رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3866

الدوحة.. سجل حافل بالدعم الإنساني للاجئين والنازحين

14 فبراير 2022 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

ارتفعت موجات اللجوء ومعدلات النزوح القسري وفرار عشرات الملايين بحياتهم من مناطق النزاعات إلى مناطق آمنة، جراء الحروب وأعمال العنف والاضطهاد في مختلف أنحاء العالم. وتحرص دولة قطر، انطلاقا من دورها الإنساني والأخلاقي، على الاضطلاع بدور ريادي في تقديم الدعم اللازم ومد يد العون لهؤلاء اللاجئين والنازحين قسرا حول العالم، عبر المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الإغاثة لتمكينها من تنفيذ برامجها وأنشطتها الإنسانية في كل مُختلف المناطق، وتعزيز قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المُتزايدة.

وتملك دولة قطر سجلا تاريخيا حافلا بالتعاون الهادف والدعم الإنساني السخي للاجئين والنازحين في مختلف أنحاء العالم، وكان لها دور محوري في دعم الجهود الإنسانية السامية للمنظمات الأممية العاملة في هذا المجال. وساهمت الدوحة من خلال هذا الدعم في تقليص الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الظروف الطارئة، ودعم البرامج المتخصصة في إعادة الإعمار وغيرها من مشاريع التنمية المستدامة المتعلقة أساسا بالصحة والتعليم والغذاء في مختلف مناطق النزاعات. وتعمل المؤسسات والجمعيات الإنسانية الخيرية التابعة لدولة قطر، على دعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من خلال تقديم الدعم المستدام من أجل المُساهمة في تنفيذ برامجها ورسالتها الإنسانية في مُساعدة وحماية اللاجئين وتعزيز حقوقهم. وخلال العقد الماضي، ترسخت الشراكات بين المفوضية وصندوق قطر للتنمية، الذي يعد من الداعمين الرئيسيين للأمم المتحدة، وتركز مساعداته على الدول العربية ودول الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية والأزمتين السورية واليمنية، بالإضافة إلى قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري والخطوط الجوية القطرية، وغيرها. ووقعت المفوضية مؤخرا، اتفاقية مع صندوق قطر للتنمية بقيمة 8 ملايين دولار أمريكي، تقضي بتوفير تمويل مرن لها للأعوام 2021 - 2022، وذلك في إطار دعم جهودها الإنسانية حول العالم. وشملت المساعدات القطرية الإنسانية مسلمي الروهينغا، حيث قامت منظمة قطر الخيرية العام الماضي، بإعادة بناء 537 مسكناً للاجئين من مسلمي الروهينغا في مخيم كوتوبالونغ ببنغلاديش في أعقاب تعرضه لحريق بشكل كامل.

* أكبر أزمة لجوء

شكلت الأزمة السورية أكبر أزمة لجوء في العالم بعد أكثر من عقد من اندلاعها، وبلغ عدد اللاجئين السوريين حول العالم أكثر من 5.5 مليون لاجئ، أغلبهم في دول الجوار مع تزايد معدلات الفقر، إذ يعيش نحو 70 % من اللاجئين في فقر مدقع. ومنذ عام 2016، تعهدت دولة قطر بتقديم 100 مليون دولار سنويا، كدعم إنساني للشعب السوري، إيمانا بحقه في العيش الكريم. ولم تتوقف قطر عن مد يد العون للسوريين، بل قدمت العام الماضي خلال مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، تعهدا جديدا بقيمة 100 مليون دولار، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية في سوريا. وتجاوزت المساعدات القطرية للسوريين منذ السنوات الأولى للأزمة حتى العام 2021، ملياري دولار أمريكي سواء من خلال المساعدات الحكومية أو من خلال منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات المانحة القطرية. وقدمت مبادرتا «كويست الصحة» و«كويست التعليم»، عددا من البرامج الصحية والتعليمية لدعم اللاجئين السوريين والنازحين داخل سوريا والدول المستضيفة، وساهمت قطر في تقديم المنح الدراسية الجامعية للاجئين السوريين في تركيا من خلال برنامج الفاخورة لمؤسسة التعليم فوق الجميع في خمس دول.

وفي إطار الاستجابة الإنسانية والإغاثة الشتوية من دولة قطر، وقع صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري، في نوفمبر الماضي، اتفاقيتي منحة لتوفير المساعدات الشتوية للنازحين واللاجئين السوريين، والمجتمعات المضيفة لهم، من أجل توفير أهم المساعدات الشتوية لـ 30 ألف شخص شمالي غربي سوريا، وخدمة 37 ألفا و500 من اللاجئين السوريين في بلدة عرسا بلبنان. وتشمل المساعدات الشتوية، مواد التدفئة والبطانيات الصوفية وحقائب النظافة الشخصية ومستلزمات الوقاية من عدوى كوفيد- 19، بالإضافة إلى حفر القنوات المائية وإنشاء حواجز إسمنتية حول مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال اللبنانية، للحد من مخاطر تدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيام. وساهمت الدوحة مع مفوضية اللاجئين، في إنجاز الخطط المشتركة لتوفير مساعدات لشتاء 2020 - 2021، وتمكين العائلات من مواجهة موجات البرد الشديدة. وفي 2019، قدمت قطر منحة بقيمة 4 ملايين دولار أمريكي، دعمًا لبرامج الشتاء للمفوضية لدعم اللاجئين في لبنان والأردن، واستفاد من ذلك الدعم أكثر من 45 ألف شخص. وبدوره، دأب الهلال الأحمر القطري، منذ 11 عاما،على تنفيذ حملة "الشتاء الدافئ" لتوفير جميع أنواع الاحتياجات الأساسية خلال الشتاء للأسر المتضررة والمعوزة في البلدان التي تعاني من الصراعات أو الكوارث الطبيعية.

والعام الماضي، قدمت قطر الخيرية، مساهمة زكاة قدرها 3.65 مليون ريال قطري، لدعم اللاجئين في الأردن ولبنان والنازحين في اليمن، وذلك خلال حملة شهر رمضان، وقدمت تلك المساهمة في شكل مساعدات نقدية طارئة لمساعدة الأسر اللاجئة والنازحة على تأمين احتياجاتهم الأساسية كالمأوى، والغذاء، والدواء، وغيرها من الأساسيات المنقذة للحياة، في ظل تحديات إنسانية إضافية يعاني منها اللاجئون والنازحون بسبب جائحة كورونا.

* أكبر أزمة إنسانية

وفي إطار دعم اليمن الشقيق، الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعيش حوالي 20 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وبلغ عدد النازحين داخليا أكثر من 4 ملايين نازح، 73 % منهم نساء وأطفال، خصصت الدوحة، في نوفمبر الماضي، مبلغ 90 مليون دولار دعما لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، للمساعدة في تلبية احتياجات الأمن الغذائي العاجلة في اليمن.

وبلغ إجمالي المساعدات القطرية للشعب اليمني من الفترة 2013 إلى 2020 ما يقارب 195 مليون دولار، منها 70 مليون دولار في مجال المساعدات الإنسانية، تم صرف مبلغ 10 ملايين دولار من قبل صندوق قطر للتنمية في قطاع المياه والصرف الصحي، حيث تم تخصيص دعم لبرنامج تعزيز المياه والإصحاح بالتعاون مع منظمة اليونيسف منذ 2018 في اليمن لمدة 3 سنوات. وخصصت قطر 5 ملايين دولار لتوفير دعم مشروع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتم صرف مليون و800 ألف دولار لصالح ما يقارب 800 ألف مستفيد في قطاع الصحة. أما في قطاع المأوى فقد تم تخصيص دعم لمشروع من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بقيمة 2 مليون دولار. ووقعت قطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أوائل يناير الماضي، اتفاقية تقدر بأكثر من 1.8 مليون ريال قطري (نحو 500 مليون دولار أمريكي) كدعم إنساني لأكثر من ألفي أسرة نازحة داخلياً في مأرب باليمن الشقيق.

* الأزمة الأفغانية

وللتصدي للأوضاع الإنسانية الكارثية في أفغانستان، كانت الدوحة في قيادة الجهود العالمية للتصدي للأوضاع الإنسانية في أفغانستان، وذلك من خلال حراك سياسي ودبلوماسي نشط لحشد الدعم الدولي لمواجهة الكارثة الإنسانية هناك. ودشنت دولة قطر في سبتمبر الماضي، جسراً جوياً لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى أفغانستان، بعد أن نجحت فرق فنية قطرية في عملية الإصلاح الجزئي لمطار كابول الدولي، وتوفير ممرات آمنة لاستقبال المساعدات الإنسانية، وتوزيعها على الأفغان الذين نزحوا من بلداتهم وقراهم إلى العاصمة عقب وصول حركة طالبان إلى السلطة. كما عملت الدوحة على دعم مفوضية اللاجئين من خلال تأمين إيصال شحناتها العاجلة المحمّلة بالمواد الإغاثية المنقذة للحياة إلى أفغانستان، بهدف إعانة العائلات النازحة والأكثر عوزاً على مواجهة ظروف الطقس القاسية في فصل الشتاء.

والشهر الماضي، تلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، رسالة خطية من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعرب فيها عن امتنانه لصاحب السمو على دعم دولة قطر وإرسالها المواد الإغاثية الشتوية الطارئة إلى العاصمة الأفغانية كابول عبر تنظيم جسر جوي على متن 4 طائرات تابعة للقوات المسلحة القطرية لنقل 91 طنا من المواد الإغاثية. كما أشاد بالدور الإنساني الرائد الذي تضطلع به دولة قطر في أفغانستان ودعمها لعمل المفوضية، لصالح الأشخاص النازحين لاسيما في هذا الوقت الحرج مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.

* قطر والأونروا

ظلت دولة قطر ولا تزال في طليعة الدول الفاعلة لتعزيز قدرة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وذلك انسجاماً مع ثوابتها والتزامها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث قدمت الدوحة للوكالة من خلال صندوق قطر للتنمية منذ عام 2015 وحتى العام الجاري ما يقارب 150 مليون دولار أمريكي. وتعد دولة قطر اليوم الأولى عربياً في تقديم الدعم للموارد الأساسية للأونروا في الأعوام الأخيرة.

وفي نوفمبر الماضي وقّع صندوق قطر للتنمية، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، على اتفاقيتين لتقديم دعم مالي بقيمة إجمالية قدرها 25 مليون دولار أمريكي، تشمل دعماً لأنشطة المنظمة الأممية على مدار عامين، بالإضافة إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في عدة قطاعات، ضمن نداء "أونروا" الطارئ للأزمة الإقليمية السورية لعام 2021.

ونصّت الاتفاقية الأولى، على دعم الموارد الأساسية لـ"أونروا" بمبلغ 18 مليون دولار أمريكي، بهدف تعزيز دور الوكالة في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والإسهام في ضمان استمرارها في تقديم خدماتها وتعزيز دورها في تحسين أوضاع الشعب الفلسطيني في فلسطين والدول المستضيفة، فيما تتضمن الاتفاقية الثانية تقديم دعم شامل للاجئين الفلسطينيين في سوريا في قطاعات الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية بمبلغ قدره 7 ملايين دولار أمريكي تخدم 355,980 مستفيدا من اللاجئين الفلسطينيين.

مساحة إعلانية