رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

977

أكد أنها قضية كبرى في ديننا الحنيف ..

د. ماهر الذبحاني: إقامة العدل في الإسلام قيمة مطلقة ومقدسة

12 أغسطس 2017 , 02:05ص
alsharq

شدد فضيلة الشيخ ماهر الذبحاني خلال خطبة الجمعة، على أن الله لا يُقدِّسُ أمةً، لا يأخُذُ فيها الضعيفُ حقَّه من القوي، و هو غيرُ مُتَعْتِع، فالله لا يقدس تلك الأمة، التي يُقال فيها للمظلوم : اسْكُتْ، ولا تَتَظَلَّم، ولا تشتك، حتى لا تُصابَ بأكثر مما أصابك، ولا يقدس أمةً يقال فيها للمظلوم المقهور لست أوَّلَ واحدٍ، ولا آخرَ واحد، واحمدِ الله، فأنت أحسنُ من غيرك، ولا أمة يُحمَى فيها الظالم، وتكون له الحصانة، فلا يُطالَب، ولا يُحاسَب، ولا يُعاتَب .

وقال فضيلة الشيخ خلال خطبته بمسجد هند بنت عتبه، إن قضية إقامة العدل ومنع الظلم، هي قضية كبرى في هذا الدين، وقيمة مطلقة ومبدأٌ راسخٌ لا تنازل فيه، فقد أمر الله جل وعلا به عباده مرارا وتكرارا بقوله ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)،(اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، والآيات في هذا المعنى كثيرة مستفيضة، وقد كان نبيُّنا محمد يقرِّرُ لأصحابه قدسية هذا المبدأ، ويغرسه في قلوبهم وضمائرهم بأقواله وأفعاله، صلوات الله وسلامه عليه .

وأضاف "لما كان يومُ بدر، مرَّ النبي بأصحابه وقد اصْطَفُّوا وتهيَّؤوا قبل القتال، وفي يده قِدْحٌ، يُعَدِّلُ به صفوفَهم، فمرَّ بأحد الصحابة، وهو مُسْتَنْثِلٌ من الصَّف، فغمزه بالعود في بطنه وقال : استوِ يا فلان، إنَّه أمرٌ نبويٌ لأجل مصلحة الجيش وتنظيمه .. وإذا بالجندي يقول لقائده : يا رسول الله، لقد أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فَأَقِدْني.. وقف رسول الله، يسمع تلك المظلمة، فما كاد الصحابي يُنهي كلماته، حتى مدَّ يده دون تردد، ليكشف عن بطنه الشريف، ويقول لصاحب المظلمة : استقد، فأقبل عليه الصحابي، فاعتنقه وألصق وجهه ببطنه، وقبله وقال يا رسول الله، لقد حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخرُ العهد بك، أن يمسَّ جِلدي جلْدَك".

وتابع " هكذا يكون العدل مع الناس جميعاً دون استثناء، في كبير الأمور وصغيرها، وجليلها وحقيرها، مهما كانت الأحوال، وأيًّا كان المَقام .

إن رسول الله، لا يرضى أن تكون لأحدٍ عنده مظلمة، ولو كانت غمزةً بالعصا، فأين من يضرب مسلماً ظُلماً، بأشدِّ الضرب، ولا تهتزُّ شعرة فيه.. أين من يأكل أموال الناس، ويمنعهم من حقوقهم، ثم لا يشعر بشيء من تأنيب الضمير.. أين من يظلم الضعفاء لمنصبه أو جاهه أو علاقاته، حتى تكون حياتُهم جحيماً، ثم ينامُ قريرَ العين كأنْ لم يفعل شيئا ..أين هؤلاء، من أخلاق نبيهم الذي ينتسبون إليه، ويشهدون أنَّه رسول الله، الذي تجب طاعتُه فيما أمر، واجتنابُ ما نهى عنه وزجر .

مساحة إعلانية