رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

357

العالم على موعد مع أزمة صاروخية جديدة

16 فبراير 2017 , 05:06م
alsharq
واشنطن - أ ف ب

قد تكون الولايات المتحدة وروسيا على حافة سباق جديد للتسلح في أوروبا، كما حدث في أزمة الصواريخ التي هزت القارة الأوروبية في السنوات الأخيرة التي سبقت انهيار الاتحاد السوفييتي.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمريكية لم تكشفها، أن روسيا بدأت تنشر على أراضيها صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب أوروبا الغربية.

لم تؤكد الإدارة الأمريكية رسميا ذلك، لكنها لم تكف منذ سنوات عن إدانة سعي موسكو إلى التزود بمثل هذه الصواريخ.

بالنسبة للولايات المتحدة، يشكل ذلك انتهاكا فاضحا لمعاهدة تاريخية تفاوض حولها رونالد ريجن وميخائيل جورباتشيوف مطلع ثمانينات القرن الماضي، نصت على حظر هذه الصواريخ المتوسطة المدى من الترسانتين الروسية والأمريكية وسمحت بإزالة 2700 منها.

وحذر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من أن حلف شمال الأطلسي "سيدافع عن نفسه إذا قررت روسيا التحرك بما يخالف القانون الدولي".

سباق التسلح الصغير

وكانت "معاهدة القوات النووية المتوسطة" التي وقعت العام 1987، وضعت حدا نهائيا لازمة الصواريخ الأوروبية، السباق الصغير إلى التسلح الذي نجم عن نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية "اس اس-20" تستهدف عواصم أوروبا الغربية.

ورد الحلف الأطلسي بنشر صواريخ نووية أمريكية "بيرشينج" ما أدى إلى تظاهرات هائلة تدعو إلى السلام ونقاشات وجودية للرأي العام الأوروبي حول شعار دعاة السلم الألمان "نصبح حمرا أفضل من أن نموت".

ويرى عدد كبير من الخبراء والمسؤولين الأمريكيين، أن روسيا فلاديمير بوتين تعيد حساباتها مع صواريخها الجديد بالطريقة نفسها التي قام بها الاتحاد السوفييتي في سبعينات القرن الماضي.

ورفض الرأي العام الأوروبي أن تنشر الولايات المتحدة صواريخ جديدة في أوروبا لإعادة التوازن، ما احدث شرخا داخل الحلف الأطلسي.

في الولايات المتحدة، يبدو "الصقور" مستعدين للتصدي لنشر صواريخ روسية ولا يترددون في التفكير في نشر أسلحة نووية جديدة في أوروبا.

وقال السناتور المحافظ عن ولاية اركنسو توم كوتون "اعتبر هذه المعلومات دليلا على أن الولايات المتحدة يجب أن تزيد من قوتها النووية في أوروبا".

من جهته، صرح رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين، أن على الولايات المتحدة "التأكد من أن قوات الردع النووي للحلف الأطلسي فعالة ومدربة بشكل جيد وتزداد استعدادا للتصدي" للأسلحة النووية الروسية.

"المفاوضات ليست مثمرة"

حتى الخبراء في شؤون التسلح يشعرون بالقلق من الصواريخ الروسية الجديدة ويعتقدون انه من الضروري ان ينشر الحلف اسلحة جديدة لتحقيق توازن معها.

وقال جيفري لويس الخبير في نزع الأسلحة وناشر مدونة "ارمسكونترولوونك" التي تشكل مرجعا في هذا المجال "علينا أن نبذل كل الجهود لحل المشكلة بطريقة دبلوماسية، لكن للأسف يبدو أن التفاوض مع روسيا لم يكن مثمرا جدا".

وأكد جيفري وخبراء آخرون أن على الأمريكيين إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع موسكو، وفي الوقت نفسه نشر أسلحة جديدة تهدد روسيا في أوروبا.

كل هذا بدون انتهاك "معاهدة القوات النووية المتوسطة" التي تبقى أساسية لتجنب سباق جديد للتسلح مكلف وخطير.

وقال مايكل كريبون وهو خبير آخر في التسلح يدير مركز الدراسات "ستيمسون" في واشنطن "إذا كان الهدف هو دفع الروس إلى إزالة" الصواريخ التي تثير اعتراضات "فمن الأفضل" عدم التشكيك في هذه المعاهدة.

صواريخ تقليدية

وتتضمن هذه المعاهدة بنودا حول التفتيش الميداني أو في مصانع الإنتاج الروسية، قد تكون مفيدة جدا.

ويرى جيفري لويس ومايكل كريبون، أنه من الممكن تصور صواريخ تقليدية جديدة سريعة جدا ودقيقة يمكن نشرها بدون مخالفة المعاهدة.

وأشارا إلى أن المعاهدة لا تتعلق مثلا بالصواريخ التي يتم إطلاقها من السفن أو الطائرات.

لم تصف الإدارة الأمريكية بدقة الصاروخ الذي نشره الروس، لكن لويس قال انه قد يكون النسخة البرية من الصاروخ العابر "كاليبر" المحمول على سفن روسية واستخدمه الروس خصوصا لضرب مسلحي المعارضة في سوريا.

ويمكن تزويد هذه الصواريخ بسهولة برؤوس نووية.

وتتهم روسيا أيضا الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة.

وترى موسكو أن النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الذي نشره الأمريكيون في بولندا ورومانيا خصوصا يمكن أن يستخدم في إطلاق صواريخ باتجاه روسيا.

مساحة إعلانية