رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1435

1839

القرضاوي : أدب المرء عنوان سعادته وفَلاحِه

15 يوليو 2014 , 01:34م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

المؤلف : الشيخ يوسف القرضاوي

الكتاب: أدب المسلم مع الله والناس والحياة

الحلقة الثامنة عشر

استكمالا للحلقة السابقة...

من الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم: ألَّا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرُّف، حتى يأمر هو، وينهى ويأذن، كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [الحجرات:1]. وهذا باقٍ إلى يوم القيامة ولم يُنسخ، فالتقدُّم بين يدَيْ سُنَّتِه بعد وفاته، كالتقدُّم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم. قال مجاهد رحمه الله: لا تفتاتوا على رسول الله. وقال أبو عبيدة: تقول العرب: لا تُقَدِّم بين يدي الإمام وبين يدي الأب، أي: لا تَعْجَلوا بالأمر والنهي دونه. وقال غيره: لا تأمروا حتى يأمر، ولا تَنْهَوا حتى ينهى.

لا تُرفع الأصواتُ فوقَ صوتِه

ومن الأدب معه ألَّا تُرفع الأصواتُ فوق صوته، فإنه سببٌ لحُبوط الأعمال! فما الظنُّ برفع الآراء ونتائج الأفكار على سُنَّته، وما جاء به؟!! أترى ذلك موجبًا لقبول الأعمال، أم رفعُ الصوت فوق صوته موجبًا لحبوطها؟! ومن الأدب معه: ألَّا يجعل دعاءه كدعاء غيره، قال تعالى: "لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاًَ" (النور:63). وفيه قولان للمفسرين:

أحدهما: أنكم لا تدعونه باسمه، كما يدعو بعضكم بعضًا، بل قولوا: يا رسول الله، يا نبي الله. فعلى هذا: المصدر مضافٌ إلى المفعول، أي: (لا تجعلوا) دعاءَكم الرسولَ صلى الله عليه وسلم.

الثاني: أن المعنى لا تجعلوا دعاءَه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضاً؛ إن شاء أجاب وإن شاء ترك، بل إذا دعاكم لم يكن لكم بُدٌّ مِن إجابته، ولم يَسعْكم التخلفُ عنها البتة، فعلى هذا: المصدر مضاف إلى الفاعل، أي: دعاؤه إياكم.

ألَّا يُستشكل قولُه

ومن الأدب معه: ألَّا يُستشكل قوله، بل تُستشكَل الآراءُ لقوله، ولا يعارَض نصُّه بقياس، بل تُهدر الأقيسة وتُلقى لنصوصه، ولا يحرَّف كلامُه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولًا!! نعم هو مجهول، وعن الصواب معزول، ولا يُوقَف قبول ما جاء به على موافقة أحد، فكل هذا من قلة الأدب معه صلى الله عليه وسلم، وهو عين الجرأة.

الأدب مع الخَلق

وأما الأدب مع الخلق: فهو معاملتهم ـ على اختلاف مراتبهم ـ بما يليق بهم، فلكل مرتبةٍ أدبٌ، والمراتب فيها أدب خاصٌّ. فمع الوالدين: أدب خاص، وللأب منهما: أدب هو أخص به، ومع العالِم: أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به، وله مع الأقران أدب يليق بهم، ومع الأجانب أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أُنسه، ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته. ولكل حالٍِ أدب: فللأكل آداب، وللشرب آداب، وللركوب، والدخول، والخروج والسفر، والإقامة والنوم آداب، وللبول آداب، وللكلام آداب، وللسكوت والاستماع آداب.

وأدب المرء عنوان سعادته وفَلاحِه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره.

فما استُجْلِب خيرُ الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استُجلب حرمانها بمثل قلة الأدب.. فانظر إلى الأدب مع الوالدين: كيف نَجَّى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة، والإخلالِ به مع الأمِّ تأويلاً، وإقبالاً على الصلاة؛ كيف امتُحِن صاحبُه بهدم صومعته، وضرب الناس له، ورميه بالفاحشة. وتأمل أحوال كل شقي ومغتر ومدبر: كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان؟ وانظر قلة أدب عوفٍ مع خالد: كيف حرمه السَّلَب بعد أن بَرَد بيديه. وانظر أدبَ الصدِّيق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، أن يتقدم بين يديه، فقال: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله. كيف أورثه مقامه، والإمامة بالأمة بعده؟ فكان ذلك التأخر إلى خلفه ـ وقد أومأ إليه أن: اثبت مكانك ـ جَمْزًا وسعيًا إلى قُدَّام بكل خطوة إلى وراء مراحل إلى قُدَّام تنقطع فيها أعناق المَطِيِّ. والله أعلم.

أدب إبراهيم مع أبيه المشرك

ومن الأدب الرفيع: أدب إبراهيم مع أبيه، برغم شركه وضلاله، فلم ينسَ أدب البُنُوَّة مع الأبوة، حين دعاه إلى التوحيد والإيمان، فقال: "يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا" "مريم:42 — 45". فهذا التصدير لكل فقرة بهذه الكلمة الندية "يَا أَبَتِ" وتكرارها في السياق الواحد عدة مرات، يكشف عن أدب عالٍ لدى الابن، وإن كان أبوه من الضالين.

أدب الإخْوة بعضهم مع بعض

ومن أدب الإخوة والأرحام بعضهم مع بعض: ما تلاه القرآن علينا من موقف ابن آدم الخيِّر الطيب مع أخيه الشرير الخبيث؛ إذ تقبل الله قربان ابن آدم الأول، ولم يتقبل من الآخر، فقال له مهددًا ومتوعِّدًا: "لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (المائدة:27 — 28). ومع هذا "طَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (المائدة:30).. ومن ذلك: موقف يوسف الصديق عليه السلام مع إخوته الذين كادوا له، وصنعوا به ما صنعوا، وكانوا السبب الأول في سلسلة مِحَنه الدامية الحلقات؛ من إلقائه في الجُب، إلى بيعه بثمن بخس، إلى التغرُّب عن الأهل والوطن، إلى التعامل معه على أنه رقيق، إلى فتنة امرأة العزيز به، وقولها له: هَيْت لك، واتهامِه بعد ذلك بالباطل زوراً بما هو منه براء، وإلقائه في السجن بضع سنين، بلا جريرة، ولكنه حين مكَّن الله له في أرض مصر يتبوأ منها حيث يشاء، كان كريماً مع إخوانه، ولم يتحول الدم إلى ماء، كما يقول المثل، بل أكرم وِفادتهم، ورد إليهم بضاعتهم، حتى كشف لهم أخيراً اللثام عن حقيقته، وعرّفهم بنفسه قائلا: "هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُوْنَ * قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف:89 — 90).

من سوء أدب بني إسرائيل

وفي مقابل هذه الصور المضيئة من أدب الأنبياء والصالحين، ذكر القرآن لنا صورة مُعتمة ومثيرة من سوء أدب بني إسرائيل؛ من ذلك سوء أدبهم مع نبيِّهم وزعيمهم الذي حرَّرهم، وأنقذهم الله على يديه: موسى عليه السلام، فهو يقول لهم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً"، فماذا كان موقفهم إزاء هذا الأمر الإلهي؟ "قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا"، فيرد عليهم موسى: "قاَلَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (البقرة:67)؛ لأن الهزل في موضع الجد ـ وخصوصًا في الحديث عن الله تعالى ـ لا يكون إلا من جاهل لا يُمَيِّز بين المواقف، ولا يعرف مقام ربه. ومن ذلك أنهم أُمروا أن يدخلوا باب الأرض المقدسة سُجَّدًا، وأن يقولوا: حِطَّة، عسى أن تُغفر لهم خطاياهم، ولكنهم بدلوا قولاً غير الذي قيل لهم. بل إن سوء أدبهم لم يقتصر على التعامل مع أنبيائهم ورسلهم، بل تعدى إلى التعامل مع الله عز وجل؛ فحين دعاهم الله أن يقرضوه قرضاً حسناً ليضاعفه لهم أضعافاً كثيرة، قالوا بكل وقاحة: "إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ" (آل عمران:181). كما سجَّل عليهم ذلك القرآن؛ لأن المستقرض لا يكون إلا فقيرًا، والمُقرض هو الغني، مع أن الله سبحانه له السماوات والأرض وما عليها مِلكًا ومُلكًا.. ومن ذلك ما قصَّه القرآن عنهم لعنهم الله: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" (المائدة:64).

بيان تأديب الله حبيبه وصفيَّه محمدًا بالقرآن

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة والابتهال، دائم السؤال من الله تعالى أن يُزيِّنه بمحاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، فكان يقول في دعائه: "اللهم كما أحسنتَ خَلقي فحسِّن خُلقي". ويقول: "اللهم جنِّبني منكرات الأخلاق". فاستجاب الله تعالى دعاءه، وفاءً بقوله عز وجل: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، فأنزل عليه القرآن وأدبه به، فكان خُلُقه القرآن.

مقاومة قُطَّاع الطريق إلى الله

ومن أدب المسلم مع الله، بعد الفوز بطاعته، والحذر من معصيته، والاعتصام بعبادته وتقواه، والتوكل عليه، والإنابة إليه: أن يقاوم قواطع وقطاع الطريق إلى الله، فلا شك أن كل طريق يهدي إلى الحق، ويوصل إلى الخير في الدنيا وفي الآخرة، لا بد له من قواطع أو قطاع للطريق يعرفهم، ويعرفهم أهل هذا الطريق، ويحذِّرون الناس منهم. وكذلك طريق الآخرة، وطريق الاستقامة، وطريق التقوى، والطريق الموصِّل إلى الفوز بجنات النعيم، والبعد من نار الجحيم، لا بد لنا أن نعرف قواطعه وقطاعه، حتى يتسلح السائرون في مراحل هذا الطريق بالإرشادات اللازمة، وبالتعليمات المهمة، وبالأسلحة القوية، التي يحتاج إليها من سلك هذه السبيل، ليفوز بسعادة الدارين، وخصوصاً سعادة الآخرة: "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" (آل عمران:185).

وقد بين لنا العلماء الربانيون، بما عرفوه من كتاب ربهم، وسنة نبيهم، وخبرة أئمتهم: أن قواطع الطريق إلى الآخرة، تتركز في أربع: النفس، والشيطان، والدنيا، والناس أو الخلق. وهي التي شكا منها الشاعر الصالح حين قال:

إني بُلِيـتُ بأربعٍ يـرمينني بالنَّبــْــــل عن قــوس لـــــه تـوتـيــــــر

إبليس والدنيا ونفسي والورى يا رب أنت على الخلاص قدير

وسنركز الحديث على كل واحد من هذه الأربع:

1 ـ النفس:

فإن أول عدو للإنسان الذي يتعامل مع الله سبحانه هو: نفسه التي بين جنبيه، وهي التي سماها القرآن: الأمَّارة بالسوء، كما قالت امرأة العزيز: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ" (يوسف:53". وكلمة (أمَّارة) من صيغ المبالغة، التي تدل على أن الأمر بالسوء دَيْدنها، الذي تهواه، وتتفنَّنُ فيه، والمراد من السالك إلى الله: أن يكون واعيًا تمام الوعي، متنبِهًا كل التنبُّه لهذه النفس، فإنها إذا تركت تسيطر وحدها، أوقعتك في الخبائث والمطَّبَّات، ولذلك نبَّهنا القرآن إلى ذلك بقوله: "إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ" (العاديات:6). و"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" (إبراهيم: 34). و"وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا" (الكهف: 54). و"إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" (الأحزاب: 72). و"وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا" (الإسراء:11).. فهذه الآيات تشير إلى أن طبيعة الإنسان وحده، إذا لم يقيده الإيمان، والتربية على مقتضاه، يَضِل ضلالًا بعيدًا، ولذلك كان من الضروري الذي يحتاج إليه الإنسان، وتحتاج إليه نفسه: التزكية، التي تقوم بها النفس ذاتها، فلئن كان فيه الظلم والجهل والكنود والعجلة والجدل والكفر بالنعمة، فإن فيها استعداداً أصليّاً للتغلب على هذه النوازع. وقد قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (الشمس: 7 — 10).. إذن

بين القرآن أن في تزكية النفس الأصلية التي عبر عنها القرآن بالإلهام؛ استعدادها للتقوى، استعدادها للفجور "فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"، وأن جهد الإنسان لتزكيتها لن يضيع سدى، ولن يذهب عبثًا، بل قرَّر القرآن بصريح العبارة: أنَّ من زكَّى نفسه أفلح، ومن دسَّاها خاب: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"، وكان من دور النبيِّين والمرسلين، والعلماء والدعاة الربانيين: أن يأخذوا بيد الإنسان، ويعلموه ويساعدوه، على تزكية نفسه، وقد استطاع مئات الملايين وآلاف الملايين من الناس أن يزكوا أنفسهم، كما قال الله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" (الأعلى:15 — 14). والتزكية المطلوبة تتطلب أمرين في معناها: الطهارة والنماء.

فعلى المسلم أن يطهر نفسه من أدران الشرك والنفاق، وأمراض القلوب وكل عوامل السوء، وبواعث الشر والفساد، ويطهرها من الأفكار الرديئة والمُزَيِّنة التي تزين للناس الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، وتزين لهم سوء أعمال، ومن الرذائل التي تهبط بالإنسان من قمة إنسانيته إلى أوحال الشهوات البهيمية، والافتراسات الوحشية، والإيذاءات الشيطانية، بحيث تصبح نفسه نظيفة تمامًا من جراثيم الشر والباطل.. والمعنى الثاني: هو النَّماء أو التنمية، فالإنسان كما هو مطالب بالتطهير لنفسه، مطالب بتنمية نفسه تنمية شاملة، وتزكيتها بالفضائل، وتحليتها بالمكارم، بعد تخليتها من الرذائل والسفاسف. وما جاء به الإسلام من عبادات كالصلاة والصيام والزكاة.. وإلخ، إنما هي ـ مع أهميتها في نفسها ـ أدوات لها أهميتها في التزكية والتربية. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183). وقال تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" (التوبة: 103). وقال تعالى: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" (الحج:27 ـ 28).

اقرأ المزيد

alsharq أحداث غزة تخفي مظاهر البهجة بعيد الفطر هذا العام

يحل عيد الفطر هذا العام بلا اي مظاهر استعداد للاحتفال بقدومه ولسان الحال يقول " عيد بأي حال... اقرأ المزيد

890

| 27 يوليو 2014

alsharq قطريات يسوقنّ إنتاجهنّ اليدوي للعيد بمواقع التواصل

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي من الفيسبوك والأنستجرام والواتساب والرسائل النصية والبلاك بيري في تسويق إنتاج قطريات احترفنّ الأشغال... اقرأ المزيد

2850

| 27 يوليو 2014

alsharq د.العربي: الإصابة بالتلبك المعوي الأكثر شيوعا خلال العيد

يلتزم الصائمون خلال ايام شهر رمضان بنظام غذائي يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الايام الاخرى. وقد يؤدي... اقرأ المزيد

4590

| 27 يوليو 2014

مساحة إعلانية