رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1531

عبدالله النعمة بجامع الإمام: حفظ اللسان أولوية في حياة المسلم

16 يوليو 2022 , 07:00ص
alsharq
الشيخ عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبته التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن جارحة لها أعظم الأثر في حياة المسلم دينيا ودنيويا، ربط الله عليها الفلاح، وعلّق عليها السعادة أو الشقاء، ورتب عليها الجزاء والعقاب، إنها جارحة اللسان، قال أبو حامد رحمه الله: اعلم أن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الفريدة، فإنه صغر الجِرم عظيم الإحسان أو الجُرم.

وقال الخطيب بكلمة واحدة يدخل العبد في الدين والملة، ألا وهي كلمة التوحيد الخالص، وبكلمة واحدة يتبوأ العبد في الجنة غرفا من فوقها غرف مبنية وبكلمة أخرى يزل العبد في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، ولرب كلمة أوردت صاحبها الموارد، ولأجل هذا كان من أولى الاهتمامات في حياة المسلم حفظ لسانه إلا من الخير وإطابة كلامه، جاء في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، جاء عند أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة قال: (أطعم الجائع، واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير).

اللسان يحدد صلاح العبد

وأضاف: وعلى اللسان مدار صلاح العبد وعمله أو فسادهما قال يحيى بن أبي كثير: (ما صلح الله منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطق رجل قط إلا عرفت ذلك في سائر عمله).

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن

ثرثاراً في كل نادٍ تخطبُ

واحفظ لسانك واحترز من لفظهِ

فالمرء يسلَم باللسان ويعطبُ

ولفت الشيخ عبدالله النعمة إلى أن أهل العلم قد بينوا أنه من شروط الكلام اختيار الكلمات والألفاظ من أطائب الكلام وأنفسه، والبعد عن البذاءة والفحش في القول والمنطق، لأن الكلمة إذا خرجت من فم الرجل ملكته، قال ابن عمر رضي الله عنهما: (إن أحق ما طهر الرجل لسانه).

لا مرحبا بشراشة الطبع

وأردف: وإن من الناس من يعيش صفيف الوجه، شرس الطبع، خبيث اللسان لا يحجزه عن كلام السوء حاجز، ولا يعرف للحسن سبيلا لسانه مهذار وفمه ثرثار تعود على السب والشتم واللعن والفحش والبذاء، حتى إن الكلمة الطيبة الحسنة لو صدرت منه لعدت من الغريب النادر في حياته، ولمثل هؤلاء جاء في صحيح مسلم والبخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وعن البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن من شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه).

****************************

برواز

النميمة.. أخطر آفات اللسان

وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن للكلام والألفاظ دلائل ومعاني، تحمل في طياتها الخير فيجازى العبد عليها، أو تحمل في طياتها الشر والفحش فيجازى عليها بالسيئات المضاعفات. وقد مثلها الله سبحانه وتعالى بالكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة، فكل ما يصدر من آفات اللسان فهو خبيث وسيئ قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار) أخرجه الترمذي، من صورها الغيبة، فقد تكون كلمة واحدة لكنها من الجرم والشناعة لو مزجت بماء البحر لمزجته، ولذا لما قالت عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة: (حسبك من صفية كذا وكذا) تعني أنها قصيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته).

ونوه الخطيب بأن من آفات اللسان النميمة، وهي كلمة خبيثة من شأنها أن تثير فتنة، وتشعل بين طرفين نارا، تورث العداوة والبغضاء، (ويلٌ لكلِ همزةٍ لمزة) وقال النبي عن ذلك الذي يعذب في القبر قال: (وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) حديث متفق عليه، ومن الآفات الكذب والإشاعات والبهتان وشهادة الزور فالكلمة الصادرة عن اللسان لها أثرها وبُعدها فطِن معاذ بن جبل رضي الله عنه لهذا الأمر الجلل فقال: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) أخرجه الترمذي.

مساحة إعلانية