رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1882

بعد إعصار هاغيبيس المدمر.. الفيضانات تضرب طوكيو

14 أكتوبر 2019 , 12:11م
alsharq
الدوحة - قنا

واجه ملايين اليابانيين أوقاتاً عصيبة خلال الأيام الثلاثة الماضية ، بعد أن اجتاح بلادهم إعصار "هاغيبيس" الذي تجاوزت سرعة رياحه مائتي كيلو متر بالساعة في بعض المناطق، مخلفاً دماراً هائلاً في العديد من القطاعات والبنى التحتية.

وازداد حجم الكارثة والمعاناة ، بعد أن جلب الإعصار معه أمطاراً غزيرة غير مسبوقة ، وتسببت في فيضان أكثر من عشرين نهراً ، وأجبرت السلطات على فتح بعض السدود لتصريف كميات من مياهها خشية انهيارها.. وتسبب الإعصار في إصابة العاصمة اليابانية بالشلل ، وأبقى ملايين السكان في بيوتهم فيما خلت الشوارع من المارة والسيارات.

وأمرت السلطات اليابانية أكثر من 600 ألف شخص في عشر مناطق بشرق ووسط وشمال شرق البلاد ، بإخلاء منازلهم لتفادي أضرار إعصار "هاغيبيس" ، ودعتهم للانتقال فورا إلى أماكن آمنة ، فيما تلقى أكثر من سبعة ملايين ياباني توصيات غير ملزمة بإخلاء منازلهم بعد هطول كميات قياسية من الأمطار.. ونفذ عشرات الآلاف منهم تلك التوجيهات وتم إيواؤهم في مدارس وقاعات وتقديم الغذاء والمياه والأغطية لهم.

وقد ارتفع عدد القتلى من إعصار "هاغيبيس" إلى أربعة وأربعين شخصاً حيث دُفن عدد من الأشخاص نتيجة انزلاقات للتربة أو غرقوا في مساكنهم أو داخل سيارات جرفتها المياه، بينما أصيب وفقد عشرات آخرون ، وغرقت سفينة شحن ترفع العلم البنمي مساء السبت في خليج طوكيو ، ما أدى إلى مصرع خمسة من أفراد طاقمها وفقدان ثلاثة ، وإنقاذ أربعة آخرين .

هذا وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ ومساعدة السكان المتضررين والذين تقطعت بهم السبل نتيجة الفيضانات والانهيارات الأرضية بوسط اليابان وشرقها.. ويشارك في هذه العمليات، أكثر من مائة ألف من رجال الشرطة والإطفاء ومسؤولي خفر السواحل وأفراد قوات الدفاع الذاتي اليابانية.

ويستخدم رجال الإنقاذ المروحيات والقوارب لإنقاذ السكان من منازلهم التي غمرتها المياه، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الياباني بعض السكان على شرفات الطوابق العليا في منازلهم وهم يلوحون طلباً للمساعدة لمروحيات ولفرق الإنقاذ، من داخل مبان محاطة بسيول وأوحال طينية، كما ظهرت بتلك اللقطات قطارات سريعة نصف غارقة في عدد من المحطات في طوكيو وغيرها من المدن.. وذكرت مصادر رسمية أن عشرة من تلك القطارات تبلغ قيمتها أكثر من اثنين وثلاثين مليار ين ، ويتعين نقلها من محطاتها المغمورة بالمياه إلى محطات أخرى لإصلاحها .

بعد إعصار/هاغيبيس/ المدمر.. الفيضانات تضرب طوكيو إضافة أولى وأخيرة

وتسبب إعصار "هاغيبيس" والأمطار الغزيرة التي صاحبته بانقطاع الكهرباء عن أكثر من نصف مليون منزل، وانقطاع إمدادات المياه عن نحو ثمانين ألف منزل بأربع عشرة محافظة.. وأوقف مطار هانيدا في طوكيو ومطار ناريتا في تشيبا هبوط الطائرات، وألغت شركات الطيران مئات الرحلات الجوية ، وتم تعليق خدمة القطارات السريعة في منطقة العاصمة يومي السبت والأحد الماضيين ، مما أثر على أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص ، وأغلقت المتاجر والمصانع أبوابها وتوقفت أنظمة قطارات الأنفاق عن العمل كإجراء احترازي.. فيما ألغى منظمو سباق جائزة اليابان الكبرى ببطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات جميع التدريبات والتصفيات التي كانت مقررة السبت الماضي ، وأُلغيت مباراتان ببطولة العالم للرجبي.

وقد تحول الإعصار إلى منخفض جوي فوق المحيط شرق اليابان ، مبتعداً عن البر الياباني ، فيما استأنفت خدمات القطارات صباح اليوم معظم عملياتها بعد تعليقها على نطاق واسع ، في حين توقع مسؤولون بشركة الخطوط الجوية اليابانية عودة معظم الرحلات الجوية إلى حالتها الطبيعية اليوم . كما ألغت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية جميع تحذيرات الطوارئ من هطول أمطار غزيرة.. ولكنها حثت الناس على البقاء على استعداد حيث لا تزال المخاطر قائمة.

وقد شدد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال اجتماع لفرقة العمل الحكومية المعنية بالكوارث على ضرورة إعطاء الأولوية لحياة الناس أولاً وقبل كل شيء، ودعا لبذل أقصى الجهود لإنقاذ العالقين والمتضررين من المنازل التي غمرتها المياه والبحث عن الأشخاص المفقودين.. وقال إن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لدعم المتضررين من الإعصار وآثاره اللاحقة ، مضيفاً أنها ستشكل فريقاً مشتركاً بين الجهات المعنية لتحسين الملاجئ ومساعدة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في العثور على أماكن للعيش فيها.. كما أصدر تعليمات لضمان استعادة خدمات البنية التحتية بسرعة، وتوفير الغذاء والمياه وغيرها من المواد للمتضررين بشكل فوري.

ويضرب اليابان كل عام نحو عشرين إعصارا ، وتعد ثالث أكبر دولة معرضة للإعصار في آسيا ، لكن إعصار "هاغيبيس" هذا العام هو الأقوى الذي تتعرض له اليابان منذ 60 عاما.. وهو الإعصار التاسع عشر الذي يضرب اليابان هذا العام ، وقد بدأ في شبه جزيرة إيزو جنوب غرب طوكيو، ثم امتد إلى السواحل الشرقية لليابان، وذكرت تقارير الأرصاد الجوية اليابانية أن الإعصار حمل معه هذا العام كميات ضخمة وغير معتادة من السحب ، وقد بلغ قطره في بعض المناطق ألفاً وأربعمائة كيلو متر، وهو ما يقارب نصف طول الأرخبيل الياباني.. وأضافت أن هذه المواصفات قربت موعد وصول الإعصار للبر الياباني، وضاعفت المناطق المتضررة منه كما ساهمت في إطالة فترته الزمنية فوق البحر واليابسة.

مساحة إعلانية