهذا التحول يمضي بصورة أسرع بمرور الوقت، كما أن أسباب ذلك لا يمكن إرجاعها إلى عنصر واحد فقط سواء كان البترول أو الغاز أو مصادر الطاقة المتجددة؛ حيث لعبت التكنولوجيا والابتكارات دوراً مهماً في تحقيق تنمية حقيقية في مجالات عدة مثل التنقيب عن الغاز وذلك في الحقول غير المكتشفة في بيئات صعبة أو تلك التي في أعماق البحار، وقد وجدنا أيضاً أن مصادر الطاقة المتجددة استطاعت التنافس مع نظائرها الهيدروكربونية بصورة لم يظن أحد أنها ممكنة في السابق، وفي حين شهد العالم فترة من انخفاض أسعار النفط، وجدنا أنه خلال العشرة أعوام الأخيرة فإن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، سواء في أمريكا أو في مختلف أنحاء العالم فتضاعفت الملايين والموارد التي تتدفق على استثمارات الطاقة المتجددة بصورة لافتة وبأكثر من أي وقت مضى.

ثورة حقيقية

وتابع الخبير الأمريكي في شؤون الطاقة: إن كل هذا يجعل عصر الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة البديلة يشهد ثورة حقيقية بكل تلك الأمور التي تحدث معاً، وبالنظر إلى الغاز الطبيعي المسال وما شهدته الأعوام الماضية من تحول كبير من كون الغاز الطبيعي والذي بدأ وكأنه مجرد عرض جانبي على هامش السطوة العالمية للبترول، ولم يكن هناك الكثير من الحماس في استثماره وتطويره، إلى أن وصلنا إلى الدرجة التي باتت هناك مقدرة على نقل الغاز الطبيعي وتدفقه عبر الأسطوانات والأنابيب، وكان لقطر دور كبير جداً في المساعدة على خلق سوق للغاز الطبيعي عالمياً ودفع لمزيد من الازدهار لأسواق الغاز الطبيعي المسال في أماكن عدة منها أمريكا؛ حيث كان للريادة القطرية أن تحقق مرونة حقيقية في أسواق الغاز وبدأت الطريق في جعل الغاز الطبيعي كسلعة وبضاعة قابلة للتداول والتجارة بصورة أكثر استقلالية تماماً عن البترول، وهذا أمر لم يحدث بتكلفة منخفضة بل ببناء بنية تحتية بملايين الدولارات من أجل تحقيق ذلك، ولكن الأعوام الأخيرة شهدت أيضاً تطورا مذهلا بوجود FSRU وهي وحدة بحرية يمكن تمركزها عبر قارب كبير أو سفينة تقوم بدور وحدة إعادة التزويد بالغاز، وهي لم تجعل الغاز الطبيعي أكثر إتاحة وحسب بل إنه أسرع وأرخص من البترول، وفي حين أن تكلفة بنائها وصلت إلى عام واحد فقط وهذا الجدول الزمني في اتجاه للانخفاض إلى مدة أقصر، ولكن يمكن للدول أو المؤسسات ألا تقوم ببناء تلك الوحدات بل بطلبها وحسب برسوم أقل تكلفة من البناء من البداية.

تعزيز الروابط الدبلوماسية

وأكد رايدن في تصريحاته لـ الشرق: إن كل تلك الأسباب هي التي جعلت من الغاز الطبيعي أصبح وبصورة سريعة للغاية سلعة مستقلة تماماً عن البترول، كما أن قطر هي من دفعت لتعزيز تلك الصناعة بصورة هائلة في أن تحقق سوقا عالمية للغاز الطبيعي، وفي الوقت الذي كانت فيه قطر هي المورد الأكبر وربما الوحيد للغاز الطبيعي في عالم تحتله الصادرات النفطية، بدأت الأسواق تتغير وأمريكا الآن إذا ما جرت المخططات كما هو متوقع فستسعى لتحقيق ما حققته قطر من إنجاز واضح، كما إن الإدارات الأمريكية مثل إدارة الرئيس أوباما أدركت عدم وجود الفائض الكافي من الغاز الطبيعي وأن المورد الرئيسي والأكبر المتمثل في قطر فإنها في طريقها لأن تصبح أكثر إنتاجاً وريادة في الغاز الطبيعي، وهو ما عزز استخدام الإدارات الأمريكية للروابط الدبلوماسية بصفة أكثر مع قطر لتوفير الاحتياجات الامريكية من الغاز الطبيعي.

شراكة قطرية - أمريكية

وأوضح مدير مبادرة التغير المناخي والطاقة المتجددة: إن قطر شريكة في هذا التحول الكبير الذي دخل على صناعة الغاز الطبيعي في أمريكا والتي كانت حسب العديد من الخبراء في بورصة نيويورك ولندن، والكثير من المحللين الذين قالوا سابقاً إن أمريكا لن تتمكن من بناء سوق حقيقية للغاز الطبيعي، إلى الوقت الذي باتت فيه أمريكا سوقاً من الأسواق المصدرة للغاز الطبيعي، وهو أمر تشترك قطر في نجاحه أيضاً عبر استثماراتها بمحطة غولدن باس والاستثمارات القطرية في قطاع الطاقة الأمريكية، وهو ذكاء استثماري من قطر أنها أرادت الاستفادة من الطفرة الإنتاجية الأمريكية في الغاز الطبيعي والمشاركة في الأرباح المستقبلية للصناعة، وهو ما يؤكد أن الكثير والكثير للغاية سوف يأتي مستقبلاً في صناعة الغاز الطبيعي وليس فقط في قطر وأمريكا وأستراليا ولكن في دول أخرى عديدة، وهو ما يدعم السوق بصفة عامة، وهو ما يفسر أيضاً النشاط القطري في الاستثمارات في الحقول المكتشفة في موزمبيق ودول القرن الإفريقي والشركات الإيطالية التي أعلنت عن حقول جديدة في دول الشرق الأوسط وأيضاً الاستثمارات القطرية في أمريكا اللاتينية، وهو ما يبقي السؤال قائماً حول جزئيتين متعلقتين بتوافر الغاز أمام الطلب العالمي وهو كما نعلم في ازدياد أكبر، وارتباط أسعار الغاز بالنفط مستقبلاً وهو أمر لا أرى أنه سيكون دقيقاً في المستقبل، فالغاز الطبيعي يتجه ليكون بديلا أرخص وأكثر كفاءة وسرعة وحفاظا على البيئة.

واختتم الخبير الأمريكي تصريحاته بالتأكيد على أن قطر الرابح الأكبر من الثورة الحقيقية في الغاز الطبيعي لكونها صاحبة الريادة في هذه الصناعة، وأن المستقبل يدعم آلية الاعتقاد بأن الغاز الطبيعي بديل أكثر مثالية من البترول سواء حسب مؤشرات الأسعار المستقبلية وأيضاً من حيث وفرته وتطور صناعته بمرور الأعوام وتوافقه مع أهداف التغير المناخي.                        

مساحة إعلانية