رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1086

"النعمة": لا صلاح للأمة إلا بالرجوع إلى الدين الحق

15 يناير 2016 , 06:45م
alsharq
محمد دفع الله

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن الإنسان لا العيش في هذه الحياة المليئة بالفتن والمحفوفة بالمكاره، ولا يستطيع تحقيق العبودية لله تعالى على وجهها الصحيح، ولا الخلافة في الأرض كما أراد الله سبحانه ما لم يُكنْ له معين قادر يلجأ إليه عند الشدائد، ويهرع إليه عند الملمات، يسدده ويوفقه، ويحوطه ويرعاه، ليقوم بذلك على الوجه المطلوب.

ولفت في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب اليوم إلى ما رواه احمد والترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: ياغلام إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجهاك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

أبرز مظاهر التوحيد

وأوضح أن الاستعانة بالله تعالى واللجوء اليه، وإظهار الضعف والفقر والحاجة إليه، والإنطراح بين يديه من أبرز مظاهر توحيد الله وعبادته، الدالة على عظمة إيمان العبد بربه، وصلاح قلبه، وعظيم صلته بالله.

ونقل الخطيب ما قيل عن السلف: قال بعض السلف: يارب.. عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك.

وقال النعمة إن الاستعانة بالله تعالى: هي الاعتماد على الله سبحانه في جلب المنافع، ودفع المضار، وطلب العون من الله في كل الأمور، وتلك هي وسيلة السعادة الأبدية، والنجاة الأكيدة من جميع الشرور في الدنيا والآخرة، مع الراحة والطمأنينة وهدوء البال، والسكينة.

وأشار في الخطبة إلى جوامع الدعاء على النحو التالي " روى الترمذي بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً، قلنا: يا رسول الله ! دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا. فقال صلى الله عليه وسلم:(ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟! تقول اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولاحول ولا قوة إلا بالله).

أشد الناس تعلقاً بالله

وأشار خطيب الجمعة إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من أشد الناس تعلقاً بربه جل وعلا، يلجأ إليه ، ويستعين به في جميع أحواله: قال أنس بن مالك - رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، وبك أقاتل.

وكان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.

وأضاف "حين تنزل بالعبد كربة فإنه لا يهنأ بطعام ولا شراب ولا منام، حتى يسعى في كشفها، ويلجأ إلى من يعينه عليها، قال لوط عليه السلام لما أحاط به قومه يريدون الاعتداء على أضيافه عليهم السلام: (لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد)، قال النبي كما جاء في الحديث المتفق عليها: (يرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد)أراد ركن الله تعالى الذي من لاذ به فلن يخيب، وقد لاذ به لوط والمرسلون عليهم السلام فأنجاهم الله تعالى وأهلك المكذبين.

الدنيا دار ابتلاء

وذكر النعمة إن الدنيا دار ابتلاء للعباد، وهو ابتلاء بالسراء والضراء منها ما يخص الفرد كالفقر، والمرض، والهم، والغم، ومنها ابتلاءات جماعية تصيب مدناً، أو تتسع فتشمل دولاً، أو تكون أوسع فتعم أمة كاملة.

وزاد القول "إن للمؤمنين ملجأ يلجأ إليه إن عاذ به فهو معاذه، وإن لزمه فهو ملاذه، وله حصن من الحماية عظيم، إنه باب الاستعانة والتوكل على الله تعالى حين ينعقد قلب العبد على الإيمان واليقين ويملأ بالتوكل على الله تعالى ولا يتعلق بسبب مهما كان، فمن حقق الاستعانة أعانه الله، ومن ترك الاستعانة بالله، واستعان بغيره وكلّه الله إلى من استعان به، فصار مخذولاً.. وأشار في هذه الأثناء إلى ما كتبه الحسن البصري إلى عمر بن عبدالعزيز -عليهما رحمة الله- يقول: (لا تستعن بغير الله فيكلُك الله إليه).

وقال الخطيب إن تحقيق الاستعانة بالله تعالى على وجهها المشروع عنوان السعادة، ودليل الفلاح، ورأس الخير، وإن المسلمين جميعاً يرددون في صلاتهم قول الحق سبحانه: {إياك نعبد وإياك نستعين} ؛ يردّدون ذلك مرات ومرات في اليوم والليلة، ولكن القليل منهم من يعقل معنى الاستعانة بالله، ويدرك أنها من أعظم العبادات التي يجب إخلاصها لله سبحانه، ولهذا نلحظ في أوساط الناس من يعرضون عن الاستعانه بالله، فلا تسألونه قضاء الحوائج، ولا تفريج الكربات، ولا دفع المضار والضوائق، وهم مع ذلك قد أنزلوا حاجاتهم بالمخلوقين الضعفاء الذين لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا..

الصلاح.. بالرجوع للدين

وأكد خطيب الجمعة حاجة المسلمين للرجوع إلى الدين وقال إنه لن تصلح أحوال هذه الأمة إلا بالرجوع إلى الدين، والإستعانة بالله، لا الرجوع إلى الشرق أو الغرب، ولا بالركون إلى الذين ظلموا. وقال : ما أحوجنا إلى الاستعانة بالله والإنابة إليه، في زمان قل فيه التوكل، وضعف فيه الأمل، ألا بحبل الله، "ففروا إلى الله إني لكم منه ندير مبين".

وقال النعمة في الخطبة الثانية إن الأمة تمر في هذه الأيام بفترات عصيبة وظروف قاسية مريرة ..

وذكر أنه مهما أوتي العلم من براعة وبيان ومهما بلغ اللسان من بلاغة وتبيان، فلن يستطيع تصوير الواقع المأساوي المر الذي تعيشه أمتنا المسلمة، حيث تتعرض لهجمة كفرية علنية وصراع مصيري عنيف يشترك فيه العدو الخارجي الذي يتحين كل فرصة للانقضاض على المسلمين، وهناك عدو داخلي يتشدق بانتمائه لدينها وقيمها لكنه يسعى إلى تفتيتها وإشاعة الفتن بين شعوبها وأوطانها.

مساحة إعلانية