رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

0

في 124 مسجدا ومصلى حددتها «الأوقاف»..

جموع المسلمين يؤدون صلاة الاستسقاء

14 نوفمبر 2025 , 06:45ص
alsharq
❖ محمد دفع الله

أدى جموع المسلمين في الدوحة والمناطق الخارجية صلاة الاستسقاء صباح أمس إحياء للسنة النبوية الشريفة وطلبا لنزول الغيث. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد دعت المسلمين إلى أداء صلاة الاستسقاء في 124 مسجدا ومصلى في جميع أنحاء الدولة. وقال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة في خطبة بهذه المناسبة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن الناس متى تضرعوا إلى الله تعالى بالدعاء الصادق، وأظهروا إليه الافتقار، ولجأوا إليه، واستغفروه، وعرفوا قدر عظمته، واتجهوا إليه بالعبادة، وابتعدوا عن محارمه، أرغد لهم العيش، وأردف لهم النعم، وأرسل عليهم السماء مدرارا، وأمدهم بأموال وبنين، وجعل لهم جنات، وجعل لهم أنهارا.

وأضاف: ومتى ابتعدوا عن هديه، ونبذوا شرعه، وغفلوا عن الطاعة، وبارزوه بالمعاصي، وعلقوا آمالهم على أسباب واهية، حبس عنه القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا قال مجاهد - عليه رحمة الله -: (إن البهائم لتلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السنة، وأمسك المطر تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم». ومن ذلك ما رواه الحاكم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، إلى أن قال: ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا).

ولفت فضيلة الشيخ النعمة إلى أن هدي النبي عليه الصلاة والسلام أن يتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء والصلاة لنزول الغيث، ويسأل الله تعالى اللطف والنفع والرحمة، وانه لما ضعف عند الناس اليقين بالله، ربطوا الأسباب بمسبباتها، وتوفرت لديهم النعم، وطغت عليهم النظرة المادية، أخذ بعضهم ينسب الأمطار إلى المناخ والطبيعة.

- الذنب يحبس القطر

وأشار النعمة إلى قول ابن عباس رضي الله عنه: (ليس عام بأكثر مطرا من عام، ولكن الله يصرفه كيف يشاء، ثم قرأ هذه الآية: (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا).

أي: ليذكر من منع القطر أنه إنما أصابه ذلك بذنب وقع فيه، فيقلع عما هو فيه، فهو سبحانه وتعالى الذي أنزل المطر عذبا فراتا، سائغا شرابه، ولو شاء لحبسه في السماء، أو لجعله ملحا أجاجا (أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون، لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون).

وقال إن الاستغفار يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لها جنات ويجعل لم أنهارا، الاستغفار يكون سببا في إنعام الله عز وجل على المستغفرين بالرزق من الأموال والبنين، الاستغفار من أعظم أسباب استجلاب الرحمة والخيرات والبركات، هذه هي نتيجة الغفلة.  وقال فضيلة د. محمد حسن المريخي في الخطبة التي ألقاها بجامع عثمان بن عفان بالخور إن المتأمل في حال الناس والكون كله وتقلباته بزلازله، وفيضاناته، وقحطه وجدبه، وانحباس الحرارة وتبعاتها المخيفة، ثم في اضطراب الأحوال، وغفلة الناس عن الله، وطغيان الفتن واختلاط الحق بالباطل، يعلم يقينا قدرة الله، وضرورة الرجوع اليه جل وعلا، وحاجة الخلق كلهم إليه، وان الدنيا بكل قواها ليست في مأمن. من سنن الله القاهرة وأقداره الغالبة.

وأوضح أنه من المخيف المحزن أن تغفل القلوب عن هذه الآيات والعبر وألا يزداد الناس إلا بعدا عن الله، وإيغالا في العصيان والقنوط تجد مظاهره في ترك فرائض الله وانتهاك حدوده، والمجاهرة بالمعاصي، والركون الشديد الى الدنيا، وتغليب مصالحها ومطامعها على مصالح الآخرة، وان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده.

ولفت إلى ان غفلة الناس عن الله والدار الآخرة اليوم أمر كبير وحال عجيب فالناس يسيرون في الحياة كأنهم لن يموتوا أبدا ولا كأن الله تعالى انذرهم وحذرهم من الغفلة عنه، ومن الاقبال عليه بلا إيمان وعمل صالح، مشيرا إلى أنه غرور لا مثيل له.

وأكد فضيلته أن ما يقع اليوم من أحوال وتغيرات ليست الا سننا قد قضى الله أمثالها، ونذرا حذر القرآن من مآلها وحكى حال أمم سادت يوما ثم بادت، حذرها فلم تحذره وأرسل لها النذر فلم تتعظ فقال «وقد آخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون» وقال (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجموع الخوف بما كانوا يصنعون). 

وأكد أن كفران النعم سبب الجوع والخوف وسبب الفتن والاضطراب في الأمن والمعايش.

مساحة إعلانية